(12) سبباً وجيهاً ومنطقياً للزواج بممرّضة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
(12) سبباً وجيهاً ومنطقياً للزواج بممرّضة
#ماجد_دودين
ما زلت أذكر أننا في المرحلة الابتدائية قد درسنا وحفظنا قصائد جميلة عن #الممرضات مثل:
رَأَيْــــــــتُـــــــهَــــــــــــا نَــــــــظِـــــيـــــفَـــــــــةً نَــــــشِــــــيــــــطَــــــــــةً خَـــــفِــــــيــــــــفَـــــــــــةً
مقالات ذات صلة المقاطعة وتساؤلات مشروعة 2024/09/01فُــــــــــــــــؤَادُهَــــــــــــا رَحِــــــيــــــــــمٌ وَعَـــــــطْــــــــــــفُـــــــــــهَـــــــــــــا عَـــــظِـــــيـــــــــمٌ
لَــــطِـــــــــيــــــــفَـــــــــةُ الكَـــــــــــلَامِ تَــــــعْـــــــــمَـــــــلُ فِــــــــــــــي نِــــــــــــظَــــــــــــــــامِ
تَـــــطُــــــــــــوفُ بِــــــــالــــــــــــدَّوَاءِ فِــــــــــــي الصَّــــــــبَـــــــــاحِ وَالمَـــــــسَـــاءِ
وتَــــأْخُــــــــــــــذُ الحَـــــــــرَارَةَ بِـــــعِـــــــــنَــــــايَــــــــــةِ المَـــــــــــــهَـــــــــــــــــــــــــــــــارَة
فِـــــــــي كَــــــــفِّـــــــهَا الشِّـــــفَاءُ يَـــــــــــــبْـــــــــــعَـــــــــثُــــــــــــهُ الرَّجَـــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ
فِــــــــي قَـــــــلْــــــبِــــــــــــــهَا حَنَانُ يَــــــــــــنْــــــــبَـــــــــــــشُـــــــــهُ اللِّـــــــــسَــــــــــــــــــــانُ
إِنْ أَحَــــــــــــــــــدٌ دَعَـــــــــــــــاهَا تُـــــــــسْــــــــــرِعُ فِـــــــــــــــــي خُــــــــطَـــــــــاهَا
تَــــــــــظَــــــــــلُّ كَــــــــــــالفَــــرَاشَةِ تَـــــــــطُـــــــــوفُ فِـــــــــــــــي بَـــــــــشَــــــاشَةٍ
مِــــــنْ حُــــــــجْـــــــــرَةٍ لِحُــجْرَةٍ وأُسْـــــــــــــــــــــــــــــــرَةٍ لِأُسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرِةٍ.
ولا ننسى تلك القصيدة المشهورة والعذبة والرقراقة التي جادت بها قريحة الشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم طوقان -رحمه الله – قبل تسعين عاماً، مشبهاً الممرضات بالحمائم، وحين نقول الممرضات، فإننا نقصد اليوم الممرضات والممرضين الذين يتشاركون في نشر وتعميم بياض ملابسهم وقلوبهم وأيديهم ….
بيض الحمائم حسبهنه أني أردد سجعهنّه
رمز الوداعة والسلامة منذ بدء الخلق هنّه
المحسنات إلى المريض غدونّ أشباها لهنّه
الروض كالمستشفيات دواؤها إيناسهنّه.”
أيّ جمالٍ حملته قصيدة هذا الشاعر الفلسطيني الفذ الذي رأى ما رأى بعينيْ وبصيرةِ مبدع، فهو لم ير ما يدور في الحاضر فحسب، بل استشرف أيضا أهمية المهنة في التجربة الإنسانية بعد عقود وعقود، وكأنه يقول لنا وقد عشنا تجربة ” كورونا” وتداعياتها الصعبة: إن البشرية تحتاج إلى المريول الأبيض لتعيش، وليس إلى البدلة العسكرية المرقّطة والمموّهة لتموت.
تحية لروح إبراهيم طوقان مبدع القصيدة التي تستحق الترجمة إلى لغات العالم كافة، بصورها الجميلة ومضمونها الإنساني العميق، حتى يعرف الناس في البلاد القريبة والبعيدة، أن شاعراً فلسطينياً قبل تسعة عقود قد قلّد ممرضة وساماً شعرياً، وكتب على جناح حمامة بقلبه” بيض الحمائم حسبهنّه”. د. حسن عبد الله
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن الحاجة العاجلة إلى ستة ملايين على الأقل من الممرضين والممرضات… مطلوبون فوراً وعلى وجه السرعة لسد النقص في دول العالم…في حين أن الرقم قابل للزيادة بعد خروج المجتمعات البشرية من الاختبار الكوني بفعل تداعيات كورونا والحروب التي تعصف بمنطقتنا والعالم وما يجري من استهداف وتدمير للمشافي والمراكز والكوادر الطبية وفرق الإسعاف والإنقاذ.
يقول مثل أمريكي قديم: “تزوّج ممرضة، وسيكون الأمر كأنك فزت بجائزة اليانصيب الكبرى.”
وقد تتساءلون: ما هو السبب وراء هذه النصيحة الذهبية من حكيم مجرّب؟!
هناك عدّة أسباب تصل إلى (12) سبباً رائعاً ووجيهاً ومنطقياً تجعل الزواج بممرضة مثل الفوز بالجائزة الكبرى. وهذه هي الأسباب باختصار.
الممرضة راعية حنونة:تركّز مهنة التمريض على توفير الرعاية والعناية الواعية المثمرة بالآخرين. ومن البديهي أن يكون هذا هو السبب الأول الذي يجعل الممرضات شريكات حياة رائعات ومبدعات. فهن بطبيعتهن يُقدمن الرعاية بحب ورفق وحنان وإنسانية وتفاني وإخلاص للأشخاص الذين يتعاملن معهم.
الممرضة مستمعة جيدة:الممرضات بطبيعتهن حساسات ومتعاطفات عند الاستماع للآخرين. عندما تريد الحديث عن مشكلة، الممرضة قد لا تعطيك حلولاً ناجعة بالضرورة ولكنها ستشعرك بأنّها بجانبك وبأنّك لست وحيداً. حيث يتم تدريب الممرضات على التواصل علاجياً، ويعرفن كيف يكنّ مستمعات جيّدات.
الممرضة صبورة صبراً جميلاً لا يُصدّق:بسبب طبيعة عملهن، تختزن الممرضات ينابيع غزيرة وكمية هائلة لا تُصدَّقُ من الصبر. حيث يتعاملن باستمرار مع مرضى من كل الأصناف والسمات والخصال الإيجابية والسلبية مثل:( المرضى المزاجيون والمرضى العصبيون والمتطلبون والمتذمرون. الخ) فخصلةُ وخلقُ وفضيلة الصبر مترسخة ومتجذّرة فيهن في العمل أو خارجه.
الممرضة تعرف متى تقلق:تشاهد الممرضات العديد من الحالات الطبيّة في عملهن، ويعرفن الوقت المناسب للقلق على صحتك وسلامتك. فخبرتهن الكبيرة في التعامل مع الحالات المتعددة من الحوادث والأمراض، تجعلهن يستشعرن الخطر ويحددن بدقة الوقت المناسب للقلق والتدخّل.
الممرضة لاعبة فريق متميزة:الممرضات يعرفن أهمية التعاون ومساعدة الأقران في العمل. فهنّ معتادات على العمل بروح الفريق الواحد وفق نظام منضبط حتى يجعلن عبء العمل أخف وزنا على الجميع. لهذا السبب هنّ معروفات بكونهن رفيقات حياة مؤازرات لرفيق دربهن. العلاقة تكون ذات قيمة أكبر عندما تساعدان بعضكما البعض في رحلة الحياة في السراء والضراء. أليس كذلك؟
الممرضة تضع الصحة على رأس أولوياتها:عندما تتزوج ممرضة، فأنت تضمن مشورة طبية مجانية من زوجتك طوال العمر. هذا الامتياز سيغنيك عن الانتظار في الطابور في العيادات فقط لتزيل شكوكا والتباسات حول صحة عائلتك.
كما أن زوجتك الممرضة ستضمن لك ولأسرتك أن تحصل على عناية طبية فورية عندما يكون هناك شيء ما يثير الشبهات. في نهاية المطاف، الصحة هي ثروة الأسرة التي لا يمكن تعويضها.
الممرضة تنقذك وتخرجك من أوقاتك الصعبة:في حالة المرضى الذين يشعرون بالقلق من العمليات الجراحية المقرر إجرائها لهم، تجد أن للممرضات موهبة مدهشة للتقليل من مخاوف المريض وبث الطمأنينة في النفوس. الموهبة نفسها ستساعدك على الخروج من الأوقات الصعبة والشاقة في حياتك سالما عندما تكون زوجتك ممرضة.
للممرضات قدرة فريدة على تهدئة المرضى من خلال حديثها الموزون، ستجد أن حديثا بسيطا مع زوجتك الممرضة سيجعلك تحس أن مشاكلك أصبحت أخف وزنا ووطأة مما هي عليه وفي طريقها إلى الاضمحلال والزوال.
الممرضة تكون كل الأشياء المُقرفة عند غيرها عادية بالنسبة لها:البلغم والدم والغازات المعوية …الخ (أجلّكم الله) – هذه الأمور المزعجة تكون طبيعية للممرضة. كما أنها معتادة على رؤية المرضى في حالات صعبة قبل إجراء العمليات الجراحية والفحوصات الطبية الروتينية. لهذه الأسباب، سيكون إحساسك بانعدام الأمن أقل من غيرك عندما تكون زوجتك ممرضة.
الممرضة تنعم باستقرار الدخل:مهنة التمريض من المهن القليلة التي تتميّز برواتب مستقرة في الوقت الحاضر. هناك حاجة مستمرة للممرضين والممرضات في جميع أنحاء العالم، حتى أنها نادرا ما تكون عاطلة عن العمل. عندما تكون زوجتك ممرضة، نادرا ما ستقلقك البطالة أو عدم كفاية الدخل.
تفكير الممرضة واضح ومتّزن تحت الضغط:الممرضة معتادة على العمل تحت الضغط. يمكنها أن تحدد أولوياتها بسرعة وتأخذ قرارات مهمة في وسط مزدحم. هذه الصفة مفيدة جدا في الأوقات الطارئة. انه لشيء رائع أن يكون لك زوجة تستطيع التفكير بوضوح عندما تفقد أنت تركيزك وبوصلتك واتجاهك في الحالات الطارئة.
الممرضة تعرف الأفضل في مجال الرعاية الصحية:تعرف الممرضات أفضل الخيارات في مجالهن. يعرفن من هم أفضل الأطباء وأين يمكن العثور على أفضل الخدمات الطبية.
الممرضة تنقد أرواح البشر:وأخيرا، من منا لن يشعر بالفخر إذا كان عمل زوجته هو إنقاذ الأرواح؟ التمريض مهنة نبيلة أي شخص يمكن أن يفخر بها. إنه شعور رائع أن تفتخر أنك تزوجت انسانة تعمل في مجال إنقاذ الأرواح كل يوم.
وفي الختام، هل أنت مقتنع بأن الزواج بممرضة مثل الفوز في جائزة اليانصيب الكبرى؟
ملاحظة: هذه القائمة ليست حكراً على الممرضات فقط. بل على الممرضين أيضا. لذلك من تبحث عن زوج فيه كل الصفات المذكورة أعلاه؛ أنصحك الزواج بممرض أو طبيب. كما أدعو جميع الممرضين والممرضات أن يشاركوا هذا المقال مع أصدقائهم، واسألوهم إذا كان الأمر يستحق الزواج بممرض(ة).
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ماجد دودين الممرضات ما تکون
إقرأ أيضاً:
أن تكون نازحا!
مما يزيد في صدق كتابة الإنسان وجعل ما يكتبه يلامس قلوب القراء، معايشته تفاصيل القضية التي يكتب عنها، سواء فرحا أو حزنا، وإلا سيقل تأثير الكاتب بالقرّاء، وسيفتقدون دسم الدهشة في كلماته.
حاولتُ مرارا الكتابة عن تجربة النزوح والنازحين، لم يكن الأمر سهلا، ولم تسعفني الكلمات؛ لأني لم أكن أحد أعضائها بالمعنى الدقيق للكلمة بعد، صحيح أنني كنتُ مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لكن لم أعش بخيمة، على اعتبار أن محافظتي لم يصلها إشعار بالإخلاء بعد، وهنا يمكن الاستعانة بالمثل الشعبي القائل "الشوف مش زي الخراف" يعني "من يرى ليس كمن يسمع".
أما منذ شهر أيار/ مايو 2024 إلى الآن -وإلى أجلٍ غير مسمى- فقد دخلتُ نادي النازحين بما فيه من ألمٍ ومعاناة، فالآن أكتبُ ودمعُ العينِ ينسكبُ عن تجربةِ النزوح.
فالنزوحُ أيها السادة ليست كلمة تُقال، أو فعلا يمارسه الإنسان وهو في كامل الفرح والسرور، بل يمارسه وهو في كامل القهر والحرمان، وهو أن يخرج من بيته بعد وصول إخطار له من طائرات الاحتلال، أو وصول صواريخ الاحتلال لتجبره دونما تفكير على إخلاء بيته أو منطقة سكناه ليصبح هائما على وجهه يبحث عن مأوى له ولعائلته، وهنا يُصاب الإنسان بالخوفِ والقهر حين يشعر بأن عليه إخلاء بيته الذي بناه على مدار سنوات، وله في كل ركنٍ درايةٌ ورواية.
لقد كنت مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، والذي يحتوي على 100 خيمة بعدد أفراد يصل إلى 800 شخص، ولكل فرد احتياجات حسب سنه وجنسه.
كنت أتابع أمورهم باهتمام وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم من خلال التواصل مع المؤسسات المانحة والداعمة، كما كنا ننفذ أنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال وندوات توعوية للنساء، وفتحنا مركزا لتحفيظ القرآن كان مقره في الطابق الثاني من بيتي حتى نشعرهم بالأمان.
كنت أرى في أعينهم الأسى وأستمع لقصصهم فلكل إنسان قصة، منهم من كان يتجهز للسكن في شقته الجديدة الجاهزة لكن الحرب لم تمهله، ومنهم من لم يمر على سكنه في شقته سوى أيام أو أشهر قليلة، ومنهم من لم ينته من تجهيز بيته، ومنهم من لم يسدد أقساط بيته الجديد بعد، ولكل نازح رواية لا تكفي لسردها ألف ليلة وليلة.
وبالعودة لعنوان المقال، فـ"أن تكون نازحا!"، يعني:
- أن تبدأ رحلة البحث عن مقومات الحياة من مأكل ومشرب وملبس منذ طلوع الشمس حتى بعد غروبها، وأبسط مثال قد تمشي مسافة نصف كيلومتر حتى توفر عبوة ماء.
- أن تقضي وقتا طويلا في البحث عن الحطب والكرتون لمعاونة زوجتك في صناعة الخبز لأطفالك في ظل انعدام الغاز.
- أن تبقى لمدة أسبوعين وأكثر دون استحمام، وملابسك دون تبديل؛ لأنك لم تتمكن من إحضار ملابسك كاملة حين غادرت منزلك..
- أن قضاء حاجتك يسبب لك حرجا، فكل مخيم فيه حمام عام، ودخولك أنت أو أحد أفراد أسرتك للحمام يشعركم بالحرج خاصة النساء، وحتى الحمامات التي تكون داخل الخيمة تخضع لقانون الدور والترتيب.
- إن معاناتك تتفاقم بوجود أطفال ومرضى وكبار السن، فجميعهم يحتاجون لطعام خاص ورعاية خاصة وهدوء وراحة، وهذه الأمور يتعذر توفرها دوما.
- ألا تشعر بالأيام وهي تمر سريعا، فما أن يبدأ الأسبوع حتى ينتهي، وربما هي نعمة.
- أن تهتم بمتابعة الأخبار لتعرف أين وصلت الأمور، ثم تصاب بخيبة أمل حين لا تأتي الأخبار بما يسر القلب.
- أن تصبح خبيرا بكل أنواع الطقوس المجتمعية التي كانت في بلدك وأنت لا تعرفها.
- أن تفرق بين المهم والأهم، والضروري العاجل والضروري غير العاجل.
- أن تدرك أن قيمة المرء فيما يحسنه.
- أن تتأكد بأنك قد تصبح الشهيد التالي.
لكن رغم المصائب في غزة، وخاصة في مخيمات النزوح، رأينا الأمل والعزة والفخر في نفوس الناس فمنهم من تزوج في الخيمة، ومن ناقش رسالة الماجستير في الخيمة، ومن وضعت مولودها في الخيمة، وحفظ القرآن في الخيمة، ومنهن من تَكوّن في رحمها جنينٌ وهي في الخيمة، ومنهم من أكمل فصله الأخير في الجامعة للحصول على بكالوريوس تربية إسلامية وهو في خيمة مثل كاتب هذا المقال.
إجمالا، ما سبق هو غيض من فيض مما نعانيه في مخيمات النزوح، لكن يبقى أملنا بالله قويا ليرزقنا نصرا مؤزرا قريبا عاجلا إن شاء الله، رغم عواصف الشتاء.
وللحديث بقية مع الجرح الثالث من جروح النزوح.