عقب تحذيرات الصحة العالمية ومفوضية اللاجئين وانتشارها بالسودان.. كيف استعدت مصر لمواجهة الكوليرا؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أعلن وزير الصحة السوداني المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم رسميًا انتشار وباء الكوليرا في السودان، يأتى هذا الإعلان عقب تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن زيادة الأمطار والسيول فى السودان ستؤدى إلى زيادة انتشار الوباء.
وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية فإن مرض الكوليرا تفشى في منطقة شرق السودان، خاصة منطقة أروما بولاية كسلا، وارتفع عدد الوفيات بسبب الوباء إلى أكثر من 300 حالة وفاة في السودان.
ومن جانبها حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنّ السودان يشهد موجةً جديدةً من تفشي وباء الكوليرا- وهي المرّة الثانية منذ بدء الحرب قبل ستة عشر شهرًا- الأمر الذي يهدد المجتمعات النازحة في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت المفوضية أنه من الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص، انتشار المرض في المناطق التي تستضيف اللاجئين، وخاصة في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة. وفضلاً عن استضافتها للاجئين من بلدانٍ أخرى، تأوي هذه الولايات أيضًا آلاف النازحين السودانيين الذين نشدوا فيها الأمان وسط استمرار القتال.
مؤكدة أنه جرى تأكيد 119 حالة إصابة بالكوليرا حتى الآن في ثلاثة مواقع للاجئين في ولاية كسلا، وفقاً لما أوردته وزارة الصحة السودانية. وتابعت: "من المؤسف أنّ خمسة لاجئين قد لقوا حتفهم بعد الإصابة بالمرض، في حين تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالكوليرا في ولاية القضارف، لم يتأثر أي لاجئ حتى الآن بالتفشي هناك.
وأضافت"، تفشي وباء الكوليرا في الآونة الأخيرة الظهور جاء بعد عدة أسابيع من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها، وتتفاقم المخاطر بسبب استمرار الصراع والظروف الإنسانية المزرية، بما في ذلك الاكتظاظ في المخيمات ومواقع تجمّع اللاجئين والسودانيين النازحين داخلياً بسبب الحرب، فضلاً عن محدودية الإمدادات الطبية، ونقص العاملين الصحيين. يأتي ذلك إلى جانب تهالك البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة- والتي تأثرت جميعها بشدة بالحرب.
وبالإضافة إلى انتشار الكوليرا، هناك تقارير تشير إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الملاريا والإسهال. كما تطال القيود المفروضة على الوصول الإنساني جهود الاستجابة المبذولة، فالعنف وانعدام الأمن واستمرار هطول الأمطار يؤدون إلى إعاقة نقل المساعدات الإنسانية. وفي ولايات النيل الأبيض ودارفور وكردفان- التي تستضيف أكثر من 7.4 مليون لاجئ ونازح داخلي سوداني- أدت تحديات الوصول إلى تأخير تسليم الأدوية الأساسية وإمدادات الإغاثة.
وأوضحت أنه بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، تعزّز المفوضية جهودها للوقاية من الكوليرا والتصدي لها، وهي تعمل مع الشركاء الصحيين في المواقع المتأثرة لتفعيل سبل المراقبة وأنظمة الإنذار المبكر وتقفي الإصابات. كما تقدم المنظمة الدعم لتحسين الخدمات الصحية المحلية، وتجري حملات لتوعية المجتمعات بكيفية الكشف السريع عن حالات تفشي الأمراض المحتملة والتصدي لها، فضلاً عن دعوتها إلى إدماج اللاجئين في خطط الاستجابة الوطنية.
وتابعت: "وفي كسلا، نعمل على توفير أسرّة للمرضى بالإضافة إلى الأدوية ومستلزمات النظافة في مرافق العلاج، كما نقوم بتدريب العاملين الصحيين، بما في ذلك 28 عاملاً صحياً تلقوا التدريب حتى الآن. ونُجري الآن أيضاً عمليةً لتعقيم المياه بالكلور، ونعمل على زيادة الحملات الإعلامية التي تروّج لممارسات الصرف الصحي والنظافة الجيدة. وفي ولاية النيل الأبيض- التي تستضيف عشرة مخيمات للاجئين- يتم تشييد مراكز لعلاج الكوليرا، بغرض دعم جهود الحجر الصحي والعلاج للحالات المشتبه بها والمؤكدة. كما تستمر أنشطة مراقبة الأمراض والاختبارات الطبية، وإطلاق حملات التوعية والتدريب على إدارة حالات الكوليرا للعاملين الصحيين.
كيف استعدت مصر لمواجهة الكوليرا؟
ومن جانبها نفت وزارة الصحة والسكان ظهور حالات إصابة بوباء "الكوليرا" في أي من محافظات الجمهورية، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي حالات مصابة بـ"الكوليرا" بأي محافظة..
وأشارت الوزارة إلى امتلاك مصر برنامج ترصد وتقصٍّ للأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد، موضحة أنه يتم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية بالمطارات والموانئ المصرية وكذلك المنافذ البرية لمنع تسرب أي أمراض وبائية عبر القادمين من الدول التي بها مناطق موبوءة.
مؤكدة على فحص جميع القادمين من الدول الموبوءة بالكوليرا أو غيرها من الأمراض الوبائية من قبل إدارة الحجر الصحي لمتابعة حالتهم الصحية قبل دخول البلاد.
كما أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إصدار دليل إرشادي تم تعميمه على مستشفيات التابعة لها، ويتضمن كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فى إصابتها حيث أكد الدليل على ضرورة عزل الحالة المشتبه فى إصابتها، هذا إلى جانب الإبلاغ الفوري في حال الاشتباه بحالة مرضية، مع الحصول على بيانات تعريفية عن الحالة.
وعرف الدليل الحالة المشتبه فى إصابتها، وهو أن يعاني الشخص من إسهال يشبه ماء الأرز ويكون 3 مرات أو أكثر خلال 24 ساعة، وأشار الدليل إلى ضرورة أخذ العينات من الحالات المشتبه بها، مع متابعة المخالطين للحالة المشتبه بها، والمؤكدة مع المتابعة الصحية المستمرة لمدة 5 أيام من تاريخ آخر تعرض للمرض.
كما أعلن الدليل الإرشادى عن طرق الوقاية للتعامل مع القادمين من الدول المصابة.
ومن جانبها أكدت وزارة الصحة والسكان على تشديد الإجراءات الوقائية ورفع درجة الاستعداد بمنافذ الدخول البرية مع السودان، وخاصة في ميناء أرقين وقسطل، فضلاً عن تطبيق ذات الإجراءات بالمنافذ الجوية.
اقرأ أيضاًممثل منظمة الصحة العالمية بفلسطين: نعمل مع مصر والأردن وكافة الأطراف لتقديم الخدمات الصحية في غزة
جدري القرود.. منظمة الصحة العالمية توضح كيفية السيطرة على المرض
منظمة الصحة العالمية تطلق خطة لوقف تفشي جدري القرود
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الصحة والسكان وباء الكوليرا النازحين السودانيين انتشار وباء الكوليرا في السودان وزير الصحة السوداني وباء الكوليرا في السودان حالات إصابة بوباء الكوليرا تفشي وباء الكوليرا منظمة الصحة العالمیة وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
بعد تحذيرات السودان من فتحه.. ماذا تعرف عن معبر أدري؟
“معبر أدري”، تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد تحذيرات مندوب السودان في مجلس الأمن، السفير الحارث إدريس، من المخاطر الأمنية الناتجة عن استمرار فتح معبر "أدري" الحدودي، مشيرًا إلى تسجيل تجاوزات عديدة منذ افتتاحه بناءً على طلب دولي.
وأوضح السفير خلال جلسة لمناقشة حماية المدنيين في السودان أن أكثر من 150 شاحنة دخلت من المعبر باتجاه الجنينة تحت حراسة قوات الدعم السريع، بعضها يحمل أسلحة ثقيلة وشعارات الأمم المتحدة دون رقابة كافية.
ودعا إدريس مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات لضبط عمليات نقل الإمدادات عبر الحدود، مؤكدًا أهمية مراقبة الشحنات لحماية الأمن والاستقرار في مناطق النزاع بالسودان.
معبر أدري
هو الذي يقع على الحدود بين السودان وتشاد، هو أحد النقاط الحدودية الحيوية التي تربط بين البلدين. يعتبر هذا المعبر بوابة استراتيجية للتجارة والتنقل بين السودان وولاية دارفور المجاورة لتشاد، كما يلعب دورًا هامًا في تسهيل الحركة بين الشعبين والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدولتين.
يقع معبر أدري في منطقة حدودية نائية، لكنه يحتل مكانة استراتيجية كبرى نظرًا لقربه من إقليم دارفور، الذي يعاني من نزاعات متكررة منذ عقود. يساهم المعبر في تسهيل حركة البضائع والسلع بين السودان وتشاد، ويعد ممرًا حيويًا للقبائل والمجموعات السكانية التي تعيش على جانبي الحدود. وتعتبر هذه المنطقة نقطة عبور رئيسية للقوافل التجارية، التي تحمل المنتجات الزراعية، والماشية، والبضائع المصنعة.
يلعب معبر أدري دورًا اقتصاديًا هامًا لكلا البلدين، حيث يعزز التجارة البينية ويعزز النمو الاقتصادي في المناطق الحدودية. يشهد المعبر حركة نشطة للبضائع مثل الحبوب، والسلع الغذائية، والمنسوجات، بالإضافة إلى الماشية التي يتم تصديرها إلى تشاد ومن ثم إلى الأسواق الأخرى. كما أن المعبر يسهم في توفير فرص العمل للسكان المحليين من خلال الأنشطة المرتبطة بالتجارة والنقل.
يمثل معبر أدري نقطة تلاقٍ ثقافية بين شعبي السودان وتشاد، حيث يمر من خلاله الناس من مختلف القبائل التي تعيش على جانبي الحدود. تساهم هذه الحركة البشرية في تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين، وتساعد على نشر اللغات والتقاليد المشتركة، مما يسهم في تعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.
على الرغم من الأهمية الكبيرة لمعبر أدري، إلا أنه يواجه تحديات أمنية متزايدة. المنطقة الحدودية معروفة بالنزاعات المسلحة، وعمليات التهريب، والهجرة غير الشرعية، مما يجعل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة مهمة معقدة. تعمل الحكومات المحلية والدولية على تعزيز التعاون لضمان أمن المعبر وتوفير بيئة آمنة للتجارة والتنقل.
لطالما كان معبر أدري رمزًا للتعاون بين السودان وتشاد، حيث تمثل التجارة والاتصال الثقافي عبر هذا المعبر جزءًا من العلاقات الثنائية بين البلدين. تسعى الحكومتان إلى تطوير البنية التحتية للمعبر وتحسين الخدمات المقدمة فيه لتعزيز دوره كجسر للتواصل والتكامل بين الشعبين.
في النهاية يظل معبر أدري معبرًا حيويًا يربط بين السودان وتشاد، ويمثل شريانًا اقتصاديًا وثقافيًا للمنطقة الحدودية. ورغم التحديات التي تواجهه، فإنه يلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. يعد تحسين وتأمين هذا المعبر أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام في هذه المنطقة الاستراتيجية من إفريقيا.