سودانايل:
2025-05-03@00:14:26 GMT

العميد (م) صلاح كرار لمتى هذا الشطط والخبل..؟!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

أحمد محمد سبيل

أحيانا كثيرة تعتقد في شخص الفهم وحسن التصرف والدراية واللباقة والحِكمة لكن سرعان ما تكتشف ان تقديراتك وقراءتك للشخص غير صحيحة بل غاية في مفارقة الصواب. هذا ما حدث لي في اعتقادي بالعميد م صلاح كرار ولجهل منه غيّر فيني هذه الصورة. شخصي الضعيف بعيد عن السياسة لكني متابع. ولا أكتب في الغالب إلا تحدث لي عملية استفزاز وصدمة حيث كنت اعتقد في صلاح كرار الحكمة.

لكنه دائما ظل يؤكد العكس بتمسكه باقطاب الحركة المتأسلمة، ومدحها ومدح قادتها ورئيسها وهم الذين ارتكبوا عظيم الفواحش والقتل في الشعب السوداني لا أدري كيف يفكر كرار، وماذا يريد من تكبير كوم الفريق أول ركن كمال عبدالمعروف..؟!.
ان التسجيل الصوتي الأخير لصلاح كرار أكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل كاذب ويتحري الكذب. عندما كرر كثيرا ان كمال عبدالمعروف ليس له توجه سياسي، مع ان أصغر سياسي سوداني دخل السياسة اليوم الاول من سبتمبر 2024م يدرك بأن كل الضباط في الخدمة العسكرية حاليا هم كيزان رسميين ومنظمين. كنت استمع لأحد الاخوة كان حركي اسلامي وهو معروف بصدقه وامانته قال أن الجيش العسكري الحاكم في السودان في عام 1997م وفي إحدى مؤتمراته السرية قد رفع التمام لعمر البشير مؤكدين له أن كل الجيش اصبح (حقنا) من أصغر جندي حتى أكبر رتبة، فهلل القوم وكبروا وانشدوا وهتفوا – لا لدينا قد عملنا نحن للدين فداء- كما هو معروف لدنيا نحن (الملكية) المدنيين العاديين ان منظمة اسمها (الايثار الخيرية) كانت تعمل داخل الجيش منذ استلامهم للسلطة وحتى وقت قريب من الآن كانت تقوم بدور ادخال العساكر لمعسكرات الجيش وتجنيدهم للحركة المتأسلمة.
عندما ينفي صلاح كرار ان قائدا كبيرا في الجيش ليس له توجه سياسي هذا استحمار للعقول واستغباء لنا جميعا ولا يدري كرار ان ما يقول به هو اساءة لشخصه وتسويد لتاريخه وهو لا ينفك كل يوم يمتدح ما يسميهم بـ(الاسلاميين) في تسجيلاته الصوتية، للأسف هذا الرجل لا يقرأ تجارب الآخرين حتى أقرب الذين كانوا معه في مجلس قيادة (الثورة)، ولماذا فروا بجلدهم من النظام، وعندما غابوا عن الساحة.. لماذا سكتوا ؟؟. وكل السودانيين يعلمون ان أسباب خروجهم تتعلق بالفساد والافساد وظلم الشعب.
إن صلاح كرار ومن خلال تسجيله الصوتي الأخير يطمع إذا ما رجع الكيزان للحُكم بواسطة كمال عبدالمعروف أو غيره سيحصل على منصب فيها.. وهذا واضح جدا فالرجل مُصر اصرار شديد على أن يكون بوقا للكيزان لا يهمله ما يقوله عنه التاريخ يوما ما.. ولا حفظ ماء وجهه، لا مراعاة لأسرته من مغبة الجري واللهث وراء نعيم زائل.
وكما يقول المثل السوداني (الفضيحة والسترة متباريات) صلاح كرار في تسجيله الأخير فضح نفسه وارتباطه القوي بالكيزان وقادتهم. كلما يريد أن يذكر الفريق أول كمال عبدالمعروف يذكر اسم (كمال عبداللطيف) أحد كبار قادة الكيزان الفاسدين الذين لهم علاقة معروفة بتنظيم الكيزان العسكري والأمني.
اخيرا أقول لصلاح كرار ان التاريخ يسجل كل شاردة وواردة ويوما ما بإذن الله ستقف أمام محاكمة التاريخ قبل ان تقف أمام محكمة العدل الإلهية، ونحن ننتظر ذلك اليوم.


ahmednice@zohomail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية

بم تمتاز هذه الشريحة من الناس؟ نفروا في سبيل الله ثم خاضوا غمار السجون لسنوات طويلة قضوها في القراءة والبحث والتربية والتزكية النفسية والخبرات الأمنية والبصيرة السياسية والتبحّر في معرفة العدوّ لغة وسياسة واقتصادا وأمنا وثقافة، وأهم من هذا كلّه أنّهم فقهوا الدين على محك التجربة والعمل فوصلوا إلى ما لا يصل إليه النظريون، الذين تفقهوا بعيدا عن ساحات العمل والمواجهة.

الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ما بين السماء والأرض، وهذا ما علينا أن ننتبه له جيدا وأن نعلي من شأن من فقهوا في الميدان وأن نأخذ ما وصلوا إليه. وسأضرب لذلك أمثلة، ولكن قبل ذلك أودّ أن نعرّج على قول الله تعالى: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"، وهنا نقف عند استخدام كلمة نفروا حيث إنّها تستخدم لمن خرج للجهاد، فهذا الفهم الذي وصل إليه المجاهدون من أحكام من عمق تجربتهم ومن صميم خبرتهم في الميدان، هو الفقه العملي الذي وصلوا إليه في جهادهم ولو لم يخرجوا لما وصلوا إليه أو لبقي فهمهم نظريا بعيدا عن الاستفادة من واقع تجربتهم وجهادهم.

لذلك فإن واجب هؤلاء المفكرين والفقهاء أن يُعلّموا من لم يخرجوا في سبيل الله ولم تتغبّر أقدامهم ولم تكتو أمعاؤهم الخاوية ولم يشتبكوا مع ألدّ أعداء الله، ولم يدركوا كيف تتنزّل آيات آل عمران والتوبة والأنفال والأحزاب ومحمد على قلوب الرجال وعند اشتداد الالتحام مع صفوف الأعداء. عسكريا وسياسيا وأمنيا وثقافيا، هناك مسائل كثيرة لا تتضح أمورها إلا في ميادين العمل والمواجهة.

إذا هناك فقه لا يصل إليه القاعدون بينما يصل إليه المجاهدون فيسبرون غوره ويستنبطون منه الأحكام، هناك مستجدّات تواجههم فيجتهدون وغالبا ما يكون ذلك بشكل جماعي ليصلوا إلى ترجيح ما يرون فيه صوابا، فالفقيه هنا ليس الذي يميّز بين المصلحة والمفسدة، وإنما قد يوضع في مواقف ليرجح أقلّ المفسدتين ضررا أو ليرجح بين مصلحة ومصلحة ليصل إلى أفضل المصلحتين. كثير من أهل الفقه لا يفقهون السياسة ولا يسبرون غورها، فإذا تحدّثوا في السياسة ظهر ضعفهم وجمودهم الذي لا يصيب الدين ولا السياسة، وهم يعتقدون أنّهم خير من يجسّد المبادئ والعقائد والأصول الدينيّة الثابتة، بينما الأمر يتطلّب الحنكة السياسيّة والمرونة التي تتعامل مع معطيات المسائل المطروحة بما يصل إلى الصوابية والرشد والوصول إلى الأهداف المطلوبة.

وهناك أيضا "ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون" يصلون إلى القدرة العالية على تحسّس المخاطر التي تتعرض اليها شعوبهم وأمتهم خاصّة الأمنية والسياسية، ويعرفون كيف توظّف الإمكانات المحدودة في لتجنّب هذه المخاطر.

"لعلّهم يحذرون" يُحذّرون قومهم بعد أن درسوا تفاصيل المعركة المحتدمة في ميادين السياسة والأمن والثقافة، ومن خلال معرفتهم التفصيلية والعميقة لعقل عدوّهم وطريقة تفكيره السياسية والأمنية ومعرفة ثقافته بكلّ أبعادها من باب "من عرف لغة قوم أمن شرّهم". هم بذلك الانخراط في معركة الوعي يملكون قدرات عالية على أن يحذّروا أمّتهم بعد هذا الرجوع العظيم من تلك الرحلة الطويلة في ميدان الفقه العملي ومعركة الوعي مع هذا العدو الذي اشتبكوا معه من خنادق متقدّمة عمرا مديدا هو فترة وجودهم في السجن.

باختصار، هم الأكثر كفاءة وقدرة على قيادة طوفان الوعي وهم المؤهّلون ليكونوا المرجعية العليا لمسائل كثيرة لن يفقهها على أصولها مثلهم خاصة ما لها علاقة في فقه الأولويات ومتطلبات المعركة، لأن هذه المعركة ليست معركة بين جماعة أو تنظيم صغير اشتبك مع المشروع الصهيوني المدعوم من كل طواغيت الشرّ في العالم، بل هي معركة الأمّة.

لقد وصلوا على سبيل المثال إلى القدرة العالية على بناء الذات بامتياز، وهم متفرغون لهذا الأمر في محاضن خاصة شكّلتها تجربتهم التربوية في السجون، بإمكانهم المساهمة تربويا في كيف يكون البناء للشخصية القادرة على مواجهة مخاطر المشروع الصهيوني العالمي.

وصلوا إلى الكفاءة العالية في معرفة تفاصيل العقل الصهيوني وثقافته وسرديّته، وكيفية الاشتباك مع هذه الثقافة بكفاءة عالية واقتدار يحسم الأمر لصالح هويتنا الثقافية ويحسن تحصينها ويعزّز من قدراتها على الاشتباك المنتصر.

وصلوا إلى الكفاءة السياسية العالية في الاستفادة من قدرات الأمّة، ومعالجة تراكمات سلبية جعلت من التناقضات المذهبية تطغى على المشتركات التي تصنع وحدة الأمة وتوظف قدراتها كافة؛ بدل تبديدها في حالة من التخلّف الفكري الذي يشتّت ويضعف بدل أن يجمع ويوحّد، إضافة إلى أنها تملأ مساحات واسعة من الفضاء المعرفي والفكري في نقاشات لا طائل منها سوى الشحن الطائفي والمذهبي المقيت.

وصلوا إلى فقه السياسات الاستعمارية والاستفادة من تجارب كثيرة من المجتمعات البشرية التي خضعت وتحرّرت، فساروا في الجغرافيا والتاريخ ليصلوا للاستفادة من كل التجارب وطرق توظيفها لصالح قضيتنا وأمتنا.

ميادين فكرية نهضوية كثيرة يستطيع هؤلاء الأسرى الفقهاء والمفكّرون أن يكونوا عناوين واضحة ومنارات فكرية تنشر ضوءها على مساحات الفكر الواسعة بما يحقّق النهضة الفكرية للأمّة، وبصراحة بما يقطع الطريق على الحالة الهلامية التي شكّلها كثيرون ممّن يتصدرون الخطاب الإسلامي بعيدا عن فقه الواقع وفقه السياسة، يظنهم الناس بقدراتهم العالية على الوعظ وحسن الخطابة والكلام في جوانب محددة من العلوم الدين أنهم المؤهّلون للحديث في شئون السياسة والأمن والاقتصاد والعلاقات والتحالفات الدولية، بينما هم في الحقيقة لا يحسنون صنعا ولا يملكون خبرة ولا تجربة ولا معرفة في هذه المجالات. الفقهاء والمفكرون المشتبكون في الميادين هم الذين يُستمع إليهم وهم المرشّحون لهذه النهضة الفكرية، وقد يكون ذلك بشكل جماعي كمؤسسات دراسية وهو الأفضل.

أذكر على سبيل المثال مركز حضارات الذي تشكّل من قبل مجموعة ممن تحدّثت عنهم، كان ذلك وهم في السجن قبل الحرب، الآن أُفرج عنهم بالتبادل وننتظر منهم أن يكملوا الطريق وأن يزوّدوا الناس بما وصلوا إليه: "ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون".

مقالات مشابهة

  • فيديو. الحسن السعدي : مؤسف ما وصل إليه بعض السياسيين الذين وصل بهم الحد لتكفير من يختلف معهم
  • إطلاق سراح عدد من الموقوفين الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة بمنطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا
  • بسبب خلاف سياسي.. الجيش يقتحم مقر نادي مازيمبي الكونغولي
  • الحرب والتعديل والوزاري الكيزان غيّروا القشرة.. واللب باقي زي ما هو!
  • العميد معربوني: اليمن يصوغ معادلة ردع جديدة تُربك أمريكا وتُدرَّس في معارك البحار
  • فان دايك ينافس صلاح على جائزة الدوري الإنجليزي.. هل يتعرض الأخير للظلم؟
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • كشف حقيقة إحباط الإمارات عملية تهريب سلاح غير مشروعة الى الجيش السوداني وقبض خلية تضم صلاح قوش
  • بعيو: العميد البطل “علي الرياني” أكرمه الله بأربع شهادات