عربي21:
2024-09-15@04:39:46 GMT

نحو تصعيد حرب الاستنزاف والمقاطعة

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

منذ 1948 تشنّ «إسرائيل» حرباً متواصلة على الشعب الفلسطيني. آخر فصولها حرب إبادة وتهجير ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وها هي اليوم تمدد بشكل هجمة تقتيل وترحيل للفلسطينيين، سكان المخيمات في طولكرم وجنين ونابلس وطوباس وقلنديا والخليل في الضفة الغربية.

ويبدو أن حكومة نتنياهو الفاشية في صدد تعميم هجمتها الضارية على سائر مناطق الضفة بلا هوادة.

لا ردة فعل رادعة في عالم العرب، ولا في عالم الغرب الأطلسي.

العرب من أهل السلطة منشغلون عن فلسطين بهموم ومشاكل أقطارهم، أو منتظرون موقف صديقتهم، الولايات المتحدة، التي اعتادت أن تكرر أمام العالم معزوفة واحدة: حق «إسرائيل» بالدفاع عن نفسها.

في المقابل، تبدو «إسرائيل» عالقة في حمأة أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، تهدد انعكاساتها كيان الاحتلال بالتفكك. لعل أفضل مَن يعبّر عن أبعاد هذه الأزمة وخطورتها هم الإسرائيليون أنفسهم.

واحد من هؤلاء، عوفر شيلح، باحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، يقول (وفق موقع N 12 26/8/2024) «إن الضرر الحقيقي والمستمر سببه أن رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) له مصلحة واضحة في استمرار الحرب، وحكومته تتعامل بفظاظة، ويهدّد بعض إعضائها بتفكيكها إذا ما تمّ التوصل إلى أيّ حل دبلوماسي، في الوقت الذي تُظهر المؤسسة الأمنية ضيق أفقها، وعندما أدركت هذه المؤسسة ذلك، لم تملك ما يكفي من الشجاعة لإبداء رأيها بصراحة وهو، أن «إسرائيل» تواصل التحرك من عملية تكتيكية إلى اخرى، وتخاطر بوقوع عواقب غير مرغوب فيها، وتفقد الموارد (على غرار شرعيتها وكفاءتها العسكرية)، والمهم أنها لا تتقدم نحو أيّ هدف.

صحيح أن محور المقاومة يتكبّد خسائر، لكنه يعزّز موقفه استراتيجياً. والأهم أن جنودنا يسقطون صرعى، وسكان الشمال يفقدون الأمل، وما تبقّى من أسرى على قيد الحياة يواصلون التعفّن في الأسر».
العرب كلهم مطالّبون بأن يعوا ما يحيق بهم من أخطار لكن المعنيين أكثر من غيرهم، أي أطراف محور المقاومة
نعم، أطراف محور المقاومة وحدهم يندّدون ويهدّدون ويتجهون إلى مزيدٍ من تفعيل جبهات الإسناد. لكن، هل هذا يكفي؟ ثمة ظروف استثنائية تكتنف معظم دول العالم في الوقت الحاضر، وهي تنطوي على تحوّلات ستنعكس علينا عاجلاً أو آجلاً، فهل نبقى متفرجين أو غير معنيين؟ العرب كلهم مطالّبون بأن يعوا ما يحيق بهم من أخطار، لكن المعنيين أكثر من غيرهم، أي أطراف محور المقاومة، مدعوون إلى المبادرة، لإعادة تقييم الظروف الاستثنائية الراهنة بغية الخروج باستراتيجيا متكاملة لمواجهة تحديات الحاضر، كما تلك الماثلة أو التي تلوح في المستقبل القريب أو البعيد. من أين نبدأ؟ نبدأ بتحديد الواقعات والمعطيات، ولعل أهمها:

أولاها، إن كل فلسطين، من نهرها إلى بحرها، باتت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ثانيتها، إن كل اتفاقات أوسلو سقطت ولا مفاعيل لها قانونية أو عملية.

ثالثتها، ألا وجود مؤثراً لدولة فلسطين في رام الله، ولا وجود حتّى لحكمٍ ذاتي تمارسه سلطة محمود عباس.

رابعتها، إن مستعمرات (مستوطنات) صهيونية باتت قائمة ومتجذرة في معظم مناطق فلسطين، وإن حملة توسيع الاستيطان ناشطة الآن بدعمٍ سافر من حكومة نتنياهو وصمت لافت من دول الغرب.

خامستها، إن الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) أصدر قانوناً يقضي برفض إقامة دولة فلسطينية، وما لبث أن أصدر قانوناً آخر يقضي بالاحتفاظ بوجود عسكري إسرائيلي في منطقة فيلادلفيا على الحدود بين فلسطين ومصر، ما يشير إلى تمسّك «إسرائيل» باستمرار احتلالها لقطاع غزة.

سادستها، إن الولايات المتحدة تدعم «إسرائيل» مباشرةً أو مداورةً في تنفيذ مخططها التوسعي، في إطار دعوة ملغومة تسميها حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها.

أرى أن قيام أطراف محور المقاومة بإعادة تقييم الظروف الاستثنائية المستجدة سيقودها، على الأرجح، إلى تطوير استراتيجيتها باتجاه ثلاث مهام عملانية:

الأولى، الانتقال تدريجياً بجبهات الإسناد الحاليّة من مستوى المساندة إلى رفع المشاركة في جهاد المقاومة الفلسطينية، ما يؤدي إلى تصعيد حرب الاستنزاف في عمق فلسطين واستهداف مواقع عسكرية واقتصادية بالغة الأهمية.

الثانية، قيام إيران بتعزيز تسليح تنظيمات المقاومة العراقية بصواريخ باليستية متطورة، وقادرة على إلحاق أضرار فادحة بالمرافق الاقتصادية الإسرائيلية الكبرى لاسيما في منطقة حيفا.

الثالثة، قيام أنصار الله في اليمن بتوسيع نطاق عملياتهم الحربية ضد البواخر المتجهة إلى «إسرائيل» خلال مرورها في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عمان.

الرابعة، تنظيم حملة شعبية واسعة لمقاطعة منتجات وبضائع دول الغرب الأطلسي الداعمة لكيان الاحتلال والمعادية لحق الشعب الفلسطيني بتحرير وطنه السليب والعودة إليه.

الخامسة، التعاون مع مختلف الهيئات العربية السياسية والشعبية لتنظيم حملة واسعة هدفها تثوير الجماهير العربية وتوعيتها بما يحيق بها من مخاطر وتحديات وتعبئتها للضغط على الدول العربية والإسلامية، بغية التخلّص من القواعد والقوات العسكرية الأمريكية التي ما زالت جاثمة في مناطق تحتوي مرافق ومؤسسات اقتصادية واستراتيجية بالغة الأهمية.

في سياق العمل الدؤوب لإنجاز هذه المهام العملانية والاستراتيجية، يجب إيلاء الإعلام والثقافة الإهتمام والعناية اللازمين، بالنظر إلى الدور المركزي الذي تلعبه وسائل التواصل الإجتماعي والسياسي في حياتنا المعاصرة. ولعلي لا أغالي في القول إن الجهد الإعلامي والثقافي لا يقلّ أهمية ًعن الجهاد القتالي. فالكلمة الصادقة والمترعة بالقيم والمعاني والمطامح الأخلاقية والوطنية تشكّل حافزاً للمجاهدين لبذل المزيد من العمل والنضال بغية تحقيق الأهداف العليا.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال محور المقاومة غزة الاحتلال العدوان محور المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة رياضة اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

دول عربية وأوروبية تطالب إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح

مدريد – أصدرت دول عربية وإسلامية وأوروبية، بيانا مشتركا بعد اجتماع اليوم في مدريد، حول القضية الفلسطينية، طالبت فيه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا ومعبر رفح.

واجتمع اليوم في مدريد، ممثلو مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، من البحرين، ومصر، والأردن، وفلسطين، وقطر، والسعودية، وتركيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ ووزراء خارجية وممثلو كل من أيرلندا، والنرويج، وسلوفينيا، وإسبانيا.

وجاء في البيان المشترك أن الاجتماع اليوم في مدريد، يأتي “في خضم أسوأ أزمة شهدها الشرق الأوسط منذ عقود، للتأكيد على التزامنا المشترك بتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين”.

وأكد المجتمعون، الدعم الكامل لجهود الوساطة الجارية التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة، ورفض جميع الإجراءات التي تهدف إلى عرقلة عملية الوساطة هذه، وجددوا الدعوة “لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمعتقلين”. كما دعوا إلى “إعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية المحتلة من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا”.

وذكر البيان، أنه “خلال سنوات عملية السلام، حددت الأطراف والمجتمع الدولي مرجعيات ومعايير لتنفيذ حل الدولتين، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقواعد ومبادئ القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية. وبدلا من ذلك، تسببت الإجراءات الأحادية غير القانونية، والمستوطنات، والتهجير القسري، والتطرف في إحباط آمال الشعبين في تحقيق السلام. منذ السابع من أكتوبر، تتكشف أمام أعيننا مأساة غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، مما يقوض السلم والأمن الدوليين”.

وتابع البيان: “ندين جميع أشكال العنف والإرهاب. وندعو إلى التنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين وفقا للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، لتحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني، ويضمن أمن إسرائيل، ويحقق علاقات طبيعية في منطقة يسودها الاستقرار والأمن والسلام والتعاون”.

وقالوا إنه بعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما على مؤتمر السلام الذي عقد في هذه المدينة، لم تتمكن الأطراف والمجتمع الدولي من تحقيق هدفنا المشترك، والذي لا يزال قائما، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، الذي بدأ في عام 1967، وتحقيق واقع تعيش فيه دولتان مستقلتان وذات سيادة، إسرائيل وفلسطين، جنبا إلى جنب بسلام وأمان، ومندمجتان في المنطقة، على أساس الاعتراف المتبادل والتعاون الفعّال لتحقيق الاستقرار والازدهار المشترك.

ورحبت الدول “بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو 2024. ونكرر التأكيد علي ضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية من أداء جميع واجباتها في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية”.

وأكدوا أنه “توجد حاجة ملحة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون شروط وبدون عوائق وبكميات كبيرة من خلال فتح جميع المعابر الإسرائيلية، ودعم عمل وكالة الأونروا وغيرها من الوكالات الأممية. ونحث جميع الأطراف على تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية”.

وحذروا “من التصعيد الخطير في الضفة الغربية ونحث على وقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين، وكذلك جميع الإجراءات غير القانونية التي تقوض آفاق السلام، بما في ذلك أنشطة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتهجير الفلسطينيين. ونؤكد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في المواقع المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ونعترف بالدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا الصدد. وندعو إلى وقف جميع الإجراءات التي تؤدي إلى التصعيد الإقليمي”.

وواصل البيان: “يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات نشطة لتنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك الاعتراف العالمي بدولة فلسطين، وضمها كعضو كامل في الأمم المتحدة. ونؤكد أن مسألة الاعتراف هي عنصر أساسي في هذه الأجندة الجديدة للسلام، مما يؤدي إلى الاعتراف المتبادل بين إسرائيل وفلسطين”.

وأكدت الدول من جديد “التزامنا المشترك بجهود السلام لتعزيز تنفيذ حل الدولتين. ونذكر أن دولنا قد اتفقت على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن”.

واختتم البيان: “مع وضع هذه الأهداف في الاعتبار، ندعو الأطراف وجميع أعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسع حول “الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل”، وذلك على هامش الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر 2024”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • «القسام» تستهدف اللواء الغربي لـ الاحتلال شمال فلسطين
  • عالم ينفجر بين سياسة الهيمنة والسياسة الدفاعية .. بوتين ونقطة اللاعودة
  • دول عربية وأوروبية تطالب إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح
  • مصر تجدد رفض وجود إسرائيل في «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح
  • جبهات المقاومة تعقد اجتماعا ثلاثيا حول مصير فلسطين في ظل طوفان الاقصى
  • سفيرة فلسطين لدى كندا: إسرائيل تخالف كل مقومات تطبيق حل الدولتين
  • السنوار يبعث برقية لنصرالله ويثمن تضامنه ودعمه لجبهات محور المقاومة
  • السنوار يوجه رسالة هامة إلى السيد حسن نصر الله.. تفاصيل ما جاء فيها
  • إسرائيل تواصل استفزاز مصر بـ "سلاح حماس"
  • السنوار للسيد نصرالله: نشكر تضامنكم عبر أفعالكم المباركة على الجبهات