القدس.. انطلاق العام الدراسي مع تحديات الحرب والأسرلة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
القدس المحتلة- لا ينطلق العام الدراسي في القدس بتاريخ موحّد لجميع الطلبة الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف يتلقون تعليمهم في جميع المراحل بدءا من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة.
فبينما يبدأ التعليم اليوم الاثنين في المدارس الأهلية وتلك التابعة لبلدية الاحتلال وما تُعرف بمدارس "المقاولات"، سيتجه نحو 45 ألف طالب مقدسي إلى مدارس الأوقاف العامة التابعة للسلطة الفلسطينية في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، حسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وبالإضافة للتحديات الكثيرة التي تواجه قطاع التعليم في القدس، فإن العام الدراسي الجديد (2024-2025) ينطلق مع عراقيل إضافية أنتجتها الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى رأسها التحول في المدارس التي تتبع للأوقاف الفلسطينية إلى التعلّم عن بُعد بسبب صعوبة الوصول من جهة، وتذبذب الرواتب من جهة أخرى.
نحو 40% من معلمي القدس يضطرون للتنقل عبر الحواجز المحيطة بالمدينة للوصول إلى مدارسهم (الجزيرة) تأثير الإغلاقاتويقول عبد القادر الحسيني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني، في حديث للجزيرة نت إن 40% من المعلمين الذين يعملون في المدارس الفلسطينية الرسمية والأهلية في القدس يصلون من مناطق الضفة الغربية. وبسبب إغلاق الطرقات والتشويشات التي صاحبت الحرب، فإن كثيرا منهم لم يتمكن من الوصول إلى عمله.
ويضاف إلى ذلك -وفقا للحسيني- مشكلة رواتب السلطة الفلسطينية وعدم انتظامها، مما أدى إلى تذبذب نظام التعليم الوجاهي، وهذا أدى بدوره خلال العام الدراسي 2023-2024 إلى هجرة 750 طالبا وطالبة من مدارس الأوقاف العامة إلى مدارس تندرج تحت مظلة التعليم الإسرائيلية.
كما دفع ذلك 150 معلما ومعلمة إلى الاستقالة أو طلب إجازات غير مدفوعة والانتقال إلى مدارس المعارف الإسرائيلية التي تنتظم فيها الرواتب وتفوق قيمتها الشهرية ما يحصل عليه المعلم في المدارس الفلسطينية بكثير.
"واضطر الأهالي للبحث عن مدارس ينتظم فيها التعليم، ونتوقع خلال العام الدراسي 2024-2025 استمرار المشكلة ذاتها وتفاقمها" أردف الحسيني.
الحسيني: بلدية الاحتلال تعمل على بناء مدارس جديدة في القدس تدرس المنهاج الإسرائيلي (الجزيرة) نزيف المدارسوفي الوقت الذي يستمر فيه ما سماه الحسيني "نزيف المدارس" الفلسطينية، فإن الإسرائيليين ماضون في مخططاتهم المتمثلة إما في إدراج مسار نظام التعليم الإسرائيلي "البجروت" داخل المدارس، أو تحويل التعليم في بعض المدارس بشكل كلّي من نظام "التوجيهي" (الثانوية الفلسطينية)" إلى "البجروت الإسرائيلي".
ولا تسلم المدارس التي يتعلم فيها طلبة القدس المنهاج الفلسطيني من الاعتداء على مناهجهم، بدءا بحذف بعض المواد والرموز الوطنية منها، مرورا بإضافة مواد محل المحذوفة، والتخوف القادم هو تغييرها بحيث لا يكون طالب التوجيهي في القدس مؤهلا للتقدم لامتحانات الثانوية العامة.
ورغم أن بلدية الاحتلال تعمل على بناء مدارس جديدة في القدس تدرس المنهاج الإسرائيلي العام أو مدارس متخصصة في العلوم والتكنولوجيا، فإن الطاقة الاستيعابية لهذه المدارس محدودة، وفقا لعبد القادر الحسيني الذي تجري مؤسسته دراسات عن قطاع التعليم في المدينة المحتلة.
ويلتحق بمدارس القدس -وفقا للحسيني- ألفا طالب جديد سنويا، وتبرز الحاجة كل عام إلى 80 غرفة صفية، توفر إسرائيل -في أحسن الأحوال- 36 غرفة منها فقط، ويبلغ النقص في عدد الغرف الصفية في القدس الآن 10 آلاف مقعد.
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يعاني قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة من نقص عدد الغرف الصفية بسبب إهمال وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في المدينة للمدارس التي تدرّس المنهاج الفلسطيني، كما تعرقل أي محاولة لبناء مدارس وصفوف جديدة.
ووفق مؤسسة فيصل الحسيني المختصة… pic.twitter.com/sqpnwlTeAM
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 30, 2024
ويتخرج الطلبة المقدسيون في المدارس التي تلقن المنهاج الإسرائيلي بجودة تعليمية منخفضة، وهذا ناتج، وفقا لمؤسسة فيصل الحسيني، عن فرق الموازنات الهائل بالمقارنة مع المدارس اليهودية، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نوعية التعليم.
ومن ثم، يتخرج الطالب في هذه المدارس من دون أن يتمكن من دخول الجامعة بتخصصات علمية، ويتم تشجيعه على الالتحاق بالمساقات الأدبية في الجامعات الإسرائيلية التي لا يتوجه لها الإسرائيليون، "فطلبتنا هم الزبائن لهذه التخصصات، أو ينخرطون بسوق العمل الإسرائيلي في وظائف لا يعمل فيها الإسرائيليون وتكون في أدنى الهيكل الاقتصادي، وهذا يؤثر على القدس بشكل عام لتبقى المدينة في أدنى السلم الاقتصادي والاجتماعي".
يتابع الحسيني حديثه بالقول إن عدد المدارس التي تندرج تحت مظلة التعليم الفلسطينية في القدس هو 139 مدرسة، منها 50 مدرسة تتبع لمديرية التربية والتعليم في القدس، والبقية تندرج تحت مظلة المدارس الأهلية، وتبلغ نسبة الطلبة المقدسيين الذين يتعلمون المنهاج الإسرائيلي 18%.
وتصعّب ظروف الحرب الحالية آليات عمل المؤسسات التي تعنى بقطاع التعليم، ومن بينها مؤسسة فيصل الحسيني، الذي قال رئيس مجلس إدارتها إن بعض المؤسسات ستدخل في حالة صراع من أجل البقاء، وإن مؤسسته رغم كل الظروف القاهرة ستبقى تركز على جودة التعليم في المدارس الفلسطينية بالقدس من خلال التدريب المكثف للمعلمين من جهة، ودعم البنية التحتية في المدارس من جهة أخرى.
"نركز على تجديد الأثاث، ونهتم بشبكات الكهرباء لنحافظ على الأمان، ونعمل على تجديد المختبرات لنرفع مستوى تعليم العلوم ونحوّل التجارب إلى أبحاث علمية، ونعمل في مجال تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المدارس لتكون جاذبة للطلبة، لكن التمويل هو أصعب العقبات التي تواجهنا دائما" يضيف الحسيني.
الشمالي: قسم المعارف العربية في بلدية الاحتلال يفيد بمنع توزيع كتب المنهاج الفلسطينية (الجزيرة) محاربة أسرلة التعليمبدوره، قال رئيس اتحاد لجان أولياء أمور مدارس القدس زياد الشمالي، للجزيرة نت، إن الاتحاد والمدارس سيواجهون -مثل كل عام- معضلة توزيع كتب المنهاج الفلسطيني غير المحرّف على طلبة مدارس القدس، لكن هذا العام ستكون هذه الخطوة صعبة -إن لم تكن مستحيلة- في ظل حالة الطوارئ التي أُعلنت منذ بداية الحرب.
ويتابع الشمالي "سيكون التحرك صعبا جدا.. قبل الحرب اعتُقل عدة أشخاص في أثناء نقل الكتب من المخازن إلى المدارس لتوزيعها على الطلبة، وقبل أيام وصل كتاب رسمي من قسم المعارف العربية في بلدية الاحتلال يفيد بمنع توزيع كتب المنهاج الفلسطيني إلا عن طريق البلدية للعام الدراسي 2024-2025".
وجاء في الكتاب الذي وصلت نسخة منه يوم 29 أغسطس/آب المنصرم لمديري وأقسام المعارف العربية ومفتشي المدارس بالقدس، أنه يجب التقيّد بما يتم توزيعه عن طريق البلدية، وأن الرقابة ستكون شديدة جدا من قبل قسم التدقيق والرقابة في وزارة المعارف الإسرائيلية.
وحسب الكتاب، فإن البلدية ستوزع لأول مرة هذا العام الكتب المحرفة على صفّي الـ11 والـ12 "التوجيهي"، وهذا يضع طلبة الثانوية العامة من المقدسيين أمام معضلة الحصول على المضامين الكافية للتقدم للامتحانات الموحدة مع الضفة الغربية وقطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تعليمي المنهاج الإسرائیلی المنهاج الفلسطینی بلدیة الاحتلال العام الدراسی المدارس التی مدارس القدس فی المدارس التعلیم فی إلى مدارس فی القدس من جهة
إقرأ أيضاً:
صور| انطلاق الفصل الدراسي الثاني.. ”اليوم“ ترصد عودة الطلاب للفصول
انطلق اليوم الأحد الفصل الدراسي الثاني في جميع مدارس المملكة، حيث استقبلت أكثر من 36 ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية وأجنبية ما يزيد عن 6 ملايين طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم العام.
وشهدت المدارس أجواء حماسية وإيجابية، امتزجت بفرحة اللقاء بعد إجازة الفصل الدراسي الأول، فيما حرصت إدارات المدارس على تهيئة بيئة تعليمية محفزة وآمنة، تسهم في تحقيق التميز الأكاديمي للطلاب والطالبات.
أخبار متعلقة طقس الأحد.. أجواء غائمة على 5 مناطقبالتفاصيل.. هيئة فنون العمارة تعلن مبادرتين مع جهات دوليةوأكملت وزارة التعليم استعداداتها لاستقبال أبنائها الطلاب، بتجهيز 21,973 مبنى تعليميًا وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، لضمان انطلاقة سلسة للعملية التعليمية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 1 2 3 4 var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });إجازات الفصل الدراسي الثانيويشارك في رعاية العملية التعليمية نخبة من الكوادر التعليمية، يبلغ عددهم 513,123 معلما ومعلمة، بالإضافة إلى 106,335 إداريا وإدارية.
ويتضمن الفصل الدراسي الثاني 4 إجازات، تشمل إجازة نهاية أسبوع مطولة يومي الأربعاء والخميس 10 و11 جمادى الآخرة 1446 هـ، واجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني التي تبدأ يوم الأحد 3 رجب 1446 هـ وتستمر لمدة 7 أيام، بالإضافة إلى الاحتفاء بيوم التأسيس الوطني في 24 شعبان 1446 هـ، وتختتم الإجازات بإجازة نهاية الفصل الدراسي الثاني التي تبدأ يوم الاثنين 25 شعبان 1446 هـ.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 5 6 7 8 var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأكدت وزارة التعليم ان هذه الجهود تأتي في إطار خططها الاستراتيجية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال تعزيز جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية شاملة تهيئ الطلاب والطالبات لمستقبل واعد.
وشددت الوزارة على أهمية انتظام الطلاب منذ اليوم الأول للفصل الدراسي، مؤكدة على توفير كافة الإمكانات اللازمة لضمان سير العملية التعليمية بفعالية وإيجابية، بما يعكس طموحات المملكة في بناء مستقبل تعليمي رائد.