القدس المحتلة- لا ينطلق العام الدراسي في القدس بتاريخ موحّد لجميع الطلبة الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف يتلقون تعليمهم في جميع المراحل بدءا من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة.

فبينما يبدأ التعليم اليوم الاثنين في المدارس الأهلية وتلك التابعة لبلدية الاحتلال وما تُعرف بمدارس "المقاولات"، سيتجه نحو 45 ألف طالب مقدسي إلى مدارس الأوقاف العامة التابعة للسلطة الفلسطينية في التاسع من سبتمبر/أيلول الجاري، حسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القدس.. مدارس تبدأ عامها الدراسي الجديدlist 2 of 2أبو صوَيْ: 40% من مدارس القدس يشرف عليها الاحتلالend of list

وبالإضافة للتحديات الكثيرة التي تواجه قطاع التعليم في القدس، فإن العام الدراسي الجديد (2024-2025) ينطلق مع عراقيل إضافية أنتجتها الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعلى رأسها التحول في المدارس التي تتبع للأوقاف الفلسطينية إلى التعلّم عن بُعد بسبب صعوبة الوصول من جهة، وتذبذب الرواتب من جهة أخرى.

نحو 40% من معلمي القدس يضطرون للتنقل عبر الحواجز المحيطة بالمدينة للوصول إلى مدارسهم (الجزيرة) تأثير الإغلاقات

ويقول عبد القادر الحسيني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني، في حديث للجزيرة نت إن 40% من المعلمين الذين يعملون في المدارس الفلسطينية الرسمية والأهلية في القدس يصلون من مناطق الضفة الغربية. وبسبب إغلاق الطرقات والتشويشات التي صاحبت الحرب، فإن كثيرا منهم لم يتمكن من الوصول إلى عمله.

ويضاف إلى ذلك -وفقا للحسيني- مشكلة رواتب السلطة الفلسطينية وعدم انتظامها، مما أدى إلى تذبذب نظام التعليم الوجاهي، وهذا أدى بدوره خلال العام الدراسي 2023-2024 إلى هجرة 750 طالبا وطالبة من مدارس الأوقاف العامة إلى مدارس تندرج تحت مظلة التعليم الإسرائيلية.

كما دفع ذلك 150 معلما ومعلمة إلى الاستقالة أو طلب إجازات غير مدفوعة والانتقال إلى مدارس المعارف الإسرائيلية التي تنتظم فيها الرواتب وتفوق قيمتها الشهرية ما يحصل عليه المعلم في المدارس الفلسطينية بكثير.

"واضطر الأهالي للبحث عن مدارس ينتظم فيها التعليم، ونتوقع خلال العام الدراسي 2024-2025 استمرار المشكلة ذاتها وتفاقمها" أردف الحسيني.

الحسيني: بلدية الاحتلال تعمل على بناء مدارس جديدة في القدس تدرس المنهاج الإسرائيلي (الجزيرة) نزيف المدارس

وفي الوقت الذي يستمر فيه ما سماه الحسيني "نزيف المدارس" الفلسطينية، فإن الإسرائيليين ماضون في مخططاتهم المتمثلة إما في إدراج مسار نظام التعليم الإسرائيلي "البجروت" داخل المدارس، أو تحويل التعليم في بعض المدارس بشكل كلّي من نظام "التوجيهي" (الثانوية الفلسطينية)" إلى "البجروت الإسرائيلي".

ولا تسلم المدارس التي يتعلم فيها طلبة القدس المنهاج الفلسطيني من الاعتداء على مناهجهم، بدءا بحذف بعض المواد والرموز الوطنية منها، مرورا بإضافة مواد محل المحذوفة، والتخوف القادم هو تغييرها بحيث لا يكون طالب التوجيهي في القدس مؤهلا للتقدم لامتحانات الثانوية العامة.

ورغم أن بلدية الاحتلال تعمل على بناء مدارس جديدة في القدس تدرس المنهاج الإسرائيلي العام أو مدارس متخصصة في العلوم والتكنولوجيا، فإن الطاقة الاستيعابية لهذه المدارس محدودة، وفقا لعبد القادر الحسيني الذي تجري مؤسسته دراسات عن قطاع التعليم في المدينة المحتلة.

ويلتحق بمدارس القدس -وفقا للحسيني- ألفا طالب جديد سنويا، وتبرز الحاجة كل عام إلى 80 غرفة صفية، توفر إسرائيل -في أحسن الأحوال- 36 غرفة منها فقط، ويبلغ النقص في عدد الغرف الصفية في القدس الآن 10 آلاف مقعد.

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يعاني قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة من نقص عدد الغرف الصفية بسبب إهمال وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في المدينة للمدارس التي تدرّس المنهاج الفلسطيني، كما تعرقل أي محاولة لبناء مدارس وصفوف جديدة.

ووفق مؤسسة فيصل الحسيني المختصة… pic.twitter.com/sqpnwlTeAM

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 30, 2024

 

ويتخرج الطلبة المقدسيون في المدارس التي تلقن المنهاج الإسرائيلي بجودة تعليمية منخفضة، وهذا ناتج، وفقا لمؤسسة فيصل الحسيني، عن فرق الموازنات الهائل بالمقارنة مع المدارس اليهودية، الأمر الذي ينعكس مباشرة على نوعية التعليم.

ومن ثم، يتخرج الطالب في هذه المدارس من دون أن يتمكن من دخول الجامعة بتخصصات علمية، ويتم تشجيعه على الالتحاق بالمساقات الأدبية في الجامعات الإسرائيلية التي لا يتوجه لها الإسرائيليون، "فطلبتنا هم الزبائن لهذه التخصصات، أو ينخرطون بسوق العمل الإسرائيلي في وظائف لا يعمل فيها الإسرائيليون وتكون في أدنى الهيكل الاقتصادي، وهذا يؤثر على القدس بشكل عام لتبقى المدينة في أدنى السلم الاقتصادي والاجتماعي".

يتابع الحسيني حديثه بالقول إن عدد المدارس التي تندرج تحت مظلة التعليم الفلسطينية في القدس هو 139 مدرسة، منها 50 مدرسة تتبع لمديرية التربية والتعليم في القدس، والبقية تندرج تحت مظلة المدارس الأهلية، وتبلغ نسبة الطلبة المقدسيين الذين يتعلمون المنهاج الإسرائيلي 18%.

وتصعّب ظروف الحرب الحالية آليات عمل المؤسسات التي تعنى بقطاع التعليم، ومن بينها مؤسسة فيصل الحسيني، الذي قال رئيس مجلس إدارتها إن بعض المؤسسات ستدخل في حالة صراع من أجل البقاء، وإن مؤسسته رغم كل الظروف القاهرة ستبقى تركز على جودة التعليم في المدارس الفلسطينية بالقدس من خلال التدريب المكثف للمعلمين من جهة، ودعم البنية التحتية في المدارس من جهة أخرى.

"نركز على تجديد الأثاث، ونهتم بشبكات الكهرباء لنحافظ على الأمان، ونعمل على تجديد المختبرات لنرفع مستوى تعليم العلوم ونحوّل التجارب إلى أبحاث علمية، ونعمل في مجال تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المدارس لتكون جاذبة للطلبة، لكن التمويل هو أصعب العقبات التي تواجهنا دائما" يضيف الحسيني.

الشمالي: قسم المعارف العربية في بلدية الاحتلال يفيد بمنع توزيع كتب المنهاج الفلسطينية (الجزيرة) محاربة أسرلة التعليم

بدوره، قال رئيس اتحاد لجان أولياء أمور مدارس القدس زياد الشمالي، للجزيرة نت، إن الاتحاد والمدارس سيواجهون -مثل كل عام- معضلة توزيع كتب المنهاج الفلسطيني غير المحرّف على طلبة مدارس القدس، لكن هذا العام ستكون هذه الخطوة صعبة -إن لم تكن مستحيلة- في ظل حالة الطوارئ التي أُعلنت منذ بداية الحرب.

ويتابع الشمالي "سيكون التحرك صعبا جدا.. قبل الحرب اعتُقل عدة أشخاص في أثناء نقل الكتب من المخازن إلى المدارس لتوزيعها على الطلبة، وقبل أيام وصل كتاب رسمي من قسم المعارف العربية في بلدية الاحتلال يفيد بمنع توزيع كتب المنهاج الفلسطيني إلا عن طريق البلدية للعام الدراسي 2024-2025".

وجاء في الكتاب الذي وصلت نسخة منه يوم 29 أغسطس/آب المنصرم لمديري وأقسام المعارف العربية ومفتشي المدارس بالقدس، أنه يجب التقيّد بما يتم توزيعه عن طريق البلدية، وأن الرقابة ستكون شديدة جدا من قبل قسم التدقيق والرقابة في وزارة المعارف الإسرائيلية.

وحسب الكتاب، فإن البلدية ستوزع لأول مرة هذا العام الكتب المحرفة على صفّي الـ11 والـ12 "التوجيهي"، وهذا يضع طلبة الثانوية العامة من المقدسيين أمام معضلة الحصول على المضامين الكافية للتقدم للامتحانات الموحدة مع الضفة الغربية وقطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تعليمي المنهاج الإسرائیلی المنهاج الفلسطینی بلدیة الاحتلال العام الدراسی المدارس التی مدارس القدس فی المدارس التعلیم فی إلى مدارس فی القدس من جهة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم يعلن إرتفاع نسب حضور الطلاب في المدارس لـ90% هذا العام

عقد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اجتماعًا عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع السادة مديري مديريات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية، لمتابعة انتظام العملية التعليمية، وتطبيق معايير الجودة والانضباط داخل المدارس، ومتابعة تنفيذ خطط المتابعة الميدانية وتقييم التزام المديريات التعليمية بتلك المعايير خلال سير الدراسة الفعلية.

ننشر التفاصيل الكاملة لخطة التعليم لسد عجز المعلمين في المدارسننشر تفاصيل خطة التعليم لحماية طلاب المدارس من الأمراض المعدية

حضر الاجتماع الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير.

وفي مستهل الاجتماع، أعرب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف عن تقديره البالغ لما يبذله مديرو المديريات التعليمية من جهود مخلصة لضبط منظومة الأداء والانضباط داخل المدارس، مؤكدًا أنهم يمثلون الركيزة الأساسية في نجاح منظومة التعليم قبل الجامعي، لما يضطلعون به من دور محوري في متابعة الانضباط وتنفيذ السياسات التعليمية على أرض الواقع، مؤكدًا أن ما تحقق يُعد رصيد نجاح جماعي يجب الحفاظ عليه والبناء عليه خلال الفترة المقبلة عبر متابعة دقيقة ويومية من قيادات المديريات والإدارات التعليمية.

وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أنه أجرى منذ انطلاق الدراسة سلسلة من الجولات الميدانية المفاجئة بعدد من المحافظات للاطمئنان على سير العملية التعليمية، وقد لمس خلالها التزامًا واضحًا بالحضور والانضباط داخل الفصول، وتحسنًا في إدارة الكثافات، وتفعيل سجلات الدرجات والغياب، وتطبيقًا منتظمًا لأدوات التقييم، مؤكدًا أن الجولات ستستمر بصفة دورية لضمان ترسيخ ثقافة الانضباط والجودة داخل المدارس.

وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى ما تحقق من انتظام في الحضور، حيث بلغ متوسط حضور الطلاب نحو 87.5%، مشيرًا إلى أن هذا التقدم الملحوظ يعكس جهود المديريات التعليمية في الميدان

وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن نسب الحضور كانت في العام قبل الماضي لا تتجاوز 15%، وارتفعت العام الماضي إلى ما بين 80 % و85%، لتصل هذا العام إلى ما بين 85% و90%.

طباعة شارك وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم مديريات التربية والتعليم

مقالات مشابهة

  • "التعليم" تكشف سبب تأخر تسليم الكتب في بعض المدارس
  • نسير وفق خطة.. التعليم تكشف سبب عدم توزيع الكتب ببعض المدارس
  • قرارات عاجلة من وزير التعليم تطبق في جميع مدارس الجمهورية
  • وزير التعليم يعلن إرتفاع نسب حضور الطلاب في المدارس لـ90% هذا العام
  • درنة: 95% من المدارس عادت… وتعافٍ يقدَّر بـ80% يقوده التعليم ومشاريع الإعمار
  • عاجل | مديرية الأمن العام تطلق دورة “الشرطي الصغير” في مدارس المملكة
  • كرمها وزير التعليم.. 130 مدرسة من “تعليم الرياض” تحقق “التميز” في الاعتماد المدرسي على مستوى مدارس المملكة
  • موعد امتحانات نصف العام الدراسي والإجازة الرسمية.. «التعليم» تعلن رسميًا
  • أحمد عارف الحسيني.. عالم ومناضل مقدسي أعدمته الاتحاد والترقي
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!