لجريدة عمان:
2024-09-15@06:14:19 GMT

المخصصات الشهرية واستيفاء الشروط!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

في وقت كهذا من العام المنصرم، كتبتُ مقالا عن الطلبة الذين يتخلون عن مقاعدهم في التعليم الجامعي لأسباب تتعلق بعسر اليد وقلة الحيلة، فتحول الأسرة من مهمة صرف مائتي بيسة في مقصف مدرسة إلى ما لا يقل عن ١٢٠ ريالا بين مواصلات وسكن وطعام -لا سيما للطلبة الذين يغادرون مناطقهم البعيدة نحو العاصمة- هو أمر جلل يورثُ الهم والشقاء!

ولذا تغدو احتمالات الانسحاب واردة، فالأهالي لا يستطيعون تحمل فداحة المبالغ الطائلة التي ستقع على عاتقهم! وقد يذهب الأمر ببعضهم إلى اقتراض المال أو إلى تضييق فسحة العيش على بقية الأبناء في سبيل أن ينجو أحدهم بفرصة! وقد يُغير الراتب الشهري -الذي تمنحه بعض المؤسسات- خريطة الرغبات التعليمية للطالب، فيختار تخصصا وإن قلّ شغفه به، خجلا من إثقال كاهل العائلة بما لا طاقة لها به!

المفاجأة السارة هذا العام والتي أخذت تتردد بين الناس، تمثلت في منح الطلبة مخصصات شهرية، كبارقة أمل جديدة تُسعف المضطر في بؤس عيشه لكيلا يتخلى عن مقعده، وهي لفتة لا يمكن تجاهل الأثر الذي ستتركه في المتعلم والتعليم على حد سواء، إلا أنّ البهجة والمسرات ضمرت عندما رُبطت بمستوى دخل الأسرة وعدد أفرادها والمسافة بين البيت والمؤسسة التعليمية، إذ بقدر ما سيعود القرار بالنفع على عدد من الأسر المتهالكة أوضاعها، سيحرم آخرين ممن يرزحون تحت أثقال رفع الدعم وكلفة الضرائب وغلاء المعيشة، لمجرد عدم استيفائهم للشروط، يحدثُ هذا في وقت لم يعد باستطاعتنا -على وجه الدقة- معرفة من هو «الفقير» أو «المحتاج»، لا سيما أمام هشاشة الطبقة الوسطى وتذبذب أحوال المعيشة!!

والسؤال: لماذا لا تتسع دائرة الأمل أكثر، قياسا بمنفعة كبار السن التي لم تُحدد بشروط، رغم أنّ بعضهم يحصل على راتب تقاعد، أو يمتلك مشاريع استثمارية! بينما الطالب الذي سيكمل الثامنة عشرة مُهدد بخسارة منفعة العشرة ريالات من جهة، ويحوم قلق خافت حول مستقبله التعليمي من جهة أخرى، ويمنعه الحياء من طرق أبواب المعونة من الفرق الخيرية!

بعض التخصصات الحكومية أيضا لا تنظر بعين الاعتبار لأطراف محافظة مسقط البعيدة، الأمر الذي يدفع البعض للتزوير والتحايل بتغيير مكان الإقامة أو ادعاء امتلاك وثائق إيجار في مكان يستحق المعونة الشهرية!

إنّ التمييز بين البعثات الداخلية والخارجية يُورث الأذى، فالذين نالوا نصيب هذه المقاعد ليسوا طلبة بائسين أو مُتخاذلين، لقد ثابروا وخاضوا منافستهم الشرسة والمضنية، وقد قُدرت هذا العام البعثات الداخلية بنحو (١٠٩١١) مقعدا، وهو كالعادة رقم كبير جدا مقارنة بالبعثات الخارجية التي لم تتعد (٥٥٠) مقعدا!!

هذا إذا ما وضعنا في الحسبان أنّ قرابة ١٠ آلاف طالب وطالبة حصلوا هذا العام على معدل ٩٠٪ وأكثر، مما يعني أنّ فرص بعضهم كانت ضمن البعثات الداخلية!!

لا يمكننا مجددا تجاوز محدودية الابتعاث للخارج، فابتعاث (٥٥٠) من أصل ٥٧ ألفا، هو رقم ضئيل للغاية، يُحبط العديد من الطلبة الحالمين بفرصهم الأسمى!

ونكرر السؤال: بينما تدعم الحكومة مؤسسات التعليم الخاصة بسلطنة عمان، هل تُحقق هذه الجهات المطمح التعليمي الذي تصبو إليه خطط المستقبل المنتظرة؟ إذ تتدفق الأجيال عاما بعد آخر، وتعصف بأنماط التعليم واختصاصاته تغيرات هائلة على مستوى العالم؟ فهل تمضي المركب باقتدار نحو شطآنها الآمنة!

بذل المال في سبيل التعليم ليس بذلا في اتجاه واحد، سيعود هذا المال في أشكال لا نهائية، يتبدى أهمها في حماية نسيج المجتمعات من الانجراف وراء ما تُحدثه الحاجة والفاقة من سرقات وجرائم وإدمان، فما الخيارات المتاحة لمن أنهى الثانوية ولم تحتضنه مؤسسة تعليمية وبالضرورة لا مصدر رزق له؟ من المؤكد أنه سيصنع تهديدا أشد وطأة ممن انضووا تحت راية تعليمية.

لننظر بحدقة واسعة لأولوية التعليم، فكلفة الجهل -عند تسديد فواتيرها- أشد من كلفة التعليم وبناء العقول المنفتحة، فالتعليم لا يصنع طريقا للمهن وحسب وإنّما يصنع الغد ويكتشف «الأنوات» المغايرة، ويعتني بتأنٍ بالجذور الصغيرة والتربة، تلك العناية التي لا تجعل الحقل يزهر وحسب، وإنما يُقوي الأذرع ويمنحها الفضول ولا محدودية التطلع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصدر بالداخلية: السجن 20 سنة للفريق خالد بن قرار الحربي بتهمة الرشوة والاختلاس

صرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية، بأنه إشارة إلى الأمر الملكي رقم أ / 60 وتاريخ 30 / 1 / 1443هـ القاضي بإنهاء خدمة الفريق أول/ خالد بن قرار الحربي مدير الأمــن العام سابقاً وإحالته إلى التقاعد والتحقيق معه في مخالفات وتجاوزات عديدة بهدف الاستيلاء على المال العام والانتفاع الشخصي وتوجيه التهمة له بارتكاب عدد من الجرائم منها التزويـــر والرشوة واستغلال النفوذ.
حسب بيان الداخلية، فقد باشرت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد إجراءات التحقيق معه وإحالته إلى المحكمة المختصة وفق نظام الإجراءات الجزائية وصدر بحقه حكم نهائي يقضي بثبوت إدانته بما نسب إليه من جريمة الرشوة وجريمة التزوير ومعاقبته لقاء ذلك كله بسجنه لمدة (عشر سنوات)، وتغريمه مبلغاً وقدره (1.000.000) مليون ريال سعودي يودع في الخزينة العامة للدولة.

مصدر مسؤول:
أخبار متعلقة الجوازات تصدر أكثر من ألفي قرار إداري بحق مخالفينالدكتور خالد صبر رئيسًا لتشغيل مستشفى الولادة والأطفال بالدمامبمناسبة صدور الأمر الملكي.. وزير الدفاع يقلد أصحاب المعالي رتبهم الجديدةصدور حُكم قضائي نهائي يقضي بثبوت إدانة الفريق أول متقاعد/ خالد بن قرار الحربي - مدير الأمن العام سابقًا - بارتكاب جرائم الرشوة والتزوير واستغلال نفوذ الوظيفة لمصلحة شخصية واستغلال العقود الحكومية واختلاس المال العام، ومعاقبته بالسجن والغرامات المالية ومصادرة مبالغ... pic.twitter.com/26HcSbF0LL— وزارة الداخلية (@MOISaudiArabia) September 13, 2024
تابع البيان: إدانته بجريمة استغلال نفوذ الوظيفة لمصلحة شخصية وجــريمة استغلال العقود الحكومية وجريمة اختــلاس المال العام ومعاقبته لقــــاء ذلك كلــــه بسجنه لمدة (عشر سنوات)، ومصــــادرة مبالــــغ الرشــوة التي تحصل عليها البالغــــة (10.084.303) عشــــرة ملايين وأربعة وثمانون ألفاً وثلاثمائة وثلاثــة ريالات وإيداعــها في الخــزينة العامة للدولة.مكافحة الفسادوأوضح البيان: إلزامه بــرد المبالغ المختلسة ومجموعــــها (2.827.000) مليــــونان وثمانمائة وسبــعة وعشرون ألف ريال للخزينة العامة للدولة، ومصادرة الهدايا العينية أو (ما يعادل قيمتها) والمساعــدات الماليــة التي قدمت لأقاربه على سبيل الرشوة والتي بلغت قيمتها الإجماليــــة (175.000) مائــــة وخمسة وسبعــــون ألف ريال وإيداعها فــي الخزينــة العــامة للــدولة، ومصادرة أرضين زراعيتيــــن تحصل عليهمــا من الجريمــــة، وإلزامه برد مبلغ (584,000) خمسمائة وأربعة وثمانون ألف ريال للخزينة العامة للدولة والذي تحصل عليه من الجريمة.
ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية المال العام ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتحصين المجتمع ضد من يتعدى عليه أو يستغــل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصــية أو الإضــرار بالمصلحــة العامــة وتطبــيق ما تقضي به الأنظــمة بحق المتجاوزين كائناً من كان.

مقالات مشابهة

  • مصدر مسؤول بوزارة الداخلية: حكم بالسجن والغرامة بحق الفريق أول متقاعد/ خالد بن قرار الحربي
  • الصول: الرئاسي يتحمل مسؤولية تفاقم الأوضاع الاقتصادية وإهدار المال العام
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • السعودية.. السجن 20 عاما لمسؤول أمني سابق
  • السعودية.. السجن 10 أعوام وغرامة مليون ريال لمدير الأمن العام السابق بسبب الفساد
  • مصدر بالداخلية: السجن 20 سنة للفريق خالد بن قرار الحربي بتهمة الرشوة والاختلاس
  • بتهم الاستيلاء على المال العام الرشوة والتزوير.. “الداخلية”: السجن والغرامة للفريق أول/ خالد بن قرار الحربي
  • مكافحة الفساد تحيل الفريق أول خالد بن قرار إلى التقاعد وتغريمه مليون ريال
  • اختفاء تقرير أسود حول بلدية برشيد وحماة المال العام يراسلون وزير الداخلية
  • تجميد حساب مفوضية المجتمع المدني