زلزال سياسي في شرق ألمانيا.. فما القصة؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
"زلزال سياسي" هذا هو الوصف الذي استخدمته وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام ألمانية لوصف نتيجة الانتخابات الإقليمية التي جرت في ألمانيا أمس الأحد، والتي شهدت تقدما لافتا لأقصى اليمين، إذ حقق انتصارا بارزا زاد من إضعاف ائتلاف يسار الوسط الحاكم قبل عام من الانتخابات البرلمانية.
فقد تصدر حزب "البديل من أجل ألمانيا" نتائج الانتخابات في ولاية تورينغن الواقعة في شرق ألمانيا لتصبح هذه هي أول مرة يحسم فيها انتخابات محلية لصالحه منذ تأسيسه قبل 11 عاما.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد حصد البديل ما بين 31 و33% من أصوات الناخبين، مقارنة بنحو 23% حصل عليها في الانتخابات السابقة عام 2019.
وحصل الحزب المسيحي على نحو 24% من الأصوات يليه تحالف السياسية سارا فاغنكنشت الذي انشق عن تحالف اليسار، الذي اكتفى -بدوره- بنسبة 12% من الأصوات، في تراجع كبير عن الانتخابات السابقة التي حصد فيها 31% من أصوات الناخبين.
وجدير بالذكر أن مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) يصنف حزب البديل على أنه "حالة مؤكدة لمنظمة يمينية متطرفة"، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
نكسة للائتلاف الحاكموتعكس نتائج ولاية تورينغن تراجعا كبيرا لأحزاب الائتلاف الحاكم، وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقوده المستشار أولاف شولتس، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي)، إذ حصل الأول على نحو 6.5% والثاني على نحو 3.8% والثالث على 1.2% فقط، علما أن الدخول إلى البرلمان الإقليمي يقتضي حصول الحزب على 5% من الأصوات.
ولم تختلف الحال كثيرا في ولاية سكسونيا، وهي الأخرى من ولايات ما كانت تعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية أو ألمانيا الشرقية، فرغم أن اليمين المتطرف لم يتصدر كما فعل في تورينغن، فإنه حل ثانيا بفارق ضئيل عن الحزب المسيحي الديمقراطي، بينما جاء تحالف سارا فاغنكنشت حديث التأسيس في المركز الثالث.
وحصل الحزب المسيحي، الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة المحلية في الولاية ميشائيل كريتشمر، على نحو 31.7% مقابل نحو 31.3% للبديل، ونحو 11.8% لتحالف سارا فاغنكنشت، في حين اكتفى حزب المستشار شولتس بنحو 8.1% والخضر بنحو 5.3%.
من جهتها، علقت وكالة الصحافة الفرنسية على نتائج الانتخابات، معتبرة أن أقصى اليمين برز بوصفه لاعبا رئيسيا، مقابل مزيد من الضعف لائتلاف يسار الوسط بزعامة أولاف شولتس قبل عام من الانتخابات البرلمانية.
أما مراسل الجزيرة، فلفت إلى أن التراجع الملحوظ في شعبية الائتلاف الحاكم يعود إلى الخلافات الداخلية والاتهامات الموجهة له بسوء إدارة ملف اللجوء، فضلا عن الدعم المتواصل لأوكرانيا.
فقدت شرعيتهاوفي ردود الأفعال على النتائج، قال الرئيس المشارك لحزب البديل تينو كروبالا، إنه "لن تكون هناك سياسة من دون حزب البديل من أجل ألمانيا".
من جانبه، قال بيورن هوكه، زعيم الحزب في تورينغن وهو أحد أكثر شخصيات الحزب تطرفا، على حد وصف وكالة الصحافة الفرنسية، إنه "مستعد للتعاون"، لكن ليس هناك حزب آخر يريد التحالف معه.
ولفتت الوكالة ذاتها إلى أن الانتخابات لم تشهد تقدم حزب البديل وحده، وإنما أيضا حزب "بي إس دبليو" الذي أسسته شخصية يسارية راديكالية هي سارا فاغنكنشت، والذي يعارض الهجرة، كما أنه يطالب بوقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
في المقابل، تعرضت أحزاب الائتلاف الحاكم لانتكاسة ثانية، بعدما تراجعت أيضا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت يونيو/حزيران الماضي أمام المعارضة المحافظة وأقصى اليمين.
وكان لافتا التعليق الذي أدلى به فولفغانغ كوبيكي، نائب زعيم الحزب الديمقراطي الحر، العضو بالائتلاف الحاكم، إذ اعتبر أن حكومة المستشار أولاف شولتس قد فقدت شرعيتها في ضوء النتائج السيئة في اثنتين من الولايات خلال الانتخابات التي جرت الأحد.
وحسب النتائج الأولية، فلن يكون بمقدور الحزب الديمقراطي الحر الحصول على أي مقاعد في برلمانَي تورينغن وساكسونيا بالنظر إلى أنه لم يحصل إلا على نحو 1% من الأصوات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الأصوات حزب البدیل على نحو
إقرأ أيضاً:
سكوب. زلزال بقطاع الإتصالات بطرد أحيزون الذي كبد إتصالات المغرب 650 مليار غرامة وحبيبة لقلالش مرشحة لرئاسة شركة إنوي
زنقة 20. الرباط
يشهد قطاع الإتصالات بالمملكة زلزالاً مدوياً بطرد عبد السلام أحيزون الذي عمر لأزيد من ربع قرن، على رأس شركة إتصالات المغرب ليقودها إلى الهاوية بأثقل حكم قضائي في التاريخ تجاوز 650 مليار سنتيم غرامة، قبل أن تنتقل الإرتدادات إلى شركة إنوي الفاعل الثاني للإتصالات بالمملكة.
مصادر جريدة Rue20 كشفت بأن حبيبة لقلالش مديرة المطارات السابقة، مرشحة بقوة لتولي منصب رئيسة الشركة خلفاً لعز الدين المنتصر بالله، الذي عين بشكل مؤقت على رأس شركة “وانا”، الهولدينغ المالك لعلامة “إنوي”، خلفاً لنادية فاسي الفهري.
ويرى متابعون أن هذه التغييرات الجذرية الواسعة على رأس شركتين تستحوذان على أكثر من 80% من الخدمات الإتصالاتية بالمغرب، مرده إلى تأخر إدارة الشركتين على تنفيذ أجندة تطوير الخدمات المرافقة لإلتزامات المغرب لتنظيم مونديال 2030، خاصة الإنتقال السريع لخدمات 5G وكذا تطوير صبيب البصريات لخدمات الأنترنت الذي يظل من بين الأضعف في أفريقيا والأغلى إقليمياً.
جدير بالذكر، أن حبيبة لقلالش كانت قد أعفيت من منصبها كمديرة للمطارات قبل قرابة سنة واحدة، وهو نفس المصير الذي سبق أن لقيه المنتصر بالله رئيس شركة “إنوي” حيث تم إعفاؤه بدوره من منصبه على رأس الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في أكتوبر من سنة 2016.
و حبيبة لقلالش حاصلة على دبلوم في تخصص X-Télécom من باريس , وعلى دبلوم , DEA في الإلكترونيات البصرية , وشغلت منصب المديرة العامة بالنيابة لشركة الخطوط الملكية المغربية ” لارام” , و مديرة عامة سابقة للمكتب الوطني للمطارات .