وضعت زيارة سوق سلال المركزي على أجندة زياراتي للتعرف إليه عن قرب، وفعلا سنحت لي الفرصة أخيرا لهذه الزيارة.
لقد جرى توقيع اتفاقية نقل أنشطة الجملة والبرادات المركزية من سوق الخضروات والفواكه المركزي بالموالح إلى مدينة خزائن الاقتصادية، ليكون مكونا رئيسا لمدينة الغذاء في خزائن، وعلى ضوئه أنشئت شركة لإدارة وتطوير سوق سلال للفواكه والخضروات، وبلغ التمويل المالي للمشروع حوالي ٤٠ مليون ريال عماني حسبما أعلن وقتها.
ورغم أهمية سوق سلال ومرافقه المختلفة، وأنها قللت الفاقد من الخضراوات والفواكه إلى أقل من 5% إلا أن السوق يفتقد اشتراطات أنسنة المدن، فلا ننسى أن خزائن الاقتصادية تقع ضمن مسقط الكبرى بحسب التخطيط العمراني لوزارة الإسكان.
قلة مواقف السيارات ملحوظة أمام الكم الكبير من مرتادي السوق من المستهلكين، فيضطرون إلى إيقاف سياراتهم في ساحات ترابية يملأها الغبار، وتحيطها قنوات مياه جافة عميقة وعريضة، مما يصعب عليهم التنقل، ويصعب عليهم نقل ما اشتروه من فواكه وخضراوات، كما تلاحظ قلة لجوء المستهلكين إلى استئجار عربات النقل، فهل بسبب قلتها أم غلاء أسعارها؟ كنت أتمنى أن أرى أنسنة المكان بالتشجير والزراعة وإن كانت أشجارا برية كالسدر والغاف وغيره لتخفيف حرارة الطقس، فالمكان يكاد يكون صحراء قاحلة، وكذلك إنشاء مماشٍ مظللة، وإنشاء بعض المقاهي حول مرافق السوق، وغيرها من الخدمات التي تؤنسن المكان بحق.
صحيح تم صرف الكثير على السوق ومرافقه العديدة، وحقق أهدافا عديدة، لكن الأنسنة جزء مهم لجذب المستهلك، وجعل المكان أليفا ومحبوبا، فقد كنت أرى بعض النساء يشترين من سوق الجملة لعائلاتهن الكبيرة، وكيف يتعبن في نقل البضاعة إلى السيارة الواقفة في مكان ترابي بعيد وغير مؤهل البتة، بينما العرق يتصبب منهن في حرارة جو لاهبة.
يعد البعض الأنسنة رتوشا، لكنها رتوش تتحول إلى ضرورة حتمية في مناخ كمناخ بلدنا في شدة الحرارة والرطوبة، ليصبح الشراء نزهة ومتعة وليس مشقة، وللتسهيل على المستهلك، فالتسهيل والتيسير واحد من أهداف الأسواق الناجحة.
إن الكثير من الأسر تشتري من سوق الجملة في سلال لرخص السعر بشكل ملحوظ عن سوق المفرق، لكن للأسف تخطيط سوق سلال يقول للمستهلك: لا تشترِ من سوق الجملة وإن كان مسموحا، لأنك ستعاني مشقة كبيرة وصعوبات، ولن يكون الأمر ممتعا أبدا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
رغوة غامضة تجتاح أحد أحياء الدار البيضاء والسلطات تحقق في المصدر
شهدت منطقة سيدي البرنوصي بالعاصمة المغربية الدار البيضاء، ظهور رغوة بيضاء كثيفة مجهولة المصدر في الشوارع، مما تسبب في إرباك حركة المرور وإثارة قلق السكان والمسؤولين.
وأفاد شهود عيان، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، بأن الرغوة كانت ذات رائحة تشبه مواد التنظيف، وظهرت بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مصدرها وأسباب انتشارها، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو وصور للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.
واستجابت السلطات المحلية بسرعة، حيث فتحت الشركة الجهوية متعددة الخدمات "الدار البيضاء – سطات" تحقيقًا لمعرفة ملابسات هذه الظاهرة. وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال أن تكون الرغوة ناجمة عن تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية من إحدى الوحدات المتخصصة في إنتاج مواد التنظيف، والتي قد تكون تخلصت من نفاياتها دون الامتثال للمعايير البيئية.
وأوضحت السلطات المحلية أنها استدعت فرقًا متخصصة في الصحة العامة لأخذ عينات من الرغوة وإخضاعها لتحاليل مخبرية، وذلك لتقييم مدى خطورتها على البيئة والصحة العامة. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن هذا الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره في المستقبل.
إعلانويُرجّح الخبراء أن يكون ظهور الرغوة مرتبطًا بعدة عوامل، منها تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية، أو تحلل مواد كيميائية، أو خلل في محطات المعالجة، أو وجود بكتيريا خيطية في المياه. كما أشار بعض السكان إلى أن حوادث مماثلة وقعت في المنطقة سابقًا، خاصة خلال فترات الأمطار الغزيرة، إلا أن حجم هذه الحادثة يُعتبر غير مسبوق.
حوادث مماثلة سابقةهذه الظاهرة لم تكن الأولى من نوعها على مستوى العالم، إذ شهدت مناطق أخرى حوادث مشابهة كان لها تأثير بيئي واضح؛ ففي الجزائر عام 2025، انتشرت رغوة غامضة في شوارع مدينة عين مليلة، مما أثار هلع السكان الذين شاهدوا طبقات كثيفة من رغوة بيضاء وحمراء اللون، خاصة بعد أن بدأ الأطفال يلعبون بها رغم التحذيرات.
وفي أستراليا عام 2020، شهد الساحل الشرقي ظهور زبد البحر على الشواطئ، وهو حدث طبيعي ينتج عن امتزاج مياه البحر الهائجة بالطحالب والمواد العضوية المتحللة.
أكوام من الرغوة السامة تغطي نهر "يامونا" قرب نيودلهي.
السلطات حذرت بعدم الاقتراب خشية التسمم لكن رغم ذلك دخل الناس في الماء للتبرك به خلال مهرجان "تشهات بوجا" الهندوسي.
في هذه اللقطات بعض النساء استخدمن الرغوة كشامبو للشعر في مخاطرة كبيرة لصحتهن. pic.twitter.com/P3m12kwevF
— خبرني – khaberni (@khaberni) November 8, 2024
أما في الهند عام 2021، فقد غطّت رغوة سامة نهر يامونا في نيودلهي نتيجة تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية محملة بمواد كيميائية ومنظفات، مما دفع السلطات للتحذير من خطورتها على الصحة العامة.