رحل عن عالمنا، الإثنين الماضي، الدكتور " نبيل العربى" أحد رموز الدبلوماسية العظام، والذى التقيته مرات عديدة عبر لقاءات صحفية أجريتها معه. إنه أمين عام الجامعة العربية السابق والدبلوماسي المخضرم فى مفاوضات كامب ديفيد.بدأت مسيرته المهنية مستشارا قانونيا للوفد المصرى أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط 1978، والتى لعب خلالها دورًا كبيرًا فى المفاوضات بين مصر وإسرائيل، والتي وصفت حينها بالحساسة.
استمرت مسيرة الدكتور "نبيل العربى" فى التمثيل الدولى لمصر، وعمل قاضيا فى محكمة العدل الدولية بين عاميْ 2001، 2006 إذ كان واحدا من بين فريق القضاة الذين أصدروا حكما فى يونيو 2004 بإدانة ( الجدار الفاصل) الذي بنته إسرائيل واعتباره غير قانونى. ولقد حرص الدكتور " نبيل العربى" فى تلك الفترة على توثيق مسيرته الدبلوماسية عبر مذكرات نشرها تحت عنوان: (طابا ــ كامب ديفيد، والجدار العازل). وهي المذكرات التي تطرق فيها إلى الصراع الدبلوماسي من أجل استرداد مصرلطابا. وقد عرض فى هذه المذكرات تفاصيل الاجتماعات والمحطات المهمة فى هذه القضية.
عاد اسم "نبيل العربى" للواجهة الدبلوماسية المصرية من جديد ضمن قائمة الشخصيات التي اقترح "ائتلاف شباب 25 يناير ضمها إلى حكومة "عصام شرف" إبان سقوط نظام " مبارك" وتولى بالفعل حقيبة الخارجية المصرية فى الفترة من السابع من مارس 2011 وحتى 15 مايو من العام نفسه. أى بعد نجاح ثورة يناير فى مصر. وفى 15 مايو 2011 تم اختياره أمينا عاما لجامعة الدول العربية، واستمر فى منصبه فترة خمس سنوات متتالية حتى الثلاثين من يونيو 2016.
الجدير بالذكر أن الفترة التى تولى فيها "العربى" أمانة الجامعة اتسمت بأنها مرحلة حرجة فى تاريخ الجامعة، إذ تزامنت مع النزاعات التى اجتاحت عددا من الدول العربية فيما يعرف بالربيع العربي. واتخذت الجامعة أثناء ولايته قرار إنشاء القوة العربية المشتركة فى مارس 2015، وهو القرار الذى لم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن. ومع انتشار الصراع والخلافات السياسية فى المنطقة العربية عمل "العربى" مستشارًا لعدد من الحكومات فى قضايا التحكيم ومن بينها الجامعة السودانية التى استعانت بالدكتور "نبيل" للتحكيم بشأن حدود منطقة "أبيي" بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.
واليوم رحل الدكتور "نبيل العربى" ورحل معه الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس. رحل بعد أن قدم عبر سنوات عمره مسيرة حافلة فى دوائر العمل الوطنى العربى والدولى: دبلوماسيا مخضرما، وقانونيا بارزا، ومفاوضا قديرًا، ورجل دولة رفيعا. رحل " نبيل العربى" بعد أن أفنى حياته مدافعا عن مصالح وطنه، رافعا رايته خفاقة بين الأمم في كل المحافل الدولية. وسيظل التاريخ شاهدا على الدور الوطنى العظيم الذى قام به الدكتور "نبيل العربى" فى ملحمة التحكيم الدولى لاسترداد أرض "طابا" وردها إلى السيادة المصرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: نبیل العربى
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السودان: زيارة مرتقبة للأمين العام للجامعة العربية للسودان
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إن قناة "القاهرة الإخبارية" تحظى بشعبية كبيرة في السودان، حيث يتابعها المواطنون كما لو كانت تبث من أم درمان أو التلفزيون السوداني.
وأوضح يوسف، خلال لقاء خاص مع الإعلامية آية لطفي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن لقائه مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كان امتدادًا لمناقشات سابقة بدأت خلال زيارة الأخير لبورسودان ولقائه بقيادات الدولة السودانية، حيث تم طرح بعض الأفكار والمبادرات.
وأضاف أن اللقاء تناول نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني، مؤكدًا شكر السودان، شعبًا وحكومة، لمواقف الجامعة الواضحة في إدانة انتهاكات ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
وأشار إلى أنه تمت مناقشة جدول أعمال الاجتماعات القادمة للجامعة العربية، والتي ستتضمن القضية الفلسطينية كأولوية، مؤكدًا دعم السودان الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تطرق اللقاء إلى جهود تصفية الأجواء العربية ودور الجامعة العربية في تحقيق ذلك، إلى جانب استعراض آخر التطورات العسكرية في السودان، مشددًا على الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوداني بدعم شعبي واسع ومساندة من القوات الوطنية المختلفة.
وفي ختام حديثه، كشف يوسف عن اتفاقه مع أبو الغيط على زيارة مرتقبة للأمين العام للسودان للقاء القيادة السودانية ومواصلة النقاش حول المستجدات الإقليمية والدولية.