الراعي ترأس العرس الجماعي الـ 15 في بكركي: فرح الكنيسة اليوم بولادة عائلات جديدة فيها
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي العرس الجماعي الخامس عشر الذي تنظمه لجنة الشؤون الاجتماعية والنشاطات الداخلية في الرابطة المارونية في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ،عاونه المطران انطوان عوكر والأب هادي ضو بمشاركة لفيف من الكهنة وحضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم وأعضاء الرابطة ، رئيس الرابطة السابق النائب السابق نعمة الله أبي نصر وأهالي العرسان.
تابع: "الكنيسة في عيد لأنكم ستؤلفون في الكنيسة جماعة منظمة قائمة على السر المقدس وبينكم الله الذي ستعودون اليه في كل صعوبات حياتكم فلا تنسوا انكم تتعاهدون معا لتعيشوا جماعة حب وحياة مع الله .إن فرحة الكنيسة اليوم هي بولادة عائلات جديدة فيها ،هذه هي قيمة العرس الجماعي والمجتمع يفرح بكم لأنكم نواة جديدة فيه تؤمنون جيلا بعد جيل أشخاص يواصلون التاريخ". ختم البطريرك: "نشكر الله لوجود أناس في لبنان يؤمنون بعيد الحب ونصلي ليبارك الله حياتكم الزوجية ويجعلها غنية بالنعم فتعيشون حياتكم بحلوها ومرّها متكلين على العناية الالهية".
في الختام بعد نيل العرسان البركة ، ألقى كرم كلمة قال فيها :"ها هو العرس الجماعي يطل بحلته القشيبة،المزركشة بالفرح ،يلوح في وجوه العرسان الذين يشبكون الأيدي وهم يرددون " النعم " الأبدية في حضرة سيد بكركي، التي أعطيت مجد لبنان،علامة التزام بسر الزواج المقدس الذي يعبر عنه ملك المجد ، السيد المسيح في إنجيل متى:" ما جمعه الله ،لا يفرقه إنسان". وهذا العرس الذي درجت الرابطة على تنظيمه ،حتى في أوج جائحة " الكورونا"، وذروة الاحداث،وتردي الوضع النقدي والاقتصادي، هو وجه من وجوه الأمل والتفاؤل الذي علينا صنعه بالاقبال على التصدي للصعاب والمعوقات، وزرع الثقة في نفوس شاباتنا وشبابنا، وعدم اليأس والاستسلام أمام الريح السموم التي تهب من كل ناح لدفعنا إلى الكفر بالوطن وتوضيب حقائب السفر والرحيل، وترك ارضنا بوارا، ونهبا للشوك والعوسج،وسمائنا للبوم والغربان، وبيوتنا أطلالا تنعى من بناها".
أضاف : "إن الزواج والتناسل على ارض الوطن هما السلاح الواقي من الانقراض،وتبديل هويته، وتحوير رسالته، وتهميشه بعد القضاء على ما اتسم به من تنوع،هو أحد مرتكزات حضارته وعلة وجوده. إن الزواج هو مؤسسة مبنية على الحب والتناغم والروحي والجسدي.مؤسسة تسخر المادة في خدمة غائيتها، وهي الحفاظ على استمرارية النسل البشري،وبناء مجتمع سليم يستهدي القيم الانسانية ويقتفي تعاليم الكنيسة الجامعة التي تحدد مآلات الارتباط بين ابنائها على أفضل ما يكون التفاعل والاندماج بين المرأة والرجل تحت سقف " سر الزواج".
وشدد على أن " لجنة الشؤون الاجتماعية والأنشطة الداخلية في الرابطة المارونية التي دأبت على تنظيم العرس الجماعي منذ اطلاقه،لم توفر- مشكورة- اي جهد من أجل أن يأتي رائعا،وذا حوافز متنوعة روحيا وماديا فليس قليلا أن يتكلل العرسان على يد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي سيبارك زواجهم،وأن ينال كل ثنائي على بركة خاصة من الحبر الاعظم البابا فرنسيس،وأن يحظوا جميعا بمتابعة روحية واجتماعية. وذلك من دون التحدث عن الوفر المادي الذي سيحققه العرسان بعدم تكبدهم نفقات الزواج الباهظة، والحفاظ على أناقة ورونق المناسبة وجمالها في آن".
تابع ؛" إن العرس الجماعي من الانجازات التي تفخر الرابطة المارونية بها، لأنها تؤمن دعما اجتماعيا وماديا لائقا للشباب الماروني الراغب في الزواج من دون أن تكون لديه القدرة على القيام بمتطلباته الدنيا. وهو إنجاز يجب أن يتطور، ويتسع، ويتشعب ليكون بقعة الزيت التي تتمدد لتغطية مناح كثيرة تتعلق لا بالشباب فحسب، بل بالاسر لتتمكن من العيش بكرامة، والتشبث بالارض،وكتابة ابجدية الثبات في وجه محاولات الاقتلاع".
ختم :"ايها العرسان الجدد الف الف مبروك...وليكن اكليلكم علامة فرح ورجاء يضيء عتمة الليل الطويل الذي يلف لبناننا بالظلام ويوشحه بالدم ."
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرابطة المارونیة العرس الجماعی
إقرأ أيضاً:
عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
أكثر من خمسين ألف شهيد كتبت أسماؤهم ودونت في رضوان الله ومستقر رحمته؛ نساء وأطفال وشيوخ، وأكثر من مائة وخمسين ألف جريح؛ وما يزيد على مليوني ألف إنسان تخلت عنهم الإنسانية الزائفة وسلمتهم للإجرام فطردهم إلى العراء بعد ان دمر منازلهم وتركهم؛ ومازال يلاحقهم ليقضي عليهم ويبيدهم في الخيام التي نُصبت لإيوائهم ؛يكابدون الحصار القاتل والقتل والإبادة ويعايشون مرارة الخذلان وتكالب الإجرام لأن إمبراطورية الإجرام أرادت القضاء عليهم لانهم يؤمنون بالله الواحد القهار ولا يؤمنون بالنصرانية أو اليهودية، فصهاينة العرب والغرب يرون التخلص منهم ديناً وعقيدة .
أرسلوا الدعم والتأييد (ملوك وزعماء وأمراء العالمين العربي والإسلامي)للمجرمين واستعانوا بهم على استكمال جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ونسقوا جهودهم وتخلوا عن جهادهم سراً وعلانية؛ واحتفلوا بالعيد بعد أن قتلوا وسجنوا كل من يقول كلمة الحق؛ وكل مناصرٍ ومؤيدٍ لمظلومية غزة وفلسطين ؛وصهاينة الغرب قدموا كل أشكال الدعم من الأسلحة الحديثة والمتطورة والمواقف السياسية والاقتصادية، يريدون القضاء على غزة وتدميرها وتهجير أهلها وسكانها لأن تعاليم التوراة المحرفة ميزت بين المدن القريبة –لا يستبق منها أحدا- أما المدن البعيدة فيتم استعبادها وتسخيرها، وخير مثال على ذلك خدمة وتسخير أنظمة الدول العربية والإسلامية لخدمة المشروع الصهيوني الصليبي.
محور المقاومة يشكلون الاستثناء، غزة بمقاومتها وصمودها واليمن بدعمه وإسناده وعدم قدرتهم على تطويعه وجعله حديقة خلفية للأنظمة المستعبدة والمسخّرة لليهود، وإيران بعدم قدرتهم على الإحاطة ببرامجها النووية والاستراتيجية ودعمها للمقاومة، أما سوريا فقد زال الخطر وأمن جانبها بعد إسقاط النظام السابق.
محور الإجرام الذي يصفه -نتن ياهو- بمحور الخير يطمح إلى إبادة محور المقاومة يحارب اليمن ويقتل في لبنان وسوريا ويضرب ويهدد إيران ويتوعد بالجحيم، وصدق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أن الأعور الدجال يخوّف الناس بالجحيم والحقيقة عكس ذلك فناره نعيم؛ وهو يوهم نفسه بقدرته على تحقيق انتصار بوحشيته وإجرامه وفساده وطغيانه.
تعقد ناشطة يهودية مقارنة بين حال الحلف الإجرامي قبل وبعد الطوفان (كنا نعتقد اننا دولة لا تهزم قوية ومدعومة من أقوى دول العالم وأن المستقبل أمام الفلسطينيين معدوم سيستسلمون ويرضخون للأمر الواقع ؛الطوفان قلب الأمر رأسا على عقب واتضح أننا الطرف الذي سينهار أولاً ؛الفلسطينيون لن يتراجعوا ؛يقاتلون مقتنعين إن الله معهم وإنها معركتهم المصيرية وسيقاتلون حتى النهاية ؛يخرجون من تحت الإنقاض والركام ليقاتلوا بلا ماء ولا طعام؛ يدفنون أطفالهم ونساءهم ثم يعودون للقتال ؛اما نحن نقاتل لأننا مجبرون اذا رفضنا سنُعامل كخونة ولا خيار آخر إما ان نطرد أو نسجن وكل شيء ينهار).
صهاينة العرب والغرب يريدون أن يمنعوا الانهيار فيدعمون الإجرام والمجرمين في معركة لها جانب واتجاه واحد للحقيقة: نصرة المستضعفين والمظلومين وتحقيق رضوان الله التزاما بأوامره ومواجهة الإجرام والظلم والطغيان بصورته وهيئته غير الإنسانية وغير الأخلاقية ، ولذلك اختلف مع رأي البرفسور طارق السويدان رعاه الله أن غالبية أهل السنة خذلوا المقاومة ونصرها الشيعة فلا سنة ولا شيعة في الخيانة والخذلان بل الجميع يد واحدة في نصرة المظلوم ومواجهة الإجرام والطغيان والاستكبار العالمي الصهيوني والصليبي؛ وإن كان الوصف يصدق على الأنظمة الحاكمة التي تتحكم في القرار السياسي للدول الإسلامية وتصنف الناس على أسس مذهبية وطائفية ؛لكن كيف يستقيم الأمر لمن يدعم ويناصر اليهود والنصارى وينشر الرذيلة ويحارب الإسلام والمسلمين إن قال إنه سنّي ؛معنى ذلك ان عبد الله بن أبي كان سنيا لأنه حالف اليهود ودعمهم وهذا غير صحيح فالخيانة والخذلان بينها الله في كتابه الكريم بقوله تعالى ((ومن يتولهم منكم فانه منهم)) وهنا أتفق مع رأي د. عبد الله النفيسي – لا تصدقوا أن للملوك والرؤساء والزعماء العرب علاقة بالإسلام حتى وان تعلقوا باستار الكعبة.
عيد غزة استثناء من كل الأعياد عيد تحقيق آيات القرآن وأثبات الإيمان الوثيق بوعود الله ، دماؤهم الزكية أكدت للعالم أن شعب فلسطين شعب الجبارين الذي لا يستسلم للهزيمة؛ أنهت أسطورة الدعاية الصهيونية والإجرام وقدم القضية الفلسطينية بأنصع صورها واكرمها وأفضلها وأنهت كل مشاريع اغتصاب الحقوق الإنسانية لفلسطين (صفقه القرن؛ وارض الميعاد؛ وخطط التهجير؛ وأرض بلا شعب لشعب بلا ارض) وكما قال الشهيد القائد حسين بن بدر الدين (لا فرج بدون موقف وبدون تضحيات ).
فبينما يعتمد المشروع الإجرامي الصهيوني الصليبي على صهاينة العرب والغرب لكن في المحصلة النهائية حتى الإجرام لا يمكنه الاستثمار في المشاريع الفاشلة والتي قد تنهار في أية لحظة وصدق الله العظيم ((إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس)) وقال تعالى ((إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون))النساء104.
وهنا اقتطف من تقرير اليهودية(الجميع يشعر بالقلق ماذا لو انسحبت أمريكا ودول الغرب ولم يأت الدعم لا تستطيع إسرائيل الاستمرار) وهو ما صرح به ترامب أن دول الخليج لا تستطيع الصمود لمدة أسبوع اذا سحبت أمريكا دعمها ولا يختلف الحال عن كيان الاحتلال لأنها حكومات إنشاها الاستعمار لخدمة مصالحه لكن جوهر الاختلاف عنها من حيث اللغة التي يتحدثون بها فإسرائيل عبرية وتلكم عربية والجامع بينهم واحد(كل شيء ينهار الجنود يفقدون رغبتهم في القتال والشباب يهربون من الخدمة ومعظم العائلات تفكر في الهجرة والثقة منعدمة في الحكومة ؛دولة تظهر قوتها للآخرين وهي تنهار من الداخل).
لم يقصر صهاينة العرب ولا الغرب في دعم كيان الاحتلال فها هي الإمارات قدمت تريليون وأربعمائة مليون دولار متقدمة على البقرة الحلوب وهناك دعم المعتمد القائم على الضفة الغربية الذي يتنفس بالرئة اليهودية وتتحكم إسرائيل بكيانه من خلال السيطرة علي مخصصات السلطة ولذلك فهو يرى (التنسيق الأمني مع الإجرام الصهيوني شيء مقدس) واجب عليه كالصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك من أركان الإسلام وتكفل لإسرائيل بالأمن الكامل (لإسرائيل الحق بالحصول على الأمن الكامل ؛طالما انا موجود هنا في هذا المكتب لن تكون هناك انتفاضة ثالثة ابدأ)الانتفاضتان الأولى والثانية كانت تستخدم المقلاع والحجارة ، وتعهده بالقضاء على انتفاضة الحجارة وهي وسائل بدائية ؛ما بالك اذا تم استخدام الأسلحة فهنا سيكون العبء عليه كبيرا .
ولا يقل رأيه الديني باعتباره علامة السُلطة ومفتي الديار عن رأيه السياسي فقد اصدر فتوى بتكفير المسلمين لصالح اليهود (المسلم الذي يقول انني ضد اليهود فقد كفر) حيث خلط بين السياسة والدين بينما الأمر واضح ولا يحتاج إلى التلبس لكن على ما يبدو تأثر بمعظم المرجعيات التي نصّبتهم الأنظمة العربية المتصهينة لتكفير المقاومة ودعم وتأييد إجرام الحلف الصهيوني الصليبي لكنه لما لم يجد من يعينه للقيام بهذه المهمة قام بها بنفسه إرضاء لليهود والنصارى .
عيد محور المقاومة بالتصدي للإجرام وكسر طغيانه واستكباره وإظهار وجهه الإجرامي لأبشع استعمار في العصر الحديث أراد أن يرسخ بنيانه على الأرض المقدسة بعد ان غرسها في عقول وقلوب المتآمرين من صهاينة العرب والغرب باستخدام كل الوسائل والأساليب الإجرامية والحروب الناعمة وغيرها، ومع ذلك فان المصير الحتمي يؤكد انه لن يستمر إلى مالا نهاية .
الإيمان يصنع المعجزات والاعتماد على الله أساس لأنه قادر على كل شيء واذا قال لشيء كن فسيكون اما الإجرام فمهما امتلك من قوة ومهما ارتكب من الإجرام فلا يعدو ان يكون نمراً من ورق يسقط عند أول مواجهة ومقاومة ((والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)) .