وصايا الرسول.. القواعد الأساسية لنشر المودة والرحمة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
لطالما حملت السنة النبوية المشرفة وصايا لأساس التعاملات والعلاقات والحقوق بين العباد، ومن خلالها قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصايا للنجاة في الدارين الدنيا والأخرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ؛ ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) (صحيح مسلم).
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أ، في هذا الحديث الكريم, جمع لنا رسول الله ﷺ سبعا من الوصايا الثمينة, والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي, المعينة له في أزماته, والمحفزة على توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده.
تحث الوصية الأولي على تنفيس الكرب عن الناس, وجعلها ﷺ في صيغة المفرد النكرة لتعظيم الثواب, فالحساب على مستوي الكربة الواحدة مع الفارق العظيم بين كرب الدنيا وكرب يوم القيامة, وجعلها غير مرتبطة بزمن للحث على فعلها طوال الوقت, واختار الفعل نفس لتأكيد الراحة النفسية المصاحبة لزوال الكرب, وجعل الثواب من الله مباشرة حيث لا توجد واسطة أو حائل, جميع هذه الأمور اجتمعت في الوصية الأولى وهي وصية جامعة مطلقة تصلح لكل زمان ومكان.
وفي الوصية الثانية, تناول شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب, وقد أفردها المصطفى ﷺ في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها, فالمعسر في كرب مستمر ومن دعائه ﷺ اليومي (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر), فاستعاذ ﷺ من الفقر كأنه بلاء, وقرنه بالكفر وعذاب القبر لشدته على المؤمن, وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم, والتيسير على المعسر: منه فرض ومنه مندوب, أما الفرض فهو الإنظار أي تأجيل الدين لحين ميسرة كما قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) , والمندوب هو إسقاط الدين عن المعسر, ومن عجائب هذا الفرع أن المندوب هنا له أجر أكبر عند الله من فرضه, وهو خلاف ما عليه أغلب الفروع الفقهية من كون الفرض أكثر ثوابا من المندوب إلا في أربعة فروع هذا منها, والفرع الثاني هو البدء بالسلام الذي هو سنة وهو أثوب من رد السلام الذي هو فرض, والفرع الثالث التطهر قبل الوقت, والرابع ختان الذكور قبل بلوغهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وصايا رسول الله قال رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
كيف أقوي عزيمتى على العمل وأوازن بين الدنيا والآخرة؟.. محمد مهنا يجيب
أجاب الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، على سؤال حول كيفية زيادة العزيمة على العمل وتطوير المهارات العلمية والعملية، وكذلك كيفية التوفيق بين السعي لتحقيق النجاح في الدنيا وطاعة الله والعمل للآخرة.
وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، خلال فتوى له، اليوم الخميس، إلى أن العلم والعمل هما الأساس في بناء عزيمة الإنسان، موضحًا أن العلم هو الذي يشحذ العزيمة ويقويها، لافتا إلى أن العلم هو الذي يبدأ كمعرفة ثم يتحول إلى قناعة عقلية، وبعد التأمل يتطور إلى قناعة قلبية، ليصبح عقيدة تجعل العمل أسهل وأيسر.
وأضاف أن العلم بلا عمل يعتبر "وسيلة بلا غاية"، حيث أن العمل يجب أن يكون نتيجة العلم، لأن اليقين لا يتقوى بمجرد العلم، بل بالعمل، موضحا أن العبادة في الإسلام ليست مجرد عبادة لزيادة مكانة الله عز وجل، بل هي وسيلة لتحقيق المعرفة بالله.
وأكد على أن العبادات تعمل على تحويل الإنسان من حال إلى حال أفضل، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يعبد الله ويعمل بالعلم يصبح أكثر قدرة على التصرف بحكمة، ويكون قادرًا على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
وفيما يخص التوفيق بين الدنيا والآخرة، أضاف: "من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، يجب عليه أن يسعى في الدنيا بعلم وعمل، وأن يتذكر دائمًا أن العمل في الدنيا يجب أن يكون هدفه عبادة الله"، مؤكدا على أن العمل والعبادة هما الطريق لتحقيق التوازن بين السعي للآخرة والعمل في الدنيا، بحيث يصبح كل عمل في الحياة عبادة يتقرب بها إلى الله.