كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يتجدد الرهان على إمكانية إخراج الوضع السياسي من مرحلة تقطيع الوقت بانتخاب رئيس للجمهورية، بذريعة أن من يريد انتخابه لا يتحصن وراء التفاصيل، في إشارة إلى تبادل الشروط بين المعارضة ومحور الممانعة، ممثلاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري، حول الإطار الدستوري لدعوة البرلمان إلى جلسة يراد منها إنقاذ الاستحقاق الرئاسي من التأزم الذي لا يزال يحاصره.



هذا في حال أن الظروف الدولية والإقليمية الداعمة لإنجاز الانتخاب أصبحت ناضجة، بما يسمح لـ«اللجنة الخماسية» بمعاودة تحركها؛ كونها تشكل مجموعة دعم ومساندة للنواب بتسهيل إنهاء الشغور الرئاسي الذي يدخل شهره الثالث والعشرين.
لكن الرهان يصطدم مجدداً بتمسك بري بمبادرته التي أطلقها بمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، وجاءت مطابقة لتلك التي أطلقها السنة الماضية في مثل هذه المناسبة، وبإصرار المعارضة على مبادرتها لانتخاب الرئيس تحت سقف الدستور، مستبقة بذلك الموقف الذي أعلنه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، بمناسبة ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لئلا يقال إنه هو من يتحكم بقرارها ويديرها لحساباته الخاصة.

ومع أن دعوة بري للتشاور تلقى تأييداً من «اللقاء الديمقراطي» وكتل «الاعتدال» و«لبنان الجديد» و«لبنان القوي» برئاسة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، و«الوفاق الوطني» وحزب «الطاشناق»، إضافة إلى الثنائي الشيعي وعدد من النواب المستقلين، ومن بينهم النواب الذين خرجوا أو أُخرجوا من «التيار الوطني»؛ فإن بري ليس في وارد توجيه الدعوة للتشاور بمن حضر، أي بغياب المعارضة وعلى رأسها «القوات اللبنانية»، لأنه لا يحبّذ عزل فريق مسيحي يمكن أن يؤدي عزله إلى رد فعل من شارعه يرفع من منسوب التعاطف معه.
وهناك من يعتقد، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، أن بري ليس في وارد التخلي عن مبادرته تحت الضغط الذي تمارسه المعارضة، وهو يراهن على دور اللجنة «الخماسية»، التي تتشكل من «الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر»، لإقناعها بتليين موقف المعارضة بما يسمح بإعادة فتح أبواب البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية.

وتؤكد المصادر النيابية أن أجواء التفاؤل التي يشيعها السفير المصري علاء موسى بتوجّه «الخماسية»، على مستوى السفراء لمعاودة نشاطها بعد انقطاع مديد، تأتي في إطار حث النواب على التحرك للخروج من المراوحة لانتخاب الرئيس، وتقول إن لا موعد محدداً لاستئناف تحركهم؛ كونه يتوقف على مشاورات يجرونها مع مسؤولين في دولهم عن الملف اللبناني.

وتلفت المصادر إلى أن لقاء بري بالسفير السعودي وليد البخاري يأتي في باب التشاور لإخراج انتخاب الرئيس من المراوحة. وتؤكد أن اللقاء جاء بالتزامن مع انتقال البخاري إلى الرياض للتشاور مع المسؤولين السعوديين في ضوء وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة السعودية في سياق تكليفه بالإشراف على تطوير مشروع العلا الإنمائي والسياحي.
وإذ تترك المصادر النيابية للسفراء حسم موقفهم من معاودتهم التحرك، فإن مصادر محسوبة على النواب الوسطيين تقول إن دعوة بري للتشاور تحظى بتأييد أكثرية ثلثي أعضاء النواب، لكن هذا لا يعني من وجهة نظره أن الطريق سالك للتشاور، وهو من تمنّى على عدد من سفراء «الخماسية»، لدى سؤالهم إياه ما العمل لتسريع انتخاب الرئيس، التواصل مع المعارضة، وتحديداً جعجع، سعياً لتليين موقفه، وهذا ما كان تبلغه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من القيادات التي تواصل معها طلباً لخفض منسوب التوتر في جنوب لبنان.
وترى المصادر أن المواقف، في حال بقيت بلا أي تعديل، فإنها ستؤدي إلى تمديد تقطيع الوقت، نافية ما تردد بأن الوسيط الأميركي أموس هوكستين طرح في زيارته الأخيرة لبيروت التمديد لعام ثانٍ لقائد الجيش العماد جوزف عون، وتكشف لـ«الشرق الأوسط» أن بري لا يرى ضرورة لحرق المراحل، ويراهن على إمكانية انتخاب الرئيس قبل انتهاء فترة التمديد الأول لقائد الجيش في كانون الثاني المقبل.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«الخماسية البيضاء» تكتب التاريخ بأرقام قياسية

سلطان آل علي (دبي)
على استاد آل نهيان في أبوظبي، حقق المنتخب الوطني انتصاراً كبيراً على شقيقه القطري بنتيجة 5-0 في الجولة السادسة من المرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم 2026.
هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة إيجابية، بل كان لحظة فارقة في تاريخ المنتخب الإماراتي، حيث سجل أرقاماً قياسية جديدة تعزز مكانته كأحد أبرز المنافسين في القارة الآسيوية، خلال هذه التصفيات.
وللمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ينجح منتخب الإمارات في تسجيل خمسة أهداف في مباراة واحدة.
الانتصار الساحق على قطر يُعد أكبر فوز في تاريخ «الأبيض» في هذه المرحلة، ما يعكس النجاعة الكبيرة التي يمتلكها الفريق عند الوصول للمرمى، ويعد أكبر انتصار سابق على كازاخستان في تصفيات 1998 في المرحلة النهائية، حينما انتصر منتخبنا برباعية نظيفة.
وبهذا الفوز على قطر، رفع المنتخب رصيده إلى 10 نقاط، معادلاً أفضل حصيلة له بعد ست جولات متتالية في تاريخه بالتصفيات النهائية، والتي تحققت في تصفيات 2002 عندما أنهى المرحلة في المركز الثاني، وكان قريباً من بلوغ المونديال، لكنه فشل في تجاوز إيران بالملحق آنذاك.
وأسفرت هذه المباراة عن تألق ليما في قيادة الهجوم الإماراتي لأرقام كبيرة، حيث سجل الفريق 12 هدفاً في التصفيات حتى الآن، وهو أعلى رقم في تاريخ مشاركاته في هذه المرحلة.
على الجانب الدفاعي، لم يستقبل المنتخب سوى 4 أهداف، ليحقق بذلك أفضل سجل دفاعي في تاريخه في هذه المرحلة، ليُظهر هذا التوازن بين الهجوم والدفاع تطور المنتخب الملحوظ.
بفضل هذا الأداء المميز والانتصارات الأخيرة، حقق منتخبنا الوطني قفزة كبيرة في تصنيف «الفيفا» لشهر نوفمبر، حيث تقدم «الأبيض» خمسة مراكز، ليصل إلى المركز 63 عالمياً، متجاوزاً منتخب الأردن المصنف 64، مقترباً من السعودية المصنفة 59، وهذا التقدم جعل الإمارات ثالث أكثر المنتخبات تقدماً عالمياً، خلال الشهر، بعد زامبيا واسكتلندا، بعد تقدمهما سبعة مراكز.
على الجانب الآخر، عانى المنتخب القطري أسوأ هزيمة رسمية في تاريخه الممتد لأكثر من 54 عاماً، الخسارة بنتيجة 0-5 هي الأكبر التي يتعرّض لها «العنابي» في أية مسابقة رسمية، ما يجعل هذا اللقاء علامة فارقة في تاريخ المواجهات بين المنتخبين، وتاريخ منتخب قطر الطويل.
هذا الفوز التاريخي يحمل أهمية كبيرة لمشوار المنتخب الإماراتي في التصفيات، إلى جانب النقاط الثلاث التي عززت فرصه في التأهل، أعطى الانتصار دفعة معنوية هائلة للفريق والجهاز الفني، كما أن الأداء الجماعي والروح القتالية التي ظهرت في المباراة يؤكدان أن المنتخب يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق حلم التأهل للمونديال.

أخبار ذات صلة لاوتارو يطارد كريسبو! فابيو ليما يدخل التاريخ بـ «سوبر هاتريك» استثنائي

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • الغساني: «الخماسية» تجعلنا أكثر ثقة وتواضعاً
  • هوكشتاين يستوعب الاعتراضات ولا اشتباك مع بري
  • رئيس مجلس الدولة المصري يستقبل نظيره العراقي لبحث تبادل الخبرات
  • مبعوث الرئيس الأمريكي يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني في بيروت
  • مبعوث الرئيس الأمريكي يلتقي مجددًا رئيس مجلس النواب اللبناني في بيروت
  • «الخماسية البيضاء» تكتب التاريخ بأرقام قياسية
  • تركيا.. نواب المعارضة يشتبكون مع حرس وزير الداخلية
  • ضغوط لعقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس لجمعية المصارف
  • الرئيس المشاط يعزي الراعي في وفاة شقيقته