بوابة الوفد:
2024-09-15@08:09:00 GMT

إحياء الأمل للمتفوقين

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

لاشك أن ارتفاع الحد الأدنى للقبول بكليات القطاع الطبى تحديدًا فى الجامعات الحكومية هذا العام جاء ليحطم آمال الكثير من الطلاب، خاصة الذين حصلوا على أكثر من 85% وكان كل أملهم الالتحاق بأى كلية فى القطاع الطبى لتحقيق حلمهم ورغبة الأسر التى تحملت الكثير من الصعوبات من أجل الأبناء.
وحينما نتحدث عن تحطيم آمال الكثير من الطلاب الحاصلين على أكثر من 85% فأكثر، فنحن نقصد هنا أبناء البسطاء غير القادرين على الالتحاق بالجامعات الخاصة التى أصبحت تحتاج مئات الآلاف كمصروفات لحين التخرج، وعشرات الآلاف لمجرد التقدم لها من خلال استمارة الرغبات، أو «الأبلكيشن» الذى أصبح صداعًا فى رأس كل ولى أمر يجوب المحافظات «كعب داير» لإنفاق آلاف الجنيهات دون جدوى كى يجد مكانًا فى كلية.


والحلم الذى تحطم لدى الكثير من الأبناء والأسر، كان سببه قبول طلاب بكليات الصيدلة فى الجامعات الحكومية العام الماضى بنسبة تصل إلى 89% بالثانوية العامة، ومن ثم كان الأمل يسيطر على الكثيرين للحاق بكليات القطاع الطبى بنفس الحد الأدنى أو أكثر قليلًا، إلا أن جاءت الحدود الدنيا مرتفعة بقرابة3% عن العام الماضى فى المرحلة الأولى، وهو نفس الأمر الذى تكرر فى المرحلة الثانية لنجد ارتفاعا وصل إلى قرابة 4% لكليات ومعاهد التمريض بشكل خاص، وكليات الهندسة أيضًا.
وللأسف الشديد، لم يعد هناك أى أمل للكثير من الطلاب البسطاء فى اللحاق بالقطاع التى يرغبون بها، أو بمعنى أدق القطاعات التى تضمن وظيفة أو عملا بعد التخرج، فى حين تبقى التصريحات الوردية من بعض الجامعات عن المنح والتخفيضات للطلاب محلك سر فى ظل ضعف الثقة بين الطلبة وبين الجامعات فى عملية اختيار المستحقين للمنح أو التخفيضات الخاصة بالرسوم الدراسية، سواء للمستحقين، أو المتفوقين.
وما يحدث يتطلب المتابعة الفورية والدقيقة من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى لما يتم فى الجامعات تجاه هذا الأمر. بل لا توجد مشكلة حال إصدار قرار أو توجيهات واضحة من الوزير للجامعات الخاصة والأهلية بقبول نسبة لا تقل عن 5 أو10% من عدد كل كلية خاصة للطلاب غير القادرين والمتفوقين، خاصة الحاصلين على أكثر من 85% فى حين تمكن زملائهم من دخول قطاعات طبية بأقل من 70% فى بعض الجامعات.
وما نقصده بشكل واضح هو عدم قتل الأمل فى نفوس الطلاب المستحقين وغير القادرين، ومن ثم لايجب أن يكون هذا الأمر مرهونًا برغبة وإرادة كل صاحب أو رئيس جامعة فقط بقدر ما يجب أن يكون تحت مراقبة ومتابعة الوزير شخصيًا لإحياء الأمل فى نفوس الطلاب الذين تمنعهم ظروفهم من مجرد المساواة مع أقرانهم القادرين ماديًا على دفع مئات الآلاف.
إن مصر تحتاج الطلاب المتفوقين فى كافة القطاعات الطبية والهندسية وغيرها من التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى وغيرها، ويجب ألا تكون سيطرة المال هى المحدد الرئيسى لمستقبل هؤلاء الطلاب، ومن ثم يجب إحياء الأمل لدى نسبة ولو بسيطة، وجعلهم أبناء قادرين على إحداث نقلة نوعية لأسرهم وبناء مستقبل أفضل لهم.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير التعليم العالي الکثیر من

إقرأ أيضاً:

الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك

ينظم جاليري ضي الزمالك، فى السابعة من مساء اليوم، افتتاح المعرض الاستعادي للفنان الكبير الدكتور علي حبيش، أستاذ النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة، ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع.

يعتبر الفنان على حبيش أحد أعمدة النحت في مصر وخصوصا النحت على الخشب، وأقام أكثر من 10 معارض شخصية وشارك في المئات من المعارض المحلية والدولية داخل مصر وخارجها، وله عدد من المجسمات المهمة في ميادين مصر، وله تمثال ميداني بدار الأوبرا المصرية وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

وحصل حبيش على العديد من الجوائز منها جائزة صالون الإسكندرية الأول وجائزة الصحراء وجائزة يوم الأرض ١٩٧٥ وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث ومتحف الإسكندرية ومتحف أحمد شوقي.

عن تجربته يقول الفنان والناقد الكبير الدكتور صالح رضا:
الفنان على حبيش فى درامية ساخنة حول الإنسان والآلة والحضور الرومانسى لأعماله، يتصارع الفنان النحات على حبيش مع كتلة الصماء فى عراك أبدى حول مفهوم ومنطلقات الفن الذى يعيش وسط الجماهير، مناديا عليها فى الخروج من بوتقة الألم إلى الحرية التى يسعى إليها الفنان من خلال محاولاته السابقة التى كانت تعلو تعبيراتها فوق تعبير الواقع الذى شغل الإنسان وأرهقه فى العصر الحديث.
فتارة نرى الفنان تنصب أعماله حول الطبيعة برومانسيتها بالرغم من عويل الألم فيها فهى تناديك للالتحام بك أينما ذهبت هذه الأشكال بقوة تعبيراتها، سواء صنعها من الحجر أو الخشب أو النحاس فهو سريع النداء للإنسان الذى يقدسه ويعبر عنه فى ملحمة الإنسان والآلة الحديثة ، وفى هذا العمل الذى يقوم بعرضه الفنان يوضح لنا أن الإنسان سوف ينتصر أخيرا على الآلة لأنه هو صانعها وهو قائدها، وإذا فقد الإنسان قيادة هذه الآلة فهى سوف تقضى عليه، فهذه الآلة من خلال رغبة الفنان، فإن أراد أن يحولها أو يغيرها فهو قادر على هذا والتماسك بين صراع الآلة والإنسان.
و يظهر لنا الفنان هذا الاندماج الكلى فى تشكيله الفنى بهذا العمل فى معرضه (الآلة والإنسان) فنرى التكامل من حيث تكتيل الجسم البشرى مع الكتلة النحتية للآلة الصماء فهى غير قادرة على التحرك ضد رغبة الإنسان ومتطلباته العصرية ، ويظهر لنا على حبيش أن رأس الإنسان هى (الماكينة) فى حد ذاتها ــ وهى الآلة العصرية التى تغطى حياتنا فى المنتجات النافعة ، ولكن تخوف الفنان هنا هو أن يكون (العقل) هو الآلة فيفقد الإنسان رومانسيته وعاطفته التى منحها الله له، فالعقل أولا الآلة ثانيا .
فالفنان يضع المحاذير والتخوف من سيطرة الآلة على حياتنا بحيث نصبح آليين مثل الآلة ، وهذا أمر مرفوض تماما من تجسيم وتعبيرات الفنان صاحب الحس العالى وصاحب الرومانسية الحديدية التى تتصارع من اجل بقاء عقل الإنسان، وألا ينحرف خارج طبيعته المليئة بالانسانية وحبه للحياة، والتمثال فى حده هو إنسان جالس على الأرض الصلبة التى يملكها ويعيش عليها، فى أنه قادر على أن يصعد ويتحرك خلال عقله الذى هو فى حقيقة الأمر، هو المحرك الحقيقى للبشرية، فعلا خوف من هذه الآلة الإنسانية الجديدة التى تصنع للبشر وسائل حياتهم.
فالفنان على حبيش يرتفع بقدرة الإنسان ولا يقلل منها على أنها هى الحقيقة الفاصلة فى حياة البشر منذ بدء التاريخ إلى يومنا هذا.
إذن ما هو مفهوم هذه الكتل (النحتية) التى يصنعها الفنان ونثار نحن من خلال تركيباتها ــ لقد أدرك الفنان أنه لا يمكنه أن يجرد الإنسان ويحوله إلى كتل صماء لا حياة فيها تحت إطار مفهوم النحت الجديد بالمجردات .
فالنظرة لدى الفنان هى إيجاد معادل صعب لكى يتم المزج بين الآلة ورغبات الإنسان، وأن (التقنية) الفنية هى مجرد عامل مساعد لإظهار هذا التلاقى فى الحميم بينه وبين الحس البشرى العالى وإيجاد (حميمية) حقيقية بينه وبين هذه الآلة التى يمكنها أن تتمرض على الإنسان سانعها وكل هذه التعبيرات واضحة كل الموضوح فى هذا العمل (الآلة والإنسان) حتى فى عرضه هذا فالمضمون صادر من خلال دلالة (مضمونية) عالية الحس والتعبير التى تظهر بشكل عام فى معرضه هذا وهى إحدى المحاولات للمزج بين متطلبات الشكل والمضومن كما فعل النحات المصرى القديم فى معجزاته النحتية والتى على هداها نحن نسير .

مقالات مشابهة

  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
  • على هامش المناظرة
  • توافق المشاعر العربية
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك
  • مفهوم الفكر الواقعى المعاصر
  • رئيس جامعة حلوان: آلية جديدة لكشف مهارات الطلاب من «الإعدادية» وتدريبهم بالشركات خلال فترة الدراسة
  • أمين «الأعلى للجامعات التكنولوجية»: برامجنا تلبي وظائف المستقبل وتستهدف استقطاب الطلاب بالداخل والخارج
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • فقه المصالح!