واشنطن- اتخذت قضية وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منعطفا جديدا في الدوائر السياسية بالولايات المتحدة عقب الإعلان عن مقتل هيرش غولدبيرغ بولين، الإسرائيلي الأميركي، الذي عثر على جثته ضمن جثث 6 محتجزين داخل نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تفهّم فيه أغلب المعلقين في العاصمة واشنطن سخط البيت الأبيض من مقتل غولدبيرغ، حذر آخرون من أن أي ضغوط أميركية مدفوعة بجدول زمني للانتخابات الرئاسية قد يكون لها أثر سلبي على مستقبل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة.

وقبل مغادرتها العاصمة واشنطن، صباح الاثنين، متجهة إلى مدينة ديترويت بولاية ميشيغان المتأرجحة للمشاركة في فعالية انتخابية، تشارك كامالا هاريس في لقاء مهم يُعقد بالبيت الأبيض ويجمع الرئيس جو بايدن مع فريق التفاوض الأميركي بشأن صفقة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.

ويناقش الاجتماع الجهود المبذولة للدفع نحو صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، والتوصل لوقف إطلاق النار، إذ نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي لوقف الحرب في غزة.

بايدن وكامالا هاريس يجتمعان مع فريق التفاوض لمناقشة صفقة التبادل (رويترز) ارتباك وفرصة

وصدمت العاصمة الأميركية التي كانت تستعد لعطلة نهاية أسبوع تمتد إلى 3 أيام مع احتفال الأميركيين بعيد العمال اليوم الاثنين، إلا أن أنباء مقتل هيرش غولدبيرغ بولين أربكت حملة هاريس من جانب، ووفرت من جانب آخر فرصة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للهجوم على بايدن وهاريس.

واعتبرت هاريس أن "أيدي حماس ملطخة الآن بالدماء الأميركية"، وذكرت -في بيان لها- أن "حماس منظمة إرهابية شريرة، ومع عمليات القتل هذه، تلطخت أيدي حماس بدماء أميركية.. حماس شريرة، ويجب القضاء عليها، ولا يمكنها السيطرة على غزة".

On October 7, Hersh Goldberg-Polin — an American citizen — was taken hostage by Hamas terrorists. He was just 23 years old, attending a music festival with friends. We now know he was murdered by Hamas.

Doug and my prayers are with Jon Polin and Rachel Goldberg-Polin, Hersh's… pic.twitter.com/vHSGbWgUjr

— Vice President Kamala Harris (@VP) September 1, 2024

ولم يشر بيان كامالا هاريس إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الرهائن، كما قدمت دعما غير مباشر لأهداف نتنياهو المتطرفة حول مستقبل غزة، التي يقول عديد من المسؤولين الأميركيين إنها غير قابلة للتحقيق.

من جانبها، ردت حملة "غير ملتزمين" في بيان لها نشرته على حسابها بمنصة إكس، وانتقدت بيان هاريس.

وبدأت حملة "غير ملتزمين" من ولاية ميشيغان شمال شرق الولايات المتحدة، التي يقطنها كثير من العرب والمسلمين، بالخروج في مسيرات ومظاهرات والظهور في المناسبات العامة التي يحضرها بايدن، وتطورت لاحقا إلى مطالبة الناخبين الديمقراطيين بعدم التصويت لبايدن.

وقالت المنظمة "نشعر بخيبة أمل عميقة من تبني نائبة الرئيس النزعة العسكرية، في رد يتناقض بشكل صارخ مع الموقف الشجاع لعديد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين يحتجون على سياسة نتنياهو المروّعة المتمثلة في الحرب قبل كل شيء".

المرشح الجمهوري ترامب (يسار) يستقبل نتنياهو خلال زيارته لأميركا (مكتب الصحافة الحكومي) مزايدة ترامب

وعلى منصة "تروث سوشيال"، عبّر المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب عن حزنه "على الموت الذي لا معنى له للرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم بشكل مروع المواطن الأميركي هيرش غولدبيرغ بولين".

وأشار ترامب إلى أن الافتقار التام للقوة والقيادة الأميركية تسبب في هذه المأساة، ولأن "الرفيقة كامالا هاريس وجو بايدن المحتال قائدان فقيران، يتم ذبح الأميركيين في الخارج، وإن أيدي هاريس وبايدن ملطخة بالدماء".

وهاجم ترامب منافسته هاريس وحذر من أن حكم كامالا وبايدن لم يعرض الأرواح للخطر فحسب، بل إنه مسؤول بشكل مباشر عن الوفيات غير الضرورية، وأن "أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول ما كانت لتحدث" لو كان هو الرئيس.

ترامب يحمل بايدن وهاريس مسؤولية الحرب في الشرق الأوسط (الصحافة الأميركية) أيام قليلة حاسمة

من ناحيته، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن إن "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة"، في مسعى لإطلاق سراح أولئك الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

وخلال اجتماع افتراضي أجراه سوليفان، مساء أمس الأحد، مع عائلات الأميركيين المحتجزين في غزة، قال إن إدارة بايدن "ستعمل على مدار الساعة من أجل التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين".

ويأمل البيت الأبيض أن يؤدي التطور الأخير إلى تجديد الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق سريع توافق عليه الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، وهو ما يخدم مسار حملة هاريس الانتخابي ويصعّب من استغلال الرئيس السابق دونالد ترامب لهذه القضية لأغراض انتخابية.

ومنذ نهاية مايو/أيار الماضي، شاركت واشنطن بفعالية في جولات المحادثات سواء على مستوى رفيع بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، أو على مستوى المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء.

واختار الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس عدم الضغط علنا على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق، وبدلا من ذلك أعلنا إدانة حماس، حتى في الوقت الذي ينتقد فيه الإسرائيليون نتنياهو بشدة.

ولا يزال البيت الأبيض مترددا في الضغط على نتنياهو بشدة لتقديم تنازلات لحماس، خوفا من أن يضر ذلك بحملة هاريس الرئاسية إذا اعتبر البيت الأبيض أنه أجبر نتنياهو على التوصل إلى اتفاق قبل أقل من 70 يوما على موعد الانتخابات الأميركية.

وانتقد مايكل ماكوفسكي، المدير التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) وهو مسؤول سابق بالبنتاغون، إدارة بايدن-هاريس وحمّلهما مسؤولية مقتل المحتجزين الستة. وقال إن الحادث يظهر "فشل سياسة بايدن-هاريس في الضغط على إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البیت الأبیض کامالا هاریس إطلاق النار إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

القصف متواصل على لبنان.. «نتنياهو» يواصل تهديداته!

قتل مواطن لبناني “جراء استهداف سيارته بصاروخ موجه من طائرة إسرائيلية مسيّرة في بلدة بعورته بمحافظة جبل لبنان جنوب البلاد”.

وبحسب المعلومات، “قتل قيادي في “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية الشيخ حسين عطوي، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة بعورتا بمنطقة الشوف جبل لبنان”.

وأظهرت “مشاهد مصورة لحظة احتراق السيارة، عقب هجوم شنته طائرة مسيرة أطلقت صاروخين على السيارة المستهدفة”.

وفي 8 أكتوبر2023، “شنت إسرائيل حربا على لبنان أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، ومنذ وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل في 27 نوفمبر2024 ارتكبت إسرائيل 2764 خرقا له، ما خلّف 194 قتيلا و485 جريحا على الأقل”، وفق وكالة أنباء الأناضول.

نتنياهو يحذر: لن نقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط والرد سيكون قاسيا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن “يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط”، موضحا أن “الرد الإسرائيلي لن يقتصر على اليمن، بل سيمتد إلى لبنان وبقية الجبهات”.

وأوضح نتنياهو: “نعلم جيدا من يجب أن نقاتلهم، وأقول للحوثيين كل هجوم علينا سيواجه بهجوم وهذا يسري على لبنان وبقية الجبهات”.

وأضاف: “قلت مرارا سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان بقاء إسرائيل”.

وفيما يخص “الحوثيين”، أشار نتنياهو إلى أنهم “يتلقون “ضربات قوية” من الحلفاء الأمريكيين، متوعدا بأن يكون الرد الإسرائيلي عليهم “قاسيا”.

وقال:”الحوثيون” تفاخروا بإطلاق مسيرة اسمها يافا وأقول لهم يافا ليست محتلة وردنا الصارم عليكم آت”، فيما وجه رسالة إلى لبنان، قائلا: “كل هجوم على إسرائيل سيقابل بهجوم مضاد، وهذا يسري على لبنان كما على بقية الجبهات”.

وحول الأوضاع في غزة، قال نتنياهو:”سنقوض حماس في غزة وسنعيد الأسرى ونحقق أهدافنا كافة”، معتبرا أن “رئيس جهاز الأمن الداخلي “فشل فشلا ذريعا إبان هجوم السابع من أكتوبر”، كما أشار إلى أنه “لن يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط، كما لن تحصل حرب أهلية في إسرائيل”.

حركة “حماس” تدين الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان

أدانت حركة “حماس” في لبنان “الانتهاكات الإسرائيلية والقصف المتواصل على القرى والبلدات جنوب لبنان وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف منذ انتهاء الحرب”.

وأصدرت حركة “حماس” بيانا حول الأوضاع جنوب لبنان موضحة أنها “تتابع تطورات الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على لبنان، لا سيما في القرى الجنوبية التي تتعرض لعمليات اغتيال وقصف صهيوني لم يتوقف منذ انتهاء الحرب”.

وقالت حركة “حماس”: “ندين العدوان الإسرائيلي المتواصل على القرى والبلدات جنوب لبنان وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف منذ انتهاء الحرب”.

وأكدت حركة “حماس” على “ضرورة قيام المجتمع الدولي بإلزام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ اتفاقاته في كل مكان وعدم التنصّل منها”.

وتوجهت حركة “حماس” بأحرّ “التعازي والمواساة إلى الدولة اللبنانية رئاسة وحكومة وشعبا وجيشا بارتقاء ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني”، كما تقدمت “بالعزاء والمواساة بارتقاء عدد من المدنيين ومن عناصر حزب الله”، مشيدة “بتضحياتهم الكبيرة”.

وقبل أيام، “استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية بلدات دير ميماس وأرنون وكفرتبنيت في جنوب لبنان، ما أدى لمقتل 4 أشخاص”.

لبنان.. إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات

أعلنت الأجهزة الأمنية في لبنان “إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات عبر المعابر غير الشرعية”.

وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في بيان إنه “في إطار الجهود المستمرة لمكافحة تهريب المخدرات وحماية الحدود من الأنشطة غير الشرعية، نفذت دورية من مكتب بعلبك الإقليمي التابع للمديرية الإقليمية في بعلبك – الهرمل، عملية أمنية دقيقة عند منتصف ليل 21-22 نيسان 2025، أسفرت عن ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة في جرد نحلة”، شرقي البلاد”.

وأضافت: “تم ضبط حوالي 250 كلغ من مادة حشيشة الكيف، موضبة بطريقة محترفة، كانت معدة للتهريب خارج الحدود بواسطة الدراجات النارية عبر المعابر غير الشرعية، وأجري المقتضى القانوني بناء لإشارة القضاء المختص”.

مكتب بعلبك يُحبط عمليّة تهريب كميّة كبيرة من المخدرات إلى خارج الأراضي اللبنانيّة.#المديريّة_العامّة_لأمن_الدولة#Lebanese_State_Security pic.twitter.com/bRfCbtoiJ5

— Lebanese State Security (@statesecuritylb) April 22, 2025

مقالات مشابهة

  • القصف متواصل على لبنان.. «نتنياهو» يواصل تهديداته!
  • 6 أسئلة عن الحرب الأميركية على الحوثيين باليمن
  • حماس: ندعو لحصار السفارات الأميركية والإسرائيلية حتى يتوقف العدوان
  • نائب الرئيس الأميركي يزور حصناً تاريخياً في جايبور الهندية
  • الرئيس عون اطّلع من رئيس الجامعة الأميركية على أوضاعها
  • اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد يمتد لسنوات
  • مفاوضات حاسمة في القاهرة والدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
  • الرئيس الإيراني: مستعدون لاتفاق مع أميركا في إطار محدد
  • ما قصة سياسات ترامب العقابية ضد الجامعات الأميركية؟
  • ‏رئيس الشاباك: نتنياهو طلب مني استخدام صلاحيات الشاباك ضد المظاهرات المناهضة وطلب مني الانصياع للحكومة لا للمحكمة العليا