الاتفاق علي جنازة رمزية للشهيد قتيل معتقلات الحركة الاسلامية واعلان العصيان المدني من اجل اسقاط النظام القائم

محمد فضل علي . كندا

الذي حدث بالامس وعملية مقتل الشاب السوداني الامين محمد نور في احد معتقلات جهاز الامن والمخابرات السوداني يعتبر جريمة اغتيال سياسي وتصفية جسدية مكتملة الاركان استنادا الي تسريبات لتقرير طبي طبق الاصل كما وصفته الجهة الصادر عنها تمت صياغته باللغة الانجليزية
عن حقيقة ما حدث وتفاصيل الجريمة وصلت نسخ من هذا البيان الي عدد من منظمات حقوق الانسان الدولية ومفوضية حقوق الانسان في الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاوربي ووزارة الخارجية الامريكية رعية مفاوضات وقف اطلاق النار الاخيرة التي فشلت في تحقيق مراميها بسبب التصلب المتعمد من راس النظام الراهن الجنرال البرهان وتحديه الشعب السوداني والضمير الانساني باعلان مواصلة الحرب والقتال لمدة مائة عام .


هذا الحادث الاليم والمفجع يعتبر اضافة الي السجل المعروف لنظام الحركة الاسلامية طيلة زمن الرئيس المعزول والهارب من العدالة عمر البشير الذي استهل عهده بجريمة دق المسامير في دماغ الطبيب النقابي السوداني علي فضل بواسطة القيادي الاخواني والمحاضر السابق في جامعة الخرطوم الدكتور نافع علي نافع الذي تقول بعض شهادات السجناء في ذلك الوقت انه اشرف بنفسه علي تعذيب الدكتور علي فضل والتسبب في اغتياله .
حادث الاغتيال المشار اليه تتزامن مع لحظة تاريخية نادرة يمر بها السودان من المضاعفات الخطيرة للحرب السودانية الراهنة التي وصلت بالبلاد حتي هذه اللحظة الي مرحلة اقرب الي انهيار الدولة السودانية المترنحة .
من خلال رصد ردود الافعال الداخلية والخارجية الواسعة لعملية الاغتيال يتلاحظ اعلان جهات اقليمية ممثلة في تجمع شباب البني عامر والحباب العشيرة القبلية التي ينتمي اليها الشهيد القتيل الاغلاق التام لسوق مدينة كسلا اليوم الاحد احتجاجا علي عملية الاغتيال ولهم الحق بالطبع فيما ذهبوا اليه مع فائق الاحترام لاسرة الفقيد وذويه وعشيرته القبلية ولكن القضية هنا قضية قومية من الدرجة الاولي وكان من المفترض ان تتصدر القوي السياسية والاحزاب والنقابات والكيانات المهنية عملية الادانة واعلان المواقف انابة عن كل الامة السودانية التي اصبحت كلها في مركب واحدة اليوم .
ويتلاحظ ايضا انخفاض سقف المطالب وحصرها في ضرورة تسليم المتهمين بارتكاب الحادث الي جهة عدلية بعد رفع الحصانة عنهم وهو امر مؤسف يوكد عدم الاستفادة من الدروس القديمة عن مناورات الحركة الاسلامية والتفافها علي الاحداث واتباع تكتيكات مرحلية قمة في الخبث والمكر والدهاء في امتصاص غضب الناس وتهدئة الاوضاع بصورة مرحلية حتي اشعار اخر تضيع فيه ملامح القضية مع مرور الايام.
كما حدث في التعامل مع كل القضايا والملفات القانونية التي طرحت في مرحلة مابعد سقوط النظام ومع السابقة القانونية في التعامل مع قضية الشهيد احمد الخير بكل تفاصيلها المخادعة وصدور احكام الاعدام التكتيكية بتنسيق دقيق بين مؤسسات الحركة الاسلامية حتي انتهي الامر بتهريب الجناة ضمن عملية الهجوم الكبري علي سجن كوبر وبعض المعتقلات الاخري واطلاق سراح القتلة والمجرمين المطلوبين منهم للعدالة الدولية والعدالة السودانية .
يتلاحظ اليوم مسارعة مدير المخابرات السودانية وواحد من اخطر معاوني البرهان واذرعه القذرة الاخواني العريق الفريق ابراهيم مفضل باصدار بيان في هذا الصدد اكد فيه موافقته علي رفع الحصانة عن المتورطين في الحادث وتسليمهم الي الاجهزة العدلية في اطار مسرحية جديدة وطبق الاصل من كل ماحدث من قبل من مسرحيات وخداع وامتصاص الغضب ومحاصرة وحصر ردود الافعال المشروعة في الشارع السوداني علي مثل هذه الجرائم حتي اشعار اخر تنمحي فيه ملامح القضايا عندما تاتي احداث اخري تفرض نفسها و تغطي علي الاحداث القديمة .
من خلال متابعة ردود الافعال علي جريمة التعذيب والاغتيال المشار اليها يتلاحظ غياب قوات الدعم والسريع عن التعليق ربما لانها لاتريد جلب المتاعب اليها لانها متورطة في حادثة مشابهة بعد اغتيال الشاب السوداني بهاء نوري في احد معتقلات الدعم السريع بالعاصمة السودانية

ويتلاحظ ان بيان تنسيقية القوي الديمقراطية " تقدم "
حول هذه الجريمة قد اتسم بتحليل عميق وسليم لطبيعة ما حدث عندما اعاد العملية الي جذورها الحقيقية وربط بين وقف التعذيب وجرائم الاغتيال السياسي وبين ذهاب النظام وحكومة الحرب الغير شرعية القائمة في السودان .
وذهب حزب الامة القومي في نفس الاتجاة من خلال بيان شامل ادان فيه ماحدث وطالب فيه كل القوي السياسية والمهنية بموقف موحد في هذا الصدد .
وغاب حزب الحركة الاتحادية العريق عن التعامل مع هذه الحادثة ومع معظم الاحداث ومجريات الامور الراهنة الا من مبادرات وانطباعات شخصية تعبر عن افراد بعد ان تحول الحزب الاتحادي الي جذر معزولة عن بعضها البعض ولاتربط بينها رابطة تنظيمية موحدة .
ونتمني ان تحدث معجزة باستيقاط القوي الحزبية والنخبة السياسية والفكرية في السودان بمغادرة محطة العلاقات العامة واصدار بيانات الشجب والادانة واتخاذ من هذه الحادثة فرصة لرد اعتبار الامة السودانية وقيادة الشارع السوداني كما حدث من قبل في اكتوبر وابريل من خلال عمل قومي باقامة جنازة رمزية للشهيد الراحل داخل وخارج السودان واعلان العصيان المدني واقامة اذاعة تطوعية لمخاطبة الشعب السوداني والعالم والكشف عن ملابسات وتفاصيل ماحدث حتي لاتتكرر الحادثة مرة اخري وحتي لايلدغ الشعب السوداني للمرة المليون من جحر هذه المنظمة العقائدية والبوليسية الفاجرة

اغلب القوي السياسية والمنظمات المدنية التي ادانت الجريمة ركزت حتي اشعار اخر علي الفروع وتركت اصل القضية والجاني الحقيقي ممثل في قيادة الحركة الاسلامية التي تدير مؤسسات الدولة في السودان الراهن ومن بينها جهاز الامن والمخابرات .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الاسلامیة من خلال

إقرأ أيضاً:

منهم 400 طفل و29 امرأة.. أكثر من 9900 أسير فلسطيني يقبعون داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي

أفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية بأن أكثر من 9900 أسير فلسطيني يقبعون حاليًا داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرضون لصنوف متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي.

وأكدت الهيئة الفلسطينية في تقرير لها عشية يوم الأسير الفلسطيني أن 400 طفل و29 امرأة يقبعون داخل سجون الاحتلال، ومن بين الأسيرات أمهات وصحفية ومحامية، لافتة النظر إلى تصاعد أعداد الأسرى المرضى، الذين يتعرضون للحرمان من العلاج، مما فاقم من أوضاعهم الصحية.

مقالات مشابهة

  • الحرب السودانية ودور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
  • مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • تقرير تحليلي: اسقاط 4 طائرات MQ-9 في اسبوع .. «تحول جوي خطير»
  • فتح: قضية تحرير الأسرى في معتقلات الاحتلال أولوية وطنية لدى قيادة الحركة
  • رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يعلن ترشحه للانتخابات التشريعية المقبلة
  • العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
  • منهم 400 طفل و29 امرأة.. أكثر من 9900 أسير فلسطيني يقبعون داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي
  • إعلام عبري: حالة العصيان في صفوف الجيش الإسرائيلي أعمق مما يُعلن بكثير
  • زيارة تاريخية وأبعاد رمزية تستحق القراءة