درب الآلام.. مسار رحلة المسيح من المحاكمة إلى الصلب
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
هو المسار الذي يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح سار فيه حاملا الصليب من مكان المحكمة التي حكمت عليه إلى مكان صلبه ودفنه. يُعرف أيضا بدرب الآلام وطريق الصليب وطريق الأحزان. وهو من أشهر المواقع الدينية المسيحية في القدس، ومن أكثر الأماكن التي يزورها الحجاج المسيحيون والسياح المهتمون بالثقافة والتاريخ.
يتكون هذا الطريق من 14 محطة، تجسد كل واحدة منها فصلا من معاناة المسيح، تبدأ من الحي الإسلامي، وتحديدا المدرسة العمرية قرب باب الغوانمة، أحد أبواب الحرم القدسي.
وفي ذلك المكان كان بيت الوالي الروماني بيلاطس، الذي حكم بصلبه بطلب من المجلس الأعلى لليهود، وينتهي طريق الآلام في كنيسة القيامة، حيث تم دفن المسيح حسب المعتقدات المسيحية.
وتوجد في غالبية محطات طريق الآلام كنائس بنيت بعد حملة إبراهيم محمد علي باشا إلى فلسطين في القرن التاسع عشر.
لا يجذب هذا الموقع الحجاج المسيحيين فقط، بل أيضا السياح من مختلف الديانات والمعتقدات الأخرى الراغبين في استكشاف تاريخ المكان وأهميته الثقافية والدينية.
وطريق الآلام ليس مكانا هادئا وتأمليا، بل يقع في منطقة مزدحمة في البلدة القديمة في القدس تغص بالمحلات التجارية والمطاعم والسياح.
سمي هذا المسار بطريق الآلام في إشارة إلى ما عاناه المسيح في الطريق بين مكان محاكمته ومكان وفاته (غيتي) سبب التسميةسمي هذا المسار بطريق الآلام في إشارة إلى الآلام التي عاناها السيد المسيح في الطريق بين مكان محاكمته ومكان وفاته، حيث تعرض للتعذيب والضرب والجلد والشتم انتهاء بالصلب.
وحسب الروايات المسيحية، فإنه سار مسافة كيلومتر تقريبا حاملا صليبا ارتفاع قائمه 4 أمتار و80 سنتمترا، أما عارضته فيتراوح طولها بين 2.3 و2.6 متر ووزنه يزيد عن 30 كيلوغراما.
التاريختقول بعض المصادر إن أول من استخدم كلمة "طريق الآلام" هو الراهب الفرنسيسكاني بونيفاس دو راغوزا في النصف الثاني من القرن السادس عشر، واعتبر ذلك تسمية لمسيرة تعبدية تعبر شوارع القدس.
بينما تشير مصادر أخرى إلى أن طقوس درب الآلام بدأت في القرن الثاني عشر الميلادي، وطورت في القرن الخامس عشر إلى شكلها الحالي، وتحديدا ما يعرف بالمراحل الـ14.
وبدأت هذه الطقوس في البداية في أوربا بعد الفترة الصليبية من أجل تعليم الأولاد الصغار المعاناة التي عاشها المسيح، والآلام التي تكبدها من أجل الإيمان والمؤمنين.
ويرجع أول استخدام لكلمة "محطات" -كما هو متداول للإشارة إلى مراحل مسار طريق الآلام- إلى الحاج الإنجليزي ويليام واي، الذي زار الأراضي المقدسة عام 1458 ثم عام 1462، ووصف الطريقة التي جرت بها العادة في ذلك الوقت على اتباع خطوات المسيح في رحلته المؤلمة.
وكان المسار في ذلك الوقت يبدأ من جبل الجلجثة حيث كنيسة القيامة، ثم يتواصل سيرا نحو بيت الوالي بيلاطس.
وفي الجزء الأول من القرن السادس عشر، أصبحت الطريقة الأكثر اتباعا لعبور الطريق، تبدأ من منزل بيلاطس وتنتهي عند جبل الجلجثة.
منذ عام 1880، تقود الجماعة الفرنسيسكانية صلاة درب الصليب في شوارع القدس، كل يوم جمعة (باستثناء فترة الإغلاق التي فرضت عامي 2020 و2021 بسبب وباء كورونا)، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الظهر.
ويشارك في هذه الصلاة سكان المدينة وزوارها والحجاج القادمون من الخارج، وتنظم حراسة الأراضي المقدسة للآباء الفرنسيسكان مسيرات على درب الآلام يحمِل خلالها المشاركون صلبانا خشبية كبيرة تيمنا بالسيد المسيح عليه السلام وإحياء لواقعة "صلبه" التي حدثت قبل ألفي عام.
محطات درب الآلاميتكون طريق الآلام من 14 محطة أو مرحلة، تسع منها في الطريق نفسه، والمراحل الخمس الأخيرة داخل كنيسة القيامة، وهو طريق يمر على كثير من المزارات والكنائس، التي بني معظمها بعد حملة إبراهيم محمد علي باشا إلى فلسطين في القرن التاسع عشر.
وكانت المحطة الأولى من هذا الطريق تبدأ من جبل الزيتون في الفترة البيزنطية، وفي الفترة الصليبية صارت تبدأ من السفح الغربي لجبل الزيتون، وفيما بعد أصبحت بدايته من المدرسة العمرية بالبلدة القديمة بالقدس.
تسع فقط من هذه المراحل مذكورة في الإنجيل، أما باقي المحطات فتم ابتداعها وأصبحت من التقاليد المسيحية، مثل سقوطه مغشيا عليه بسبب التعب ولقائه بوالدته ومسح إحدى النساء عرقه خلال الطريق.
والهدف من هذه المحطات هو مساعدة المؤمنين المسيحيين على القيام برحلة حج روحية إلى اللحظات الرئيسية من معاناة المسيح وموته، وأصبحت هذه الرحلة من أكثر الطقوس المسيحية شعبية، ويتم خلالها الانتقال من محطة إلى أخرى وتلاوة صلوات محددة في كل منها والتأمل في الأحداث المختلفة تباعا.
المحطة الأولىتسمى مرحلة المحاكمة، وتبدأ من مقر الوالي بيلاطس -الذي أصدر حكم الصلب على السيد المسيح- وفيه وضع الجنود الرومان على رأسه إكليلا من الشوك.
ويعتقد معظم المؤرخين أن هذا المقر كان يوجد في مكان ما في البقعة التي تقوم عليها الآن المدرسة العمرية.
توجد في الموقع كنيسة شيدت في القرن التاسع عشر لطائفة الفرنسيسكان.
يعتقد المسيحيون أن المسيح حمل الصليب على ظهره ومشى به مسافة طويلة إلى المكان الذي توفي فيه (غيتي) المحطة الثانيةيعتقد المسيحيون أنه في هذه المرحلة حمّل الجند الصليب على السيد المسيح، وخاطب الوالي اليهود المجتمعين قائلا لهم باللغة اللاتينية عبارة (Ecce-Homo)، ومعناها "هذا هو الرجل".
ثم انتقلت التسمية إلى قوس روماني صار يدعوه المسيحيون بهذا الاصطلاح (Ecce-Homo)، وهو جزء من مبنى مدرسة راهبات صهيون.
توجد في الموقع كنيسة تعود للقرن العشرين لطائفه الفرنسيسكان.
المحطة الثالثةتقع عند الزاوية القائمة عند مفترق طريق الآلام والطريق التي تصل بين الواد وباب العامود، حيث توجد بطريركية الأرمن الكاثوليك.
وفي هذا المكان يعتقد المسيحيون أن المسيح عليه السلام سقط مغشيا عليه للمرة الأولى وهو يحمل الصليب.
المحطة الرابعةتقع على بعد أمتار من المرحلة التي سبقتها، في القبو الواقع أسفل الكنيسة البولونية التي بنيت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على يد الجنود البولونيين.
ويعتقد المسيحيون أنه في هذه المرحلة التقى السيد المسيح مع أمه مريم العذراء، واكتشفت في هذا المكان طبقة من الفسيفساء عليها زوج من الأحذية مجهولة التفاصيل.
المحطة الخامسةتقع عند الزاوية الكائنة عند تقاطع طريق الواد بأول العقبة المعروفة بعقبة المفتي، ويعتقد المسيحيون أنه في هذه المرحلة شعر السيد المسيح بثقل الصليب وكاد يسقط على الأرض، فأعانه سمعان القيرواني على حمله.
ويجسد هذه المرحلة حجر قرمزي به طبعة يد، وخُلّد المكان ببناء معبد تابع للآباء الفرنسيسكان عام 1895.
راهبات مشاركات في مسيرة درب الآلام في مايو/أيار 2024 في مدينة القدس (وكالة الأناضول) المحطة السادسةتسمى مرحلة القديسة فيرونيكا، وتقع صعودا في عقبة المفتي باتجاه سوق خان الزيت، تقول الروايات المتداولة إن امرأة مسحت عرق المسيح بمنديلها الأبيض، وعند عودتها إلى منزلها وجدت صورة وجه المسيح مطبوعة على المنديل وقد ظهرت الآلام على ملامحه.
وفيرونيكا كلمة تعني الصورة الحقيقية، فصار الناس يطلقون الاسم على المرأة، وفي أوائل القرن الخامس عشر تم تحديد منزل فيرونيكا وجعله ضمن محطات مراحل طريق الآلام.
ويقال إن المنديل لا يزال موجودا في كنيسة القديس بطرس في روما، ويخلد هذا الحدث بناء يعود لبطريركية الروم الملكيين شيد عام 1900.
المحطة السابعةتقع عند التقاء طريق عقبة المفتي مع طريق سوق خان الزيت، ويعتقد أنه في هذه المرحلة خرج السيد المسيح من المدينة، وسقط مغشيا عليه للمرة الثانية. وبني في المكان معبد عام 1905.
المحطة الثامنةتقع في عقبة الخانقاه عند حائط الدير المعروف بدير مار لامبوس للروم الأرثوذكس، ويوجد بالموقع حجر كتب عليه "يسوع الناصر ينتصر".
وفي هذه المرحلة خاطب المسيح المرأة التي كانت تسير من خلفه باكية "لا تبكي علي بل ابك على بلدكن -ويقصد القدس- التي ستؤول إلى خراب".
وفي رواية أخرى خاطب نساء القدس وقال لهن "إذا فعلوا بالعود الأخضر هكذا -ويرمز لنفسه- فكيف يفعلون بالعود اليابس؟".
وفي تلك المرحلة لم تكن توجد كنيسة للكاثوليك بسبب وجود دير الأرثوذكس.
المحطة التاسعةتقع عند مدخل كنيسة الملكة هيلانة للأقباط الأرثوذكس إلى الشرق من كنيسة القيامة، وتجسد سقوط المسيح للمرة الثالثة تحت الصليب من شدة التعب، وهي آخر مرحلة خارج كنيسة القيامة.
المحطة العاشرةحدثت داخل مسطح كنيسة القيامة في غرفة صغيرة على يمين الواقف في وسط الجلجلة، وهي الصخرة التي يقال إن السيد المسيح "صلب عليها"، وتخلد حدث تعرية السيد المسيح من ثيابه.
المحطة 11في هذه المرحلة تم تثبيت المسيح على الصليب بدق يديه وقدميه بمسامير.
المحطة 12تجسد وقوف المسيح على خشبة الصليب وموته.
المحطة 13وفيها تم إنزال السيد المسيح عن الصليب وودعته والدته، ويرمز إليها بالمغتسل أو حجر التحنيط في كنيسة القيامة، وهناك يقف المؤمنون ويحاولون تلمس الحجر.
المحطة 14هي المرحلة الأخيرة من هذا الدرب، وفيها تم دفن السيد المسيح وقيامته، ويرمز لها بالقبر المقدس، وهو بناء يتكون من غرفتين من القرن الثامن عشر وتسمى الغرفة الأولى غرفة الملاك والأخرى القبر الخالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کنیسة القیامة السید المسیح الآلام فی فی القرن تقع عند تبدأ من
إقرأ أيضاً:
الطائفة الإنجيلية تعلن وفاة نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة
أعلنت الطائفة الإنجيلية في مصر وفاة الشيخ نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة، اليوم الخميس، بعد حياة حافلة بالإبداع والإيمان والخدمة المخلصة.
رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى شيخ كنيسة قصر الدوبارةونعى أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية الراحل قائلا: «بقلوبٍ ممتلئةٍ بالحزن والأسى، تنعى الطائفة الإنجيلية بمصر الشيخ نعيم عاطف، شيخ الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، والذي توفي اليوم».
رئيس الطائفة الإنجيلية: فقدنا اليوم مبدعاً استثنائيًاوأضاف رئيس الطائفة الإنجيلية «لقد فقدنا اليوم مبدعاً استثنائيًا، تاركًا إرثًا روحياً وأدبيًا وفنيًا يعبر عن عمق محبته لله والكنيسة، كان مثالًا للإنسان المكرَّس للخدمة، والذي دمج إيمانه العميق مع حسه الإبداعي لإثراء الكنيسة من حوله».
واختتم زكي حديثه قائلًا «نشكر الله على حياته التي كانت شهادة حيّة لمحبة الرب نصلي أن يمنح الله عزاءً وسلامًا لأسرته ولكل من تأثر بإبداعاته وحضوره المميز، طالبين أن يملأ الرب القلوب برجاء القيامة والحياة الأبدية».