سودانايل:
2024-09-15@06:16:26 GMT

الحرب وتفاقم الصراع حول الموارد

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

بقلم : تاج السر عثمان
١
تستمر الآثار المدمرة للحرب في السودان من نزوح وانتهاكات لحقوق الانسان والمدنيين والنساء والاطفال، وتدمير البنيات التحتية، وتعطيل الصناعة والخدمات الصحية والتعليم، والزراعة مما يهدد بالمجاعة والمزيد من جرائم الحرب، اضافة إلى الآثار المدمرة للسيول والامطار، وما نتج عنها من تدمير للقرى، وانهيار سد اربعات في ولاية البحر الأحمر ، والآثار المدمرة لها في قري ومدن الولاية الشمالية.

، وولاية كسلا، وغرب دارفور الخ.
لايمكن تناول الحرب اللعينة الجارية في السودان بمعزل عن تفاقم الصراع بين المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب على الموارد في السودان، وصراع المحاور الذي يتمثل في : أمريكا وحلفائها ، روسيا، الصين، والإمارات، مصر وتركيا وايران التي بدأت تسليح الجيش، الخ، اضافة لدخول دول الجوار التي تنهب ايضا موارد السودان مثل: تشاد التي تتهمها حكومة البرهان بمساندة الدعم السريع مع الإمارات، اضافة لدخول بعض دول الجوار في حلبة الصراع مثل: اريتريا التي تساند بعض الحشود المسلحة في الشرق (للمزيد من التفاصيل:راجع مجلة أثر، الخميس ١١ أغسطس ٢٠٢٤) ، كما تأثرت دولة جنوب السودان بالحرب التي يعتمد اقتصادها على ٩٠ ٪ من تصدير النفط فقد عطلت الحرب تصديره عبر السودان، وأدي تدفق النفط الي تدهور اقتصاد الجنوب وتدهور العملة الخ،كما تأثرت مصر بالحرب مما أدي لتوقف صناعا تها التي تعتمد على المواد الخام من السودان وخسرت المليارات من الدولارات. الخ.
كما فشل مؤتمر جنيف الأخير في التوصل لوقف إطلاق النار، فقد اغلق غياب الجيش الباب أمام محاولات وقف إطلاق النار. وجاء حديث البرهان في مؤتمره الصحفي الأخير ليصب الزيت علي النار، برفض المشاركة في جنيف، ودعا لتكوين حكومة تكنوقراط مؤقتة، التي قابلها الدعم السريع بدعوة لتكوين حكومة في الخرطوم للحد من سلطة البرهان، مما يوضح خطورة تقسيم السودان بعد مؤتمر جنيف، بتكوين حكومتين، الأمر الذي يعيد التجربة الليبية.مما يتطلب وحدة السودانيين لحل مشاكلهم بأنفسهم لضمان عدم تفكيك البلاد، والضغط الجماهيري القاعدي لوقف الحرب.
رغم ماجاء في مؤتمر جنيف عن ضمان وصول المساعدات، الا أن وقف إطلاق النار هو الضمان لوصول الأغاثات للمتضررين.
٢
جاءت الحرب في ظروف اشتد فيها الصراع الدولي علي الموارد، والأزمة العامة للرأسمالية التي تفاقمت بعد فشل الاصلاحات لمواجهة أزمة الرأسمالية في العام 2008 /2009م، التي لم تكن جذرية، و بعد الحرب الروسية - الاوكرانية التي أدت لزعزعة النظام المالي والراسمالي العالمي، وحرب غزة التي تستهدف إبادة وتشريد الشعب الفلسطيني، ونهب موارد المنطقة وتفكيكها لدويلات لا حول لها ولاقوة على اساس عرقي وديني ، وتزايد قوة الصين اقتصاديا، حيث ارتفعت مساهمتها في الاقتصاد العالمي بنسبة 12% ، بينما انخفضت مساهمة أمريكا في الاقتصاد العالمي بنسبة 20%، اضافة الي أن تعليق روسيا المعاملات التجارية بالدولار سيؤدي الي استكمال حلقة تفكيك هيمنة الدولار.
كما تتفاقم الأزمات مثل: تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والمديونية العامة، و الاستقطاب الطبقي، وشدة استغلال العاملين وتشريدهم ، وارتفاع الأسعار والتضخم، والانفاق العسكري علي حساب خدمات الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي،وتفاقم الصراع بين اقطاب الرأسمالية" اليابان، الاتحاد الاوربي، الولايات المتحدة ، وصراعها مع الدول الرأسمالية أو الرأسمالية الدولية الصاعدة مثل : " الصين، روسيا، الهند ، جنوب افريقيا ، البرازيل،.الخ"، واحتدام حدة الصراع على الموارد في البلدان النامية ومنها السودان.
٣
هذا اضافة لنهوض الحركة المطلبية والجماهيرية ضد البطالة ، وبعد أزمة كورونا التي حصدت الالاف من المواطنين، وضد العنصرية، وإلابادة الجماعية للشعب الفلسطيني من اسرائيل المدعومة ماليا وعسكريا من الولايات المتحدة الأمريكية، وتنامي الأحزاب الثورية بمختلف منطلقاتها المطالبة بالضمان الاجتماعي والعدالة والدفاع عن البيئة ووقف سباق التسلح والحرب ، واحترام حقوق الانسان، وحقوق المرأة، وضد الاحتباس الحراري الذي يهدد كوكبنا، ودعم التعليم ، الصحة، الدواء، وضد الخصخصة وتشريد العاملين ، والاضرابات الواسعة لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والثقافية، فضلا عن تنامي دور الأحزاب الاشتراكية الشيوعية، وتنامي أحزاب اليسار كما في الانتخابات الفرنسية الأخيرة.
كما يتفاقم الصراع الايديولوجي لتغبيش وعي الكادحين مثل : أن الماركسية والشيوعية تجاوزها الزمن، واحلال الاحسان من قبل بعض منظمات المجتمع المدني الممولة من مراكز الرأسمالية محل النضال والإنتاج من أجل تحسين الأوضاع المعيشية والثقافية والمعيشية، و ضد نهب ثروات الشعوب الزراعية والمعدنية والحيوانية مقابل فتات وقروض لا تسمن ولا تغني من جوع، وتدمر تلك البلدان وانتاجها ، وتجعلها تابعة ومتوجهة للخارج ولاهته وراء البنك والصندوق الدوليين ومؤسسات التمويل الرأسمالية الأخري لاغرافها في المزيد من الديون َما يجعلها خاضعة وتابعة ، وطلبا للمعونات بدلا من من التوجه للداخل لدعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي.
لاشك أن التراكم النضالي للعاملين في مراكز الرأسمالية وبلدان التحرر الوطني أو البلدان النامية ، سوف يفضي الي ثورات أعمق من النهوض الجماهيري الواسع كما حدث في الربيع العربي وثورة ديسمبر في السودان التي مازالت جذوتها متقدة رغم محاولة طرفي الحرب اللعينة لتصفيتها، وثورات أمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة مثل: احتلو"وول استريت" وضد العنصرية بعد اغتيال المواطن الزنجي فلويد، وثورات وبورما وموجة الاضرابات الواسعة للطبقة العاملة في جميع البلدان الرأسمالية وغيرها، وحركات الشباب والنساء والطلاب والمزارعين المطالبة بتحسين اوضاعها ، والنهوض الجماهيري لوقف إبادة الشعب الفلسطيني. الخ، وهذا التراكم سوف يحدث اختراقا في أضعف حلقات الرأسمالية، ويقود لعودة الأشتراكية بعنفوان اقوي من الماضي بعد الاستفادة من دروس التجربة السابقة.
بالتالي، فان حرب السودان هي حلقة في سلسلة حروب المنطقة والعالم بهدف نهب الموارد الثروات في ظل اشتداد وتفاقم حدة الصراع بين أقطاب الرأسمالية في العالم. مما يتطلب اوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار

بورت سودان (السودان) "أ.ف.ب": وصلت تداعيات الحرب المدمرة في السودان المتواصلة منذ أكثر من 17 شهرا إلى المتاحف التي تتعرّض للنهب والقطع الأثرية التي تُعرض للبيع على الإنترنت، ما يثير قلقا لدى الباحثين والمنظمات الدولية.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أن "التهديد للثقافة (في السودان) وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في ظل ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة".

وقالت مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية إخلاص عبد اللطيف لوكالة فرانس برس "نعم تعرّض متحف السودان القومي لعملية نهب كبيرة".

وأضافت أنه تمّ رصد عبر الأقمار الصناعية "خروج شاحنات كبيرة محمّلة بكل القطع الأثرية المخزّنة في المتحف عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب".

وأشارت إلى أن هذه المسروقات تباع في المناطق الحدودية وخصوصا على الحدود مع جنوب السودان.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، لتنزلق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة".

ولم يتبين بعد حجم المسروقات أو قيمتها لصعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف الذي يقع في منطقة سيطرة الدعم السريع. وتقول عبد اللطيف إن مخازن المتحف القومي "تعتبر مستودعا رئيسيا لجميع آثار السودان".

وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.

ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء المتحف إنقاذ القطع الأثرية وبقايا بعض المعابد سواء من الحضارة النوبية أو المصرية القديمة من أن تغمر بالمياه في فترة بناء السدّ العالي في أسوان في جنوب مصر.

ولم يجب المتحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصال من وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر. ولكن في مايو، أكدت هذه القوات في بيان "حرصها على حماية آثار الشعب السوداني والحفاظ عليها".

خلال الأيام الماضية، تداول العديد من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي إعلانا نقلا عن موقع التجارة الإلكترونية "إي باي" لبيع قطعة تضم ثلاثة تماثيل على قاعدة واحدة (رجل وامرأة وطفل) وكُتب عليها أنها من القطع الأثرية المصرية القديمة معروضة للبيع بسعر 280 دولارا.

وندّد هؤلاء ببيع تراث السودان عبر الإنترنت، إلا أن أحد خبراء الآثار السودانية أكد لفرانس برس، وقد طلب عدم ذكر اسمه، أن "التمثال المعروض (على الانترنت) تقليد لقطعة موجودة بالمتحف".

إلا أنه أشار إلى أن هناك إعلانات لـ"قطع فخارية وذهبية ولوحات كانت موجودة بالمتحف" معروضة للبيع عبر الإنترنت.

وأَضاف "هناك مخاوف أنه إذا حاول سارقو المتحف تحريك التماثيل الضخمة قد تتعرض للدمار لأنها تحتاج إلى متخصصين".

ودعت اليونسكو السودانيين "من الجمهور والوسط الفني.. في المنطقة والعالم إلى الامتناع" عن الاتجار بالقطع الفنية السودانية.

في العام 2020، أغلقت الحكومة السودانية المتحف لصيانته وظلّ مغلقا إلى أن نجحت السلطات مطلع عام 2023 - وقبل ثلاثة أشهر من الحرب - في نقل تمثال الملك ترهاقا من مدخل المتحف إلى داخله بمساعدة فريق عمل إيطالي متخصّص.

وترهاقا هو خامس ملوك مملكة كوش كما كان يطلق على السودان قديما، وحكمها قبل حوالى 2700 عام.

ولكن لم يفتتح المتحف مجددا بسبب اندلاع المعارك.

في يونيو، تأكدت اليونسكو، بحسب بيان لها، "من تعرّض أكثر من عشرة متاحف ومراكز ثقافية ومؤسسات ذاكرة للنهب والتخريب" في السودان.

وحذّرت من ضياع "ذاكرة آلاف السنين من الحضارة والمعرفة والتقاليد الأصلية في البلد".

ولم يتوقّف نهب التراث عند المتحف القومي. وقالت عبد اللطيف إنه "تمّ نهب ممتلكات متحف نيالا في جنوب دارفور ومجموعاته المتحفية وحتى أدوات العرض".

كذلك أشارت إلى سرقة متحف الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان، وتدمير أجزاء من مبناه الذي يعود إلى حقبة الدولة المهدية في السودان قبل الاستقلال.

وأرجع الباحث في الآثار السودانية والمدير الأسبق لهيئة الآثار حسن حسين سبب السرقات إلى أنه "لا توجد حراسة للمتاحف والآثار السودانية بسبب الحرب".

وأطلق باحثون في الآثار حملة لاسترداد القطع الأثرية السودانية المنهوبة. وقال حسين إنه يسعى إلى تسليط الضوء على أزمة سرقة تاريخ السودان خلال مؤتمر سيعقد في مدينة مونستر الألمانية.

وقال "أوضاع الآثار السودانية في الوقت الراهن تشغل كل المهتمين بالتراث الإنساني".

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعلن عن مبادرة لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان
  • الإمارات تخصص 10.25 مليون دولار لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان
  • الجوع والمرض يحاصران آلاف السودانيين الفارين من الحرب إلى دولة الجنوب
  • الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار
  • رئيس الوزراء المجري: الصراع في أوكرانيا ليس حربنا
  • الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان
  • من أكبر مخططات العدو من الحرب فصل دارفور عن السودان
  • ترامب وهاريس.. من يستطيع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
  • عاجل| المالية: تفعيل ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة فور صدور اللائحة التنفيذية
  • منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتَجنّبُ (1-3)