سواليف:
2025-01-17@13:34:45 GMT

ذئبة حمراء ونمر

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

#ذئبة_حمراء ونمر

بقلم/ #مروى_الشوابكة

ذات يوم كان على الطريق ذئبة حمراء ونمر، يسيران بشكل مستقيم، وكأنّهما في سباق، ثمّ ما لبثا إلّا ووجدا نفسيهما في جسد إنسانة في عمر الثلاثينات، فتصارعا؛ مَن سينهي قوّتها أوّلا؟ فأمّا الذئبة فقد قتلت جميع فلذات كبدها، كانت تهشّم وجهها أحيانا على هيئة فراشة حمراء حارقة، تمزّق عضلاتها بين الحين والآخر، تثير أعصابها وتشعرها بالضجر، ترهقها وتتعبها بين الفينة والأخرى؛ بدون سبب ومن دون موعد!
وأمّا النمر فيركض نحوها بكلّ قوّته، لينهش مفاصلها التي هي مرتكزات الجسد، يلدغ لحمها وعظمها؛ بل جسدها بأكمله!
ذئبة حمراء ونمر؛ يعيشان داخل دمها، يتغذون على لحمها وعظمها، ضعف سمعها وبصرها، جفّ الدمع في عينيها، هزُلت عضلاتها، شُدّت أعصابها، هشّت عظامها وهناك أنباء أنهم يقفون على عتبات قلبها.


ويشتدّ صراعهما مع جسدها الرقيق في فصلي الخريف والشتاء، فتتيبّس مفاصلها، تشتدّ آلامها، يكثر بكائها وعويلها، تسهل إصابتها بالرشح والزكام…، يغيّران لون جسدها وأحيانا يذهبان نضارة وجهها، وغيرها.
وهذان المفترسان الأشدّ فتكا؛ ليس لهما من دون الله كاشفة، وإنّها سائلة الله -عزّ وجلّ- أن يقال لها: “إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا جنّة وحريرا”، وأن يجمعها وزوجها بفلذات أكبادهما “طيور الجنان”، عسى أن يكونا ممّن قال الله -تعالى- فيهم: “إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون”، وأن يكونا من أهل هذه الآية: “وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا”.
ومن تساءل عن الذئبة الحمراء؛ فهي الحمّى الذؤابيّة، وأمّا النمر؛ فهو الروماتويد.

مقالات ذات صلة (12) سبباً وجيهاً ومنطقياً للزواج بممرّضة 2024/09/02

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

حفظ العهد من الإيمان

حفظ العهد من الإيمان ومن أخص صفات المؤمنين الأتقياء، والنبلاء الأصلاء، وأصحاب الشرف والبيوتات العظيمة، ولاسيما مع من ربطتك به عشرة أو صلة، أو كان له فى عنقك دين أو جميل أو مروءة، أو أحسن إليك يوما ما، أو صاحبك فى عمل أو سفر أو جوار، أو علمك حرفة أو صنعة، يقول الحق سبحانه «ولا تنسوا الفضل بينكم»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكرِ النَّاسَ لم يشكرِ اللَّهَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أُتِيَ إليهِ معروفٌ فلِيكافئَ بهِ ومَنْ لمْ يستطعْ فلِيذكرْهُ فإنَّ مَنْ ذكرَهُ فقد شكرَهُ».
وكان صلى عليه وسلم أحفظ الناس للعهد والجميل، ومن ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم فى إكرام امرأة عجوز ومبالغته فى الاهتمام بها، فلما سئل عن ذلك قال: «إنها كانت تأتينا على عهد خديجة وإن حسن العهد من الإيمان»، وكان (صلى اللّه عليه وسلم ) يقول : «ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ ما خلَا أبا بكرٍ فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ومَا نفَعَنِى مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِنى مالُ أبى بِكْرٍ».
وعلى نهجه (صلى الله عليه وسلم) فى الوفاء سار أصحابه الكرام، ومن ذلك ما كان من سيدنا عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه مع ابنة خُفَافِ بنِ إيْمَاءَ الغِفَارِيِّ، حين شكت إليه حاجتها، فَقالَ: مَرْحَبًا بنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ قوى، فَحَمَلَ عليه غِرَارَتَيْنِ مَلَأَهُما طَعَامًا، وحَمَلَ بيْنَهُما نَفَقَةً وثِيَابًا، ثُمَّ نَاوَلَهَا بخِطَامِهِ، ثُمَّ قالَ: اقْتَادِيهِ، فَلَنْ يَفْنَى حتَّى يَأْتِيَكُمُ اللَّهُ بخَيْرٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أكْثَرْتَ لَهَا؟ قالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! واللَّهِ إنِّى لَأَرَى أبَا هذِه وأَخَاهَا قدْ حَاصَرَا حِصْنًا زَمَانًا، فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أصْبَحْنَا نَسْتَفِىءُ سُهْمَانَهُما فِيه.
ومنه ما كان من عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عندما لقى أعرابيا فبالغ فى إكرامه وأهداه عمامته وألبسه إياها، فسئل عن ذلك فَقالَ: إنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: «إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ»، وإنَّ أَبَاهُ كانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ.
وقد قالوا: أسوأ الناس خلقا من إذا انتفت مصلحته عندك نسى فضلك وتنكر لك وأنكر معروفك، وربما قال عنك ما ليس فيك، وقالوا: إذا لم تستطع أن ترد الجميل فكن أرقى من أن تنكره أو تتنكر له.
والعرب تعد نكران الجميل مخلا بالشرف مذهبا للمروءة، وتعد من ينكر الجميل غير أصيل، فالأصيل هو من يحفظ العهد ويرد الجميل كما علمنا القرآن الكريم فى رد التحية «فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا».
والذى لا شك فيه أن حفظ العهد يسهم فى ترابط المجتمع وتماسك عراه، وأن عدم الوفاء يخل بالأمن المجتمعى ويورث الأثرة والأنانية، وهما من أخطر الأدواء على السلام الاجتماعى.


الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • لو أراد عبد الرحمن يوسف..
  • فضل من مات يوم الجمعة
  • دعاء بداية يوم الجمعة
  • نص خطبة الجمعة غدًا 17 يناير 2025
  • حفظ العهد من الإيمان
  • الله سلم
  • أمريكا تحظر استخدام صبغة حمراء مسرطنة.. تستخدم في 3 آلاف منتج غذائي
  • اختل توازنها..تفاصيل إصابة طفلة سقطت من عقار في 6 أكتوبر
  • دعاء صباح يوم الأربعاء
  • كراكتير عمر دفع الله