رسالة أم سودانية لمناصري الحرب..!
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
امرأة قروية وقفت في وجه البرهان مطالبة بإيقاف الحرب وقالت له (تعبنا من الحرب وتعذّبنا) ومعها نسوة كرام كانوا في ظهرها يرددون ذات النداء..ووقف (الزبالعة) حول البرهان يهللون حتى تطغي الغوغائية وأصوات النفاق المبحوحة على صوت الحق...وهيهات.. (فالله اقوي من صياح نفاقهم/ وهو العليم بمَنْ أضل سبيلا)..!
لك الله يا سيدتي.
على ماذا التهليل من هذه (الزوائد البشرية) المنافقة لقائد مهزوم هرب من مقر قيادته بسفنجة (ولم يعقِّب) وترك مرءوسيه من خلفه لمصيرهم..ولم يكن ذلك هروبه الأول ولا الأخير..!
هذه المرأة وهؤلاء النسوة ليسوا في عضوية (تنسيقية تقدّم) وليسوا في لجان (الحرية والتغيير)..ولم تتحدث هذه المرأة عن بنود (الاتفاق الإطاري)...ولكنها تحدثت عن ويلات الحرب وعن (أوجاع أم وربة منزل)..وعن تشريد العيال وجوع الأطفال وانقطاع الغذاء وجفاف مصدر الرزق وموت الناس في دورهم وبين بيوتهم بالرجم والقصف والخسف والمهانة..!
أي درس بليغ قدمنه هؤلاء الأمهات الكرام للمثقفاتية (طرش البحر)..الذين اختاروا جانب الحرب بلا مواربة؛ ووقفوا في صف واحد مع الفلول يرددون ذات الإفك..ويتهمون كل من يدعو إلى وقف الحرب بمناصرة المليشيات ومعاداة الجيش...!
الفلول (ينبحون على ذيلهم)..فما بال هؤلاء هؤلاء المثقفاتية والصحفنجية و(النشطاء المهندمين) الذين كانوا في صف الثورة و أصبحوا من مناصري الانقلاب..يصطفون مع بقايا الإنقاذ ولجنة المخلوع الأمنية و(حركات السوء المجرمة) وجنرالات الحركة الإظلامية؛ من ياسر العطا وكباشي وإلى إبراهيم جابر وميرغني إدريس..وزعامات الفلول؛ من كرتي إلى هارون والناجي ومن يقفون خلفهم من (قونات وأشباه مطربين)..حتى بلغت مهانة الاصطفاف بهؤلاء المثقفاتية درجة محاذاتهم مع "ندى القلعة"..! هنيئاً لكم بهذه الرفقة الطيبة..!
هؤلاء المعجباتية ينفخون في نار الحرب وهم بعيدون عن أهوالها..وإذا جاز أن تتم مواجهة افتراضية بينهم وبين هذه المرأة الشجاعة الصادقة المكلومة ماذا يكون موقفهم يا ترى..؟!
لقد أصبحت هذه السيدة الجليلة ضميراً لشعبها..وهي قد قالت ما قالت ليس من باب السياسة ولا بلغة (الزلنطحية المتنطعين) وإنما كانت تشرح (عذابات أم سودانية) من ويلات حرب وصلت إليها في قريتها البعيدة...فما بالك بمن يعيشون وسط المحارق اليومية والقصف والراجمات..!
الفلول ومناصروهم مفطورون على الكذب والبهتان..! نعم والله..هذا هو العهد بهم منذ (أول يوم أغبر) أطلّوا فيه على الوطن والحياة السودانية..! ومنذ بداية الحرب وبعد أن أيقنوا أن (مخلاتهم خالية) من أي منطق..جاءتهم التعليمات من قياداتهم الكارهة للوطن والشعب والثورة بأن يتركوا كل شي..ويريشوا سهامهم فقط ضد الحرية والتغيير ومناصري الحكم المدني وثورة ديسمبر المجيدة..وهكذا ظلوا يرضعون في هذا (الشطر الميت) ويرددون كل صباح مساء وبمختلف الحناجر مقولة واحدة مشروخة تم تشديد التعليمات لهم بعدم التوقف عن تكرارها..وهي أن الحرية والتغيير هي السبب في الحرب..وأن كل من يدعو إلى إيقاف الحرب فهو من العملاء الخونة..!
ومن يومها وحتى هذه اللحظة انطلقت هذه المسيرة الهزلية بهذا البهتان المفضوح..! وقال الفلول بأكثر من لسال إنهم يمكن أن يتفاوضوا مع الدعم السريع..فهذا عندهم (أمر رباني)..ولكن لا يمكن أن يجلسوا مع "تنسيقية تقدّم"..؟! لماذا..؟! لأنها تؤيد الدعم السريع..! (وهذه فرية كاذبة)..! وحتى إذا فاقترضنا أنها تؤيد الدعم السريع..فكيف جاز لهم أن يغفروا لـ(السّواق) ويلفظوا (الكمساري)..!
قوات الدعم السريع هي صنيعة الإنقاذ والحارس الأمين ونصير القوات المسلحة وسلاح مشاة القوات المسلحة و(ابن الحشا) الذي تُرفع له القبعات وُيفرش له البساط الأحمر..كان ذلك هو الحال حتى (يوم الجمعة) وفجأة أصبحت قوات الدعم السريع (يوم السبت) المجرم الآثم..وأصبحت عناصره من دول الشتات وعساكره غرباء غير سودانيين قادمين من وراء الحدود..! كيف حدث هذا التحوّل الكبير خلال 24 ساعة فقط من بداية الحرب..؟!
الدرديري محمد أحمد وزير خارجية الإنقاذ.. (نظام السجم والرماد) المسؤول الأول عن خراب السودان.. أصبح فجأة ينظّر لذلك ويكتب المطوّلات في مؤامرة توطين عرب الشتات في السودان عن طريق قوات الدعم السريع..وإذا كان ذلك حقيقة فإن الإنقاذ هي المتهم الأول الذي حاك هذه المؤامرة..!!
فمن الذي أنشأ الدعم السريع ومنحه كل هذه الأسلحة والموارد والصلاحيات..؟! ومن الذي أراد له أن يكون (عكاز الإنقاذ) لضرب الشعب وقهره....الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
قالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف -فجر اليوم- بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقة شرق النيل، وشمال مدينة الأبيّض، في أعقاب احتدام الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة.
وأفاد الجيش السوداني في بيان، بأن قوات المهام الخاصة والعمل الخاص بسلاح المدرعات التابع للجيش دمر عددا من مواقع قوات الدعم السريع بمحاور: شارع الصحافة زلط، ومحطة الغالي، ومستشفى الجودة، ومدرسة الخرطوم النموذجية جنوبي العاصمة.
وذكر الجيش السوداني، أن قواته قتلت خلال العملية عددا من "مليشيا الدعم السريع" واستولت على أسلحة، وذلك قبل أن يتحدث الجيش -في بيان لاحق- أنه تقدم على المحاور بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، واستولى على منظومة تشويش كاملة بالمنطقة.
كما قال مصدر محلي مطلع للجزيرة إن الطيران الحربي وسلاح المدفعية التابعين للجيش السوداني قصفا -فجر اليوم السبت- مواقع لقوات الدعم السريع جنوب وغربي مدينة بارا الواقعة شمال مدينة الأبيض بنحو 60 كيلومترا.
وأضاف المصدر أن الطيران الحربي استهدف أيضا قوات من الدعم السريع غربي مدينة الأبيض كانت قد "تشتت" أمس عقب القصف الجوي على قافلة إمداد بشري للدعم السريع في منطقة أم كريدم متجهة نحو مدينة بارا.
إعلانوكانت قوات الدعم السريع قالت -أمس- في بيان إنها "سحقت" قوات الجيش السوداني التي حاولت السيطرة على مدينة بارا.
وتعتبر مدينة بارا منطقة حيوية في الطريق الثاني الرابط بين ولايات دارفور غربا والعاصمة الخرطوم ومنها لميناء بورت سودان شرقا.
في هذه الأثناء، قال إعلام الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إن ما سماها المليشيا استهدفت بالمسيّرات والمدافع عددا من المواقع بالمدينة، من بينها حيي أبوجَربون وباب الحارة "دون وقوع خسائر".
وأوضح إعلام الجيش أن قيام قوات الدعم السريع بقصف الفاشر يأتي بعد أن "منيت بخسائر" يوم أمس بمناطق ودَعه ودارالسلام جنوبي وغربي الفاشر، حسب البيان.
كما أضاف أن الجيش أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الدعم السريع القادمة من مدينتي نِيالا بولاية جنوب دارفور، والضِعين بولاية شرق دارفور القادمة "بغرض الهجوم على الفاشر".
وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.
ويأتي ذلك بعد يوم من حديث مصدر عسكري سوداني أن اشتباكات تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، وسط الخرطوم والتي تتجدد منذ أيام.
وقال المصدر للجزيرة، إن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو"، بشرق النيل شرقي الخرطوم.
وحسب المصدر، فقد هاجم الجيش حلة كوكو من محاور عدة، من بينها محور كافوري ومحور سلاح الإشارة، في حين تداول ناشطون عبر فيسبوك، الخميس، مشاهد لانتشار جنود الجيش السوداني في منطقة "حلة كوكو".
عودة النازحينوأمس الأول، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن عدد العائدين من اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم بلغ نحو مليوني مواطن حتى نهاية فبراير/شباط المنصرم، وفق ما أوردته وكالة أنباء السودان.
إعلانوأوضح السفير السوداني أن تلك العودة جاءت بعد استعادة الجيش السوداني والقوات المساندة له لولايتي الجزيرة وسنار ومعظم مناطق ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، مشيرا إلى توقعاتهم ارتفاع عدد العائدين إلى 5 ملايين مواطن في نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.