سودانايل:
2024-09-15@06:16:46 GMT

الأثر العميق لسلوك القطيع على مايحدث بالسودان

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

عادل محجوب على

adelmhjoubali49@gmail.com

• يبدو جليا لكل ذو بصر وبصيرة الأثر العميق لما يعرف بسلوك القطيع على حركتنا السياسية وحياتنا الاجتماعية ونشاطنا الإقتصادى والتداعيات السالبة الناتجة عنه على مجمل قطاعات وعصب الوطن .
• والقطيع هو مجموعة حيوانات مثل الأغنام و الأبقار ،يتسم سلوكها بالتبعية للراعى ، ولبعضها البعض ، ويسمى اصطلاحا ميل الأشخاص إلى التفكير والتصرف بطرق تتوافق مع الآخرين في المجموعة وليس كأفراد بسلوك القطيع .


• يقول :- عالم الأحياء هاملتون ،فى مقال بعنوان «هندسة القطيع الأناني» أن كل عضو في مجموعة ما (كما في قطيع من الحيوانات) يخدم نفسه بالدرجة الأولى حيث يقلل الخطر عن نفسه بالدخول مع الجماعة والتطبع بسلوكها .
• و هكذا يظهر القطيع بمظهر الوحدة الواحدة وهو في حقيقة الأمر جزئيات لمصالح الأفراد حسب تقدير أدمغتهم الواهنة بفعل عاطفة الخوف أو الطمع و المستغلة للوصول لأهداف الراعى أو رأس القطيع .
• ويقول الدارسون لهذا السلوك إنك عبر القطيع ، تخرج من وعاء نفسك الفارغ ، إلى صورة تفجر حياتك ، بفرح لا محدود ،عندما تصير جزء من كل ، عبر ردود أفعال تتميز بالغريزة ،التى توجد سلوك القطيع فى دواخلنا ، وكجزء من استراتيجيتنا للبقاء عندما نحارب وعند ما نبنى سلام .
• و يُصعِّب تأثير القطيع العميق فينا كأفراد ينتمون إلى مجموعة إستخدام عقولنا بشكل تأملى يخرجنا من المآزق الكثيرة التى سودت حياتنا السياسية والإجتماعية بالسودان ولاتزال تتعملق .
• وقد لاتقل مآسى متابعة القطيع السياسى بالسودان عن قصة خرفان بانورج المشهوره فى الأدب الفرنسى والتى أودى طمع صاحبها تاجر الأغنام الجشع دندونو بأن يسقطه سلوك القطيع ومكر خصمه بانورج من ظهر السفينة إلى البحر ممسكا بآخر خروف سقط تابعا لكل خرفانه التى سقطت للبحر تبعا لرأس القطيع الذى أشتراه منه بسعر مغر بانورج ورماه متعمدا فى البحر لإحداث الفجيعة .
مستقلا غباء سلوك القطيع، و طمع صاحبه .
•يقول الخبير الاقتصادى ميشيل باديلى فى كتابه المقلدون والمتناقضون ٢٠٠٨ نحنا نتقاسم مع الحيوانات الأخرى تشكيلة واسعة من الاندفاعات القطيعية فى تصرفاتنا
• وتواجه الإبتعاد عن القطيع تحديات تحتاج لقدرة كبيرة على مواجهة الضغوط الاجتماعية و الفهلوة السياسية واتجاهاتها الخبيثة التى تعمل على تدوير المعرفة التى يعتنق القطيع بها ويصنع منها شعارات وهتافات هلامية يطوقها بهالات تجلعها فى مقام المقدسات الدينية والوطنية .
• حيث تجعلها بكل نفاق وخبث كأنها لاصق يحافظ على هوية الوطن الثقافية ومعتقداته الدينية مستغلين وجود سلوك القطيع فى أعماقنا الغربزية .
•فالأفراد عندما يتجمعون فى حشد من البشر يشعرون أن قواهم تتضاعف،و
ويرتفع لديهم نطاق منطقة اللوزة الدماغية التى يقول العلماء أنها تشارك في إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية، المرتبطة بالخوف والقلق وهي تلعب دوراً فعالاً في إدراك التهديد وتقييم التفاعلات الاجتماعية. ولها أهمية مركزية في تنظيم الاستجابات العاطفية وتوجيه التعلم ، ويبدو أن نطاق لوزة شعبنا الدماغية الفطرية كبير بالقدر الذى يسهل لغوغاء العاطفة أن تقود الوطن فى كثير من المنحنيات لمدارك الهلاك .
•ونحنا كلنا نشاهد سريان روح القطيع السمجة فى كثير من الكتابات المطبوخة بمصانع علف القطيع بالسودان والتى انتشرت بالوسائط مثل النبت الشيطانى والتعليقات اللزجة التى تضخ روح الكراهية فى جسد المجتمع فقد تجد أشخاص كانوا قمة فى التهذيب قادرين على التعبير بابشع التعليقات ، فروح القطيع تغرس فى الأعمال الإجرامية احساس عدم المسؤولية.
• لذا تتمتع الطوائف والعصابات بروج جذب تمثل رابط ذو مغذى مع القطيع لبعض الأفراد وكأنها مادة علاجية ،شديدة السمية ،لا يحصل عليها من العائلة أو من مجتمع العمل حيث يجد نفسه كجزء من شى خطير أفضل من وجوده الفقير ،حسب تصور عقله الغرير .
• المصيبة الكبرى أن تداعيات صناعة الرأى العام المبنى على الأوهام القطيعية بالسودان تقود الوطن الآن نحو حتفه مثل خرفان بانورج و الاغلبية لا يبالون أو هم فى غيهم سادرون .
أخرج من قوقعة الذات
المصلوبة على ترهات الأكذوبة
و تفاهات متاهات الشر المنصوبة
على طرقات
مسار قطيع أخطر
لرحاب العقل الأقدر
لاجل عيون الوطن الأنضر  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: مقتل وإصابة أكثر من 30 طفلا في قصف طال مناطق مدنية في سنار بالسودان

قال ممثل منظمة اليونيسف في السودان، شيلدون يت إن موجة الفظائع التي أُطلِقت على أطفال السودان يجب أن تتوقف، وإن العنف ضد الأطفال والهجمات التي تستهدف البنية التحتية يجب أن تنتهي.

وفي بيان أصدره اليوم الأربعاء، أشار المسؤول الأممي إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع أفادت التقارير بمقتل أو إصابة ما لا يقل عن 30 طفلا عندما سقطت عدة قذائف على مدينة سنار في السودان.

وقال يت: "تستمر هذه الهجمات المروعة في التسبب في أذى ومعاناة كبيرين للأطفال، فضلا عن الأضرار والدمار واسع النطاق للبنية التحتية الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال".

وأوضح أنه في العام الماضي، كانت الأسلحة المتفجرة مسؤولة عن أكثر من نصف جميع الحالات التي قُتل أو جُرح فيها أطفال في السودان، كما وثقتها الأمم المتحدة.

وجدد دعوة الـيونيسف لجميع الأطراف للامتثال إلى التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية الأطفال.

وقال إنه في عام 2023، شهد السودان أعلى عدد من الانتهاكات الجسيمة التي تم التحقق منها ضد الأطفال منذ أكثر من عقد من الزمان، وإن التقديرات تشير إلى أن 72 في المائة من الانتهاكات شملت قتل وتشويه الأطفال، يلي ذلك تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة والعنف الجنسي.

وأفاد بأنه في عام 2024، تستمر الأمم المتحدة في تلقي معلومات عن عدد صادم من الأطفال الذين قُتلوا وشوهوا بسبب القصف الجوي العنيف واستخدام المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة.

وأضاف: "تحملت الفتيات عبئا ثقيلا بشكل خاص، حيث واجهن مخاطر مرعبة على سلامتهن، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي".  

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 500 سلة غذائية في محلية دنقلا بالسودان
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات
  • حريق مصنع قطنيات في عمّان
  • خطر وجودي يهدد سوق الأسهم البريطاني بسبب العفن العميق
  • استشاري تعديل سلوك: ألعاب العنف خطر على الأطفال
  • استشاري تعديل سلوك: ألعاب العنف خطر على الأطفال.. تأثيرها سلبي
  • استشاري تعديل سلوك: استثمار وقت الأطفال يقلل من إدمانهم للإنترنت
  • تحت شعار "الأثر المناخي وبرامج التأقلم" .. المملكة تحتفي باليوم العربي للأرصاد الجوية
  • اليونيسف: مقتل وإصابة أكثر من 30 طفلا في قصف طال مناطق مدنية في سنار بالسودان
  • اليونسيف: مقتل وإصابة 30 طفلًا في قصف طال مدنية سنار بالسودان