ناشونال إنترست: واشنطن تواجه تحديات في بنغلاديش الجديدة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
قال باحث ومستشار سابق بالخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة ضبط وتقويم إستراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادي بعد أن فقدت نفوذها ومصداقيتها في كل من أفغانستان، وسريلانكا، وجزر المالديف، والآن بنغلاديش.
وأضاف أن السياسة الخارجية الأميركية في السنوات الثلاث الأخيرة لم تكن مُرضية تماما مع اندلاع 3 ثورات وفرار 3 زعماء من شركائها الرئيسيين بجلودهم من أفغانستان وسريلانكا وبنغلاديش.
والزعماء الثلاثة هم الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي هرب إلى الإمارات العربية المتحدة في أغسطس/آب 2021، والرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباسكا، الذي نجا هو الآخر بأعجوبة من المتظاهرين المطالبين بإصلاحات ديمقراطية ومحاسبته على أموال الدولة، وأخيرا رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد التي حكمت البلاد لمدة 15 عاما قبل أن تطيح بها ثورة شعبية في الخامس من أغسطس/آب الماضي وتفر إلى الهند.
وفي مقاله بمجلة ناشونال إنترست نصف الشهرية، انتقد أستاذ الشؤون الدولية الزائر في الأكاديمية البحرية الأميركية قمر الهدى تعامل واشنطن مع الأحداث في بنغلاديش، وقال إن وزارة خارجيتها كانت تحاول بحذر تحقيق توازن في العلاقات الثنائية مع داكا على الرغم من سجل الشيخة حسينة في اعتقال زعماء المعارضة، وتعذيب المنشقين، وإجراء انتخابات مزورة، وسوء إدارة أموال الدولة لدعم رابطة عوامي، وهو الحزب الذي تتزعمه.
سؤالان
والآن بعد نجاح ثورة ما وصفها "بالربيع البنغالي"، طرح كاتب المقال الذي عمل في السابق مستشارا سياسيا كبيرا لوزارة الخارجية الأميركية ومعهد "يونايتد إنستيتيوت أوف بيس" في واشنطن، سؤالين رئيسيين أولهما عن التحديات التي تواجه المصالح الجيوسياسية الأميركية في وجود حكومة مؤقتة برئاسة الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل محمد يونس، والأهم من ذلك كيف ستؤثر بنغلاديش الجديدة على إستراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأسهب المقال في سرد لمحات عن تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وبنغلاديش، منذ نيل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا استقلالها عن باكستان عام 1971، وأصبحت شريكا إستراتيجيا مهما لأميركا.
ومن أبرز المعاهدات العديدة المبرمة بين البلدين، اتفاقية منتدى التعاون التجاري والاستثماري التي تركز على العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية وتحديد المجالات الصعبة، إذ بلغت صادرات السلع الأميركية في عام 2023 لبنغلاديش 2.3 مليار دولار، مع واردات بقيمة 8.3 مليارات دولار.
ويتناول الحوار بين البلدين بانتظام مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التعاون الأمني ومكافحة والفساد والحوكمة والتنمية والتجارة والتعاون الاستثماري.
التأثير على الهند
ومن بين الدول التي تأثر نفوذها بعد الربيع البنغالي، الهند، التي كانت حليفا مهما لبنغلاديش في حربها لنيل الاستقلال عن باكستان، إذ كانت تزودها بالسلاح والتدريب والجنود والمعلومات الاستخباراتية والتمويل لدرجة أن القائد العسكري الهندي الجنرال جاغيت سينغ أوروره هو الذي استسلم أمامه رسميا الجنرال الباكستاني أمير عبد الله خان نيازي في 16 ديسمبر/كانون الأول 1971، لتضع بذلك الحرب بين شطري باكستان الشرقي والغربي أوزارها لتنال ما تُعرف اليوم ببنغلاديش استقلالها.
ومنذ ذلك الحين، لعب جهاز المخابرات الهندي دورا كبيرا في تطوير وتوسيع الجيش والاستخبارات والسياسة في بنغلاديش، وإدارة الاضطرابات المدنية المحلية والنمو الاقتصادي.
وكانت الهند تنظر إلى أي تحولات في جهود بنغلاديش للمصالحة مع باكستان في مضمار التجارة أو ترسيخ مكانتها بوصفها جمهورية إسلامية، على أنها تغيرات تشكل تهديدا لها.
ووفقا لقمر الهدى، فقد أثارت الهند مشاعر معادية لها من جانب الشعب البنغالي، الذي كان يعتبرها "الراعي المطلق" لنظام الشيخة حسينة الاستبدادي.
إن فقدان الهند نفوذها في بنغلاديش يعني -برأي كاتب المقال- أنها لا تستطيع أن تناور الحكومة المؤقتة في عملية إعادة إعمار البلاد أو التأثير على المشاعر الشعبية المعادية لها، أملا في تغييرها.
موقف واشنطن
أما الولايات المتحدة فيتعين عليها إعادة صياغة علاقاتها مع بنغلاديش، مع الوضع في الاعتبار الثقافة التي ترتبت على حركة الربيع البنغالي.
وأشار الكاتب إلى أن مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما منح الهند صفة الشريك الدفاعي الإستراتيجي، ضمن الإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة في آسيا ومنطقة المحيط الهادي.
وكانت الرؤية الإستراتيجية المشتركة لمنطقة آسيا والمحيطين الهادي والهندي بمثابة إشارة واضحة للصين بأن واشنطن ونيودلهي في وضع هجومي في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وشرح قمر الهدى الأسباب التي تجعل هذه المنطقة ذات ضرورة ملحة للمصالح الأميركية، من بينها أهميتها لكونها معبرا للبضائع الأميركية، حيث مرت عبرها سلع بقيمة 1.9 تريليون دولار عام 2019 وحده. ومن المتوقع أن تمر عبرها 42% من الصادرات العالمية و38% من الواردات العالمية العام الحالي.
وتعمل هيئة الملاحة البحرية الهندية على احتواء وتقييد تحدي الصين للوضع الراهن الإقليمي وإنشاء قيادة بحرية إقليمية. وتشعر كل من الولايات المتحدة واليابان، على وجه الخصوص، بالقلق إزاء المساعدة التي تقدمها الصين لدول جنوب شرق آسيا في مجالات البنية الأساسية والقروض ونقل التكنولوجيا والاستثمار في القطاع الخاص وزيادة التجارة التجارية.
ويلفت المقال إلى أن الهند تُعد جزءا لا يتجزأ من هذا التحالف نظرا لما تتمتع به من نفوذ في منطقة جنوب آسيا وقدرتها على المحافظة عليه.
وستكون الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة ضبط ومعايرة إستراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادي بعد أن فقدت نفوذها ومصداقيتها في أفغانستان وسريلانكا وجزر المالديف والآن بنغلاديش.
إن الكراهية الشديدة للهند التي تعبّر عنها شوارع بنغلاديش حاليا، وبالتالي العداء لأميركا، تعني أن بنغلاديش الجديدة ربما لا تتعاون بسهولة مع الإستراتيجية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، مما يُفقدها وضعها بصفتها شريكا في مجال التكنولوجيا، على حد تعبير المقال.
غير أن قمر الدين يعتقد أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى مواصلة الحوار الأمني مع بنغلاديش، وزيادة الأموال المخصصة لها من صندوق مكافحة الإرهاب الأميركي، والالتزام بالاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وفي ظل انشغال الحكومة المؤقتة بتشكيل محاكم لمحاسبة المسؤولين العسكريين وأعضاء حزب رابطة عوامي الذين ارتكبوا فظائع ضد المدنيين، فإن الولايات المتحدة تحتاج -كما يقول كاتب المقال- إلى دعم هذه المرحلة الانتقالية بحذر عبر التأكيد على أهمية المؤسسات الديمقراطية، والأهمية القصوى لسيادة القانون، والسماح لبنغلاديش بتشكيل مستقبل لا يركز على الاقتصاد والاستبداد على حساب إرساء الديمقراطية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات منطقة المحیطین الهندی والهادی الولایات المتحدة فی بنغلادیش فی منطقة
إقرأ أيضاً:
استشارية أسرية تكشف أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج
كتب- عمرو صالح:
أكدت سماح عبدالفتاح، الاستشارية الأسرية، أن مرحلة البحث والتجهيز قبل الزواج من أهم المراحل التي يجب منحها اهتمامًا كبيرًا، حيث إنها الأساس في بناء حياة زوجية مستقرة وسعيدة موضحا أن الهدف الحقيقي من الخطوبة قد غاب عن الكثيرين، مشيرة إلى أن الله شرعها حتى يكون كل من الطرفين على بصيرة، و لتجنب المفاجآت السلبية بعد الزواج، مثل الاختلافات في الطباع والأسلوب أو حتى عدم التوافق بين العائلتين.
وأضافت عبدالفتاح خلال حلقة برنامج "الرحلة"، المذاع على قناة الناس، أن من أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج هو قِصر فترة الخطوبة أو انشغالهم بالتجهيزات المادية فقط، دون التركيز على التعارف العميق والتأكد من التكافؤ بين الطرفين. وبيّنت أن التكافؤ لا يقتصر على المستوى الاجتماعي أو المادي فقط، بل يمتد ليشمل التكافؤ العلمي، الأخلاقي، والديني، مؤكدة أن الزواج لا يربط شخصين فقط، بل عائلتين كاملتين يجب أن يكون بينهما نوع من التقارب والتفاهم.
وشددت سماح عبد الفتاح على أن الفارق الاجتماعي إذا وُجد، فمن الأفضل أن يكون لصالح الرجل، نظرًا لأن المرأة بطبيعتها أكثر تقبلاً للتغيير والتطور، بينما قد يشعر الرجل بعدم الثقة والراحة إذا كان الفارق لصالح الزوجة، مما قد يؤدي إلى مشكلات زوجية مثل الصمت الزواجي أو حتى الخيانة.
وأوضحت سماح أن الفتيات عند اختيار شريك الحياة يجب أن يدركن أنهن لا يخترن زوجًا فقط، بل أبًا لأبنائهن المستقبليين، مشيرة إلى أهمية التركيز على الصفات الجوهرية مثل الأخلاق، الحنان، القدرة على تحمل المسؤولية، وتقديم الدعم العاطفي والمادي، بدلاً من التركيز على المظهر أو الثروة.
وتابعت: أما بالنسبة للشباب، فقد دعتهم سماح عبد الفتاح إلى تحكيم العقل عند اختيار الزوجة، لأن الزوجة ليست فقط شريكة الحياة، بل هي من ستدير المنزل وتربي الأبناء وتؤثر على استقرار الأسرة بالكامل. وأكدت أن ذات الدين والأخلاق هي المكسب الحقيقي في الزواج، مشددة على ضرورة تجاوز الاعتبارات السطحية والتركيز على الصفات التي تضمن حياة زوجية مستقرة وسعيدة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
سماح عبد الفتاح المقبلين على الزواج برنامج الرحلةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: أحمد موسى تعليقًا على مشادة ترامب وزيلينسكي: "حبكة درامية" الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
استشارية أسرية تكشف أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 12 الرطوبة: 38% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك