كلّاس: سنة رابعة حكومة بأمان الله
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
نشر وزير الشباب والرياضة جورج كلاس وجدانية لمناسبة دخول الحكومة سنتها الرابعة، جاء فيها: "سنة رابعة حكومة بأمان الله ..!
بيان افتراضي لحكومة واقعية، بعد مسيرة طويلة من معارج الورد و درجات الشوك و مطبَّات الخيْبةِ و باقات الأمل و لوحات الجمال التي كُنَّا نرسمها بأحلامنا ، و حكايات المجد التي كنا ننسجها من حلاوات الروح و نَزْفِيَّاتِ الجروح ليبقى عند اللبنانيين رجاءٌ بوطنٍ جديد.
مشهد أول منذ ثلاث سنوات، في العاشر من الشهر التاسع من سنة ألفين و إحدى و عشرين ، و على مواقيت الزمنين الشمسي و القمري ، أعلنت حكومة نجيب ميقاتي الثالثة ، و إنتظمنا بتشكيلة وفاقية منوّعة ممهورة بمرسوم جمهوري و ثقة مجلسية و أمال وطنية مرفقة بصلوات شعبية و إبتهالات دافئة ، أن تعاد الودائع و تستعاد الثقة و يعود كل لبنان الى كل لبنان . و كان شعار حكومتنا هو ( معاً للإنقاذ ) . تهيبنا الموقف ، صلينا الابانا ، قرأنا الفاتحة و توكلنا على الرب و عملنا من كل قلبنا و عقلنا لنرضي ضميرنا و نخدم الوطن و نخاف الله في كل ما فكرّنا و عملنا و أنجزنا و ما حاولنا فعله و ما لم نقدر على تحقيقه و ما عجزنا عن جمع التواقيع عليه .
بهمة الغيورين ، ثابرنا على الواجب بفخر أننا وزراء محظيون ، بالقرعة او بالبركة و دعاءات الأهل والاصدقاء و خضنا معاً ، إخوة و شركاء ثقة ( معمودية الحكم ) و تجربة السلطة في زمن إختلال الوزن ، في ظرف محكوم علينا فيه ان نركب بوسطة مصنفة أنقاضًا بالكاد تدبُّ دباً و تزحف زحفا و تسير دفشاً ، محركها معطوب دولابها مثقوب ، شبابيكها مخلعة ، مقاعدها مشلّعة ، سقفها مطعوج ، زجاجها مفجوج ، وقودها نافد ، زيتها محروق ، مكابحها فلتاننة ، مرآتها مسعورة ، مصابيحها مكسورة ، مقودها مكسّر ، كل ما فيها مخزق ، كل مَنْ فيها ممزق ، كتب الدهر عليها ( سارحة و الرب راعيها ، و حمى كلَّ مَنْ فيها ) ، قائدها صابر مثابر ، و ركابها ، مؤمنون بقضاء الله و قدره و بحرفية القبطان الذي يسيرُ بنجابةٍ على مواقيت الهدي و يقرأ حركة الافلاك و يهادن المطبات يحاذر الأفخاف، يمشي على ضوء القمر تجنباً للتهور و منعاً للتدهور !
اليوم في العاشر من ايلول سنة ألفين و اربع و عشرين ، ندخل رحاب السنة الرابعة حكومة ، و نحن نعرف متى دخلنا إلى جو المسؤولية ، و لا ندري متى نخرج من فردوسها الإفتراضي بأمان و سلام و رضى الله و الوالدين و الوطن .
ثلاثية سنوات من الخدمة ، كثرت فيها الولاءات و زادت الإعتراضات و إستولدت المعارضات ، و تلقينا فيها صدماتٍ و نخعاتٍ و دَلْعاتٍ و مزايداتٍ و إستعراضاتٍ و تفنن البعض بإمساك العصا من نصفها مرة و من طرفيها مرات ، متفننين غب الطلب بإتقان ممارسة الحكم من الداخل و المعارضة من الخارج و إتخاذ وضعية الحياد الوقتي و المسايرة الظرفية ، كأبشع ما يكون عليه نظام مشاركة بحكومة .
مشهد ثان
قدرنا ان نكون حكومة تعمل بنصاب ثلثيها على الطاولة ، و بكامل تكوينها خارج السراي تقطعها زيارات على القطعة ، و بنود مورَّدة بتوقيع وزير ، يريد إقرارها للصالح العام ، و نتلقى طعناتِ مزايدين غيورين على إنتخاب رئيس و كأن الوزراء ينتخبون و كأنهم هم المعرقلون ..!
معا تحمَّلنا النقد و الإنتقاد و التجريح و صبرنا و تناسينا التهجُّماتِ الإستفزازية ، و تجنَّبنا الإنزلاقات الى مهاوي الخلافاتِ الموظَّفة و الإستثماراتِ النزاعية للأزمات ، و أصرَّينا ان نبقى حكومة ( معاً للإنقاذ ) خارج الشروط و الرهانات ، لأننا اردنا و قررنا و إرتضينا العمل باللحم الحي و حتى آخر نقطة زيت في سراجنا ، ليبقى للبنانيين أمل بالنجاة في صراع العيش ، و أن نُقنعهم انهم مواطنون و ليسوا ضحايا.
نعم قبلنا بفخر ان نكون و نبقى ( معاً للإنقاذ ) في شراكة متساوية بتحمّل المسؤوليات من دون النظر الى تفاوت في نوعية ودور و سيادية أيِّ وزارة ، لأننا نعتبر اننا واحد ، نصرٍّف الأزمات و لا نتصرف بالوطن ..!
مشهد ثالث
معاً للإنقاذ كُنَّا و معاً للإنقاذ قررنا ان نستمر ، و معاً للإنقاذ نتضامن و نتكافل و نتعاضد و نناضل من اجل أن يبقى لبنان الاصيل لا البديل .
لكني اعترف جهراً ان شعار (معاً للإنقاذ) معرّض للتهاوي و التداعي ، بعد ان شعرتُ شخصياً انه مطلوب مناً ان نكون ( معاً للإنقاذ) في ازمنة موسمية فقط ، و انه في كثير من الامور المفصلية يتحول هذا الشعار الى ( إعلان ) تسويقي لا اكثر او انه عنوان باهِت لمرحلة ظرفية تمرر فيها فذلكات و تذاكيات كثيرات .بمعنى انني اعي ان بعض المواقف يتم تسويقها او اتخاذها بالمُفرَّق لا بالتوافق و لا بالإجماع و لا حتى عن طريق العلم و الخبر على الاقل. كنت اعتقد اننا جزيرة او واحة إنقاذية ، لكنني بت اشعر اننا أرخبيل من الجزر ، بعيدة عن البرّ و غريبة عن البحر ، لا أنس فيها و لا جن و لا كلأ و لا طير و لا حيوان و لا شجر و لا حتى ماء ، بل مشاعات غير ممسوحة و أوقاف منذورة لأولياء لم يأتوا بعد إ
سدال الستارة
قدرنا طوعاً في حكومة معا للإنقاذ ، أننا موجودون لا لنمارس السلطة بل لنؤدي خدمة للناس على قدر ما حبانا الله من صبر ، متهيببن الشغور ،، خائفين من الفراغ ان يطول ، مقدمين الشعب مساحة حرية هي ان يفشوا خلقهم بنا و ينتقدونا غب الطلب و يلومونا و يعتبون علينا كل وقت ، كدفعة على الحساب من موجبات التشاركية الطوعية في حكومة ارادت ان تنقذ وطناً ، بكل طيبة خاطر و نقاوة قلب و صفاء ضمير ، و البند الاول من بيانها الوجداني هو
أن لا يشكونا احد الى الله .
تعلَمنا و نعلِّم ، المخرج المسرحي الماهر عليه أن ان يعرف متى يسدل الستارة ، قبل ان يتمنى الجمهور إسدالها ، و إلّا سقط العمل المسرحي و قُضي على المُخْرِج و فشل الممثلون .
مشكلة الديمقراطية ، ان اكثرية تتحكم ، لا هي تحكم و لا تترك غيرها يحكم ..!
فبعض يقول ويفعل ، وهذا محمود.
وبعض يفعل ولا ُيقول، و هذا أَحمَد.
وبعض لا يفعل ويقول ، و هذا بغيض".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غانتس: نحن على حافة الانتقال من حرب واجهنا فيها الأعداء إلى “حرب أهلية”
#سواليف
حمّل رئيس “معسكر الدولة” الإسرائيلي، وعضو مجلس الحرب المُستقيل، بني #غانتس، مسؤولية ما حصل في العام 2023، لرئيس حكومة #الاحتلال، بنيامين #نتنياهو، قائلاً: “أنت تعرف كيف وصلنا إلى هناك وممنوع عليك أن تسمح لياريف ليفين وبن غفير أن يفعلا هذا الهراء في مجال الانقلاب القضائي”.
وحذّر بني غانتس في مقابلة مع “القناة 12″ الإسرائيلية من ” #حرب_أهلية_إسرائيلية قد تحصل”، مشيراً إلى أنّه “نحن على حافة الانتقال من حرب واجهنا فيها أعداء إسرائيل إلى حرب أهلية”.
وكان غانتس قد قال يوم الجمعة، إنّه “لم نذهب إلى حرب البقاء لنعود إلى الانقسام الداخلي”، متابعاً: “إذا عدتم بهذا الشكل فإن الكارثة المقبلة هي مجرّد مسألة وقت”.
مقالات ذات صلة وئام وهاب: كنت أنقل رسائل من إسرائيل إلى الأسد / فيديو 2024/12/16