حكم جمع العصر والظهر دون عذر: توضيح من دار الإفتاء المصرية
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية من خلال تصريحات الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن جمع الصلوات وقصرها يكونان في الأصل عند سفر الإنسان لمسافة تزيد عن 83 كيلومترًا، بشرط أن تكون مدة الإقامة في المكان المسافر إليه أقل من أربعة أيام، بخلاف يومي السفر والرجوع، مؤكدًا أن جمع الصلوات لا يقتصر فقط على حالة السفر، بل هناك حالات استثنائية أخرى يُسمح فيها بالجمع دون قصر الصلاة.
وأوضح الدكتور شلبي، عبر البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه يمكن جمع الصلوات في حالات استثنائية وضرورية مثل:
الانشغال بعمل أو محاضرة أو اجتماع: إذا كان هناك ما يمنع أداء الصلاة في وقتها المحدد، مثل وجود الشخص في عيادة أو أثناء محاضرة أو في اجتماع يصعب قطعه، فإن هذه الظروف تعتبر حالات استثنائية يجوز فيها الجمع بين الصلوات دون قصر.استشهاد من السنة النبوية: استشهد شلبي بما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في صحيح الإمام مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلوات في المدينة من غير خوف ولا سفر، وعندما سئل عن السبب، قال إنه أراد ألا يحرج أمته.شروط جمع الصلوات دون عذروأكد شلبي أن بعض العلماء يرون جواز جمع الصلوات بشرط ألا يتخذ ذلك عادة دائمة، بل يكون في حالات استثنائية وحاجة ماسة فقط، وهذا الجمع يجب أن يكون مرتبطًا بحالات الضرورة ولا يصبح أمرًا مستمرًا أو عادة يومية.
حكم الجمع بين الصلوات دون عذرمن جهته، قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز الجمع بين الصلاتين إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، كعمل يصعب قطعه، أو أمر مهم يفوت إن ترك، بشرط ألا يُتخذ هذا الجمع عادة مستمرة، مؤكدًا ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم «جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر»، وفي رواية لمسلم: "من غير خوف ولا مطر".
توضيح الجمع الصوريوأشار الشيخ وسام إلى أن جعل جمع الصلوات عادة مستمرة يتعارض مع السنة النبوية التي تحث على أداء الصلوات في أوقاتها المحددة، والمحققون من أهل العلم ذكروا أن الجمع الذي أشار إليه ابن عباس هو الجمع الصوري، أي أن يصلي المصلي صلاة الظهر في آخر وقتها ثم صلاة العصر في أول وقتها، فيبدو للناس أنه جمع بين الصلاتين، لكنه في الواقع أدى كل صلاة في وقتها.
الرخص في السفر وجمع الصلواتومن الرخص التي يتمتع بها المسافر جمع وقصر الصلوات بشرط أن يكون السفر طويلًا ومباحًا (أي يزيد عن 85 كيلومترًا ولا يكون بغرض معصية)، كما يُسمح للمسافر بالجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، ويقصر الصلوات الرباعية فقط مثل الظهر والعصر والعشاء.
متى يجوز جمع العصر والظهر؟ووفقًا لتوضيحات دار الإفتاء، يُسمح بجمع صلاة العصر والظهر في حالات السفر الطويل، أو في حالات استثنائية مثل الانشغال بعمل لا يمكن قطعه أو ظروف قاهرة تمنع أداء الصلاة في وقتها المحدد، والجمع يجب أن يكون ناتجًا عن ضرورة وليس عادة، للحفاظ على أهمية أداء الصلوات في أوقاتها كما أوصت السنة النبوية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العصر صلاة العصر حكم جمع الصلوات دار الافتاء جمع الصلوات بدون عذر حالات استثنائیة جمع الصلوات الصلوات فی الجمع بین فی حالات جمع بین
إقرأ أيضاً:
هل السحر له حقيقة ويتسبب فى أمراض أم مجرد شعوذة وتخييل؟.. الإفتاء تجيب
أرسلت فتاة سؤالا لدار الإفتاء المصرية تقول فيه انها تشعر بإعياء شديد كلما تقدَّم أحدٌ لخِطبتها، ولا تستقر حالتها الصحية إلا بعد رفضه، وذهبت إلى أحد العَرَّافين الذي أخبرها أنه معمول لها عمل بوقف الحال، فما رأي الدين في السحر والسحرة، وكيف تتقي شرهم؟ وما هو العلاج لهذه المشكلة؟
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾. فقد نفى الله -عز وجل- عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.
وبينت بناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
ونصحت السائلة أن تقوي صلتها بالله، وأن تكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، وعدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم.
هل للسحر حقيقة وتأثير في الواقع؟
اختلف العلماء في أمر السحر هل له حقيقة، أم هو شعوذة وتخييل:
أ- فذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن السحر له حقيقة وتأثير.
ب- وذهب المعتزلة وبعض أهل السنة إلى أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:
1- التخييل والخداع.
2- الكهانة والعرافة.
3- النميمة والوشاية والإفساد.
4- الاحتيال.
ومن المؤيدين لهذا الرأي يقول: إن الساحر والمعزم لو قدرَا على ما يدعيانه من النفع والضرر وأمكنهما الطيران والعلم بالغيوب وأخبار البلدان النائية والخبيئات والسرقات والإضرار بالناس من غير الوجوه التي ذكرت لقدروا على إزالة الممالك واستخراج الكنوز والغلبة على البلدان بقتل الملوك، بحيث لا ينالهم مكروه، ولاستغنوا عن الطلب لما في أيدي الناس، فإذا لم يكن كذلك، وكان المدعون لذلك أسوأ الناس حالًا وأكثرهم طمعًا واحتيالَا وتوصلًا لأخذ دراهم الناس، وأظهرهم فقرًا وإملاقًا، علمت أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك.
واستدل الجمهور من العلماء على أن السحر له حقيقة وله تأثير بعدة أدلة منها:
أ- قوله تعالى: ﴿سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 116].
ب- قوله تعالى: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه﴾ [البقرة: 102].
ج- قوله تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].
د- وقوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّٰاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ [الفلق: 4].
ومن استعراض الأدلة نرى أن ما ذهب إليه الجمهور أقوى دليلًا، فإن السحر له حقيقة وله تأثير على النفس، فإن إلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر، ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله، فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا.