البنوك الرقمية: الطريق لتعزيز الشمول المالي في مصر والعالم
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا بعنوان «بنوك النيو: الطريق لتعزيز الشمول المالي»، والذي يتناول موضوع البنوك الرقمية من جوانب متعددة، بدءًا من تعريفها ونشأتها وصولًا إلى تأثيرها على الشمول المالي ومستقبلها في مصر والعالم.
سنستعرض تفاصيل التقرير ونحلل دور البنوك الرقمية في تطوير القطاع المالي وكيف يمكن أن تسهم في تعزيز الشمول المالي.
البنوك الرقمية هي مؤسسات مالية تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتقديم الخدمات المصرفية، دون الحاجة إلى فروع مادية.
على عكس البنوك التقليدية، التي تعتمد على الفروع والموظفين لمعاملات العملاء، توفر البنوك الرقمية جميع خدماتها عبر الإنترنت أو تطبيقات الهاتف المحمول.
تشمل هذه الخدمات فتح الحسابات، تحويل الأموال، دفع الفواتير، وغيرها، مما يسهل الوصول إلى الخدمات المالية ويقلل من الحاجة للذهاب إلى الفروع.
نشأة وتطور البنوك الرقميةظهرت البنوك الرقمية لأول مرة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد الأزمة المالية العالمية التي شهدت تراجعًا حادًا في الثقة في النظام المصرفي التقليدي.
مع تزايد استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، بدأت البنوك الرقمية في الظهور كبديل فعال وسهل للمؤسسات المصرفية التقليدية.
التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، سلسلة الكتل (Blockchain)، وتحليل البيانات الكبرى (Big Data) ساعدت البنوك الرقمية على تحسين خدماتها وزيادة كفاءتها.
فقد تمكّن الذكاء الاصطناعي من أتمتة العديد من العمليات المصرفية، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على العمل اليدوي وخفض التكاليف.
أهمية البنوك الرقمية في تعزيز الشمول الماليالبنوك الرقمية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الشمول المالي، والذي يهدف إلى توفير خدمات مالية لكل أفراد المجتمع، بما في ذلك الفئات المهمشة.
تسهم البنوك الرقمية في تحقيق هذا الهدف من خلال:
تسهيل فتح الحسابات: تتيح البنوك الرقمية فتح حسابات مصرفية عن بُعد عبر الإنترنت، مما يسهل على الأفراد في المناطق النائية أو الذين لا تتوفر لهم فروع بنكية الوصول إلى الخدمات المالية.
تخفيض التكاليف: تقدم البنوك الرقمية حسابات دون رسوم أو برسوم منخفضة مقارنة بالبنوك التقليدية، مما يجعل الخدمات المالية أكثر تكلفة.
تقديم منتجات مالية مبتكرة: توفر البنوك الرقمية منتجات وخدمات مالية تتناسب مع احتياجات العملاء، مثل القروض الصغيرة وخدمات الادخار.
زيادة الوصول: يمكن لعملاء البنوك الرقمية إجراء المعاملات على مدار الساعة، دون الحاجة إلى الالتزام بساعات العمل التقليدية.
الآفاق المستقبلية لبنوك النيو عالميًاتشير التوقعات إلى أن سوق بنوك النيو، أو البنوك الرقمية بالكامل، سيواصل نموه بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة.
من المتوقع أن ترتفع قيمة المعاملات في سوق بنوك النيو العالمية من 6.37 تريليون دولار في 2024 إلى 10.44 تريليون دولار في 2028. كما يُتوقع أن يرتفع متوسط قيمة المعاملة لكل مستخدم من 21.11 ألف دولار في 2024 إلى 27.02 ألف دولار في 2028.
تساهم عدة عوامل في هذا النمو، بما في ذلك زيادة الطلب على الخدمات المصرفية الرقمية، التطوير المستمر للبنية التحتية للتكنولوجيا المالية، وتزايد التعاون بين بنوك النيو والمؤسسات المالية التقليدية.
تحديات تواجه البنوك الرقميةعلى الرغم من مزاياها، تواجه البنوك الرقمية تحديات كبيرة، تشمل:
الأمن السيبراني: تزايد التهديدات السيبرانية يتطلب من البنوك الرقمية الاستثمار بشكل كبير في تعزيز الأمان وحماية البيانات.
التحديات التنظيمية: تفرض القوانين واللوائح الصارمة على البنوك الرقمية لضمان حماية العملاء وتعزيز الاستقرار المالي.
الربحية: تحتاج البنوك الرقمية إلى تحقيق توازن بين تقديم خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة والحفاظ على ربحيتها.
عدم الاعتراف بالعلامة التجارية: تواجه البنوك الرقمية صعوبة في بناء سمعة قوية مقارنة بالبنوك التقليدية التي تمتلك تاريخًا طويلًا في السوق.
مستقبل البنوك الرقمية في مصرمصر تسعى بشكل متسارع نحو تحقيق الشمول المالي من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية في القطاع المصرفي. وفقًا للتقرير، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث ارتفعت نسبة الشمول المالي من 27.4% في عام 2016 إلى 70.7% في عام 2023.
هذا النمو يعكس نجاح السياسات الحكومية في دعم الشمول المالي وتحقيق النمو المستدام.
في يوليو 2023، أصدر البنك المركزي المصري «قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها»، التي تهدف إلى تنظيم وتسهيل إنشاء وتشغيل البنوك الرقمية في مصر.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول بنك رقمي في مصر، المسمى Onebank، في الربع الأخير من عام 2024 بعد الانتهاء من مرحلة الترخيص.
الاستراتيجيات المستقبلية لبنوك النيو في مصرتشير التوقعات إلى أن مستقبل بنوك النيو في مصر سيكون مشرقًا، بفضل التوجهات نحو الرقمنة والتطور التكنولوجي.
تعزز سياسات الدولة هذه الاتجاهات من خلال دعم الابتكار والشمول المالي.
من المتوقع أن تسهم بنوك النيو في تقديم خدمات مالية مبتكرة وبأسعار معقولة، مما يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البنوك الرقمية بنوك النيو الشمول المالي التحول الرقمي في البنوك التكنولوجيا المالية الابتكار في الخدمات المصرفية تعزیز الشمول المالی البنوک الرقمیة فی فی تعزیز دولار فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
جامعة حلوان تعلن إطلاق تطبيق إلكتروني لتعزيز الخدمات الرقمية
أعلنت جامعة حلوان برئاسة الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة عن إطلاق تطبيقها الذكي الجديد "تطبيق جامعة حلوان للطلاب"، الذي يهدف إلى تسهيل وصول الطلاب إلى مجموعة متكاملة من الخدمات الأكاديمية والمالية والإدارية عبر منصة إلكترونية موحدة، وذلك في خطوة جديدة نحو التحول الرقمي وتطوير الخدمات الجامعية.
ويأتي التطبيق في إطار رؤية الجامعة لتحديث البنية التكنولوجية من خلال مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالجامعة بقيادة الدكتور عمرو السيد مدير المركز، بهدف تقديم تجربة طلابية أكثر كفاءة وسلاسة، حيث يوفر تطبيق جامعة حلوان للطلاب بطاقة هوية رقمية للطالب تحتوي على رمز QR، تُستخدم للتحقق من الهوية والوصول إلى الخدمات الجامعية بسهولة.
كما يتيح التطبيق خدمات دفع إلكترونية تشمل دفع الفواتير، ورسوم المقررات الدراسية، والرسوم الجامعية، إلى جانب إمكانية عرض وتتبع جميع المعاملات المالية، وإصدار إيصالات رقمية تحتوي على تفاصيل دقيقة مثل رقم المعاملة، والتاريخ، واسم الخدمة، والمبلغ المدفوع، وطريقة الدفع، وحالة العملية.
وفي الجانب الأكاديمي، يوفر التطبيق للطلاب إمكانية عرض درجاتهم الأكاديمية، والمعدل الفصلي والتراكمي، وتفاصيل تقييمات المقررات، بالإضافة إلى الجداول الدراسية والمواعيد الأكاديمية.
ويضم التطبيق أيضًا قسمًا مخصصًا لمتابعة أخبار الجامعة وآخر المستجدات، مما يعزز التواصل بين الإدارة والطلاب، ويواكب التطورات داخل الحرم الجامعي.
ويُعد التطبيق خطوة استراتيجية ضمن خطة جامعة حلوان للتحول الرقمي، ويعكس التزامها بتوفير بيئة تعليمية متطورة تدعم الابتكار وتلبي احتياجات الطلاب في العصر الرقمي.