بعد العثور عليه نافقاً.. ماذا حدث للحوت "الجاسوس" في النرويج؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
عثرت السلطات النرويجية على حوت أبيض من نوع "بيلوغا" مسمى بـ"هفالديمير" نافقاً، بعد أن تم رصده لأول مرة على مقربة من المياه الروسية مثبت عليه حزام، ما أثار مزاعم حول احتمالية تجسسه لصالح موسكو، وفقاً لقناة "أي بي سي نيوز" الأمريكية.
وبحسب هيئة البث العامة النرويجية (ان ر كيه) عثر أب وابنه كانا يقومان بالصيد على جسد الحوت طافياً في خليج ريسافيكا جنوب النرويج، السبت.
رفع الحوت من الماء باستخدام رافعة ونقله إلى ميناء قريب حيث سيقوم الخبراء بفحصه.
قال عالم الأحياء البحرية سيباستيان ستراند لمحطة (ان ر كيه): "للأسف، عثرنا على هفالديمير طافيا في البحر. لقد نفق، لكن لم يتضح على الفور سبب نفوقه". وأضاف أنه لم تظهر على الحيوان إصابات خارجية كبيرة.
ويتكون اسم الحوت من مقطعين، الأول مأخوذ من الكلمة النرويجية "هفال" وتعني حوت، والثاني هو الاسم الأول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه، قال ستراند، الذي راقب مغامرات هفالديمير على مدى السنوات الثلاث الماضية لصالح منظمة مارين مايند غير الهادفة للربح التي يقع مقرها في النرويج، إنه تأثر بشدة بنفوق الحوت المفاجئ.
ماذا حدث؟وأضاف "الأمر فظيع بالتأكيد. كان يبدو في حالة جيدة حتى يوم الجمعة. لذا كل ما علينا هو أن نكتشف ما قد حدث هنا".
كان صيادون رصدوا الحوت، الذي يبلغ طوله 4.2 متر ووزنه 1225 كيلوغراماً، لأول مرة بالقرب من جزيرة إنغويا الشمالية، في مكان ليس بعيداً عن مدينة هامرفست في القطب الشمالي، في أبريل (نيسان) 2019 ومثبت عليه حزام وما يبدو أنه حامل لكاميرا صغيرة وعروة معدنية مكتوب عليها "معدات سانت بطرسبرغ".
وأثار هذا الأمر مزاعم بأن حوت البيلوغا كان "حوتاً تجسسياً".
قال خبراء إن من المعروف أن البحرية الروسية تدرب الحيتان لأغراض عسكرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بوتين
إقرأ أيضاً:
القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.
•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟
•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.
•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.
•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.
•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.
•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.
•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.
•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•