مزايدات غزة تهز سباق الانتخابات الأميركية وتلحق الضرر بحظوظ هاريس
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
واشنطن- اتخذت قضية وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منعطفا جديدا في الدوائر السياسية بالولايات المتحدة عقب الإعلان عن مقتل هيرش غولدبيرغ بولين، الإسرائيلي الأميركي، الذي عثر على جثته ضمن جثث 6 محتجزين داخل نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي الوقت الذي تفهّم فيه أغلب المعلقين في العاصمة واشنطن سخط البيت الأبيض من مقتل غولدبيرغ، حذر آخرون من أن أي ضغوط أميركية مدفوعة بجدول زمني للانتخابات الرئاسية قد يكون لها أثر سلبي على مستقبل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في قطاع غزة.
وقبل مغادرتها العاصمة واشنطن، صباح الاثنين، متجهة إلى مدينة ديترويت بولاية ميشيغان المتأرجحة للمشاركة في فعالية انتخابية، تشارك كامالا هاريس في لقاء مهم يُعقد بالبيت الأبيض ويجمع الرئيس جو بايدن مع فريق التفاوض الأميركي بشأن صفقة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.
ويناقش الاجتماع الجهود المبذولة للدفع نحو صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، والتوصل لوقف إطلاق النار، إذ نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي لوقف الحرب في غزة.
بايدن وكامالا هاريس يجتمعان مع فريق التفاوض لمناقشة صفقة التبادل (رويترز) ارتباك وفرصةوصدمت العاصمة الأميركية التي كانت تستعد لعطلة نهاية أسبوع تمتد إلى 3 أيام مع احتفال الأميركيين بعيد العمال اليوم الاثنين، إلا أن أنباء مقتل هيرش غولدبيرغ بولين أربكت حملة هاريس من جانب، ووفرت من جانب آخر فرصة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب للهجوم على بايدن وهاريس.
واعتبرت هاريس أن "أيدي حماس ملطخة الآن بالدماء الأميركية"، وذكرت -في بيان لها- أن "حماس منظمة إرهابية شريرة، ومع عمليات القتل هذه، تلطخت أيدي حماس بدماء أميركية.. حماس شريرة، ويجب القضاء عليها، ولا يمكنها السيطرة على غزة".
On October 7, Hersh Goldberg-Polin — an American citizen — was taken hostage by Hamas terrorists. He was just 23 years old, attending a music festival with friends. We now know he was murdered by Hamas.
Doug and my prayers are with Jon Polin and Rachel Goldberg-Polin, Hersh's… pic.twitter.com/vHSGbWgUjr
— Vice President Kamala Harris (@VP) September 1, 2024
ولم يشر بيان كامالا هاريس إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الرهائن، كما قدمت دعما غير مباشر لأهداف نتنياهو المتطرفة حول مستقبل غزة، التي يقول عديد من المسؤولين الأميركيين إنها غير قابلة للتحقيق.
من جانبها، ردت حملة "غير ملتزمين" في بيان لها نشرته على حسابها بمنصة إكس، وانتقدت بيان هاريس.
وبدأت حملة "غير ملتزمين" من ولاية ميشيغان شمال شرق الولايات المتحدة، التي يقطنها كثير من العرب والمسلمين، بالخروج في مسيرات ومظاهرات والظهور في المناسبات العامة التي يحضرها بايدن، وتطورت لاحقا إلى مطالبة الناخبين الديمقراطيين بعدم التصويت لبايدن.
وقالت المنظمة "نشعر بخيبة أمل عميقة من تبني نائبة الرئيس النزعة العسكرية، في رد يتناقض بشكل صارخ مع الموقف الشجاع لعديد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين الذين يحتجون على سياسة نتنياهو المروّعة المتمثلة في الحرب قبل كل شيء".
المرشح الجمهوري ترامب (يسار) يستقبل نتنياهو خلال زيارته لأميركا (مكتب الصحافة الحكومي) مزايدة ترامبوعلى منصة "تروث سوشيال"، عبّر المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب عن حزنه "على الموت الذي لا معنى له للرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم بشكل مروع المواطن الأميركي هيرش غولدبيرغ بولين".
وأشار ترامب إلى أن الافتقار التام للقوة والقيادة الأميركية تسبب في هذه المأساة، ولأن "الرفيقة كامالا هاريس وجو بايدن المحتال قائدان فقيران، يتم ذبح الأميركيين في الخارج، وإن أيدي هاريس وبايدن ملطخة بالدماء".
وهاجم ترامب منافسته هاريس وحذر من أن حكم كامالا وبايدن لم يعرض الأرواح للخطر فحسب، بل إنه مسؤول بشكل مباشر عن الوفيات غير الضرورية، وأن "أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول ما كانت لتحدث" لو كان هو الرئيس.
ترامب يحمل بايدن وهاريس مسؤولية الحرب في الشرق الأوسط (الصحافة الأميركية) أيام قليلة حاسمةمن ناحيته، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن إن "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة"، في مسعى لإطلاق سراح أولئك الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وخلال اجتماع افتراضي أجراه سوليفان، مساء أمس الأحد، مع عائلات الأميركيين المحتجزين في غزة، قال إن إدارة بايدن "ستعمل على مدار الساعة من أجل التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين".
ويأمل البيت الأبيض أن يؤدي التطور الأخير إلى تجديد الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق سريع توافق عليه الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، وهو ما يخدم مسار حملة هاريس الانتخابي ويصعّب من استغلال الرئيس السابق دونالد ترامب لهذه القضية لأغراض انتخابية.
ومنذ نهاية مايو/أيار الماضي، شاركت واشنطن بفعالية في جولات المحادثات سواء على مستوى رفيع بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، أو على مستوى المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء.
واختار الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس عدم الضغط علنا على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق، وبدلا من ذلك أعلنا إدانة حماس، حتى في الوقت الذي ينتقد فيه الإسرائيليون نتنياهو بشدة.
ولا يزال البيت الأبيض مترددا في الضغط على نتنياهو بشدة لتقديم تنازلات لحماس، خوفا من أن يضر ذلك بحملة هاريس الرئاسية إذا اعتبر البيت الأبيض أنه أجبر نتنياهو على التوصل إلى اتفاق قبل أقل من 70 يوما على موعد الانتخابات الأميركية.
وانتقد مايكل ماكوفسكي، المدير التنفيذي للمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) وهو مسؤول سابق بالبنتاغون، إدارة بايدن-هاريس وحمّلهما مسؤولية مقتل المحتجزين الستة. وقال إن الحادث يظهر "فشل سياسة بايدن-هاريس في الضغط على إسرائيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البیت الأبیض کامالا هاریس إطلاق النار إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع كروم
طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار "غوغل" على بيع متصفّحها "كروم"، في إجراء يهدف إلى مكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.
ويشكّل هذا الطلب تغييرا عميقا في استراتيجية هيئات المنافسة التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلها منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين تقريبا.
وفي وثيقة قضائية، طلبت وزارة العدل من المحكمة فصل نشاطات غوغل التابعة لمجموعة "ألفابت"، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها كذلك من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.
وردا على الطلب الحكومي، أكّد كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في غوغل، أن المسؤولين القضائيين "اختاروا الدفع بأجندة تدخلية جذرية".
وأشار إلى أن الاقتراح "من شأنه تقويض مجموعة من منتجات غوغل" ويضعف استثمارات الشركة في الذكاء الاصطناعي.
والصيف الماضي، دان القاضي الفدرالي في واشنطن أميت ميهتا مجموعة "غوغل" بارتكاب ممارسات غير شرعية لتأسيس احتكارها في مجال البحث عبر الإنترنت والحفاظ عليه.
ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يعرض الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل.
وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، من المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، ما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الفصل للمحكمة العليا الأميركية.
بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا على عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير. ومن المرجح أن تقوم إدارة ترامب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل.
ورشح ترامب برندن كار لرئاسة الهيئة الناظمة للاتصالات الأميركية والذي يسعى إلى "تفكيك كارتل الرقابة" الذي تفرضه شركات التكنولوجيا العملاقة "فيسبوك" و"غوغل" و"أبل" و"مايكروسوفت".
إلا أن الرئيس المنتخب أشار كذلك إلى أن قرار التفكيك سيكون مبلغا به.
تريد وزارة العدل أن تتخلى "غوغل" عن متصفّح "كروم" وهو الأكثر استخداما في العالم، لأنه نقطة دخول رئيسية إلى محرك البحث، ما يقوض فرص منافسين محتملين.
وبحسب موقع "ستات كاونتر" المتخصّص، استحوذت "غوغل" في أيلول/سبتمبر على 90 % من سوق البحث العالمية عبر الإنترنت.
وكشفت المحاكمة على امتداد عشرة أسابيع، المبالغ الضخمة التي دفعتها "ألفابت" لضمان تنزيل "غوغل سيرتش" على الهواتف الذكية خصوصا من شركتَي "آبل" وسامسونغ".
وبدأت الإجراءات القضائية خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب (2017-2021) واستمرت في عهد الرئيس جو بايدن.
وستعيد مقترحات السلطات، إذا قبل بها القاضي، تشكيل سوق البحث عبر الإنترنت.
وتواجه شركة "غوغل" حملة قضائية أوسع نطاقا على خلفية شبهات في انتهاكات لقوانين المنافسة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي أكتوبر، أمر قاض فدرالي "غوغل" بالسماح بإتاحة منصات منافسة في متجرها للتطبيقات ("بلاي ستور") لصالح شركة "إبيك غيمز" الناشرة لألعاب الفيديو التي أطلقت الإجراء القضائي في حق المجموعة الأميركية العملاقة.