"المصباح الرطب"... مؤشر علمي لقدرة جسم الإنسان على تحمل الحرارة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
فيما يمكن لجسم الإنسان أن يتحمل قدراً محدداً من الحر والرطوبة، تنذر الاختلالات المناخية المتسارعة بتنامي ظاهرة مرتبطة بتضافر عوامل الحر والرطوبة تُعرف بـ"حرارة المصباح الرطب" وقد تكون فتاكة للبشر.
أبعد من معدلات الحرارة المطلقة التي تحقق مستويات قياسية بانتظام، يتم تقويم قدرة مقاومة الجسم وفقاً لمفهوم "درجة الحرارة الرطبة" أو "المصباح الرطب".
حتى الشخص الشاب الذي يتمتع بصحة جيدة معرّض لخطر الموت بعد ست ساعات عند مستوى 35 درجة في مؤشر "درجة حرارة البصيلة الرطبة الكروية" ("Wet Bulb Globe Temperature", TW) الذي يأخذ في الاعتبار الحرارة والرطوبة، بحسب بحوث علمية.
عند هذا المستوى، تمنع الرطوبة الموجودة في الهواء الساخن تبخّر العرق، أداة الجسم الرئيسية لخفض درجة حرارته، ما قد يؤدي إلى ضربة شمس، أو فشل أعضاء أو حتى الموت.
وقال الباحث في وكالة "ناسا" كولن رايمند لوكالة فرانس برس إن العالم شهد مستوى 35 درجة في مؤشر "البصيلة الرطبة" عشرات المرات حتى الآن، لا سيما في جنوب آسيا ومنطقة الخليج في غرب آسيا.
ولم تتجاوز مدة كلّ من هذه الحلقات حتى الآن ساعتين، ولم يُربط أي "حدث وفيات جماعي" بها، بحسب هذا الخبير، وهو المعد الرئيسي لدراسة نُشرت في العام 2020.
درجات الحرارة في إسبانيا خلال أغسطس مقبلة على تحطيم كل الأرقام القياسية هل سيكون تموز الشهر الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة؟منطقة شمال الأطلسي على وشك تحطيم مستوى الحرارة القياسي قبل شهر من ذروتها الاعتياديةلكن مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، إذ كان تموز/يوليو 2023 أكثر الأشهر حرّا على الإطلاق على وجه الأرض، يحذّر العلماء من أن وتيرة "المصباح الرطب" ستتضاعف.
وازداد تواتر مستويات الحرارة الرطبة العليا بأكثر من الضعف في كل أنحاء العالم منذ العام 1979، والحرارة "ستتجاوز بانتظام 35 درجة مئوية" في أجزاء مختلفة من العالم إذا وصل الاحترار المناخي في العالم إلى درجتين مئويتين ونصف درجة، بحسب دراسة كولن رايمند.
ويُعتبر جنوب آسيا وجنوب شرقها، ومنطقة الخليج وخليج المكسيك وأجزاء من القارة الإفريقية أكثر المناطق تعرضاً لهذا الخطر.
ويُحتسب تأثير "المصباح الرطب" بشكل أساسي حالياً من خلال بيانات للحرارة والرطوبة، ويقاس مبدئياً عن طريق وضع قطعة قماش مبللة فوق مقياس حرارة وتعريضها للهواء.
وقد أتاح ذلك قياس معدل تبخر الماء من القماش، بما يشبه تعرّق الجلد. ويبلغ الحد النظري لبقاء الإنسان على قيد الحياة عند 35 درجة في حالات "البصيلة الرطبة"، 35 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 100 %، أو 46 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 50 %.
ولاختبار هذا الحد، عمد باحثون في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة إلى تقويم درجات حرارة أشخاص أصحاء في سن الشباب في غرفة حرارية.
وقد وصل المشاركون إلى "الحد البيئي الحرج"، أي عندما يكون الجسم غير قادر على منع درجة الحرارة الداخلية من الاستمرار في الصعود، عند 30,6 درجة في مؤشر "البصيلة الرطبة".
اعلانحرارة "خطيرة حقاً"وقال الباحث المشارك في الدراسة دانيال فيسيليو لوكالة فرانس برس إن الأمر سيستغرق ما بين خمس وسبع ساعات قبل أن تصل هذه الظروف إلى "درجات حرارة خطيرة حقا".
وأشار جوي مونتيرو، الباحث المقيم في الهند والذي نشر أخيراً دراسة في مجلة "نيتشر" العلمية عن "البصيلة الرطبة" في جنوب آسيا، إلى أن معظم موجات الحرّ القاتلة في المنطقة حتى الآن كانت أقل بكثير من عتبة 35 درجة.
لكنه قال لوكالة فرانس برس إن حدود التحمل تختلف اختلافا كبيرا من شخص إلى آخر. فالأطفال الصغار أقل قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم وبالتالي يكونون أكثر عرضة للخطر.
شاطئ خاص يوفر ملاذاً للكلاب خلال صيف شديد الحرارة في إيطالياشاهد: ارتفاع شديد في درجات الحرارة في اليونانشاهد: أهالي قطاع غزة يعانون بسبب ارتفاع درجات الحرارةمع ذلك، يبقى المسنّون الأكثر ضعفاً، مع وجود عدد أقل من الغدد العرقية، وبالتالي يكونون من أول ضحايا موجات الحر.
كما أن الأشخاص الذين يتعين عليهم العمل في الهواء الطلق هم أيضاً أكثر عرضة لخطر الإصابة.
اعلانوتؤدي إمكانية تبريد الجسم أحياناً، على سبيل المثال في المساحات المكيفة، دوراً أيضاً. ناهيك بالوصول إلى المراحيض، لأن الأشخاص المحرومين منها غالباً ما يشربون كميات أقل من الماء ويصبحون أكثر عرضة للجفاف.
وتُظهر أبحاث كولن رايمند أيضاً أن ظاهرة إل نينيو المناخية زادت من تأثير "البصيلة الرطبة" في الماضي. ومع عودة هذه الظاهرة أخيراً، ستظهر هذه النوبة الدورية الخطيرة للأرصاد الجوية آثارها الكاملة بحدود نهاية هذا العام وستستمر في العام التالي.
ويقول الباحث إن المستويات العليا من مؤشر "البصيلة الرطبة" مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بدرجة حرارة سطح المحيط. وقد حطمت المحيطات رقماً قياسياً جديداً لدرجات الحرارة العالمية الأسبوع الماضي، متجاوزة المستوى القياسي السابق المسجل عام 2016، بحسب مرصد المناخ الأوروبي "كوبرنيكوس".
المصادر الإضافية • أ ف ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: ناسا الاحتباس الحراري الصحة دراسة الشرق الأوسط روسيا الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية الحرب الروسية الأوكرانية قتل موسكو إسرائيل أمطار اليونان الشرق الأوسط روسيا الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية الحرب الروسية الأوكرانية قتل درجات الحرارة درجة فی
إقرأ أيضاً:
عاجل - تصل لـ6 درجات.. مفاجآت مدوية بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة في مصر
أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024، عن تقلبات شديدة في حالة الطقس على معظم أنحاء الجمهورية، حيث تتعرض البلاد لموجة باردة قد تصل درجات الحرارة فيها إلى 6 درجات مئوية في بعض المناطق. وتوقعت الأرصاد أن تستمر هذه الحالة حتى نهاية الأسبوع، مع وجود فرص لزيادة النشاطات الجوية المختلفة.
طقس شتوي في معظم الأنحاءتبدأ البلاد من اليوم الاثنين في استقبال أجواء شتوية، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ على معظم المناطق، خاصة في شمال البلاد. يتوقع أن يسود طقس بارد نهارًا، ويزداد برودة في المساء، مع انخفاض كبير في درجات الحرارة خلال الساعات الأولى من الصباح.
نشاط الرياح يضاعف الشعور بالبرودةتشهد معظم الأنحاء نشاطًا للرياح، مما يزيد من الإحساس بالبرودة بشكل كبير. هذا النشاط يؤثر على معظم المناطق، خاصة السواحل الشمالية، حيث تتراوح سرعة الرياح بين 50 إلى 70 كم/ساعة، ما يعزز من برودة الأجواء.
أمطار على السواحل الشمالية والشمال الشرقيتسجل السواحل الشمالية الشرقية والوجه البحري أمطارًا متوسطة على فترات، مع احتمالية لتساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة على بعض المناطق من شمال الصعيد. ووفقًا للتوقعات، من المحتمل أن تمتد الأمطار على بعض مناطق القاهرة الكبرى في وقت لاحق من اليوم. كما سيستمر تساقط الأمطار على مناطق متفرقة في شمال البلاد حتى يوم السبت المقبل.
تحذيرات بشأن الملاحة البحريةأعلنت الأرصاد عن اضطراب في حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط والبحر الأحمر، نتيجة لارتفاع الأمواج وسرعة الرياح. فمن المتوقع أن تصل سرعة الرياح على السواحل الشرقية إلى 79 كم/ساعة، مع ارتفاع الأمواج إلى 4 أمتار. كما سيستمر هذا الاضطراب حتى نهاية الأسبوع، مما يستدعي تعطيل الأنشطة البحرية على هذه السواحل.
درجات الحرارة المتوقعة في مختلف المناطقالقاهرة الكبرى: تسجل درجة الحرارة العظمى اليوم 19 درجة مئوية.السواحل الشمالية: تصل درجة الحرارة العظمى إلى 18 درجة مئوية.شمال الصعيد: درجة الحرارة العظمى تبلغ 21 درجة مئوية.جنوب الصعيد: تشهد المنطقة ارتفاعًا في درجات الحرارة حيث تصل العظمى إلى 22 درجة مئوية.نصائح للأيام القادمةنظرًا للبرودة الشديدة، خاصة في الصباح والمساء، يُنصح بارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، خصوصًا للمناطق التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة. كما يُفضل ارتداء الكمامات لمرضى الحساسية، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة والأشجار أو اللوحات الإعلانية المتحركة.
ملخص التوقعاتالطقس في مصر خلال الأيام القادمة سيظل مائلًا للبرودة نهارًا وباردًا ليلًا، مع فرص لهطول الأمطار على السواحل الشمالية، وزيادة النشاطات الرياح التي ستؤثر على الإحساس بالبرودة. يُتوقع أيضًا استمرار اضطراب الملاحة البحرية.