فقدت صوابي بسبب أفكار إبني
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قراء الموقع تحية لكم جميعا. قبل طرح انشغالي دعيني أحييكم على هذا الفضاء الذي يحتوي همومنا وبفضل الله ينير دروبنا.راسلتكم في انشغال قبل هذا والحمد لله تيسرت الأمور. وها انا اليوم بكل ثقة أضع بين أيديكم مشكلة أرقتني وأفقدتني قوتي كأم.
سيدتي إبني يبلغ من العمر عشرين عاما، صارت التعامل معه صعبا للغاية، والنقاش معه شبه مستحيل، وكل حديثنا بات ينتهي بالصراخ والعصبية، بعد أن جربت معه كل سبل الحوار اللين، حيث قرر التوقف عن الدراسة بعد أن فشل في الحصول على شهادة البكالوريا مرتين على التوالي.
وكلما حاولنا أن نستفسر منه عن مخططاته المستقبلية يبدأ بالصراح والعصبية، ليتجنب أي توبيخ منا، تقبلت فكرة التخلي عن شهادة البكالوريا وطلبت منه أن يجري تكوينات في تخصص جيد إلا أنه يرفض الأمر جمله وتفصيلا. ويرى في طلبي أنانية مني لأنني لا أحب مصلحته بل التباهي به فقط عند حصوله على الشهادة، والله وحده يعلم كم أنا خائفة عليه وعلى مستقبله. فوق هذا سيدتي هو يطلب منا الآن مبلغ مالي ليؤسس لمشروع خاص به، لكن كيف يمكننا أن نثق فيه وهو في الـ21 من عمره، لا خبرة ولا مؤهلات عليمة..؟
لا اريد أن أظهر أمام إبني ضعيفةسيدتي تعبت كثيرا ولا أريد أن أظهر أمامه ضعيفة حتى لا يستقوى علينا أكثر، فكرت أنا ووالده أن نستجيب لطلبه. لكننا جد خائفين من العواقب، قام والده مؤخرا بإيجاد عمل له لكي يتعلم معنى الالتزام، والميدان الشغل. لكنه يوميا يتذمر ويحتج بأننا قمنا بكبح حريته وأنه لا يجد وقت للترفيه عن نفسه. فكيف نثق فيه ونمنحه مبلغ كبير..؟
حتى إبني الأصغر منه بسنتين حاول معه لكن دون جدوى، حيث لا يوجد أدنى تفاهم بينهما. بالرغم من أن أخوه دوما يتودد إليه إلا أن الآخر يصده. فكيف أتصرف من فضلك، فأنا لا أريد أن أفقد إبني..؟
نبيلة من العاصمة
الرد:وعليكم السلام سيدتي، مشكورة جدا على هذه الثقة التي تزيدنا تكليفا لنكون دوما عند حسن ظنكم بنا بحول الله، وقبل أن أرد أتمنى من المولى أن يصلح حال ابنك. وأن يسدد خطاه لما فيه خيرا له في دينه ودنياه، صعب جدا ما تمرين به. فاختلاف الرؤية بين الآباء والأبناء دوما ما تخلق تصادم وفجوة تعقد عملية التواصل بينهما. وبالتالي فقدان الثقة وأحيانا كثير يحصل انفلات الأبناء من بين أيدي والديهما وهنا العاقبة تكون غير حميدة.
سيدتي إن أول ما أنصحك به هو تجنب الصراخ أو الحديث بأصوات مرتفعة، فهو يستعمل ذلك الأسلوب كمنفذ له ليتحاشى أن تضعوه وجها لوجه أمام فشله. أنت ووالده محقان إذ رفضتما منح ذلك المبلغ ما لم يشرح لكما ما نوع التجارة التي يريد أن يمارسها ومدى نجاحها. لهذا حاولي أن تفتحي معه باب الحوار بهدوء واطلبي منه أن يكون هادئا هو الآخر. واطلبي منه أن يقنعك بوجه نظره، وتدعيه يعبر عن مشاعره.
ثم أدعوك لان تفكري في نقطة مهمة جدا، أولا أنا لا ألومك فأنت أم، وهمك الوحيد أن ترين ابنك ناجحا، لكن سأضع أمامك ما يشعر به ابنك، فهو يرى أنكما تخططان لحياته، وتتدخلا في كل شؤونه. وتتعاملا معه كأنه طفل رضيع وتخافان من كل عثرة قد يمر بها، وهذا حقك، لكن هل فكرت يوما أنك قد تكوني مخطئة. وأن ابنك سيحقق نجاحا مبهرا..؟ لهذا أعتقد أنه من الجيد أن تستمعي له بعقلك وقلبك، خاصة فيما يخص المشروع. الذي يريد العمل فيه، فلو بقيتم في هذا الصراع لا أنت ستنالين راحة بالك.
اسأليه عن الضماناتولا هو سيتنازل عن موقفه، اسأليه عن الضمانات التي عنده إن أنتما قدمتم له يد المساعدة. ووفرتما له المال لهذه المشروع، لربما أقنعكما. فربما إعطاؤه الفرصة سيضعه على الطريق الصحيح، فقد يخسر ويفهم أنكما على صواب. وقد ينجح وتفرحان لأنكما أعطيتما له فرصة الانطلاقة. وفي الحالتين الرابح الأول هو أنتما بالتأكيد.
ثم ضعي بعض الحدود والقوانين في بيتك. كأن تحددين وقت الدخول للمنزل، أن تطلبي منه المشاركة في النفقات. وغيرها من القوانين الردعية التي تحد قليلا من تمرده.
حاولي سيدتي بالتي هي أقوم حتى لا يجد ابنك عذرا له يسلك به طريقا لا ترضينها له. كان الله في عونك ووفقك في إدارة شؤون عائلتك أختاه.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد أن قضية شهداء مسيرتنا وشعبنا، ومنذ اليوم الأول، هي قضية الأمة وفق التوجه القرآني.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كلمة له اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها ولها بركاتها وآثارها الطيبة.
ونوه قائد الثورة إلى أن الذكرى السنوية للشهيد تهدف إلى ترسيخ قيم وثقافة ومكاسب الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى والاستنهاض للأمة تجاه مسؤولياتها، وتهدف إلى تمجيد عطاء الشهداء الذي حقق الله به النتائج المهمة للأمة.
ولفت السيد القائد إلى أن الأمم تمجد من يضحون بأنفسهم للخلاص من سيطرة الأعداء ودفع شرهم.. مؤكداً أن منزلة الشهداء في سبيل الله تعالى وقيمة الشهادة هي منزلة عالية ومرتبة رفيعة تفوق كل عطاء وتضحية.
وأضاف أن الشهادة في سبيل الله تعالى فوز عظيم طالما لا بد من الرحيل من هذه الحياة واستثمار واع لما لا بد من حصوله للإنسان.. مؤكداً أن التكريم العظيم – المعنوي والمادي – للشهادة ومقامها الرفيع يدل على أهمية الجهاد في سبيل الله وفضله.
وشدد قائد الثورة على أن الجهاد في سبيل الله تعالى هو ضرورة حتمية لكي تسود قيم الحق والخير والعدل والرحمة ولدفع الأشرار وحتى لا تبقى الساحة خالية لهم.