لجريدة عمان:
2024-09-15@07:00:10 GMT

نصوص الشعر الشعبي

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الأولى ـــــــــــــــــــــ

لا تسد أبواب قلبك

حمود الحجري

كل غيمٍ همّى

يوم شفتك

كل زرعٍ تضاحكْ

يا اخْضرار الجهات

وْغناوي السهول.

حروفنا تشبهنا، نحن الحالمين بالحياة، نفترش أهداب القصيدة، ونمعن النظر في البعيد، نشاكس نجوم الليل، ونعقد صحبة مع الوقت، نعيد ترتيب حياتنا، ونشعر بتلك الومضة من الشِعر تقترب منا، تحاول إغراءنا بمطرها، وتزيح بعض همومنا المترسبة في أعماقنا، تهطل، تهطل، حتى تخضّر قلوبنا.

الشاعر حمود الحجري يتلبّس قصيدته، ويكثفها، ويمطر على أرض القلب مطرا من ورد.

(1)

كل غيمٍ همّى

يوم شفتك

كل زرعٍ تضاحكْ

يا اخْضرار الجهات

وْغناوي السهول.

(2)

الليل للعاشقين

الليل، كل الليل، للعاشقين

غصنهم

عشّهم

رملهم...

بحرهم

.

.

.

كل حاجه لهم

(3)

مدوّخْك الوله أدري

وأعْيتك الذرايع

شوف لك "تخريجةْ" ترضي قلبك المجروح

ليمتى تحبس سحابك

لا تسدّ أبواب قلبك...

عن معاتب ماه.

(4)

آصابعي تنسى الزعل

وتجيك

ولهى

ترتعش

...

متلعثمة

حتى الكلام..

يقول شي

ويريد شي

(5)

مْسامحك

أمد لك يدّي

بطيبة قلب ما يحمل عليك

أمد لك يدّي

بشوق...

(6)

فرَحْ

فرَحْ

فرَحْ

عارم

وجنحانه طوال...

فرَحْ

فرَحْ

صاخب

مثل أطفال موج البحر

بأحضان الرمل

فرَحْ

ما عكّره

غير التوجّس

لا يجي باكر

بدون غناه

وجنونه

بدونه!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثانية ـــــــــــــــــــــــــــــ

ساري البرّاق

سالم بن صالح الصيعري (أبو تمام) - الإمارات

أقبل علي يا ساري البرّاق لا تسري حدر

ترى أُكم ذاك الجبل صدري وراسي قمّته

القلب لا يعترف بالعمر، لا يعنيه كم من الزمن مضى، ولا كم من الوقت بقي، إنه يدق حتى آخر لحظاته، لا يتوقف عن الحب، والاستمتاع بالحياة، ولا يستمع لقول أولئك الذين يحاولون تقييده، وإسكات دقاته، إنه ذلك المنطلق كسهم نحو هدفه، لا يعير اللوم، والعتب سمعا، ولا يقف عند حدود الزمن الافتراضي، يحاول أن يعيش لحظاته، ويحيا كنسر محلّق في الفضاء، لا ينكسر طالما أسعفه جناحه على التحليق.

الشاعر الإماراتي يفترش أكمة نائية، ويغرد كناي منفردا بعزفه، ليس معه سوى قلبه، وخياله، وشعره.

باتسوّر المحراب يا داوود في صدري قهر

أنا خصيم الوقت ذا يعزّني بحجته

يقول ما لك في الهوى من بعد ما شاب الشعر

ما يدري اش معنى الهوى ولا يكابد علّته

من الحيا قد لي سنة ومن الأثر صدري قفر

مدري أنا ليه الزمان الشين يأخذ راحته؟!!

أقبل علي يا ساري البرّاق لا تسري حدر

ترى أُكم ذاك الجبل صدري وراسي قمّته

يا غصن من فوقك سماء تمطر ومن تحتك نهر

ارفق على عودي من عجاف السنين تحتّته

بالله لا مرّك نسيم البحر من بعد العصر

اعطه من أنفاسك نسم.. أنا هنا في حاجته

وإن ما بقى لريشة الرسام في الغرشة حبر

محابر عيوني فدى للي رسم، ولريشته

يا عالم الذكرى أنا منحوت من شعر ونثر

لكن حظي في الهوى يبخل علي بصحبته!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثالثة ــــــــــــــــــــــــ

درب الجمر

خالد مهوّس العريمي

أعوذ بك من شر دنياك وإبليس

وشرار خلقك من صحاب وخصومي

تمر على الإنسان لحظات من البؤس، واليأس، والمواقف المزعجة التي تعلق في الذاكرة، ولا يبقى معها إلا اللجوء إلى الله، فهو الطريق الوحيد الذي ينجي المرء من المهالك، ورغم أنه طريق شائك إلا أن نهايته هي السعادة الأبدية، حين تبدأ الروح بالأفول، وتغيب شمس العمر، ولا يبقى سوى الالتجاء إلى الله الذي يقبل عباده دائما، ورغم كل أحزان الحياة، وكوابيس المعضلات، يظل حبل الله ممدودا بالخير، وهو المنجى والملجأ الوحيد الذي نستطيع معه، وبه النجاة من كل هذا الظلام.

الشاعر خالد مهوّس يوجه نصيحته التالية لأولئك الذين يبحثون عن الأمل في الحياة، ويشعرون باليأس من كل شيء، ويتغافلون عن طريق النجاة العظيم.

لا يشغلك همّك وكثر الهواجيس

والليل تسهر به تعد النجومي

في وحدتك كلها الدقايق رماميس

ليتك تفضفض عن قليل العلومي

شروى الذي في غبّة البحر ويقيس

كبر المسافة كان يقدر يعومي

خذ لك من أيامك مقام ومقايس

واحذر تسكّنها كثير الهمومي

الحُر ماخذ من خطأ الوقت تدريس

يعثر بها دايم ويرجع يقومي

ما وقّفه كثر الخساير عن الريس

دايم على وقته يشد العزومي

الجمر دربه في دروب النواميس

ما يلتفت لا قام غيره يلومي

متعوذٍ منها حلوم الكوابيس

يوم الليالي في حزنها تحومي

يا خالقٍ شمس النهار ونسانيس

وعالم بأنفاسي معاشي ونومي

أعوذ بك من شر دنياك وإبليس

وشرار خلقك من صحاب وخصومي

حنّا بلا عفوك حيارى مفاليس

وأنت الكريم.. مـا غير وجهك يدومي

يا رب من عندك تهون الهواجيس

يا راشدٍ عبدك بعلم النجومي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الرابعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساء الثلاثاء

عبود بن سعود الجنيبي

رحمة ومرت دقايق كنّها يوم عيد

على عجالة وظرف الوقت ما ساعفه

للقلب صولاته وجولاته، علومه الأكيدة، ومساءاته الأثيرة، وعشقه الأبدي، يبحث عن رحلته البعيدة، ويعيد ترتيب دهشته، ويسافر مع الغيم، باحثا عن سربه الأخضر، يشاهد فاتنته وهي تقترب من الظل، ويستمتع بالحياة التي تكون أجمل حين تمطر السماء، حيث تعود الطيور إلى أوكارها، ويختلط الواقع، بالخيال وتبقى الصورة مخزونة في الذاكرة.

الشاعر عبود الجنيبي يسافر بخيالاته إلى ذلك الشعور الجميل، ويعود محملا بالشعر.

مساء الثلاثاء يعيد شعورنا من جديد

ويرّجع الذاكرة للشوق والعاطفة

أحلى مساء بالحياة أكون فيها سعيد

جاء بالصدف والله أني ما ني بعارفه

برًقٍ يشكّل سحاب أبيض وكتلة جليد

مثل الهدوء جاتنا لي يسبق العاصفة

رحمة ومرت دقايق كنّها يوم عيد

على عجالة وظرف الوقت ما ساعفه

يا جعلها بالحفظ وأقرأ عليها المفيد

من فيض نور الهدى آيات متعارفة

الفاتحة والفلق والواقعة والحديد

وأواخر البقرة أقراها وهي خاطفة

وأدعو لها الخير يا ربي لها بالمزيد

واللهم لا حسد عينٍ لها شايفة

زينٍ مثالي تفرّد في زمانه وحيد

ما يشبهه غير زينه بالحلا والفه

إن قبّلت طولها فارع قوامه يميد

وإن دبّرت كل خطوة مايلة عازفة

تتحرك الأرض معها ويتغنّى القصيد

فيها وللزين وصفة ما ني بناصفه

يا حظ من كل يوم يشوفها مستفيد

ولا فرّق الله حب قلوب متوالفة

وأنا يشرّفني المدح العزيز الأكيد

قدره، وصيته، وعز أمجاده محالفة

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مهانة المهنة ... الشاعر في سوق العمل

قيل لي إن الشعر لا يُطعم خبزا. نعم إن موهبتكَ جيدة؛ وفي وسعكَ أن تصبح شاعرا أسوأ بقليل من كبار الشعراء، ولكن لا تنسَ أن «أذكى» التلاميذ الذين سيتخرجون من هذه المدرسة عليهم أن يكونوا إما أطباء أو مهندسين.

كنتُ عائدا للتو من قراءة أولى قصائدي على منصة الإذاعة المدرسية في طابور الصباح، ولم يتسنَّ لي بعد أن أتنفس كامل نشوتي بذلك الانتصار الصغير حين داهمتني «النصيحة» من معلم الرياضيات على باب الحصة الأولى. وحتى وأنا أقف الآن على بعد سنوات ومسافات من البيت والمدرسة، لا أكاد أنسى المواقف الكثيرة التي سمعت فيها المقولة المشهورة عن الشعر والخبز، تلك التي يعاد تدويرها على مسمعي بأشكالٍ مختلفة على سبيل النصيحة، سواء من المعلمين أو من قِبل الأوصياء في العائلة. وللسخرية أنها لاحقتني إلى قاعة المحاضرات بالجامعة من بعض الأساتذة.

بطبيعة الحال لم يكن مساري الجامعي أو احتمالات الوظيفة المستقبلية أكبر همومي حينها. من نظرة إلى نهاية الشارع المرصوف، في انتظار حافلة الصباح، بدا المستقبل مسألة مؤجلة تتسع لأعظم الأحلام. مع ذلك لم أكن لأفكر سوى بكتابة قصيدة أفضل حتى أصبح بالفعل «أسوأ بقليل من كبار الشعراء». ولم يكن أمامي خيار آخر سوى المكابرة بزعم أن الشعراء لا يحتاجون لأكل الخبز أصلا. كان ذلك قبل سنوات قليلة من اكتشافي التاريخي المهول لحقيقة أن الشعراء كائنات حية، لنقل إنهم مبدئيا لا يختلفون كثيرا عن أسماك البحر، حتى وإن كانت أسماكُ حوض الزينة أليقَ تشبيها لبعضهم.

على أية حال فإن هواجسي عن الوظيفة والمكسب ومناخ سوق العمل المأزوم لم تستفق إلا متأخرة نسبيا، ربما بعد سنة أو سنتين من التحاقي بكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس. كنت أعي بأن دراستي للهندسة كانت نوعا من التفاوض مع واقعية المقولة المقيتة التي لا يتورَّع الكثير من المثقفين للأسف عن تكريسها أكثر فأكثر كحقيقة لا مفر منها، بل وتعميمها على مجمل العمل الثقافي، مجددا لأن الثقافة لا تطعم خبزا كما يقولون.

ما كان يشعرني حقا بالتهديد هو رؤيتي للمصائرِ المحزنة التي آلت إليها مواهب عدد من الأصدقاء الأكبر مني؛ فكتاباتُهم التي وعدت بالكثير خلال سنوات الجامعة سرعان ما تلاشت بعد صورة «السلفي» الجميلة بلباس حفل التخرج؛ إذ لم يكد أحدهم يخلع تلك التمصيرة المرتبة بعد الحفل حتى وجد نفسه صباح اليوم التالي واحدا من بين آلاف الخريجين، السابقين واللاحقين، المنتظرين لأدوارهم في الطابور الطويل للباحثين عن العمل.

كنت في مطعم عادة ما يقصده موظفو القطاع الخاص للغداء المتأخر قبل المغرب. صادفت على المدخل أحد أولئك الذين عرفتهم أيام الجامعة. كان موهبة ولادة للاستعارات ومخيلة منفتحة على الصور الشعرية الغريبة، وتذكرت هوسه برائحة الكتب الجديدة التي يهرع بها فورا من معرض الكتاب إلى غرفته الصغيرة بالخوض ليتفحَّص فيها رائحة الورق. سألته إن كان قد استقال من الكتابة للأبد؟ بل تقاعدتُ، هكذا رد على السؤال المباغت بسرعةِ بديهةٍ لم تفارق منطقَه يوما. أصبح موظفا في إحدى الشركات الثقيلة بالسوق، تقاعد من الكتابة - على حد تعبيره - ليمتهِن المهنة البعيدة عن تخصصه الدراسي، أي نعم، لكنها الآن محور حياته ومصدر عيشه، وأن يكون مديرا للمشاريع فيها فتلك أمنية تستحق التضحية برائحة الكتب والركض خلف سراب الاستعارات.

لست هنا لأحكي حكاية شخصية، فمن المؤكد أن النصيحة التي سمعتها، على واقعيتها البغيضة، قد صادفت آذان غيري في بواكير تفتُّح الموهبة وسنوات التجريب والتخريب الأولى من مغامرة الكتابة، منذ هولدرين إلى رامبو الشقي الذي توسَّل أمه من أجل بعض الفرنكات ليذهب بديوانه الأول للناشر: «سيُباع عدد جيد من كتابي، وسيعود علي بخمسمائة فرنك. لو أعطيتني المصاريف الأولية فسأكون في وضع أستطيع فيه أن أدفع أجور الطباعة بنفسي». لم تكن الأم تدرك جدوى ما يفعل الصبي من كتابته «قصصا ليس لها معنى أو داعٍ» بدلا من استثمار الفرنكات في قطعة أرض. في كتابه «رامبو الشاعر والإنسان» يخبرنا بيير بتفيز بالحكاية نقلا عن إيزابيل، شقيقة رامبو: «طلب رامبو من أمه أن تلقي نظرة على مخطوطة الكتاب، لكنها لم تفلح في العثور على رأس أو ذنب منها».

الأم: «ماذا تريد أن تقول»؟

رامبو: «أردت أن أقول ما تقوله المخطوطة، حرفيا ومن جميع النواحي».

ما الذي يمكن قوله إذن عن علاقة الشاعر العربي، أو المثقف عموما، بقلق المهنة وهاجس المال؟ عن دوامة الإهانات والتنازلات، من المهد إلى اللحد، سعيا للعيش الكريم ووفاء للكتابة في حياة واحدة؟ من المرعب والمحزن أن أتذكر كيف شرَّدت مهانة المهنة حياة واحد من أهم تجارب الشعر العربي في العصر الحديث، بدر شاكر السيَّاب. ففوق هشاشة الجسد المريض والحرمان من الحب ونكال الحياة الحزبية ومؤامراتها ذاق السيَّاب مرارات تأمين القوت وقسوة أرباب العمل. استحضرتُ مأساة السيَّاب مجتمعة حين صادفت على الإنترنت وثيقة مصورة تعود لتاريخ 12 أغسطس 1964، إخطار من المدير العام لمصلحة الموانئ العراقية يقول: «إلى السيد بدر شاكر السيَّاب: بناء على انتهاء إجازتك المَرضية وتغيبك عن العمل منذ يوم 1964/7/9 فإننا نخطرك بوجوب التحاقك بالوظيفة خلال مدة ثلاثين يوما من تاريخ نشر هذا الإخطار وبعكسه فسوف تُعتبر مستقيلا من الخدمة استنادا إلى أحكام الفقرة (2) من المادة 37 من قانون الخدمة المدنية». في ذلك التاريخ المذيَّل بالإخطار كان مُجدد القصيدة العربية يحتضر منفيا ووحيدا ومطرودا من الوظيفة في المستشفى الأميري بالكويت حتى وفاته في 24 من ديسمبر 1994 عن 37 عاما فقط.

مقالات مشابهة

  • جانتس: حان الوقت لاستخدام القوة مع «حزب الله» وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم
  • حان الوقت.. غانتس: لممارسة القوة ضد حزب الله!
  • مهانة المهنة ... الشاعر في سوق العمل
  • كأنك تراه.. كيف كان شعر ولحية رسول الله؟
  • اختطاف إمام مسجد في عدن وسط حالة من الاستياء الشعبي
  • في خطوتين.. مرصد الأزهر يوضح حل تنظيم الوقت
  • المديح النبوي.. أشهر القصائد التي تغنت بمدح الرسول
  • ما حكم الزوج الذي لا ينفق على أسرته؟.. (فيديو)
  • الشاعر والحرب.. استهداف أزهري أم القصيدة؟
  • الشاعر والحرب..استهداف أزهري أم القصيدة؟