سودانايل:
2024-09-15@06:20:08 GMT

لماذا عاد كمال عبد المعروف ؟!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

مناظير الاثنين 2 سبتمبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* إنتشرت الكثير من التحليلات الخاطئة عن اسباب عودة الفريق اول (متقاعد) كمال عبد المعروف الى بورتسودان مؤخرا من جمهورية مصر التي اتخذها مقرا له بعد سقوط النظام البائد، وهى المرة الاولى التي يزور فيها السودان (إذا اعتبرنا أن بورتسودان هى السودان) منذ مغادرته له، ولقد تولى الفريق اول معروف رئاسة هيئة اركان الجيش السوداني خلال حكم النظام البائد، وتم تعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكل لحكم البلاد بعد سقوط النظام البائد في 11 ابريل، 2019 وضم اعضاء اللجنة الامنية للنظام البائد تحت قيادة الفريق اول عوض ابنعوف وزير الدفاع والقائد العام للجيش ولكنه لم يستمر سوى يوم واحد بسبب الرفض الجماهيري الواسع له (المعروف للجميع)، بالإضافة لسبب آخر معروف للبعض (وربما يكون هو السبب الرئيس في حل المجلس العسكري واعادة تشكيله مرة أخرى وخروج بعض العناصر منه) وهو التهديد المباشر لقائد قوات الدعم السريع (اللواء وقتذاك حميدتي ) بإتخاذ موقف معارض له، وعندما يهدد قائد عسكري تأتمر بأمره قوة عسكرية كبيرة باتخاذ موقف معارض لسلطة قائمة، فإن ذلك لا يعني سوى شئ واحد وهو التمرد العسكري الذي ربما يقود الى مواجهة عسكرية في وقت حرج جدا، لذلك استقال (الفريق اول عوض ابنعوف) من منصبه كرئيس للمجلس العسكري وبالتالي من قيادة الجيش، واستقال نائبه (الفريق اول كمال عبد المعروف) من منصبه كنائب لرئيس المجلس وبالتالي من رئاسة هيئة الاركان، بالإضافة لاعضاء آخرين مثل مدير عام جهاز الامن والمخابرات (الفريق اول صلاح قوش) ليحل محل الفريق اول عوض ابنعوف في قيادة الجيش ورئاسة المجلس العسكري الشخص الثالث في الجيش حسب التراتبية العسكرية (الفريق اول عبد الفتاح البرهان) وكان يشغل وقتذاك منصب المفتش العام للجيش وهو الذي قام بترقية حميدتي الى رتبة الفريق وتعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي وبالتالي انتهت الأزمة الحادة، ولاحقا قام البرهان باصدار مرسوم (في 30 يوليو، 2019 ) بتعديل قانون قوات الدعم السريع ومنحها الاستقلالية الكاملة من القوات المسلحة والتي كانت مقيدة ببعض الشروط مثل حالات الحرب واعلان حالة الطوارئ العامة أو عند صدور أمر من القائد الاعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) (المادة 5 من قانون قوات الدعم السريع لعام 2017 )!

* السؤال الذي ربما يدور في اذهان البعض .

. "لماذا رفض حميدتي التشكيل الاول للمجلس العسكري الانتقالي وهدد بالانسحاب منه ومعارضته رغم انه كان احد اعضائه؟!"، السبب هو عداؤه الحاد مع كمال عبد المعروف الذي كان رافضا لقانون قوات الدعم السريع قبل اجازته من المجلس الوطني للنظام البائد في يناير 2017، ومُصراً على وضع قوات الدعم السريع تحت سلطة القائد العام للقوات المسلحة وتبعيتها لقانون القوات المسلحة، إلا أن حميدتي الذي كان مقربا جدا من الرئيس المخلوع ومحل ثقته التامة لدرجة انه كان يطلق عليه اسم (حمايتي) بدلا عن (حميدتي) ويعتمد عليه في محاربة التمرد في درافور وجنوب كردفان وفي تأدية الكثير من المهام العسكرية الخاصة، كان يرفض رفضا مطلقا تبعية قواته لقانون القوات المسلحة ووضعها تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة (الذي كان وقتذاك الفريق اول ابنعوف)، مطالبا باستقلاليتها الكاملة، بل انه خرج برأيه إلى العلن واعلن في أكثر من حوار تلفزيوني وصحفي أنه لا يقبل اطلاقا بتلك التبعية وسيعود الى باديته اذا حدث ذلك، مما حدا بالمخلوع إيجاد حل وسط وهو تضمين مادة في قانون قوات الدعم السريع (المادة 5 التي ألغاها البرهان لاحقا) تنص على تبعيتها للقائد العام للقوات المسلحة في حالة الحرب واعلان حالة الطوارئ العامة وصدور امر بذلك من القائد الاعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية)، وكان ذلك انتصارا واضحا لحميدتي الذي خرج في حوار تلفزيوني ساخرا من القائد العام للقوات المسلحة وقال انهما يركبان في سرج واحد وليس لاحد سلطة عليه سوى رئيس الجمهورية (القائد الاعلى للقوات المسلحة)!

* منذ ذلك الوقت ظل حميدتي يسخر من الجيش وقادته كلما وجد الفرصة لذلك، مما أجج العداء بينه وبين كمال عبد المعروف لدرجة أن الإثنين لم يكونا يطيقان بعضهما البعض وظلا يتحاشيان بعضهما حتى في الاجتماعات الرسمية، ويذكر أحد المصادر الخاصة أنهما أوشكا على الاشتباك بالإيدي في أحد الاجتماعات وكان المخلوع سعيدا لأنه يضمن بذلك عدم اتحادهما ضده، إلا أن طموحات حميدتي السياسية قادته ابان ثورة ديسمبر المجيدة الى الوقوف مع قرار اللجنة الامنية للنظام البائد بالتخلص من الرئيس السابق وتولي الحكم بشكل مؤقت بدلا عنه الى حين اتضاح الرؤية، غير ان تعيين كمال عبد المعروف نائبا لرئيس المجلس العسكري، الامر الذي يعني أنه سيكون رئيسا لحميدتي وخشية الاخير من اين يؤثر ذلك على وضعه كقائد لقوات الدعم السريع، جعله يرفض دخول المجلس والتهديد بمعارضته، مما ادى لاستقالة ابن عوف وكمال عبد المعروف وإعادة تشكيل المجلس وتعيين حميدتي نائبا لرئيسه، ثم ترقيته الى رتبة الفريق اول وتوسيع سلطاته فيما بعد بمراسيم دستورية من الفريق اول البرهان الذي كان من كبار المؤيدين لحميدتي أملا في الحصول على دعمه لرئاسة البلاد !

* تحدث الكثيرون في تحليلات خاطئة بأن عودة الفريق أول كمال عبد المعروف الى البلاد جاءت بتوجيهات من الحكومة المصرية (الإستخبارات) لحث البرهان على القبول بالتفاوض مع قوات الدعم السريع (وكان ذلك خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية مؤخرا لبورتسودان واجتماعه مع الفريق البرهان)، وبنوا على ذلك احلاما واهية بقرب موافقة الجيش على الجلوس للتفاوض مع الدعم السريع لوقف الحرب في السودان، وكان ذلك إعتمادا على مقال مزور نُسب الى صحفي مصري مختص في الشؤون السودانية ليس له وجود اسمه محمد الشربيني، منشور في موقع مزور ليس له وجود بعنوان بوابة مصر الغد ــ حسب الزميل المحقق الصحفي المميز عثمان فضل الله، وحسب بحثي في الانترنت عبر محرك البحث قوقل، وحسب الصحفية المصرية المختصة في شؤون السودان صباح موسى التي رجحت ان يكون كاتب المقال صحفي او شخص سوداني بغرض خلق ربكة في الساحة السياسية!

* المرجح، أنه إذا كان لعودة كمال عبد المعروف أى دور عسكري أو سياسي قادم، فإنه سيصب في إتجاه التصعيد ضد قوات الدعم السريع بما عرف من خصومته الشديدة لحميدتي ومعارضته القوية لاستقلالية قوات الدعم السريع، وقربه الشديد من الحركة الاسلامية السودانية (الحركة اللا اسلامية) وهو ما جعل الفلول يهللون لعودته وينثرون الاحلام بقرب عودتهم للحكم، وعلى كل حال ستكشف لنا الأيام أى دور سيقوم به كمال عبدالمعروف، أم ان هدفه من الزيارة كان اجتماعيا بحتا، حسب تحريات الزميل عثمان فضل الله!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العام للقوات المسلحة قوات الدعم السریع کمال عبد المعروف المجلس العسکری القائد العام لرئیس المجلس نائبا لرئیس الفریق اول الذی کان

إقرأ أيضاً:

السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لميليشا الدعم السريع (صورة)

وزعت رئاسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، رسالة من البعثة السودانية فيها تفاصيل جديدة عن تورط الإمارات بدعم مليشيا الدعم السريع التي تخوض قتالا مع الجيش السوداني.

وقالت وكالة أنباء السودان إن الوثيقة التي تم الحصول عليها داخل مركبة عسكرية استولت عليها قوات الجيش خلال هجوم لقوات الدعم السريع على منطقة الشجرة العسكرية.




وجاء في الوثيقة "تفاصيل المركبة العسكرية  برقم الشاسي VAD 2129  ورقم الماكنة 2222655 والموديل EX 300 _ISB679، وهي إحدى مركبات مدينة زايد العسكرية".



وعثر في المركبة العسكرية الإماراتية على 6 وثائق "مصنفة سري للغاية وتتبع للحرس الرئاسي  قسم العمليات الخاصة  بالقوات المسلحة الإماراتية تتضمن قائمة الضباط والأفراد الإماراتيين والأسلحة ويومية التحرك لفصيلة العمليات الخاصة والتدريبات لأفراد القوات الخاصة".

وحملت الرسالة طلب حكومة السودان من مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات المناسبة الكفيلة بوقف التدخل الإماراتي الذي وصفته بـ"الشرير".

وأوضحت البعثة في رسالتها أن صمت المجلس وعدم رغبته في القيام بأي أجراء في هذا الصدد يشجع الإمارات على "مواصلة عدوانها الوحشي على السودان مما يفاقم معاناة المدنيين  ويقوض الأمن والسلم في السودان والإقليم بأكمله"، بحسب الرسالة.

وفي تموز/ يوليو الماضي قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنها حصلت على معلومات حصرية تؤكد مشاركة الإمارات في الحرب الأهلية بالسودان إلى جانب قوات "الدعم السريع" ضد القوات الحكومية.

وذكرت الصحيفة أن معلومات حصلت عليها تفيد بالعثور على جوازات سفر إماراتية داخل حطام مركبة تعود لقوات الدعم السريع في السودان.



ولفتت إلى أن وثيقة مكونة من 41 صفحة جرى إرسالها إلى مجلس الأمن اطلعت عليها "الغارديان"، تشير إلى أن "جوازات السفر التي تم العثور عليها في ساحات القتال في السودان، تؤكد أن الإمارات ترسل قوات سرية إلى الأرض في الحرب الأهلية المدمرة في البلاد".

وقالت "الغارديان" إن جوازات السفر تم استرجاعها من أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، في منطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لكن الجيش السوداني استعادها مؤخرا.

وتضمنت الوثائق صوراً لصفحات أربعة جوازات سفر تعود على ما يبدو لمواطنين من دولة الإمارات، اثنان منهم من مواليد دبي، وواحد من مدينة العين، وآخر من عجمان، خامس أكبر مدينة إماراتية، وتتراوح أعمار جميع هؤلاء بين 29 و49 عاماً.

وقال مصدر مطلع على عملية الاكتشاف إن جوازات السفر تم انتشالها من حطام سيارة عثر عليها في أم درمان في شباط/ فبراير.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "التقديرات تشير إلى أنها تعود لضباط مخابرات إماراتيين".

مقالات مشابهة

  • نداء الوسط: قوات الدعم السريع تنفذ «هجمات مسعورة» على قرى بالجزيرة
  • عاجل | البيت الأبيض: ندعو قوات الدعم السريع إلى وقف الهجمات على الفاشر فورا
  • السودان.. معارك عنيفة في الفاشر بعد هجوم الدعم السريع
  • تجدّد المعارك في الفاشر بعد هجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • المبعوث الأميركي للسودان: نشعر بقلق بالغ إزاء تجدد هجمات قوات الدعم السريع
  • القوة المشتركة والجيش يصدون لعناصر من قوات الدعم السريع بعد محاولتهم الهروب من ولاية الجزيرة
  • معارك بالفاشر والجيش يقصف الدعم السريع شمالي الخرطوم
  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع (صورة)
  • السودان يكشف وثائق جديدة بشأن دعم الإمارات لميليشا الدعم السريع (صورة)
  • مقتل 4 مدنيين بقصف للدعم السريع على أم درمان