أعلن وزير الصحة السوداني المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم رسميًا انتشار وباء الكوليرا في السودان، يأتى هذا الإعلان عقب تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن زيادة الأمطار والسيول فى السودان ستؤدى إلى زيادة انتشار الوباء.

وبحسب بيان منظمة الصحة العالمية فإن مرض الكوليرا تفشى في منطقة شرق السودان، خاصة منطقة أروما بولاية كسلا، وارتفع عدد الوفيات بسبب الوباء إلى أكثر من 300 حالة وفاة في السودان.

ومن جانبها حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنّ السودان يشهد موجةً جديدةً من تفشي وباء الكوليرا- وهي المرّة الثانية منذ بدء الحرب قبل ستة عشر شهرًا- الأمر الذي يهدد المجتمعات النازحة في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت المفوضية أنه من الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص، انتشار المرض في المناطق التي تستضيف اللاجئين، وخاصة في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة. وفضلاً عن استضافتها للاجئين من بلدانٍ أخرى، تأوي هذه الولايات أيضًا آلاف النازحين السودانيين الذين نشدوا فيها الأمان وسط استمرار القتال.

مؤكدة أنه جرى تأكيد 119 حالة إصابة بالكوليرا حتى الآن في ثلاثة مواقع للاجئين في ولاية كسلا، وفقاً لما أوردته وزارة الصحة السودانية. وتابعت: "من المؤسف أنّ خمسة لاجئين قد لقوا حتفهم بعد الإصابة بالمرض، في حين تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالكوليرا في ولاية القضارف، لم يتأثر أي لاجئ حتى الآن بالتفشي هناك.

وأضافت"، تفشي وباء الكوليرا في الآونة الأخيرة الظهور جاء بعد عدة أسابيع من هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها، وتتفاقم المخاطر بسبب استمرار الصراع والظروف الإنسانية المزرية، بما في ذلك الاكتظاظ في المخيمات ومواقع تجمّع اللاجئين والسودانيين النازحين داخلياً بسبب الحرب، فضلاً عن محدودية الإمدادات الطبية، ونقص العاملين الصحيين. يأتي ذلك إلى جانب تهالك البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة- والتي تأثرت جميعها بشدة بالحرب.

وبالإضافة إلى انتشار الكوليرا، هناك تقارير تشير إلى تزايد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الملاريا والإسهال. كما تطال القيود المفروضة على الوصول الإنساني جهود الاستجابة المبذولة، فالعنف وانعدام الأمن واستمرار هطول الأمطار يؤدون إلى إعاقة نقل المساعدات الإنسانية. وفي ولايات النيل الأبيض ودارفور وكردفان- التي تستضيف أكثر من 7.4 مليون لاجئ ونازح داخلي سوداني- أدت تحديات الوصول إلى تأخير تسليم الأدوية الأساسية وإمدادات الإغاثة.

وأوضحت أنه بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء، تعزّز المفوضية جهودها للوقاية من الكوليرا والتصدي لها، وهي تعمل مع الشركاء الصحيين في المواقع المتأثرة لتفعيل سبل المراقبة وأنظمة الإنذار المبكر وتقفي الإصابات. كما تقدم المنظمة الدعم لتحسين الخدمات الصحية المحلية، وتجري حملات لتوعية المجتمعات بكيفية الكشف السريع عن حالات تفشي الأمراض المحتملة والتصدي لها، فضلاً عن دعوتها إلى إدماج اللاجئين في خطط الاستجابة الوطنية.

وتابعت: "وفي كسلا، نعمل على توفير أسرّة للمرضى بالإضافة إلى الأدوية ومستلزمات النظافة في مرافق العلاج، كما نقوم بتدريب العاملين الصحيين، بما في ذلك 28 عاملاً صحياً تلقوا التدريب حتى الآن. ونُجري الآن أيضاً عمليةً لتعقيم المياه بالكلور، ونعمل على زيادة الحملات الإعلامية التي تروّج لممارسات الصرف الصحي والنظافة الجيدة. وفي ولاية النيل الأبيض- التي تستضيف عشرة مخيمات للاجئين- يتم تشييد مراكز لعلاج الكوليرا، بغرض دعم جهود الحجر الصحي والعلاج للحالات المشتبه بها والمؤكدة. كما تستمر أنشطة مراقبة الأمراض والاختبارات الطبية، وإطلاق حملات التوعية والتدريب على إدارة حالات الكوليرا للعاملين الصحيين.

كيف استعدت مصر لمواجهة الكوليرا؟

ومن جانبها نفت وزارة الصحة والسكان ظهور حالات إصابة بوباء "الكوليرا" في أي من محافظات الجمهورية، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي حالات مصابة بـ"الكوليرا" بأي محافظة..

وأشارت الوزارة إلى امتلاك مصر برنامج ترصد وتقصٍّ للأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأية أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد، موضحة أنه يتم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية بالمطارات والموانئ المصرية وكذلك المنافذ البرية لمنع تسرب أي أمراض وبائية عبر القادمين من الدول التي بها مناطق موبوءة.

مؤكدة على فحص جميع القادمين من الدول الموبوءة بالكوليرا أو غيرها من الأمراض الوبائية من قبل إدارة الحجر الصحي لمتابعة حالتهم الصحية قبل دخول البلاد.

كما أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إصدار دليل إرشادي تم تعميمه على مستشفيات التابعة لها، ويتضمن كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فى إصابتها حيث أكد الدليل على ضرورة عزل الحالة المشتبه فى إصابتها، هذا إلى جانب الإبلاغ الفوري في حال الاشتباه بحالة مرضية، مع الحصول على بيانات تعريفية عن الحالة.

وعرف الدليل الحالة المشتبه فى إصابتها، وهو أن يعاني الشخص من إسهال يشبه ماء الأرز ويكون 3 مرات أو أكثر خلال 24 ساعة، وأشار الدليل إلى ضرورة أخذ العينات من الحالات المشتبه بها، مع متابعة المخالطين للحالة المشتبه بها، والمؤكدة مع المتابعة الصحية المستمرة لمدة 5 أيام من تاريخ آخر تعرض للمرض.

كما أعلن الدليل الإرشادى عن طرق الوقاية للتعامل مع القادمين من الدول المصابة.

ومن جانبها أكدت وزارة الصحة والسكان على تشديد الإجراءات الوقائية ورفع درجة الاستعداد بمنافذ الدخول البرية مع السودان، وخاصة في ميناء أرقين وقسطل، فضلاً عن تطبيق ذات الإجراءات بالمنافذ الجوية.

اقرأ أيضاًممثل منظمة الصحة العالمية بفلسطين: نعمل مع مصر والأردن وكافة الأطراف لتقديم الخدمات الصحية في غزة

جدري القرود.. منظمة الصحة العالمية توضح كيفية السيطرة على المرض

منظمة الصحة العالمية تطلق خطة لوقف تفشي جدري القرود

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الصحة والسكان وباء الكوليرا النازحين السودانيين انتشار وباء الكوليرا في السودان وزير الصحة السوداني وباء الكوليرا في السودان حالات إصابة بوباء الكوليرا تفشي وباء الكوليرا منظمة الصحة العالمیة وزارة الصحة

إقرأ أيضاً:

«الفاو»: تحديات تواجه إيصال الغذاء للمتضررين من النزاع والفيضانات بالسودان

وفقاً لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتي نشرت في يونيو، يواجه أكثر من نصف السكان – أي 25.6 مليون نسمة – حالة الأزمة أو ظروفا أسوأ، بالتزامن مع موسم العجاف.

الخرطوم: التغيير

حذر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد الحكيم الواعر، من أن تمدد النزاع في السودان والتحديات التي تواجه إمكانية الوصول إلى المتضررين والفيضانات واسعة النطاق تعيق، بشدة، جهود الاستجابة الإنسانية الطارئة في كافة أنحاء البلاد.

ووفقا لأحدث بيانات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والتي نشرت في يونيو، يواجه أكثر من نصف السكان – أي 25.6 مليون نسمة – حالة الأزمة أو ظروفا أسوأ، بالتزامن مع موسم العجاف.

ويشمل ذلك 755 ألف شخص يعيشون مستويات كارثية من الجوع الحاد في 10 ولايات. فيما أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لمبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أن ظروف المجاعة قد امتدت لتشمل حاليا مخيم زمزم للنازحين داخليا في ولاية شمال دارفور.

وفي السياق، حث الواعر، الموجود حاليا في السودان لتقييم الوضع الميداني، بلدان العالم على إيجاد حل للأزمة المتفاقمة في السودان ودعم تدخلات المنظمة.

وأعرب عن القلق إزاء سرعة ونطاق تدهور انعدام الأمن الغذائي، كما أن التحديات التي تواجه إمكانية الوصول إلى السكان المتضررين تتزايد يوما بعد يوم. ومع ذلك، قال الواعر إنه “لا يزال هناك مجال للعمل إذا ما وحدنا جهودنا واتخذنا إجراءات فورية”.

وقد تسبب الهطول غير المسبوق للأمطار هذا الموسم إلى فيضانات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، مما أعاق الجهود الإنسانية وتسبب في المزيد من موجات النزوح.

بينما تواجه الزراعة وسبل العيش الريفية وأنظمة تسويق الأغذية تحديات كبيرة في ظل النزاع، حيث تعاني من أضرار واضطرابات جسيمة، مع عواقب متتالية على الأمن الغذائي.

وأكد الواعر على الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات في الوقت المناسب قائلا إن منظمة (الفاو) وشركاءها ملتزمون بضمان إيصال المساعدات الزراعية في الوقت المناسب إلى جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الأكثر تضررا، حيث تكون الحاجة أكبر.

الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة الأمن الغذائي في السودان الجوع في السودان منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 500 سلة غذائية في محلية دنقلا بالسودان
  • «الفاو»: تحديات تواجه إيصال الغذاء للمتضررين من النزاع والفيضانات بالسودان
  • السودانيون يخوضون حرباً جديدة ضد «الكوليرا» وعدد الوفيات يقترب من 200
  • وافقت عليه «الصحة العالمية».. معلومات عن أول لقاح ضد جدري القرود
  • “أطباء بلا حدود” تنهي دعمها لمركز علاج الكوليرا في عدن
  • حالات الكوليرا بالسودان تقترب من الـ8 آلاف وأكثر من 200 وفاة
  • "أطباء بلا حدود" تنهي دعمها لمركز علاج الكوليرا في عدن
  • "أطباء بلا حدود" تنهي رسميا دعمها لمركز علاج الكوليرا في مستشفى الصداقة بعدن
  • اليونيسف: مقتل وإصابة أكثر من 30 طفلا في قصف طال مناطق مدنية في سنار بالسودان
  • اليونسيف: مقتل وإصابة 30 طفلًا في قصف طال مدنية سنار بالسودان