قصائد وجدانية وغزلية بأمسية شعرية للنادي الثقافي الشبابي في حمص
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
حمص-سانا
نظم فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص اليوم أمسية شعرية للنادي الثقافي الشبابي قدم فيها الشعراء الشباب مجموعة من القصائد الوجدانية والغزلية.
وشارك الشاعر أحمد المصري بقصيدة عمودية بعنوان “مجاز على حافة السقوط” تتحدث عن الحلم والحقيقة بأسلوب سهل قريب من المتلقي.
وقدم الشاعر نضال مشارقة قصيدة عمودية غزلية بعنوان “كيف أحبك”، فيما كان للشاعر عبد السلام صبرا قصيدة عمودية بعنوان “أغان من الليل” وهي قصيدة ذاتية استخدم فيها الأسلوب الرمزي والألفاظ الموسيقية.
وشارك الشاعر أحمد زيد بقصيدة عمودية بعنوان “إلى الضفة الأخرى من الوقت” القصيدة الحائزة على جائزة سامي البارودي من مديرية ثقافة حماة وتحمل طابعاً إنسانياً، وتدعو إلى المثل الإنسانية العليا.
لارا أحمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مرآة لوجه ضائع لهبة شريقي.. قصائد تتأمل جماليات الحياة
دمشق "العُمانية": تفتح قصائد الشاعرة السورية هبة شريقي الباب على مصراعيه للتأمل بجماليات الحياة، حيث كلُّ ألمٍ نافذة يطلّ منها الأمل، وكلّ ظلمةِ ليل تفضي إلى صبحٍ مشرق، لذا تهدي الشاعرة ديوانها "مرآة لوجه ضائع" إلى "الحالمين" و"إلى كل مَن يقابل الصدمات بضحكة طويلة جداً ثم يبكي متحجّجاً بها".
يضم الديوان الصادر عن دار نينوى في 120 صفحة من القطع المتوسط، قرابة أربعين قصيدة تناولت موضوعات عدة، عن الذات التي تقترب منها الشاعرة وتلامس هواجسها، وعن الأب الذي يحمل قلب طفل ويبدو كما فجر الخريف الهادئ ورغيف الزعتر، وعن أحوال القلب العاشق، والحزن الذي يشتد كلما نظر الوجه إلى المرآة، وعن البسمة والضحكة وزقزقات الطيور.
واللافت في شعر شريقي -صاحبة التجربة في كتابة الشعر بالمحكية أيضاً- اقتناصها الصور الفارقة التي تبدو ابنة اللحظة، وتطويع كل جديد تراه ليصبح جملة شعرية عذبة منظومة بلغة رشيقة حيوية وجمل سريعة الإيقاع، كما في قصيدتها "رقصة أخيرة" التي تقول فيها: "سأقول: (كنّا)/ ثم أمشي/ مثل موسيقى على وتر الطريق/ سأقول:/ (لا أحتاج أن أبكي)/ وأبكي/ مثل طفل راعه وهج الحريق".
تكثر الحواريات الذاتية في نصوص شريقي وهي تحاول أن تقترب من هواجس الذات ومخاوفها، حيث نراها تنفصل عن ذاتها وتواجهها وتسائلها وتُطمئنها وتستمع لشؤونها وشجونها، كما في قصيدتها "اعتراف" ومنها: "أحنّ إليّ/ وأعرف أني جد بعيدة/ وأعرف أن فؤادي ضعيف/ وأني إذا رحت صوبي/ سأعشق أي خيال على الدرب يبكي/ وأن الخيال وحيد وعار/ سيلبس روحي ثيابًا جديدة/ سأعشق كل احتمال جديد لعشق أخير/ وأبقى وحيدة".
ومن اللافت أيضاً أن الشاعرة تؤنسن كل ما حولها من موجودات أو مشاعر، وهو ما منحها قدرة على ابتداع الصور الفنية والتقاط مشاهد فريدة وتسليط الضوء عليها بهدف التأمل العميق فيها، وهنا لا تقتصر الحياة على الإنسان الذي يرى الكون بعينيه، بل تمتد لتشمل الكون الذي يحيط بالإنسان ليتقاطع معه ومع مشاعره في كل تفصيلة، وهكذا تصبح الليالي وحشاً، والذكريات خيالاتٍ تتكاثر، وتصبح أحداث الماضي رفات السنين، والمعاني جداراً تستيقظ الأغاني فيمَن يتخطاه، والبكاء ألغاماً بالدرب، والحزن أثواباً للوقت: "لست أدري/ تثاقلت الذكريات على ظهر ذاكرتي؛ فحنى/ لست أدري متى بالتمام هجرت الـ(أنا)/ لست أدري/ تنازلت عن حق نفسي عليّ/ بألا أسوي ما لا تريد/ كنت أعشق نفسي/ تماما كما تعشق النار طعم الحديد".
ترصد شريقي تحولات الذات الأنثوية برهافة حسية، وتشتبك مع السياقات الجمعية، دافعةً القارئ إلى حالة من التأمل المحمَّل بطاقة شعورية كبرى، وتُبرز خلال ذلك قدرتها على التعبير عن مكنونات المشاعر الإنسانية حدَّ الاقتراب منها ولمسها، وكذلك أسطَرتها كما في قصيدتها "بكاء على أطلال الفرح"، المستوحاة من الأسطورة السومرية عشتار التي كانت تدور بين عالم البشر بحثاً عن ضحايا لحبّها حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ ما يملكون وتعِدُهم بالزواج حتى إذا أخذت كل شيء تركتهم ليبكوها ليلَ نهار إلى أن وصلت إلى راعي أغنام فتنه جمالُها وراح يذبح لها كل يوم شاةً لتبقى معه أطول وقت ممكن إلى أن جاء يوم لم يبقَ لديه فيه ما يقدمه لها، فرحلت، وعندها ما كان منه إلا أن سرق شاةً وراح يبحث عن عشتار منادياً باسمها، ومنذ ذلك اليوم صار الراعي ذئباً يسرق الشياه من الرعاة ويبحث عن فاتنته عشتار علّها تعود إليه يوماً.
تقول شريقي في هذه القصيدة التي تُبرز فتنة الأنوثة وقوة الحب في آن: "يا أيها الراعي الحزين/ وضحكتي/ تشفي جراحًا في الهوى تتقرّح/ لا تذبح الشاة الأخيرة، إني بشغاف صوتك أحتمي/ أتلفّح/ خذني إلى ليل البراري ذئبة/ ندمي عجوز/ والخيال مجنّح".