من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وأنت بعيد
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
#وأنت_بعيد ..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 28 / 9 / 2015
أنا لا أكترث كثيراً «بروزنامات» الأرقام …فقلبي هو الوكيل المعتمد للشهور والأيام…لا يعنيني إن كتب على التقويم تشرين أو حزيران او #أيلول..فكل الأرقام مغلوطة عندي ، ما لم يدق قلبي على #ساعة_الفصول…
مقالات ذات صلة بعد تدميره بشكل كامل.. إعادة ترميم وافتتاح قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء / فيديو 2024/09/02
***
..عندما تغطى الشمس بغربالنا العتيق، ويسقط ريش اليمامات فجأة أثناء التحليق، عندما اشتم رائحة #الوقت_المبلول …عندما أسمع وقت الغروب صفير السهول، فقط أدرك أننا في أيلول ..
عندما تتدحرج آخر الليل ورقة تدريب «الكتابة»، وبعض مسائل الكسور العشرية وأنصاف الحلول…أدرك فقط أننا في أيلول ..عندما يُنسى فنجان القهوة على الشرفة ، وتصفق الأشجار خلسة خلف شباك الغرفة ، أدرك فقط أننا في أيلول…عندما يصبح الليل طويلاً كقطار،كل ساعة عربة ،وفي كل عربة 60 مقعداً مشغولاً بالانتظار ، أدرك فقط أننا في أيلول…عندما ينام الأطفال باكراً في أول السهرة، عندما يتأرجح على الحبل مريول طفلة ، وتثور الأشياء المهملة على غفلة ، أدرك فقط أننا في أيلول ..عندما أحسّ بالرشفة الأخيرة من الصيف..و امسح الدمعة الأولى من الشتاء..أدرك أنني أقف على باب #الغيمة التي تسافر على متنها الأشياء…
في أيلول تتكوم الجرائد الاسبوعية على مداخل البيوت المقفلة ،وتوضع فواتير الكهرباء واعلانات المطاعم بين شقوق الباب ، ترى لم كل هذا الحضور و أصحاب الدار في «غياب» ، في أيلول تبيت «بسكليتات «الأولاد في غرف الخزين ، وتنام الطائرات الورقية في مدارج الوقت الحزين ، في أيلول تحاول الياسمينة أن تخفي خُصل الشيب بالدالية ، تغفو ليلا على كتف البلكونة العالية ، و ما ان تهب زفرة ريح حتى تتساقط ثلجاً معطراً على الطرق الخالية…في أيلول ، يجري الرمان عملية قلب مفتوح ، يُخرج كل حَبّه وحُبّه للعصافير الجائعة ، ينزف عسلاً للدويريات الموجوعة بصوتها ،ويصبح جرس هداية للبلابل الضائعة …
**
وفي أيلول ،نطفىء غرفة أمي باكراً…نترك ضوءاً خافتاً كي يؤرق اللصوص والذاكرة..لكننا نكتشف أن كل ما فينا مطفأ ،ولا شيء مضاء غير مسبحتها الذاكرة…
وجه أمي، يا «غرينتش» العمر المقسوم بين حزين وسعيد…وجه أمي يا توقيتي الوحيد..لا أيلول عندي هذا العام…فكل الفصول أيلول..وأنت بعيد…
#63يوما
#اعيدوا_لنا_احمد
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#غزة_تباد
#الحرية_لكافة_المعتقلين
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وأنت بعيد أيلول الغيمة الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن غزة تباد
إقرأ أيضاً:
الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
حصريا على “تاق برس ” .. الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
ونجوت !! (2)
كان عددهم كبيرا… وجاري عماد – صاحب البيت المواجه – يقف في منتصف سياج البيت الحديدي المنبثة في أرجائه شجيرات ونباتات وزهور..
يقف ناظرا إليهم وهم يحاولون تسلق السياج بعد رفضه فتح بابه لهم..
وبعد قليل رأيت أضألهم جسما يتسلقه – كما القرد – من جهة نقطة ضعفه الوحيده وهي السبيل..
وسرعان ما نجح في ذلك . بخفة نسناس – ليفتح الباب لبقية زملائه من الوحوش..
وعند هذا الحد كففت عن التحديق عبر ثقب الباب وهرولت نحو الداخل..
فقد سمعت صياحا قريبا وصوت أحدهم يزمجر آمرا : أطرقوا جميع هذه الأبواب..
فأدركت – عندئذ – أن عددهم أكبر مما كنت أظن..
وأنهم يحاصرون غالب بيوت حينا لا منزل عماد وحده..
وعلمت من جارنا هذا – عند انقشاع الغمة – أنه نجا من القتل بأعجوبة..
القتل طعنا بالسونكي تجنبا لإطلاق أعيرة نارية؟..
كانوا يكثرون من تحذير بعضهم بعدم استخدام الرصاص بما أن الجيش وصل عند حدود منطقتنا
الشمالية..
وهم بقدر خشيتنا منهم يخشون الجيش ؛ وأكثر..
سيما – حسبما يتهامسون فيما بينهم كتائب البراء…ودوابي الليل…وقوات العمل الخاص..
ويفرون من أمامها – ومن جميع أفراد القوات النظامية – فرار الأرنب البري من كلاب الصيد السلوقية..
وينطبق على كل واحد منهم شطر بيت الشعر القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة..
نجا جاري -كما ذكرت – من الموت طعنا بالسونكي مرتين..
وعند محاولة طعنه للمرة الثالثة حدث شيء كان سببا في نجاته..
ونجاتي أنا – كذلك – بفضل الله..
وقبل أن أواصل قصتي أنا مع هؤلاء الوحوش أحاول التمهيد لذلك – تشبيها – بما خيم على
ذهني في تلكم اللحظات..
هل منكم من شاهد فيلم الرعب الأمريكي الشهير (الفزاعة)؟..
إن كان منكم من شاهده فلا يمكن أن ينسى عربة كائن الفزاعة المخيفة ؛ شكلا ، وصوتا ، ولونا..
وما يعنيني هنا الصوت ؛ فهو ما كان متاحا لي وأنا وراء الباب..
فقد دوى في فضاء حينا – فجأه – هدير عربة مرعب..
هدير لم أسمع له مثيلا إلا ذاك المنبعث من عربة كائن الفزاعة..
وتزامن صخبه مع قرع عنيف على بابي مصحوب بشتائم في غاية البذاءة.. ولا يمكنا أن تصدر إلا من بذيئين..
ثم أعقب ذلك قسم بقتلي – شر قتلة – فور اقتحامهم البيت..
وسمعت أحدهم يصرخ بغضب شديد : فلنقتلع
هذا الباب اللعين اقتلاعا بواسطة عربتنا..
وعربتهم هذه كان هدير محركها المرعب قد اقترب مني كثيرا..
فلم يخالجني أدنى شك في أنهم سيسحبون الباب إلى الخارج بها ، أو يدفعونه نحو الداخل بمؤخرتها..
وما من حل ثالث ؛ بما أن سلك (غوانتنامو) الشائك يحول دون تسلق الحائط..
وعربة كائن الفزاعة تهدر وكأن محركها محرك شاحنة ضخمة ، وإطاراتها إطارات مجنزرة عسكرية..
وازداد الطرق على الباب ضخبا مع تزايد ضجيج العربة..
وسمعت من يصرخ بأعلى صوته ليسمع في خضم هذا الصخب والضجيج : أين أنتم يا أولاد ال……..؟…لقد أخرجنا السيارة ؛ دعونا (نتخارج) سريعا..
فأدركت – لحظتها- أن عربة كائن الفزاعة كانت منشغلة بسحب عربة جارنا عمر..
وأنشغل بهذا الأمر أيضا كثير من الوحوش التي بالخارج..
فكان في فقد عمر لعربته نجاة لعماد ؛ ولشخصي..
من موت محقق !!