الجزيرة:
2025-04-24@13:28:35 GMT

مستشفى الشفاء يفتح ذراعيه مجددا لاستقبال مرضاه

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

مستشفى الشفاء يفتح ذراعيه مجددا لاستقبال مرضاه

غزة- من بعيد وقبل الوصول، ترى علما فلسطينيا ممزقا ينتصب فوق مجمع الشفاء المتفحّم، يرفرف رغم حالته التي يرثى لها، يحاكي في ذلك ما يُقال عن قيامة الفلسطيني ووقوفه رغم كل الندوب التي تنزف فيه ومنه.

تقترب أكثر، تجد مبنى واحدا أبيض كبقعة نظيفة في ثوب أسود، تدلف إلى بوابته المكتوب عليها بخط عريض "قسم الاستقبال والطوارئ".

إلى الداخل قليلا، يتجمع العشرات من ممثلي وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الطبية والإغاثية، لإزاحة الستار عن حكاية جديدة تعلن "أن الشفاء فتح ذراعيه -مجددا- لاستقبال مرضاه".

العلم الفلسطيني لا يزال ينتصب فوق قسم الطوارئ الذي تم افتتاحه في مجمع الشفاء (الجزيرة) تحدٍ

بالمقص يقطعون العهد أمام عدسات الكاميرات بالمواصلة حتى النّفس الأخير، ويقصون شريطا أحمر بلون المذبحة التي أزهقت أرواح مئات الشهداء بين جنباته.

إنه ليس افتتاحا عاديا في ظروف عادية، إنه تحدٍ في ظروف استثنائية، يتحدث فيه المدير العام لوزارة الصحة الدكتور منير البرش أمام الوافدين قائلا: "أرادت إسرائيل تدمير المجمع، وأردنا إعادة بنائه، وكلما هدموه سنعمره". يصفّق الحضور، لا غرابة ولا ابتذال، فهو فعلٌ يراه الجميع هنا انتصارا هزم إرادة إسرائيل.

حفل افتتاح قسم الطوارئ بمجمع الشفاء بغزة (الجزيرة)

يقول البرش في كلمة ألقاها -في أثناء الافتتاح- "واصلنا العمل ليلا نهارا، لم نكل ولم نتعب، لنصل إلى هذا اليوم العظيم"، اليوم الذي يعلن فيه مجمع الشفاء استعداده وجهوزية طواقمه لاستقبال الجرحى والحالات المرضية، في أكبر قسم للاستقبال والطوارئ في قطاع غزة.

وأضاف أن وزارة الصحة تعمل على 20 مشروعا لترميم المشافي التي طالتها "يد البطش الإسرائيلي". وأكد -للجزيرة نت- أن ترميم 11 مبنى متبقيا هي "مسألة وقت فقط".

لمدة 5 أشهر منذ لحظة الانسحاب الأخير لقوات الاحتلال بعد الهجوم العسكري الذي أخرج فيه مجمع الشفاء عن الخدمة الطبية في الأول من أبريل/نيسان الماضي، وحتى يوم الافتتاح، جرى العمل على قدم وساق من أجل بعثه من جديد ولو بشكل جزئي.

قسم الطوارئ الجديد يضم 70 سريرا للجرحى و المرضى (الجزيرة) حاجة ملحة

من ناحيته، يوضح مدير التمريض جاد الله الشافعي، للجزيرة نت، أنهم اختاروا مبنى العيادات الخارجية ليفتتحوا فيه قسم الإسعاف والطوارئ، بناء على توصية الكوادر الهندسية بصفته المكان الأقل تضررا والأسرع للتأهيل والأقل تكلفة.

كما أكد أن إعادة افتتاح القسم جاءت بناء على حاجة ملحة، وهي عدم قدرة المستشفى الأهلي العربي المعمداني والمستشفيات العاملة على استقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى والإصابات وتحمل العبء وحدها.

في الداخل، يوجد 70 سريرا للجرحى أو المرضى، وفيه غرفتان للعمليات الطارئة، و10 أسرّة للعناية المكثفة. وخلال الافتتاح، كان العاملون يثبّتون لوحات زرقاء على الأبواب لتعريف الغرف والأقسام: غرفة للكسور والجبس وأخرى لقطب الجروح، وهذه لتصوير الأشعة، وهذا مختبر واسع.

ورغم أن الحرب لم تحط أوزارها وأن الخطر لا يزال يحدق بكل ما يضخ الحياة لشريان غزة، فإن الأطباء يرون أنهم يؤدون واجبهم الإنساني، وأن الخطر لن يحول بينهم وبينه أداء هذا الواجب، كما يُجمعون.

كما يعد الغزيون مجمع الشفاء أيقونة تاريخية، وعصبا للمنظومة الصحية في غزة، لذا يرون إعادة ترميمه -بعد "التدمير الصادم"- ضرورة لا تراجع عنها.

جانب من قسم الطوارئ الذي تم تجهيزه في مبنى العيادات الذي دمره الاحتلال (الجزيرة) مرحلة ثانية

وفي هذا السياق، أكد الوكيل المساعد في وزارة الصحة ماهر شامية، للجزيرة نت، أن توقف تقديم الخدمة الطبية في المجمع أودى بحياة المئات من الفلسطينيين الذين كان بالإمكان إنقاذهم لو بقيت الأقسام والأجهزة وتوفرت الإمكانيات، فضلا عن أنها دفعت كثيرا من أهالي منطقة شمال قطاع غزة للنزوح جنوبا للبحث عن خدمات صحية مفقودة في منطقتهم.

ووفق شامية، ستشمل المرحلة الثانية من الترميم مباني الجراحة والولادة والمختبر المركزي والباطنة، كما لفت إلى أنه سيتم تنظيف الساحات الخارجية لتهيئتها لاستقبال مستشفيات ميدانية، إن لزم الأمر.

ومن جهته، طالب البرش المؤسسات الدولية بتحمل مسؤوليتها والقيام بدورها المنوط بها في الحفاظ على الكوادر الطبية والمستشفيات وتحييدها عن الاستهداف في القطاع تماهيا مع اتفاقية جنيف الرابعة.

وأشار إلى أن أعداد الشهداء من طواقم القطاع الصحي وصلت إلى 890 شهيدا، أما المعتقلون فعددهم 320 أسيرا، وقد تم اعتقالهم من أماكن عملهم.

في ممرات الخروج من القسم، يلفتك كيف أن كل شيء زاهٍ ونظيف كأن قدم محتل لم تدنسه، وكأن حربا لم تمرّ عليه، ومحرقة لم تنشب فيه. أما في الخارج حين تتفحص الشوارع الأربعة المؤدية للمجمع الطبي، فيراود متأملها السؤال ذاته "كيف يصرّ الغزيون على انتزاع الحياة من رحم حلت عليه لعنة الموت؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مجمع الشفاء قسم الطوارئ

إقرأ أيضاً:

ميناء صلالة يستقبل سفن الحاويات الصديقة للبيئة

العُمانية: استقبل ميناء صلالة 5 سفن حاويات حديثة، ذات تقنية الدفع المزدوج باستخدام وقود الميثانول التابعة لأسطول شركة ميرسك، في خطوة تعكس تطور البنية الأساسية للميناء واستعداده لاستقبال أحدث أنواع السفن الصديقة للبيئة.

ويعد استقبال هذا النوع من السفن المتطورة على مدار الشهرين الماضيين دليلاً على جاهزية ميناء صلالة للتكيف مع التحولات المتسارعة في الصناعة البحرية خاصة فيما يتعلق بالمعايير البيئية وتخفيض الانبعاثات، كما تعكس الشراكة المستمرة بين الميناء وشركة ميرسك الدور المحوري الذي يلعبه ميناء صلالة في دعم سلاسل الإمداد المستدامة على المستويين الإقليمي والعالمي، مما يعزز من مكانته كونه مركزًا لوجستيًّا متقدمًا يواكب متطلبات الاستدامة البيئية الحديثة.

يذكر أن ميناء صلالة تم تخطيطه ليصبح مستدامًا وقابلًا للتوسع والنمو المستقبلي بما يتواءم مع تطوّر صناعة التجارة البحرية ودخول التكنولوجيا في العمليات التشغيلية، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي القريب من مسار خطوط الشحن العالمية التي تربط بين الشرق والغرب، مما جعله ضمن أفضل موانئ إعادة الشحن في العالم لاختصاره الزمن والمسافة وللتسهيلات التي يقدّمها لاستقبال سفن الحاويات.

مقالات مشابهة

  • الكرادلة وجنسياتهم.. نظرة داخل المجمع الذي سينتخب
  • رئيس أساقفة آسيا السابق: البابا فرنسيس جلب الشفاء للشعوب
  • الكابينت يجتمع مجددا غدا لبحث آلية إدخال المساعدات إلى غزة
  • الكرملين: روسيا تؤكد مجددا معارضتها نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا
  • ميناء صلالة يستقبل سفن الحاويات الصديقة للبيئة
  • سموتريتش يُهدّد مجددا بإسقاط حكومة نتنياهو
  • بالصور: تركيب محطة تحلية متنقلة بمجمع الشفاء الطبي في غزة
  • العسكريون المتقاعدون الى الشارع مجددا الخميس
  • سيغنال مجدداً.. الكشف عن فضيحة جديدة في واشنطن
  • إفادة رئيس الشاباك في إسرائيل تشعل الجدل مجددا مع نتنياهو