مازالت الفروسية التقليدية ( المداوي)  بمدينة مكثر شمال ولاية سليانة  مكسبا ثقافيا يتوارثه الأحفاد عن الأجداد ،سعيا للحفاظ على الموروث اللامادي بالجهة.

عائلة نصر التواتي احد اشهر العائلات بمعتمدية مكثر ورثت ركوب الخيل وشد اللجام ، ودخلت به ساحات المهرجانات والحفلات و المسابقات محليا ووطنيا وعالميا. 

وهبي التواتي احد الأحفاد الذين اتقنوا ركوب الخيل منذ نعومة أظافره، لم يختر ركوب الخيل هواية او مورد رزق بل وجد نفسه مسؤولا عن استمرار هذه العادة في العائلة وأصبحت علاقته بالخيل علاقة روحية تشبع علاقته بأفراد عائلته.

 

وفي حديثه عن علاقته بحصانه 'تارقي' قال،  ان تربية الخيل  ليست مجرد تربية حيوان أليف بل فيه جانب من الاتصال الروحي بين الحصان وصاحبه ، فمنذ ساعات الصباح الأولى يعتني به ويؤمن جميع حاجياته ويحاوره ويستأنس به حتى اصبح الحصان يتأثر بغيابه.

نصر التواتي، الاب ،افاد من جانبه ان غرام ركوب الخيل بالوراثة وليس مجرد هواية ، معتبرا أنّه أعظم مكسب ورثه عن اجداده ،مؤكدا ان الفروسية تطور في الانسان الثقة بالنفس وتعززها معبرا عنها  بالرجولة"  و التحكم في الحصان و تطويعه فن لا يكسب الا بالممارسة.

وعن  خصوصية فروسية اولاد عيار أشار نصر التواتي إلى أن عرض فروسية اولاد عيار يختلف عن اي عرض اخر خاصة في علاقة  بالاغاني البدوية التي تؤثر بشكل كبير في عرض الفارس والحصان، فلفرسان اولاد عيار طابع خاص إذ يراوح الفارس مع حصانه بين عرض  السعداوي وسيدي علي الحطاب و يتخمر بعرض رجال الحمادة ( وهي اغنية بدوية صوفية تتغنى بالاولياء الصالحين بالجهة ) .

نبيهة الصادق 

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية

 

عباس المسكري

مهنة التعليم والتمريض ليست مجرد وظائف، بل هي رسائل حياة تُكتب بأيدي أولئك الذين يكرسون أرواحهم لخدمة الآخرين، إنهم المعلمون والممرضون الذين يقفون في الصفوف الأمامية، ليزرعوا الأمل في عيون الأجيال ويهدوا العناية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

وهذه المهن تتجاوز كونها وظائف يومية، فهي لبنة أساسية في بناء المجتمعات؛ فالعقول تُصاغ والكفاءات تُبنى على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يضعون علمهم وحبهم في خدمة الإنسان، ومع ذلك، لا بد من أن يُحاط هؤلاء الكوادر بالعناية والدعم، بدءًا من لحظة تعيينهم، ليحظوا بالاستقرار النفسي والإجتماعي الذي يعزز قدرتهم على العطاء المتواصل، فتُثمر جهودهم وتظل بصماتهم حاضرة في كل زاوية من زوايا المجتمع.

في قلب كل قرار إداري، هناك إنسانٌ يعيش تحديات قد تكون أكبر من مجرد إنتقال جغرافي، في واقع الحال، يُعيّن العديد من المعلمين والممرضين في أماكن نائية، على بُعد مئات الكيلومترات عن موطنهم، رغم وجود شواغر في مناطقهم أو تلك القريبة منها، فليس مجرد تحديد مكان العمل هو ما يحكم حياة هؤلاء، بل التحديات النفسية والإجتماعية التي يتعرضون لها، فالموظف الذي يُجبر على ترك أسرته، خصوصًا في حالات العناية بالوالدين المسنين أو تربية الأطفال الصغار، يصبح في صراع مستمر بين إلتزامه الوظيفي ومسؤولياته الأسرية، وفي هذا التباعد بين الواجبين، يتشكل عبء لا يمكن تحمله بسهولة، إذ يمتد الشعور بالوحدة والقلق ليُحاصر الموظف، مما ينعكس سلبًا على أدائه وجودة العطاء الذي يقدم.

وتظل الغُربة القسرية عن الأهل، ذلك الشعور الذي يثقل قلب الموظف، ويجعل روحه تتيه بين أبعاد العمل وحنين الوطن، وما أن تبتعد المسافة بينه وبين من يحب، حتى يصبح القلق رفيقًا دائمًا، يعبث بصفو عقله ويشوش على نقاء قلبه، وهذا التشتت النفسي لا يمر دون أثر، فهو يخلق فراغًا في داخله، يتراءى له كظلال داكنة تحجب ضوء شغفه، فتتضاءل همته، وتتراجع رغبة العطاء، ومن هنا، قد يكون لهذا العبء الثقيل أن يفتك بجودة العمل، بل يصل ببعضهم إلى حدود فقدان الأمل والإنسحاب من الميدان، رغم أن فؤادهم مليء بعشق المهنة ورغبة صادقة في تقديم كل ما هو نافع ومؤثر.

تبدو هذه القضية، للوهلة الأولى، مسألة إدارية بحتة، لكنها في حقيقتها تتجاوز الأرقام والجداول إلى أعماق إنسانية وإجتماعية لا يمكن إغفالها، فالموظف ليس مجرد إسم في كشف توزيع، بل هو إنسان يحمل بين جنباته آمالًا وأحلامًا، ويدير حياة مليئة بالتحديات والتضحيات، إنه لا يعيش في معزل عن محيطه، بل ينتمي إلى أسرة وأرض وأحبة، يواجه مسؤولياتهم وتطلعاتهم، وإن هذه الأبعاد الإنسانية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من قرارات صُنّاع القرار، إذ لا يمكننا النظر إلى الموظف كقطعة من آلة العمل، بل يجب أن نراه كعنصر حي ينبض بالحب والواجب، ويستحق كل الإهتمام والرعاية التي تضمن له التوازن بين واجبه المهني وأسرته.

ومن هنا، نتوجه بقلوب مملوءة بالثقة والتقدير إلى أصحاب القرار، نناشدهم برحابة صدرهم وسمو نظرتهم أن يُدرجوا البُعد الإنساني ضمن إعتبارات التوزيع الوظيفي، فالموظف ليس آلة إنتاج، بل روح تُثمر حين تزرع في بيئة قريبة من أهلها، آمنة في حضن أسرتها، وإن تمركز الموظف في محيطه الجغرافي لا يُسهم فقط في إستقراره النفسي والإجتماعي، بل يُعزز إحساسه بالإنتماء، ويضاعف من جودة عطائه، ويقوي أواصر العلاقة بينه وبين المجتمع الذي يخدمه.

إن مراعاة الظروف الإنسانية في التوزيع الوظيفي للمعلمين والممرضين ليس مطلبًا إداريًا فحسب، بل استثمار في مستقبل المجتمع ، فاستقرارهم النفسي والاجتماعي يُترجم إلى عقول مُبدعة وأيادٍ حانية تُشكل أجيالًا وتُعافي أرواحًا، لذا ندعو إلى سياسات تُحقق هذا التوازن، ليظل هؤلاء الأبطال شعلة تنير دروب التقدم الوطني.

مقالات مشابهة

  • التوزيع الوظيفي.. بين الواقع والاعتبارات الإنسانية
  • استشاري تغذية : حلبة الخيل لا تناسب مرضى السكري والحوامل .. فيديو
  • فيديو. الرئيس الفلسطيني يهاجم حماس : اطلقوا سراح الرهائن يا اولاد الكلاب وخلصونا
  • الدرقاش: من يقاطع منتجات النسيم مجرد “بيدق”
  • الرئيس الفلسطيني الى حماس: سلّموا الرهائن يا اولاد الكلب
  • اليمن يُسقط قناع الهيمنة الأمريكية
  • الخليفي: تصريحات نتنياهو مجرد جعجعة
  • جورج كلوني يكذب شائعات توتر علاقته بـ أمل كلوني ويكشف سر زواجه الناجح: انا الرجل الأوفر حظًا
  • ثمن التخاذل
  • دراسة: تدهور السمع قد يدق ناقوس الخطر على القلب!