لجريدة عمان:
2025-04-25@11:40:41 GMT

المخصصات الشهرية واستيفاء الشروط!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

في وقت كهذا من العام المنصرم، كتبتُ مقالا عن الطلبة الذين يتخلون عن مقاعدهم في التعليم الجامعي لأسباب تتعلق بعسر اليد وقلة الحيلة، فتحول الأسرة من مهمة صرف مائتي بيسة في مقصف مدرسة إلى ما لا يقل عن ١٢٠ ريالا بين مواصلات وسكن وطعام -لا سيما للطلبة الذين يغادرون مناطقهم البعيدة نحو العاصمة- هو أمر جلل يورثُ الهم والشقاء!

ولذا تغدو احتمالات الانسحاب واردة، فالأهالي لا يستطيعون تحمل فداحة المبالغ الطائلة التي ستقع على عاتقهم! وقد يذهب الأمر ببعضهم إلى اقتراض المال أو إلى تضييق فسحة العيش على بقية الأبناء في سبيل أن ينجو أحدهم بفرصة! وقد يُغير الراتب الشهري -الذي تمنحه بعض المؤسسات- خريطة الرغبات التعليمية للطالب، فيختار تخصصا وإن قلّ شغفه به، خجلا من إثقال كاهل العائلة بما لا طاقة لها به!

المفاجأة السارة هذا العام والتي أخذت تتردد بين الناس، تمثلت في منح الطلبة مخصصات شهرية، كبارقة أمل جديدة تُسعف المضطر في بؤس عيشه لكيلا يتخلى عن مقعده، وهي لفتة لا يمكن تجاهل الأثر الذي ستتركه في المتعلم والتعليم على حد سواء، إلا أنّ البهجة والمسرات ضمرت عندما رُبطت بمستوى دخل الأسرة وعدد أفرادها والمسافة بين البيت والمؤسسة التعليمية، إذ بقدر ما سيعود القرار بالنفع على عدد من الأسر المتهالكة أوضاعها، سيحرم آخرين ممن يرزحون تحت أثقال رفع الدعم وكلفة الضرائب وغلاء المعيشة، لمجرد عدم استيفائهم للشروط، يحدثُ هذا في وقت لم يعد باستطاعتنا -على وجه الدقة- معرفة من هو «الفقير» أو «المحتاج»، لا سيما أمام هشاشة الطبقة الوسطى وتذبذب أحوال المعيشة!!

والسؤال: لماذا لا تتسع دائرة الأمل أكثر، قياسا بمنفعة كبار السن التي لم تُحدد بشروط، رغم أنّ بعضهم يحصل على راتب تقاعد، أو يمتلك مشاريع استثمارية! بينما الطالب الذي سيكمل الثامنة عشرة مُهدد بخسارة منفعة العشرة ريالات من جهة، ويحوم قلق خافت حول مستقبله التعليمي من جهة أخرى، ويمنعه الحياء من طرق أبواب المعونة من الفرق الخيرية!

بعض التخصصات الحكومية أيضا لا تنظر بعين الاعتبار لأطراف محافظة مسقط البعيدة، الأمر الذي يدفع البعض للتزوير والتحايل بتغيير مكان الإقامة أو ادعاء امتلاك وثائق إيجار في مكان يستحق المعونة الشهرية!

إنّ التمييز بين البعثات الداخلية والخارجية يُورث الأذى، فالذين نالوا نصيب هذه المقاعد ليسوا طلبة بائسين أو مُتخاذلين، لقد ثابروا وخاضوا منافستهم الشرسة والمضنية، وقد قُدرت هذا العام البعثات الداخلية بنحو (١٠٩١١) مقعدا، وهو كالعادة رقم كبير جدا مقارنة بالبعثات الخارجية التي لم تتعد (٥٥٠) مقعدا!!

هذا إذا ما وضعنا في الحسبان أنّ قرابة ١٠ آلاف طالب وطالبة حصلوا هذا العام على معدل ٩٠٪ وأكثر، مما يعني أنّ فرص بعضهم كانت ضمن البعثات الداخلية!!

لا يمكننا مجددا تجاوز محدودية الابتعاث للخارج، فابتعاث (٥٥٠) من أصل ٥٧ ألفا، هو رقم ضئيل للغاية، يُحبط العديد من الطلبة الحالمين بفرصهم الأسمى!

ونكرر السؤال: بينما تدعم الحكومة مؤسسات التعليم الخاصة بسلطنة عمان، هل تُحقق هذه الجهات المطمح التعليمي الذي تصبو إليه خطط المستقبل المنتظرة؟ إذ تتدفق الأجيال عاما بعد آخر، وتعصف بأنماط التعليم واختصاصاته تغيرات هائلة على مستوى العالم؟ فهل تمضي المركب باقتدار نحو شطآنها الآمنة!

بذل المال في سبيل التعليم ليس بذلا في اتجاه واحد، سيعود هذا المال في أشكال لا نهائية، يتبدى أهمها في حماية نسيج المجتمعات من الانجراف وراء ما تُحدثه الحاجة والفاقة من سرقات وجرائم وإدمان، فما الخيارات المتاحة لمن أنهى الثانوية ولم تحتضنه مؤسسة تعليمية وبالضرورة لا مصدر رزق له؟ من المؤكد أنه سيصنع تهديدا أشد وطأة ممن انضووا تحت راية تعليمية.

لننظر بحدقة واسعة لأولوية التعليم، فكلفة الجهل -عند تسديد فواتيرها- أشد من كلفة التعليم وبناء العقول المنفتحة، فالتعليم لا يصنع طريقا للمهن وحسب وإنّما يصنع الغد ويكتشف «الأنوات» المغايرة، ويعتني بتأنٍ بالجذور الصغيرة والتربة، تلك العناية التي لا تجعل الحقل يزهر وحسب، وإنما يُقوي الأذرع ويمنحها الفضول ولا محدودية التطلع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

التعليم تعلن ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الضوابط المنظمة لعقد امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل، والتي تشمل الصفوف من الرابع الابتدائي حتى الثاني الإعدادي، في إطار الاستعدادات النهائية للعام الدراسي الحالي، وضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.

وأكدت الوزارة أن الامتحانات ستُعقد في المدارس وفق جداول معتمدة من كل إدارة تعليمية، على أن تُراعى الفروق الفردية بين الطلاب في الورقة الامتحانية، مع التركيز على قياس الفهم والتحليل وليس الحفظ والتلقين، تماشيًا مع أهداف نظام التعليم الجديد.

وشددت التعليم على الالتزام بالمواصفات الفنية للورقة الامتحانية، بحيث تتضمن أسئلة متنوعة، تُمكن الطالب من إظهار مدى فهمه للمحتوى الدراسي، مع توزيع الأسئلة على جميع أجزاء المنهج المقرر حتى موعد الامتحان، دون حذف أو اختصار.

كما أوضحت الوزارة أن تصحيح الامتحانات سيكون داخل المدارس تحت إشراف لجان الكنترول، مع التأكيد على الالتزام بالدقة والشفافية في رصد الدرجات، ومراعاة تعليمات أعمال السنة المعلنة مسبقًا.

وفي إطار الانضباط، شددت الوزارة على ضرورة تفعيل لجان المتابعة اليومية أثناء فترة الامتحانات، لمنع أي حالات غش أو إخلال بالنظام، والتعامل الفوري مع أي تجاوزات قد تؤثر على سير العملية الامتحانية.

ومن جانبها، بدأت المديريات التعليمية رفع درجة الاستعداد، وتوزيع الجداول على الطلاب، وتجهيز اللجان، والتأكد من جاهزية المدارس لاستقبال الامتحانات، وسط تعليمات واضحة بضرورة تهيئة بيئة آمنة ومنظمة للطلاب والمعلمين.

وتُعد امتحانات نهاية العام محطة حاسمة في تقييم أداء الطلاب خلال العام الدراسي، وهي تُضاف إلى نتائج اختبارات الشهور وأعمال السنة لتحديد المستوى النهائي للطالب، وسط توقعات بأن تبدأ الامتحانات خلال الأسبوع الأول من مايو المقبل.

 

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • قرار مهم من التعليم بشأن مواعيد اختبارات نهاية العام الدراسي - مستند
  • وزير التعليم العالي يشارك في جلسة حوارية بالكويت حول بنك المعرفة المصري
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟
  • التعليم تعلن ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل
  • التعليم: مراجعات مكثفة ودعم للطلاب المتعثرين قبل الامتحانات
  • ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟
  • ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
  • رئيس هيئة النزاهة يحذر من منع حماة المال العام من مكافحة الفساد