تحقيق صادم.. موقع إلكتروني يوفر موعدا للانتحار المشترك
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن أكثر من 700 شخص في المملكة المتحدة بحثوا في موقع إلكتروني مؤيد للانتحار عن أشخاص ليموتوا معهم.
وقالت "بي بي سي" إن الموقع الإلكتروني يحتوي على قسم خاص يمكن للمستخدمين البحث فيه عن شريك للانتحار.
وربط التحقيق العديد من حالات الانتحار المزدوج بـ "موضوع الشركاء"، كما توصل إلى أن أولئك الذين يستغلون الضعفاء يستخدمون هذا الموقع لاستهداف النساء الضعيفات.
وسردت "بي بي سي" قصة بريت الشاب ذي الـ 28 عاما، الذي سافر من مسقط رأسه في ميدلاندز إلى اسكتلندا لمقابلة امرأة كان قد تواصل معها عبر الموقع، حيث أنهيا حياتهما معا.
وذكرت والدة بريت أنغيلا ستيفنز، أن "أفتقد كل شيء يتعلق ببريت، ابتسامته، وضحكته".
ومنذ وفاة ابنها، أمضت أنغيلا سنوات في البحث في المواقع المؤيدة للانتحار وخاصة الموقع الذي به قسم الشركاء.
و تقول أنغيلا، "إنه مكان خطير للغاية"، كما تقارنه بنسخة مظلمة من تطبيق المواعدة.
وأوضحت، "أين يمكنك أن تذهبي للبحث عن شريك حياتك لتنهي حياتك معه؟ إنه أمر شنيع للغاية".
ويشجع هذا الموقع المستخدمين على إنهاء حياتهم، ويقدم تعليمات حول كيفية القيام بذلك.
وتوصل التحقيق إلى وجود أكثر من 5 آلاف تعليق على الموضوع من قبل أشخاص من جميع أنحاء العالم.
وخلص تحقيق أجرته بي بي سي في شهر مارس/آذار الماضي إلى أن أكثر من 130 بريطانيًا ربما أنهوا حياتهم بعد استخدام مادة كيميائية يروج لها الموقع.
وقام فريق بي بي سي بإنشاء حساب مجهول وقام بتحليل عدد ومحتوى الرسائل.
وينشر الأعضاء أعمارهم وجنسهم وموقعهم وطريقة الموت المفضلة لديهم، بحثًا عن أشخاص ليموتوا معهم.
وأعلنت ليندا شقيقة، هيلين كايت، عن حاجتها إلى شريك في عام 2023، مضيفة أن هذا المنتدى "يستهدف الأرواح اليائسة، ويضعهم قسم الشركاء على طريق الموت الذي لا مفر منه".
و كتبت ليندا: "أنا امرأة، أبلغ من العمر 54 عامًا، وأقيم بالقرب من لندن، أستطيع السفر وأستطيع دفع تكاليف الإقامة في فندق، ومن الواضح أنه سيكون من الجيد أن نتحدث أولاً".
وتواصلت ليندا مع رجل من خلال قسم الشركاء والتقت به في فندق في رومفورد، بشرق لندن.
ولقد تناولا مادة كيميائية سامة وماتا معًا في 1 يوليو/ تموز من عام 2023.
وتقول هيلين إنه تم العثور على ليندا "ملقاة بجوار جثة شخص غريب تماما".
وتعتقد أن "الضحايا الأبرياء الذين يبحثون عن الدعم يقعون كل يوم في فخ المنتدى دون عائق من السلطات".
وقالت إن ذلك يسبب "بؤسا ومعاناة لا يمكن وصفهما لأولئك الذين تركوهم وراءهم".
ففي أيلول/ سبتمبر من عام 2023، ذهبت أخت هيلين الأخرى سارة - التي دمرتها خسارة ليندا - إلى المنتدى أيضًا، وتناولت نفس المادة الكيميائية السامة وماتت.
وأشار التحقيق، إلى أن الأشخاص الذين يستغلون الضعفاء يستخدمونه لاستهداف أولئك الضعفاء الذين يفكرون في الانتحار، وخاصة النساء.
وفي عام 2022، استمعت محكمة في غلاسكو إلى كيفية استجابة كريغ ماكينالي، البالغ من العمر 31 عامًا، لسلسلة من المنشورات في قسم الشركاء، والتي نشرتها شابات يبحثن عن شخص يمتن معه.
وقال التحقيق، أن ماكينالي أقنع إحداهن، وهي امرأة هشة تبلغ من العمر 25 عامًا، بالحضور إلى شقته و"الإقدام" على الانتحار، لقد خنقها ماكينالي مرارا وتكرارا إلى الحد الذي فقدت فيه وعيها.
وتم القبض على ماكينالي في منزله حيث تبين أنه قدم "نصائح ومساعدة" مماثلة لشابات أخريات حاولن الانتحار.
لقد التقى بهن جميعًا في قسم الشركاء، وكان من بينهن الطالبة الرومانية روبرتا باربوس البالغة من العمر 22 عاما.
وفي الرسائل التي اطلعت عليها بي بي سي، قال ماكينالي لروبرتا إنه يتمتع "بخبرة هائلة" ووعد بأن يكون معها "طوال الطريق".
والتقت ماكينالي مرة واحدة ثم رفضت رؤيته مرة أخرى، لكنها انتحرت بمفردها في فبراير/ شباط من عام 2020.
وقالت ماريا باربوس، والدة روبرتا: "يبدو الأمر وكأنه من فيلم رعب، من عالم آخر، لم أصدق أن مثل هذا الموقع موجود، إنهم عقول مريضة".
وصدر أمر تقييد مدى الحياة على ماكينالي، وهو حكم مخصص في اسكتلندا لأخطر حالات الجرائم الجنسية والعنيفة، باستثناء القتل، ويشمل هذا القرار الخاص بماكينلي الحُكم عليه بالسجن لمدة لا تقل عن عامين وثلاثة أشهر، والمراقبة لبقية حياته.
ووجد التحقيق أنه خلال العامين الماضيين سافر بعض مستخدمي المنتدى إلى الخارج لمقابلة شركائهم، حيث علم التحقيق بحالتين حيث سافر رجلان من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة للقاء و"مساعدة" نساء شابات في خططهن للانتحار.
وفي إحدى الحالات، سافر رجل من ولاية مينيسوتا إلى المملكة المتحدة بالطائرة وأقام في فندق لأكثر من أسبوع مع امرأة تبلغ من العمر 21 عاما التقى بها عبر الموقع.
في اليوم الحادي عشر من مشاركتها غرفة الفندق، تناولت الشابة مادة كيميائية سامة وتوفيت.
وزعم الرجل أنه كان نائماً عندما تناولت المادة، واتصل بخدمات الطوارئ عندما أدرك ما فعلته.
وتم اعتقاله واستجوابه من قبل الشرطة ولكن تم إطلاق سراحه دون توجيه تهمة إليه وسُمح له بالعودة إلى وطنه.
وفي حالة ثانية، يُعتقد أن رجلاً من فلوريدا قام بترتيب لقاء مع أربعة أشخاص كان قد تواصل معهم عبر الموضوع، أحدهم في المملكة المتحدة.
وقدمت الحكومة المحافظة السابقة قانون السلامة على الإنترنت في عام 2023 والذي قالت إنه سيسمح للهيئة التنظيمية أوفكوم بالتحرك ضد الموقع.
وتقول الحكومة العمالية الجديدة إنها ملتزمة بالقانون الجديد و"عازمة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا الضرر عبر الإنترنت".
ونقل التحقيق عن أحد المتحدثين باسم الحكومة: "نريد أن نضع هذه الحماية الجديدة موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن".
وتقول جولي بنتلي، الرئيسة التنفيذية لجمعية خيرية هي ساماريتنز، إن القانون لن يمنع الضرر إلا إذا كان له قوة حقيقية حيث: "يتعين على الحكومة وهيئة الاتصالات ضمان تنظيم المنصات الصغيرة التي تشكل خطورة كبيرة على الجمهور إلى أقصى حد يسمح به القانون".
ولا تزال هيئة الاتصالات البريطانية (أوفكوم) تجري مشاورات بشأن أفضل السبل لتطبيق القانون الذي لن يدخل حيز التنفيذ حتى نهاية هذا العام.
وتعترف الهيئة التنظيمية بأنه نظرًا لصغر حجم الموقع ومقره في الولايات المتحدة، فسيكون "من الصعب للغاية" اتخاذ إجراء قانوني ضده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تحقيق الانتحار الولايات المتحدة بريطانيا الولايات المتحدة تحقيق الانتحار موقع الكتروني صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة المتحدة من العمر بی بی سی عام 2023
إقرأ أيضاً:
ويتكوف ووالتز: نبحث مع الشركاء نقل سكان غزة ويمكننا التوصل لحل جماعي
قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن المفاوضات التي ستجري في العاصمة القطرية الدوحة ستتناول نتائج المرحلتين الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب غير مقتنع بالمرحلة الثالثة التي تتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة.
ووفقا لتصريحات أدلى بها ويتكوف ومستشار الأمن القومي مايك والتز للصحفيين من حديقة البيت الأبيض، فإن ترامب ليس مقتنعا بأن تستغرق إعادة إعمار القطاع خمس سنوات كما هو منصوص عليه في الاتفاق.
جاء حديث ويتكوف في سياق محاولته تبرير الجدل الدائر بشأن تهجير جزء من سكان القطاع إلى مصر والأردن، ووصف هذا التوجه الأميركي بأنه منطقي ويتعامل مع الظرف الراهن في غزة والمنطقة.
مباحثات مثمرةوبحسب المصدر نفسه، فإن المسؤولين الأميركيين أجريا مباحثات مثمرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا، وهذا ما دفع الأخير لإرسال فريق التفاوض إلى الدوحة لبحث المرحلة الثانية.
وقال المبعوث الأميركي -الذي شارك في جلسات المفاوضات التي سبقت إعلان اتفاق وقف إطلاق النار- إن إدارة ترامب "لم تشارك في تفاصيل الاتفاق غير الرائع الذي تم توقيعه".
إعلانوأضاف "هذه الصفقة معقدة وبها العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، وما يقوله ترامب هو أن علينا فهم الظروف القائمة في غزة اليوم".
التركيز على التطبيع
وقد كرر مستشار الأمن القومي مايك والتز الكلام نفسه بقوله إن ترامب يتحرك بواقعية ويتعامل مع الظروف على الأرض، مؤكدا أن الإدارة الأميركية تعمل حاليا مع شركائها في المنطقة من أجل التوصل لحل جماعي لهذه القضية.
وبحثت إدارة ترامب هذه التفاصيل مع نتنياهو، وفق والتز الذي أشار إلى مناقشات تمت مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر الهاتف وأخرى ستجري مع ملك الأردن عبد الله الثاني خلال زيارته الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. ويعتقد والتز أن هذه النقاشات سوف تسفر عن حلول.
ويمثل المكان الذي سيذهب له الفلسطينيون مشكلة كبيرة، ومن ثم فهي تتطلب حلا جماعيا، كما يقول والتز، مؤكدا أن "مقاربة ترامب في هذه المسألة واقعية وتتعامل مع المنطق في ظل الظروف الصعبة الحالية".
وستركز النقاشات المرتقبة أيضا، حسب والتز، على "مستقل غزة وتدمير حركة حماس وإخراج الرهائن (الأسرى)"، وأضاف "النقاشات قائمة على أساس الاعتقاد أن هناك العديد من الفرص التي باتت سانحة في المنطقة بعد تدمير حزب الله اللبناني وهروب الرئيس السوري بشار الأسد وضعف إيران".
وتريد الولايات المتحدة أيضا أن يتعاون الأوروبيون في حل مشكلات بالمنطقة منها هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين) في البحر الأحمر، والتي قال والتز إن بلاده لن تتحمل التصدي لها بمفردها.
وقال والتز إن هناك فرصا وتفاؤلا في إسرائيل، مشيرا إلى أن محادثات جرت بشأن الجولة القادمة من اتفاقات أبراهام "التي تمثل هدفا يحاول ترامب تحقيقه اعتمادا على ما قام به خلال فترته الرئاسية الأولى".