تحرير الجيش من قبضه ونفوذ الاسلاميين يفتح مسارات التفاوض ويوقف الحرب
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
شريف يس
وسط المزيد من الترقب والحذر والتوقعات والمخاوف والتفاؤل ، وبعد 10 ايام من انعقاد الجلسات بغياب ومقاطعه الجيش وحضور الدعم السريع،انتهت اجتماعت جنيف دون تحقيق اختراق للأزمه ونتائج ملموسه، وفشلت في الوصول لوقف اطلاق النار، رغم الحضور الدولي والأفليمي البارز لقوي متنفذة من الوسطاء والمراقبين بقيادة الخارجيه الأمريكيه صاحبه المبادرة والتي تريد احداث انجاز بعد الفشل في اوكرانيا وغزة لدعم كامالا هاريس وكسب اصوات الأمريكان من الأصول الأفريقيه والتنافس مع الروس حول البحر الأحمر،والسعوديه وسويسرا كدول مضيفه،والأمم المتحدة والأتحاد الأفريقي ومصروالأمارات بصقه مراقب، حيث تم التركيز في المفاوضان علي الدعم الانساني وحمايه المدنيين ووقف الأعمال العدائيه ،الأمر الذي شكله صدمه وخيبه أمل بددت الأمال بانهاء القتل والنزوح واللجوء والتشريد والمعاناة المستمرة التي دمرت حياة السودانيين،والتسريبات تشير لحضور وفد بقيادة جراهام عبد القادر وزير الأعلام وبعض الضباط الي جنيف، التقوا بالوسطاء الأمريكان والسعوديين ، وكان انشغالهم منصبا علي العمليه السياسيه وترتيباتها دون التطرق لوقف العدائيات واطلاق النار بهدف اضاعه الوقت وخلط الأوراق،وقبل وصول الوفد عائدا من جنيف لبورتسودان أعلن عدم مشاركه الجيش قبل بدايه الاجتماعات، حيث فشلت الضغوط الدبلوماسيه واتصالات بلينكن بالبرهان، وحتي اجتماعات القاهرة لم تعقد بين خرق البروتكولات ورفض الصيغ الامريكيه،ولكن يبقي الاتفاق علي ايصال المساعدات الانسانيه عبر المعابر من خلال مسارين.
الحدود الغربيه عبر معبر أدري بتشاد وطريق الدبه بورتسودان، شندي سنار الخرطوم خاصه المناطق التي تعاني المجاعه والحصار،ربما تشكل ارضيه ممهدة لمقاربات وجولات وخطوات، اضافيه مستقبليه للتفاوض بانضمام الطرفين والانفتاح علي ذلك، بعد التأكيدات بان ما تم الاتفاق عليه يقوم علي البناء علي أعلان وبيان جدة والالتزام والامتثال عليه في وقف العدائيات والاعمال الانسانيه، وانشاء أليه لمراقبه التنفيذ وفق تصريحات بلينكن والمبعوث الأمريكي، لوضع حد للأزمه الحادة والأعمال العدوانيه،حيث تم الأعلان عن التحالف الدولي من أجل السلام وانقاذ الأرواح في السودان من الدول والهيئات المشاركه لتعزيز وقف الحرب، وتخفيف المعاناة واحلال السلام والاستقرار في السودان،دون وضوح دورة وأليات عمله وما يمكن ان يقدمه في هذا الاطار الحركه الاسلاميه وقيادة الجيش المختطفه ،اختارت خيار الحرب ومواصله القتال باعتبارة هدف اساسي ورئيسي لديهم، والخطاب التصعيدي حتي النها يه والحرب لمائه عام،الجيش يتهرب من العمليه التفاوضيه ولا توجد لديه ارادة ورغبه في انهاء القتال والوصل لحل سوداني سوداني، ويرضخ للضغوط المكثفه من الاسلاميين، ويتلقي تعليماته من علي كرتي وتحقق مع قادته الكبار سناء حمد، البرهان الذي قدمته الحركه الاسلاميه في 11أبريل2019 وعرقله المرحله الانتقاليه وانقلاب 25 أكتوبر2021،ينفذ ويتماهي بوضوح وجلاء مع سيطرة وهيمنه الاسلاميين علي اللجنه الأمنيه، وقرار القوات المسلحه ويمنعونه من الذهاب الي جنيف دون اكتراث للكارثه الانسانيه والمجاعه والعواقب والتبعات، وأعداد القتلي الذي يقارب 150وفقا لتقديرات مجله ايكونوميست البريطانيه، الاسلاميين مع استمرار الحرب للمحافظه علي السلطه والحكم والثروة والابقاء علي التمكين،وللهروب من العداله والمحاكمه والمساءله، ولديهم احلام بالعودة الكامله مجددا للسلطه لتصقيه واجهاض ووأد ثورة ديسمبر وهم ينظرون لعودة طالبان في افغانستان، رغم اختلاف الظروف والتباين في التجربه والسياق السياسي والتاريخي للبلدين، الجبش يناور ويراوغ ويزايد لانتزاع الاعتراف بحكومه الأمر الواقع،و لكسب الزمن وتحسين شروط التفاوض علي المستوي الميداني والعملياتي وامكانيه احدأث تطور عسكري مفاجي، لذلك الحيش يستخدم الطيران والمسيرات والبراميل المتفجرة والتي تحدث دمارا هائلا وسقوط القتلي والضحايا ةأغلبهمم من المدنيين، كما توجد اطراف قويه داخل الجيش من مجموعه الأسلاميين، رافضه للمبادرة الأمريكيه والدخول في عمليه تسويه سياسيه ،توقف الحرب التي اشعلوها ولم يستطيعوا من خلالها تعزيز اهدافهم، لذلك تعمل علي عرقله مساعي السلام وتعتبر الذهاب الي جنيف في ظل الوضع الميداني صفقه استسلام، وتستخدم الجوع والغذاء سلاحا في الحرب ضد المواطن السوداني، وتعول علي الأعلان عن الأسلحه النوعيه والمتقدمه، ووصول المسيرات والتزود بالأجهزة والمعدات والذخائر بدعم روسي وايراني وتركي وأطراف أخري، رغم الهزائم التي يتعرض لها وسيطرة الدعم السريع علي مايقارب من 70% من الأراضي، والذي يقوم بتجنيد المرتزقه من دول الساحل الأفريقي تشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطي.
مليشيا الجنجويد صناعه الحركه الأسلاميه والنظام البائد لديها سجل حافل في جرائم الحرب والأبادة الجماعيه والتطهير العرقي والفظائع في انتهاكات حقوق الانسان، في دار فور والمنطقتين والبشاعه والقتل والأغتصاب والترويع والنهب والسرقه الذي تمارسه في هذة الحرب عند اجتياح المدن والقري،، واستمرار الحرب تجد التأييد والدعم من قوي محليه وأقليميه ودوليه ،لخدمه اجندات المصالح للتكالب علي موارد وثروات السودان والموقع الجيوسياسي والمؤاني والصراع علي البحر الأحمر روسيا وامريكا وايران في ظل التوترات علي خلفيه حرب غزة والدور الحوثي، وامكانيه المواجهات العسكريه بين هذة القوي وحلفائهم،اللافت تصريحات توم بيرييلوبوجود قوي سلبيه تعرقل جهود وقف الحرب في السودان ،من خلال مجلس السيادة والاسلاميين وفلول النظام البائد،وعدم رغبه قوي التحالف في عودة الاسلاميين،وواشنطون لا ترغب بدور للأخوان والدعم السريع،والعمل علي تحقيق رغبه السودانيين في اعادة بتاء بلدهم واستعادة الحكم المدني وجيش وطني محترف، والتشديد علي أهميه وحدة وسيادة السودان واستقرارة،واشار برييلو الي ان السودانيين بدأوا يتحدثون عن استخدام الفصل السابع لوقف الحرب، مؤكدا أن الادارة الأمريكبه تقود بالفعل حهودا بذلك،هذة التصريحات يمكن ان تعتبر مقدمه للتلويح بالتهديدات التي تشمل العقوبات الدوليه وحظر الطيران، والأسلحه مما يؤدي الي مزيد من العزله الدوليه ،من خلال اللجوء الي فرض عقوبات صارمه اقتصاديه ودبلوماسيه ،وأدخال قوات دوليه لأغراض انسانيه للمراقبه وحمايه المدنيين من خلال الأمم المتحدة ،والاحاله الي محكمه الجنايات الدوليه للمتورطين،عدم قدرة الأطراف المتحاربه يزيد القلق بشأن احتمالات التدخل الأجنبي، مع تدهور الأوضاع في السودان ومشروع التقسيم وتفكك الدوليه والأنهيار وتداعياته علي الأمن الأقليمي والدولي، واستقرار المنطقه ودول الجوار وشبح الحرب الأهليه، كما حدث في سوريا وليبيا واليمن والصومال، من خلال استمرار الصراع والنزاع والحرب، وانقسام المجتمع الدولي حول السودان يجعل من الصعب التدخل تحت الفصل السابع، في ظل الفيتو الروسي الصيني داخل مجلس الأمن،لا يوجد حل للأزمه ومخاطبه جذورها من دون دور اساسي وفاعل للقوي السياسيه والمدنيه والمجتمعيه وقوي الثورة الحيه صاحبه المصلحه في الثورة والتغيير، ورفض الشراكه والتسويه وتقنيين العسكر والمليشيا في السلطه، ومكافأة مجرمي الحرب وافلاتهم من العداله،و بالتالي أعادة انتاج الأزمه، المطلوب اخراج الجيش والدعم السريع من العمليه السياسيه والنشاط الأقتصادي،وتأسيس جيش قومي مهني احتراقي، والحل من الداخل وبأيدي الشعب السوداني بالاعتماد علي فدراته وأمكانياته وطاقاته، وتعزيز قدراته شعبه وبناء كافه الاشكال والوسائل والأدوات لاستنهاض ارادة المقاومه والصمود ووحدة قوي الثورة حول رؤيه وبرنامج لوقف الحرب واسترداد الثورة والمسار المدني الديمقراطي
Shareefan@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
عود العُشر !!الارض تتململ تحت اقدام الجيش !!
مسار الواقع المتنامي فوق سطح احداث البلد ينبيء بمخاطر عظام، وقلة الفرص امام قيادة الجيش اصبحت تؤرق جفون منام الفكرة لديهم، عند استصحابهم ما يطلبه المجتمع الدولي الذي ينظر إلى المشكل السوداني من عدة مناحي اهمها ما يسقطه واقع الحرب على الامن والسلام الدولي الان ومستقبلاً !!
يا ترى ماذا يفعل الجيش، وفي البال الجمعي لاهل السودان حقائق صارت يقينية و مؤكدة مفادها ان الحركة الاسلامية بكتائبها لم تقاتل مع الجيش حباً في الوطن ، هذا ان احسن بعضهم الظن ولم يقل ان الحرب في الأصل هي حرب الحركة الاسلامية ، وان الجيش وجد نفسه متورطاً فيها !!
وان الحركات المسلحة المقاتلة مع الجيش لم تقاتل معه حباً في سواد عيون الوطن ، هي أيضاً تقاتل و عيونها تراقب كيكة السلطة .
لقد اصبح من المعلوم للكافة ان الحركات المسلحة لا هم لها بالوطن ومعاناة اهله لان الواقع اثبت بان الحركات المسلحة حرباً وسلماً لا ترى الوطن الا من خلال نصيبها في كيكة السلطة !!
ما يرشح الان من الواقع العملياتي وما يشاهده الناس باستغراب على مسرح الحرب، يؤكد على ما يتم تداوله مجتمعياً بأن هناك عمل يجري تحت طاولة التفاوض وبعيداً عن دائرة الاعلام برغبة من القائمين على امر هذا التفاوض !!
ولعل بوادر الاشياء التي تتمثل في ظهور اختراقات للجيش لبعض مواقع سيطرة الدعم السريع ( القيادة - المصفاة ) دون عمليات قتالية وبصورة دراماتيكية لم تخلف قتيلاً ولا مغانم ، ولم تفصح عن مآل جنود الدعم السريع الذين كانوا يتواجدون بهذه المواقع، تشير إلى صحة عمليات التسوية الاولية التي تقول بقسمة مناطق السيطرة على الوطن بين الجيش والدعم السريع ، وهذا يعني ان هناك سلام قادم بين الجيش بمسماه الحقيقي مع الدعم السريع ( الابن الرحمي ) للجيش !!
هذه الاتفاقية إذا تمت وأفضت إلى سلام فان السلام الذي يرعاه المجتمع الدولي لا مكان فيه بكل تاكيد للحركة الإسلامية !!
وهل تسكت كتائب الكيزان وان رغب شيخها المطلوب جنائيا لمحكمة الجنايات الدولية ( المجرم ) علي كرتي في السكات ؟!!
مقدمات التسوية تقول بأن الغرب بفاشر سلطانها ستكون من نصيب سيطرة الدعم السريع ، وهذا يعني باب خروج بلا عودة للحركات المسلحة من هناك !!
وهل تسكت الحركات المسلحة على ذلك وان ظل جبريل في المالية ومناوي حاكماً لإقليم دارفور وطمبور في احضان الصحفية ( الدينارية ) ؟!!
شجرة العُشر شجرة كريهة سامة دائمة الخضرة تقوم بكثرة في السودان ذات أوراق كبيرة ومخضرة ، لها افرع خشبية هشة ، وذات لحاء إسفنجي، كل اهل السودان يتحاشون هذه الشجرة ويكرهونها ولا يعلمون لها فائدة ويدركون انها سامة ، ويوصون صغارهم بالابتعاد عنها، أعوادها الخشبية الهشة كانت محل تندر بعض اهل السودان، حيث كانت اعواد شجرة العُشر مضرب امثال عندهم ومنها قولهم :
( عود العُشر إن قعدت عليه انحشر وان قمت منه انكسر ) !!
الحركة الاسلامية ، والحركات المسلحة أشجار عُشر كريهة وسامة، تمددت في جغرافيا الحرب برغبة مضطرة من قيادات الجيش ورغم انف كراهية اهل السودان ل ( شجرة العُشر ) !!
يا ترى هل يصمد الجيش جالساً او قائماً على آلام ( أشجار العُشر ) التي تمددت داخل أسواره ، ام ان هناك مخرج دامي آخر ينتظر اهل السودان، ويكون مطلوباً منهم فيه ان يشاركوا الجيش حالة القيام والجلوس على ( عود العُشر ) !!
نسال الله السلامة للوطن في (حله وترحاله ) ، نعم الوطن الان في حالة ( حل وترحال ) مجهولة المعالم بعد ان تدمرت بناه التحتية وقيمه ومثله الفوقية !!
جمال الصديق الامام
المحامي،،،،،،،،،،،
elseddig49@gmail.com