لماذا عاد كمال عبد المعروف ؟!
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
مناظير الاثنين 2 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* إنتشرت الكثير من التحليلات الخاطئة عن اسباب عودة الفريق اول (متقاعد) كمال عبد المعروف الى بورتسودان مؤخرا من جمهورية مصر التي اتخذها مقرا له بعد سقوط النظام البائد، وهى المرة الاولى التي يزور فيها السودان (إذا اعتبرنا أن بورتسودان هى السودان) منذ مغادرته له، ولقد تولى الفريق اول معروف رئاسة هيئة اركان الجيش السوداني خلال حكم النظام البائد، وتم تعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكل لحكم البلاد بعد سقوط النظام البائد في 11 ابريل، 2019 وضم اعضاء اللجنة الامنية للنظام البائد تحت قيادة الفريق اول عوض ابنعوف وزير الدفاع والقائد العام للجيش ولكنه لم يستمر سوى يوم واحد بسبب الرفض الجماهيري الواسع له (المعروف للجميع)، بالإضافة لسبب آخر معروف للبعض (وربما يكون هو السبب الرئيس في حل المجلس العسكري واعادة تشكيله مرة أخرى وخروج بعض العناصر منه) وهو التهديد المباشر لقائد قوات الدعم السريع (اللواء وقتذاك حميدتي ) بإتخاذ موقف معارض له، وعندما يهدد قائد عسكري تأتمر بأمره قوة عسكرية كبيرة باتخاذ موقف معارض لسلطة قائمة، فإن ذلك لا يعني سوى شئ واحد وهو التمرد العسكري الذي ربما يقود الى مواجهة عسكرية في وقت حرج جدا، لذلك استقال (الفريق اول عوض ابنعوف) من منصبه كرئيس للمجلس العسكري وبالتالي من قيادة الجيش، واستقال نائبه (الفريق اول كمال عبد المعروف) من منصبه كنائب لرئيس المجلس وبالتالي من رئاسة هيئة الاركان، بالإضافة لاعضاء آخرين مثل مدير عام جهاز الامن والمخابرات (الفريق اول صلاح قوش) ليحل محل الفريق اول عوض ابنعوف في قيادة الجيش ورئاسة المجلس العسكري الشخص الثالث في الجيش حسب التراتبية العسكرية (الفريق اول عبد الفتاح البرهان) وكان يشغل وقتذاك منصب المفتش العام للجيش وهو الذي قام بترقية حميدتي الى رتبة الفريق وتعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي وبالتالي انتهت الأزمة الحادة، ولاحقا قام البرهان باصدار مرسوم (في 30 يوليو، 2019 ) بتعديل قانون قوات الدعم السريع ومنحها الاستقلالية الكاملة من القوات المسلحة والتي كانت مقيدة ببعض الشروط مثل حالات الحرب واعلان حالة الطوارئ العامة أو عند صدور أمر من القائد الاعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) (المادة 5 من قانون قوات الدعم السريع لعام 2017 )!
* السؤال الذي ربما يدور في اذهان البعض .
* منذ ذلك الوقت ظل حميدتي يسخر من الجيش وقادته كلما وجد الفرصة لذلك، مما أجج العداء بينه وبين كمال عبد المعروف لدرجة أن الإثنين لم يكونا يطيقان بعضهما البعض وظلا يتحاشيان بعضهما حتى في الاجتماعات الرسمية، ويذكر أحد المصادر الخاصة أنهما أوشكا على الاشتباك بالإيدي في أحد الاجتماعات وكان المخلوع سعيدا لأنه يضمن بذلك عدم اتحادهما ضده، إلا أن طموحات حميدتي السياسية قادته ابان ثورة ديسمبر المجيدة الى الوقوف مع قرار اللجنة الامنية للنظام البائد بالتخلص من الرئيس السابق وتولي الحكم بشكل مؤقت بدلا عنه الى حين اتضاح الرؤية، غير ان تعيين كمال عبد المعروف نائبا لرئيس المجلس العسكري، الامر الذي يعني أنه سيكون رئيسا لحميدتي وخشية الاخير من اين يؤثر ذلك على وضعه كقائد لقوات الدعم السريع، جعله يرفض دخول المجلس والتهديد بمعارضته، مما ادى لاستقالة ابن عوف وكمال عبد المعروف وإعادة تشكيل المجلس وتعيين حميدتي نائبا لرئيسه، ثم ترقيته الى رتبة الفريق اول وتوسيع سلطاته فيما بعد بمراسيم دستورية من الفريق اول البرهان الذي كان من كبار المؤيدين لحميدتي أملا في الحصول على دعمه لرئاسة البلاد !
* تحدث الكثيرون في تحليلات خاطئة بأن عودة الفريق أول كمال عبد المعروف الى البلاد جاءت بتوجيهات من الحكومة المصرية (الإستخبارات) لحث البرهان على القبول بالتفاوض مع قوات الدعم السريع (وكان ذلك خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية مؤخرا لبورتسودان واجتماعه مع الفريق البرهان)، وبنوا على ذلك احلاما واهية بقرب موافقة الجيش على الجلوس للتفاوض مع الدعم السريع لوقف الحرب في السودان، وكان ذلك إعتمادا على مقال مزور نُسب الى صحفي مصري مختص في الشؤون السودانية ليس له وجود اسمه محمد الشربيني، منشور في موقع مزور ليس له وجود بعنوان بوابة مصر الغد ــ حسب الزميل المحقق الصحفي المميز عثمان فضل الله، وحسب بحثي في الانترنت عبر محرك البحث قوقل، وحسب الصحفية المصرية المختصة في شؤون السودان صباح موسى التي رجحت ان يكون كاتب المقال صحفي او شخص سوداني بغرض خلق ربكة في الساحة السياسية!
* المرجح، أنه إذا كان لعودة كمال عبد المعروف أى دور عسكري أو سياسي قادم، فإنه سيصب في إتجاه التصعيد ضد قوات الدعم السريع بما عرف من خصومته الشديدة لحميدتي ومعارضته القوية لاستقلالية قوات الدعم السريع، وقربه الشديد من الحركة الاسلامية السودانية (الحركة اللا اسلامية) وهو ما جعل الفلول يهللون لعودته وينثرون الاحلام بقرب عودتهم للحكم، وعلى كل حال ستكشف لنا الأيام أى دور سيقوم به كمال عبدالمعروف، أم ان هدفه من الزيارة كان اجتماعيا بحتا، حسب تحريات الزميل عثمان فضل الله!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العام للقوات المسلحة قوات الدعم السریع کمال عبد المعروف المجلس العسکری القائد العام لرئیس المجلس نائبا لرئیس الفریق اول الذی کان
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. بعد تهميشهم في حكومة نيروبي.. جنود مجلس الصحوة الثوري الذين يقاتلون ضمن قوات الدعم السريع يهددون بالانسلاخ والتصعيد
أصدر مجلس الصحوة الثوري, بيان هدد فيه قيادات الدعم السريع, وذلك بعد تهميشهم في تشكيل حكومة نيروبي, حسبما جاء في البيان.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد خرج قائد المجلس موسى الغالي, في بيان ذاعه أمام جنوده أعلن فيه تهميشهم الواضح من قبل قيادات الدعم السريع, والأحزاب الموقعة معهم في تشكيل الحكومة الموازية.
وأمهل موسى, المسؤولين 72 ساعة فقط, لمراجعة الوثيقة التي لم يتم ذكرهم فيها, ولوح بالانسلاخ والتصعيد في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب