هل ستكتفي إيران بردّ حزب الله؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
من يراقب ما يجري على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لا بدّ له من أن يتوقف عند آخر التطورات، التي تلت ردّ "حزب الله" على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية من بيروت، وما أعقبها من تصريحات بدءًا من خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله مرورًا بالتصعيد الكلامي على لسان أكثر من مسؤول اسرائيلي في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، وصولًا إلى الغموض الذي يحيط بالموقف الايراني بالنسبة إلى الرد على اغتيال اسماعيل هنية في قلب طهران، مع ما يرافقه من تواصل غير علني بين الايرانيين والاميركيين، وكأن الجميع "يشترون" الوقت الضائع قبل الانتخابات الأميركية.
ليس مجرد كلام ما يقوله ويردّده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كل لقاء أو اتصال مع المسؤولين الغربيين والعرب من أن ضرب الاستقرار في لبنان سيؤدي إلى نقل الفوضى إلى المنطقة، ومنها إلى كل العالم. وهذا ما فهمه الأميركيون أكثر من غيرهم. ولذلك هم يحاولون بكل الطرق المتاحة الضغط على إسرائيل لمنعها من توجيه ضربات من تحت الحزام للبنان، والاكتفاء في الوقت الراهن باستمرار المناوشات مع "حزب الله"، وذلك انطلاقًا من قناعة راسخة لدى كلا الحزبين في أميركا بأن الاستقرار في لبنان يعني دوام الاستقرار في المنطقة، وهذا الاستقرار يعني أيضًا المزيد من التعافي والنمو الاقتصادي، الذي يقابله تراجع مضطرد في الانكماش الاقتصادي في العالم، وبالأخصّ في الدول العشرين.
وبغض النظر عمّا قامت وتقوم به إسرائيل في قطاع غزة وامتدادًا في الضفة الغربية استكمالًا للمخطط التهجيري، الذي بدأت به عقب عملية "طوفان الأقصى" وكأنها كانت تتحين هكذا فرصة لوضع مخططاتها النظرية على أرض الواقع، فإن أي ربط بما يجري في فلسطين المحتلة وساحات أخرى، سواء في لبنان – "حزب الله" أو "اليمن - الحوثي" أو "العراق - الحشد الشعبي" بإدارة إيرانية قد يقود تلقائيًا إلى التفكير بما ستقدم عليه طهران لجهة ردّها على اغتيال إسماعيل هنية، مع أن كثيرين يرجّحون عدم قيامها بهذه الضربة في وقت يستبعد آخرون هذه الفرضية، وذلك لأن الأمر يتعلق بهيبة ايران ومكانتها في المنطقة، فيما يرى آخرون أيضًا أن طهران قد تكتفي بما أقدم عليه "حزب الله" حين ردّ على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت، وإن لم يغيّر هذا الردّ الكثير من المعادلات الردعية القائمة على توازنات دقيقة يحرص الجميع على الالتزام بقواعدها.
فأيًّا يكن القرار الذي قد تتخذه إيران، حربًا أو سلمًا، ستترتب عليه نتائج محورية بقدر ما تكون المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية قد قطعت شوطًا في مسيرة الألف ميل، من دون أن يعني ذلك أن طهران ستتخّلى عن أوراقها الضاغطة على أرض الواقع، سواء في لبنان أو في اليمن أو في العراق، وهي قد تكون في حاجة إلى كل هذه الأوراق مجتمعة لاستخدامها في أي مساومة أو صفقة مستقبلية مع الأميركيين. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.
وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".
وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".
وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.
وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".
وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".
وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".
ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".
ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".
وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.
من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".
وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".