ملتقى ساحل العاج للشعر العربي.. قصائد تضيء فضاءات “أبدجان”
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية ساحل العاج، انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع مؤسسة الرؤية للثقافة والتدريب في العاصمة “أبدجان”، وبمشاركة 15 شاعراً وشاعرة.
أقيم الملتقى في قاعة المؤتمرات في حي “بلاتو” في قلب العاصمة، بحضور سعادة علي يوسف النعيمي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى ساحل العاج، ورنا رزق ممثلة السفارة اللبنانية في ساحل العاج، ود. فاديغا موسى رئيس جامعة الفرقان، ود. محمد الأمين نائب رئيس جامعة إفريقيا الإسلامية في ساحل العاج، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد،وغيرهم من الشخصيات المهتمة بالأدب والعلم والثقافة.
في البداية، رحّب المنسق العام للملتقى د. بامبا ايسياكا بالحضور، قائلاً: “نرحّب بكم في هذا الحفل البهيج الذي جاء إلينا من الشارقة عاصمة الشعر العربي، وفي هذا السياق نخصّ بالشكر والتقدير والعرفان صاحب السمو حاكم الشارقة، على تقديم الدعم والرعاية لخدمة اللغة العربية في ساحل العاج، فهي لغة العلم والمعرفة والثقافة والحضارة الإسلامية، وقد كُتبت معظم المخطوطات في إفريقيا بها”.
وألقى سعادة علي النعيمي كلمة قال فيها: “ثلاث دورات من الاستماع بالشعر وبالكلمة المؤثرة وبالخيال والمجاز في هذه الدول الإفريقية التي تزخر بالطاقات الإبداعية في مجال الأدب وفي شتى المجالات”.
وأضاف النعيمي: “من خلال هذا اللقاء الثقافي الذي يعزز العلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات وجمهوية ساحل العاج، فقد أراد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن يستعيد الشعر العربي حضوره وبريقه، فوجّه باطلاق بادرة ملتقيات الشعر في إفريقيا ليظل اشعاع اللغة العربية وشعرها ساطعا في هذه البلدان”.
وتابع: “لقد لمست من خلال حضوري في الدورتين السابقتين، إبداع الشعراء الشباب حيث نهلوا من الأبجدية ينابيعها ومن البلاغة سرها وسحرها، وحلقوا بنا في فضاء القصيدة العربية وجماليتها وهم اليوم أصحاب هذا المنبر الذي أقف عليه ونحن الآذان الصاغية”.
“قراءات”
شكّل المبدعون المشاركون سلسلة قراءات حيوية، تنوعت في موضوعاتها الشعرية بين الوطني، والغزلي، والاجتماعي، والإنساني، وبدت مشغولة وفق رؤية أدبية تعكس قوة اللغة لديهم، وافصحت في الوقت نفسه عن مشهديات راسخة في الذكريات، فيما انحازت أخرى إلى طرح تساؤلات الذات وعذاباتها.
وضمّت قائمة المشاركين كلاً من: بامبا يوسف، وسيلا محمد، وسافاني مامادو، وسيسي بنغالي شريف، وجبريل كاميسوكو، وعبد الكبير، وكوليبالي ياسين، وكمارا أبوبكر، ودومبيا علي، وتوري عثمان، ومحمد ديالو، وشيخ عمر يانكيني، وسوماهورو أيوب، وسدبي محمود، وتروري علي.
واستهل بامبا يوسف سلسلة القراءات بقصيدة يقول فيها:
حسبي بِحُبِّكِ من قلبي الذي الْهتَبَــا وشجو هجرك من جسمِي الَّذي تَعِبَـــا
لَقَــد تركْـتِ عَلِيـلًا فـي صبَــــابَتِـــهِ يُسَـاوِرُ الفَجْـعَ تحت اللَّيْلِ مُكْتئِبَــــــا
تحكَّـم الْحُـــبُّ في قَلْبِــي فـأعذَّبَــــهُ فالحـبُّ أكبــرُ خَصْمٍ طالمــا غَلَبَـــــا
حَدِّثْ عن السُّقْمِ في جِسْمي فلا حَـرَجٌ حَدِّثْ عن الشَّجْوِ في قلبي ولا كَذِبَـــــا.
وقرأ الشاعر سافاني مامادو من صفحة الذكريات:
أصبحتُ للذكرياتِ الآن معتكفا ما كُنتُ إلا بذر للجفافِ جفا
غامرتُ في الحبّ قلبي تاه وانحرفا إذا غمستُ خَدشتُ النّفس والعمرا.
واختتم الملتقى فعالياته بكلمة ألقاها المنسق العام للملتقى حيث أثنى على مشاركة الشعراء، واعقبها توزيع الجوائز والشهادات على الشعراء والمشاركين في الملتقى.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
"الشارقة للصحافة" يناقش الثقافة والتراث في الأدب
شهد نائب حاكم الشارقة الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي وبحضور نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، مساء أمس "الأربعاء"، الجلسة الثانية ضمن النسخة الرابعة عشرة من المجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة الذي يعمل تحت مظلة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وذلك في منطقة الجادة.
جاءت الجلسة بعنوان: "الثقافة والتراث في الأدب العربي" وتحدث فيها الشاعر والأديب السعودي حمود الصاهود وأدارها الإعلامي علي العلياني.وأوضح الصاهود، كيفية تناول الأدب العربي للثقافة والتراث عبر تاريخ الشعر كأبرز أنواع الأدب العربي، وكيف نجح الأدباء العرب في التوظيف الأدبي الجميل لهم في إنتاجهم الأدبي خصوصاً في الشعر الذي أولوه اهتمامهم الأكبر، مستعرضاً العديد من أغراض الشعر مثل الهجاء والمدح والغزل ونماذج ذلك من كبار الشعراء العرب، وقصائدهم التي تناولت مفردات التراث في الشعر الشعبي والفصيح.
وقال الصاهود إن الشعر الفصيح والشعر الشعبي يشتركان في العديد من العناصر وأن الشعر الشعبي يفسّر الكثير من الشعر العربي القديم، حيث هناك العديد من المفردات والمعاني المشتركة والتشابه الكبير بينهما على الرغم من البُعد الزمني الكبير عن عصرنا الحالي خاصةً في مقارنة تناول القصائد المتعلقة بالارتحال ومشاهده المفصّلة كنموذج، متناولاً تجربته الشخصية التي بدأت مع الشعر الشعبي أولاً ومن ثمّ انتقل لكتابة الشعر الفصيح.
وخلال المجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة تحدث الصاهود عن ارتباط المرأة العربية بالشعر، حيث كان حضورها لدى الشعراء العرب محصوراً قديماً في الغزل فقط إلى جانب أغراض الشعر العربي المتنوعة ما بين الحماسة والفخر والهجاء، ولكنها أثبتت أنها شاعرة وأديبة وقالت شعراً في أغراضٍ مختلفة.
وعن الأجيال الجديدة من الشعراء، أشار إلى أهمية الاهتمام بالقراءة والتوجّه بشعرهم إلى الناس، لأن أفضل الشِعر هو ما يُكتبُ للناس وأن الشِعر يحيا بالناس ويموت بدونهم.
وتطرق لنماذج من الشعراء في العصر الحديث أمثال محمود درويش ونزار قباني ونازك الملائكة وأحمد شوقي وغيرهم، الذين ساروا على نهج العظماء من الشعراء العرب وإن تميّز بعضهم بكتابة قصيدة النثر، لافتاً إلى إيمانه بالنقد وهي صفة قديمة لازمت الشعراء الكبار أمثال أبو الطيب المتنبي.
واختتم الشاعر حمود الصاهود حديثه بقراءة عدد من قصائده من الشعر الشعبي، كما أجاب على أسئلة الحضور من الشعراء والمثقفين.
وسبقت المجلس الرمضاني جلسة جانبية بعنوان "عندما يأخذك المحتوى الرقمي إلى الكتب" وقدمها صانع المحتوى الكويتي فارس عاشور.