الأحزاب: الدعم النقدي خطوة ضرورية.. ولكن بشروط
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
باتت قضية تحويل الدعم العيني إلى نقدي أكثر ما يشغل المواطن المصري تزامنًا مع مناقشته بجلسات الحوار الوطني، حيث يتخوف الكثير من تلك الخطوة، خاصة في ظل ارتفاع التضخم، وتباينت آراء عدد من قيادات الأحزاب السياسية بشأن الدعم النقدي، ويرى البعض أنها خطوة أساسية لضمان وصول الدعم لمستحقيه، فيما رأى البعض أنه لا بد من الحيطة والحذر الشديد في التعامل مع تلك القضية.
من جهته أعلن ياسر عمر، القيادي بحزب مستقبل وطن، ووكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تأييده لتنفيذ فكرة التحول للدعم النقدي، مؤكدًا أنها تضمن وصول الدعم إلى مستحقيه، ويمنع سرقة نصف الدعم الذي لا يستفيد منه المواطن البسيط.
وأضاف أمين حزب مستقبل وطن بأسيوط، أنه لا بد من استكمال قواعد بيانات مستحقى الدعم وتدقيقها بشكل كامل، مشددًا على أن وزارات الإنتاج الحربي، والتموين، والتخطيط، والتضامن، تعمل بجانب الجهات الرقابية منذ فترة على إعداد قواعد بيانات مستحقى الدعم بشكل كامل.
وقدم عمر، مقترَحًا لإنجاح فكرة تطبيق الدعم النقدي، حيث يتم تقديم الدعم النقدى عبر كارت مخصص يتيح للمواطنين شراء سلع غذائية محددة ما يضمن وصول الدعم لمن يستحقه، في صورة دعم نقدي على كارت وليس منحه أموالاً فى يده، معقبًا: «بهذا يستطيع المواطن أن يشتري خبزًا وسلعًا تموينية فقط ولا يمكن استخدامها فى شراء منتجات مثل السجائر أو غيرها».
وأكمل أمين حزب مستقبل وطن بأسيوط، أنه يمكن تحديد سلع محددة يشتريها المواطن بكارت الدعم النقدي لمنع حدوث تضخم وزيادة فى أسعار السلع، مؤكدًا، حزب مستقبل وطن سيعرض رؤيته التي تؤيد التحول للدعم النقدي داخل مناقشات الحوار الوطني.
العربي الناصري: يساهم في تجنب التلاعب المستمر بالسلعرحب محسن جلال، نائب رئيس الحزب العربي الناصري، بطرح ملف التحول للدعم النقدي للمناقشة في الحوار الوطني، مشيرًا إلى أنه سيساهم في تجنب التلاعب المستمر بالسلع التموينية ويمنع استغلال بعض البدالين الذين يستخدمون السلع في أغراضه أخرى ويمنعون وصولها لمستحقي الدعم.
وكشف أن التحويل للدعم النقدي سيوفر مبالغ طائلة للخزانة العامة للدولة، كما أن قطع الدعم عن غير المستحقين يضمن وصوله إلى يد المواطنين المستحقين، مشددًا على ضرورة تكاتف الشعب، ومراعاة الظروف الاقتصادية، خاصة في هذه المرحلة الانتقالية والتي لا بد منها لنعبر إلى بر الأمان.
ونوه جلال بضرورة وضع بحوث مفصلة حول المستحقين الفعليين للدعم لغلق المجال أمام الاختلاس والتلاعب، لافتًا إلى أنه لضمان وصول الدعم لأصحاب الأولوية من المواطنين، يلزم الفرد شخصيًا بالحضور لصرف الدعم عن طريق البطاقة الشخصية، وللحالات القعيدة، أو غير القادرة عليه الذهاب للاستلام فيجب تعيين موظفين مختصين بتوصيل الدعم للمنازل بالتعاون مع وزارتي التضامن الاجتماعي والتموين.
وأكد على وجود صعوبات تقع على عاتق وزارة التموين، لأنها مقيدة بعدد من الموظفين ومن الصعب تعيين موظف مختص في كل موقع لصرف السلع التموينية لمراقبة ومراعاة الأمانة في عملية التوزيع.
حماة الوطن: يمنح المواطنين حرية اختيار السلعفي سياق متصل أكد الدكتور محمد الزهار، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، أنه يجب الحذر في التعامل مع ملف الدعم، حيث إن هناك ضرورة لتحديد سياسات عادلة لاستهداف الشرائح المستحقة للدعم لضمان تحقيق عدالة التوزيع، ومراعاة الأزمات الاقتصادية العالمية، وما قد يتخلف عن ذلك من آثار سلبية على اقتصاديات الدول، منوهًا بأن مسألة التحول من الدعم العيني إلى النقدي من المسائل التى تستوجب مزيدًا من الدراسة والتأني بصورة كبيرة.
وأوضح الزهار، أن الدعم النقدي خطوة ضرورية لتحسين استغلال موارد الدولة، لكن الأمر يحتاج إلى تخطيط دقيق لتحقيق الأهداف المرجوة دون التأثير السلبي على مستوى معيشة المواطن، مؤكدًا أن الدعم النقدي يمنح المواطنين حرية اختيار السلع والخدمات التي تلبي احتياجاتهم الفعلية، ويقلل من الفاقد والهدر الناتج عن تلف السلع أو سوء التخزين، وكذلك يمنع وصول الدعم لغير المستحقين.
ولفت أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، إلى أن ملف الدعم يحتاج إلى مناقشة شاملة من جميع الجهات، ورؤية مختلفة مع ضرورة إجراء دراسات مسحية حول الفقر فيما يتعلق بالدعم النقدي والعيني لبيان مدى جدوى التحول إلى الدعم النقدي.
حزب العدل: رفع الدعم يعني جعل المواطن يتحمل كل شيءوقال النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، وعضو مجلس النواب، إن الحزب مع الدعم النقدي، ولكن هناك شروط لتطبيقه في مصر، فلا بد أن تعود معدلات التضخم إلى الحدود الآمنة، وهذا لن يتحقق إلا بالإنتاج والتنمية، كما يجب أن يزيد الدعم النقدى وفقًا لزيادة معدلات التضخم، وهذا صعب فى الظروف الراهنة، معقبًا:" المواطن لن يستطيع تحمل ذلك".
وانتقد رئيس حزب العدل، التحول إلى الدغم النقدي، مطالبًا بضرورة إجراء حوارًا مجتمعيًّا، قبل التطبيق.
اقرأ أيضاًاليوم.. بدء صرف الدعم النقدي «تكافل وكرامة» لـ شهر أغسطس 2024
رئيس موازنة النواب: سيتم طرح فكرة الدعم النقدي للخبز بعد إجراء حوار مجتمعي مع المواطنين
وزير التموين: التحول إلى الدعم النقدي المشروط لن يكون ثابتا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأحزاب الدعم العيني الدعم النقدي تحويل الدعم العيني إلى نقدي جلسات الحوار الوطني حزب العدل حماة الوطن مستقبل وطن حزب مستقبل وطن الدعم النقدی للدعم النقدی وصول الدعم
إقرأ أيضاً:
فيلم وولف مان.. الذئاب تبكي أحيانا
لا يُعد العمل الفني إبداعًا حقيقيا ما لم يُضف قيمة فنية جديدة، وهذا ما حققه المخرج الأميركي لي وانيل في فيلمه الجديد "رجل ذئب" (Wolf Man) لعام 2025. ففي هذه النسخة، لم يكن تحوّل البطل إلى ذئب غاية في حد ذاته، كما هو معتاد في أفلام المستذئبين، بل كان تجليًا لأزمة وجودية تتعلق بالماضي والحاضر الذي يعيشه البطل.
تخلى وانيل عن الصورة النمطية للمستذئب ذي الشعر الكثيف والملامح الحيوانية البارزة، وفضّل استخدام جسد البطل ذاته كوسيط بصري للتحول، ليجعل من هذا التحول مجازًا فنيًا يعكس معاناة رجل مثقل بذكريات طفولة قاسية وواقع أسري مضطرب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟list 2 of 24 أفلام عائلية للمشاهدة مع أطفالك في العيدend of listويُعد هذا الفيلم إعادة تصور حديثة لفيلم "الرجل الذئب" (The Wolfman)، الذي أخرجه جو جونستون عام 2010 وتدور أحداثه في أوائل القرن التاسع عشر.
لقد تطور مفهوم "الرجل الذئب" في الأدب والسينما على مدى قرون، لكن ظهوره السينمائي منحه طابعًا جماهيريا استند إلى اللعب الهوليودي التقليدي على مخاوف الإنسان البدائية من الوحوش والظلام، وحتى الدماء.
الرجل الذئب في الأدب والسينماتعود أقدم الإشارات إلى تحول البشر إلى ذئاب إلى القرن الأول الميلادي، وتحديدًا في كتاب التحولات للشاعر الروماني أوفيد، حيث يروي حكاية الملك "ليكاون" الذي حوّله كبير الآلهة زيوس إلى ذئب عقابًا على كفره وجحوده.
إعلانوفي العصور الوسطى، ظل موضوع المستذئبين حاضرًا كما يظهر في رواية "بتر الأنف" للكاتبة الفرنسية ماري دو فرانس في القرن الثاني عشر، التي تحكي عن رجل نبيل يتحوّل إلى مستذئب بعد أن تخونه زوجته.
شهد القرن التاسع عشر انفجارًا في أدب الرومانسية والخيال والمخلوقات الخارقة، وكان للذئاب فيها حضور لافت. من أبرز تلك الأعمال "زعيم الذئاب" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوماس، و"فاغنر الذئب الضاري" (1847) للروائي والصحفي البريطاني جورج دبليو إم رينولدز، وكلاهما استخدم شخصية الذئب في سرد يجمع بين الرعب والعاطفة.
أما أول تجسيد سينمائي لمفهوم الرجل المستذئب، فكان في فيلم "ذئب لندن" (Werewolf of London) عام 1935، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع فيلم "الرجل الذئب" (The Wolf Man) عام 1941، والذي وضع الأسس التي سار عليها كثير من صناع أفلام الرعب لاحقًا، مثل فكرة التحول عند اكتمال القمر والتأثر بالفضة، وهي عناصر أصبحت من ثوابت تراث المستذئبين في الثقافة الشعبية.
ويثير اختيار الذئب تحديدًا دون غيره من الحيوانات المفترسة تساؤلًا مهما: لماذا الذئب؟ ربما تكمن الإجابة في التشابه اللافت بين الذئاب والبشر في السلوك الاجتماعي خاصة، إذ تعيش الذئاب في قطعان منظمة، تقوم على الولاء والتسلسل الهرمي، تمامًا كالمجتمعات البشرية. كما أن خروج الذئب للصيد يوازي حياة الإنسان البدائية حين كان يعتمد على الصيد والالتقاط.
وفي العديد من الثقافات، تعد الذئاب مساحة خوف خالصة باعتبارها تهديدات محتملة للإنسان وللماشية، مما دفع الإنسان لتحوّل شكلي تضمّن قوة جبارة وغضبا لا يمكن السيطرة عليه. ولعل الأصل في ذلك التحول قد داعب الخيال السينمائي لأول مرة مع مشهد شخص أصيب بالسعار بعد "عضة كلب"، فتحوّل سلوكه إلى ما يشبه سلوك الذئب.
ذئب شرس وأب طيبعرض فيلم "الرجل الذئب" 2010 و"الرجل الذئب" 2025 أسطورةَ الذئب الكلاسيكية، لكنهما يختلفان بشكل كبير في البيئة وتركيز الشخصية والعمق الموضوعي.
إعلانتدور أحداث النسخة الأصلية من فيلم "الرجل الذئب" في إنجلترا عام 1891، وتحكي قصة لورنس تالبوت، الممثل الشهير الذي يعود إلى قريته بلاكمور عقب الوفاة الغامضة لشقيقه، في حبكة تجمع بين الرومانسية والرعب الكلاسيكي.
أما نسخة عام 2025، فتنتقل إلى الريف المعاصر في ولاية أوريغون الأميركية، حيث يرث بليك لوفيل (يؤدي دوره كريستوفر أبوت) منزل طفولته، وينتقل للعيش فيه مع عائلته على أمل بدء حياة جديدة تساعده في تجاوز أزماته الزوجية ومواجهة ذكريات الطفولة المؤلمة التي جمعته بوالده.
في نسخة 2010، يواجه لورنس تالبوت أيضًا ماضيا قاسيا، يشمل وفاة والدته وابتعاده عن والده السير جون تالبوت. ومع عودته إلى مسقط رأسه، يجد نفسه مضطرًا لمواجهة هذه الجراح القديمة، والتي تتعقّد مع تحوله إلى رجل ذئب.
يتعامل بليك في نسخة 2025 مع التوترات العائلية، وخاصة مع زوجته شارلوت (الممثلة جوليا غارنر)، وإرث والده المنفصل عنه جرادي (الممثل سام جايغر)، ويعمل تحوله إلى ذئب كاستعارة للصدمة الموروثة والخوف من أن يصبح مثل والده.
تركز القصة في النسخة القديمة من الرجل الذئب على ما يسببه التحول من رعب لعالمه الخارجي، كما تجسد صراعه مع وحشه الداخلي، وفي النسخة الأحدث، يغوص صناع العمل عميقا في الجوانب النفسية لتحول البطل إلى ذئب، إذ يتابع المشاهد التغيير التدريجي لبليك مع التركيز على رعب الجسد وتآكل إنسانيته، مما يشير إلى قسوة الأزمة النفسية التي يعاني منها وهشاشة حالته.
ويتجلى الخصم الرئيسي في شخصية الأب بنسخة عام 2010، الذي يتبيّن لاحقًا أنه هو نفسه مصدر اللعنة التي حولت ابنه إلى مستذئب، لتبلغ ذروة الصراع في مواجهة دامية بين الأب والابن، محمّلة برمزية عميقة لصراع الأجيال.
أما في النسخة المعاصرة، فينقلب المشهد؛ إذ يتمثل العدو في كائن خارجي يهاجم البطل ويسيطر عليه من الداخل. وعلى مدى نحو ثلث زمن الفيلم، يناضل البطل لحماية أسرته من ذلك الوحش الكامن في داخله، أو من ذاته، حتى وإن كلفه ذلك حياته.
يقف الفيلمان على طرفي رمزين متباينين: في النسخة القديمة، ترمز اللعنة إلى عبء الإرث العائلي والمصير المحتوم، في حين تعكس النسخة الجديدة قلق البطل من التحول إلى نسخة أخرى من والده. وكلا الفيلمين يعيدان إحياء واحدة من أبرز الثيمات التي طغت على الثقافة الغربية في ستينيات القرن الماضي، وهي ثيمة "قتل الأب"، لا بمعناها الحرفي، بل بوصفها تمردًا على الميراث الذكوري التقليدي وسعيًا للتحرر من سلطته الرمزية والثقافية.
إعلان أزمة إيقاعقدّم المخرج لي وانيل في نسخة 2025 معالجة بصرية مميزة لتحول البطل إلى ذئب، أضافت عمقا فنّيا واضحا، لكنه لم ينجح في الحفاظ على إيقاع متوازن؛ إذ بدأ الفيلم بسرعة لافتة، ثم تباطأ بشكل ملحوظ خلال مشاهد التحول الجسدي المفصلة، مما أضعف تماسك التجربة.
تميز وانيل أيضا في توظيف عناصر البيئة المحيطة، مثل الظلام والغابة الكثيفة، لخلق أجواء رعب فعّالة مدعومة بتصوير ذكي لتفاصيل الوجوه وردود الأفعال. وقدّم كريستوفر أبوت أداءً مفعمًا بالألم الداخلي حتى في لحظات الصمت، في وقت انسجم فيه الحزن الطبيعي في ملامح جوليا غارنر مع النبرة الكئيبة التي طغت على أغلب مشاهد الفيلم.