لتعزيز الصمود .. مِهنٌ جديدة فرضتها حرب الاحتلال على غزة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
الثورة / وكالات
لا يعدم الفلسطيني الوسيلة، ولا سبل العيش وسط واقع أليم وقاهر، تفرضه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة منذ نحو 11 شهراً.
وأمام قسوة الأوضاع، لجأ الكثير من الفلسطينيين لمهن جديدة؛ سعياً لكسب الرزق وتعزيز حالة الصمود وإفشال مخططات الاحتلال الرامية لبث الإحباط وتدمير مقاومات الحياة.
وفرضت حرب الإبادة على الفلسطينيين، أنواعاً مختلفة من المهن ومجالات العمل، لإعالة أسرهم في ظل القتل والقصف الهمجي المستمر منذ 11 شهراً.
نقاط الشحن
في شوارع قطاع غزة، تنتشر نقاط للشحن، وهي عبارة عن نقاط يشحن من خلالها الفلسطينيون هواتفهم وبطارياتهم لقاء أجر مادي زهيد.
وجاءت هذه المهنة غير المسبوقة في قطاع غزة؛ نتيجة لانقطاع الكهرباء تمامًا عن القطاع منذ 10 أكتوبر الماضي، بعدما قطعت قوات الاحتلال خطوط الكهرباء في اليوم الأول للحرب، بالتزامن مع فرض حصار مشدد أوقفت خلالها إمدادات الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى توقفها عن العمل خلال عدة أيام من بدء الحرب.
يقول المواطن محمد المسارعي والموجود في مخيم دير البلح لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إنه وبفعل الحرب ازدادت متطلبات الحياة عليه، مع الغلاء الذي يضرب بلا هوادة، تبادر إلى ذهنه إنشاء نقطة شحن باستخدام ألواح طاقة شمسية متوفرة لديه.
يتابع المسارعي أن عمله في شحن الهواتف والبطاريات حسّن من قدرته على التكيف مع متطلبات الحياة في أتون الإبادة الجماعية بغزة.
وأشار إلى أن هناك رضى من الجيران، لأن ذلك يوفر عليهم جهد البحث عن مصادر الطاقة في مناطق بعيدة.
مراكز الانترنت
ومع انقطاع الإنترنت والكهرباء بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد، انتشرت في مناطق قطاع غزة مراكز للإنترنت، تهدف لتوفير الخدمة للمواطنين.
المواطن أحمد إبراهيم أنشأ خيمة على شاطئ بحر مواصي خان يونس، واستطاع إمدادها بتيار كهربائي وخط إنترنت بجودة عالية.
يقول لمراسلنا إن الفكرة جاءته بعد انقطاع الإنترنت عن كثير من المواطنين مع عدم قدرتهم عن الاستغناء عن هذه الخدمة المهمة، لاسيما الطلبة وأصحاب الأعمال.
يتابع أنه يوفر مكاناً للجلوس وتياراً كهربائياً، مع توفر مشروبات باردة وساخنة.
وأكد أن هدف مشروعه توفير إنترنت بجودة عالية للطلاب وأصحاب الأعمال وغيرهم.
وقطعت قوات الاحتلال الاتصالات والإنترنت لأول بشكل تام في قطاع غزة ولمدة يومين بالتزامن مع بدء توغلها البري في 27 أكتوبر الماضي، وكررت ذلك لاحقا، إلى جانب تدميرها غالبية مقاسم الاتصالات ما تسبب بتعطل شبه تام لشبكات الإنترنت، حيث بات المواطنون يبحثون عن البدائل من خلال البطاقات الإلكترونية أو خدمات إنترنت تتوفر في نقاط معينة.
ولم تسلم نقاط شحن الكهرباء والإنترنت من استهدافات الاحتلال فكثيرا ما قصفتها واستهدفتها وقتلت من فيها، لتزيد صعوبات الحياة اليومية في القطاع.
أفران الطين البدائية
وبفعل انقطاع غاز الطهي، وإغلاق المخابز انتشرت في ربوع المناطق أفران الطين لإعداد الخبز.
يقول المواطن محمد أبو هنية، إنه أنشأ فرناً لإعداد الخبز، باستخدام الحطب.
وأضاف لمراسلنا، أن أفران الطين البدائية كانت بديلاً مناسباً، مع عدم توفر غاز الطهي، والكهرباء، ووفرت للناس طريقة لإعداد الخبز وسط الظروف القاهرة التي يعيشونها.
بيع المياه المثلجة والتثليج
ومع انقطاع الكهرباء برزت الحاجة إلى المياه الباردة وتخزين الأطعمة في الثلاجات، فتبادرت إلى ذهن المواطن محمد الباز استغلال طاقة شمسية متوفرة لديه، بمجال تخزين اللحوم والطعام، وبيع المياه المثلجة في ظل أجواء الحر الشديد.
يقول لمراسلنا، إن مشروعه حسّن من ظروف حياته اليومية، متمنياً انتهاء الحرب وحقن دماء المواطنين وكسر الحصار.
انتشار البسطات
ومع تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي غالبية المولات والمحلات التجارية، وإجبار المواطنين على التكدس في شريط ساحلي ضيق، انتشرت ظاهرة البسطات التجارية بشكل لافت.
يقول المواطن يوسف سامي، إنه أنشأ بسطة لبيع الحاجات الأساسية، من سكر وأرز، والمعلبات وغيرها.
يتابع في حديث لمراسلنا أن البسطة دخلها بسيط إلا أنها أحدثت فرقاً على مستوى تلبية احتياجات المنزل من مأكل ومشرب وغيره.
تصليح الأحذية والملابس
منذ بدء حرب الإبادة وتمنع إسرائيل إدخال الملابس والأحذية إلى المواطنين، في أتون القتل والإبادة.
وتبادر إلى ذهن المواطن محمد مصلح إنشاء نقطة لتصليح الأحذية، وسط منع إدخالها إلى المواطنين.
وقال لمراسلنا: إن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على تصليح الأحذية لمنع إدخالها من قبل جيش الاحتلال منذ قرابة عام.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
البترول: 61 فرصة استثمارية جديدة لتعزيز الإنتاج في البحر المتوسط والصحراوين
أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن العمل التكاملي مع الحكومة تحت قيادة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والتعاون الوثيق مع الشركاء الأجانب وإطلاق الوزارة الإجراءات التحفيزية فى أغسطس الماضى، أثمر عن تحقيق مؤشرات إيجابية مهمة لعودة عجلة الاستثمار في إنتاج البترول والغاز ، ومن أبرزها قيام شركة إيني الإيطالية بإستقدام حفار للعمل في حفر آبار إضافية بحقل غاز ظهر نهاية ديسمبر الحالي ، وقيام شركة اكسون موبيل بحفر اول بئر استكشافي للغاز في غرب المتوسط، بالإضافة إلى تعجيل شركة بى بى لخطة إنتاج المرحلة الثانية من تنمية حقل ريفين البحري، وكذلك جهود وخطط شركات اباتشى وشل و IPR واديس وغيرهم من الشركات لزيادة إنتاج الزيت الخام فى الصحراء الغربية والشرقية .
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مؤتمر (التحول الطاقي والتنمية المستدامة.. تحديات وآمال) الذي نظمته مؤسسة الأهرام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وبحضور المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الاعمال العام والمهندس عبدالصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والدكتور محمد فايز فرحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام وقيادات قطاع البترول ومؤسسة الأهرام .
وأشار بدوي الي طرح الوزارة 61 فرصة استثمارية لزيادة الاستكشاف والإنتاج بمناطق البحر المتوسط والصحراوين الشرقية والغربية وتتضمن أيضاً تشجيع أنشطة إنتاج الزيت الخام من الحقول المتقادمة باستثمارات ملائمة ، لافتا إلي أنه يتم الترويج لتلك الفرص الاستثمارية بأحدث أساليب التحول الرقمي من خلال بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج EUG .
واستعرض بدوى المحاور الست الاساسية لاستراتيجية عمل الوزارة فى الوقت الحالى ، والتى تتمثل فى توفير احتياجات المواطنين من المنتجات البترولية باقل تكلفة ، وذلك من خلال زيادة الإنتاج وتكثيف برامج الحفر والاستكشاف ، واستغلال البنية التحتية والطاقات فى قطاع التكرير والبتروكيماويات ، واحداث نقلة نوعية في قطاع الثروة المعدنية لزيادة مساهمتها فى الناتج المحلي ، بالإضافة إلى إعادة هيكلة مزيج الطاقة بالتعاون والعمل التكاملي مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لزيادة نسبة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة المصرى لتصل إلى 42٪ بحلول عام 2030، مما يتيح استغلال الغاز الطبيعي فى صناعات القيمة المضافة وتصدير الفائض ، بالإضافة إلى المحور الهام والخاص بالسلامة والصحة المهنية والبيئة والاستدامة وترشيد الطاقة لما لها من دور إيجابي في جذب الاستثمارات من خلال توفير بيئة عمل آمنه للحفاظ على سلامة العاملين ، بالإضافة إلى مشروعات الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية ، والمحور السادس يتمثل في استغلال موقع مصر الاستراتيجي لزيادة التعاون الإقليمي وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية وتكوين شراكات مع دول المنطقة للاستفادة من الاكتشافات الجديدة بها من خلال البنية التحتية فى مصر وهو ما نسعى إليه مع دولة قبرص لاستقبال الغاز القبرصى وإعادة تصديره او استخدامه فى تلبية احتياجات السوق المحلي وفى صناعات القيمة المضافة مثل البتروكيماويات.
واشاد بدوى بالعمل التكاملى مع مؤسسات الدولة ومجلسى النواب والشيوخ من خلال لجان الطاقة والصناعة والبيئة لتوفير بيئة تشريعية جاذبة للاستثمارات، وكذلك دعوة القطاع الخاص المصرى للاستثمار في قطاع البترول ، كما وجه الشكر للشركاء الأجانب لعودة ضخ استثمارات جديدة، لافتا إلى إن هناك 57 شركة عالمية تعمل فى مصر وتسعى للاستفادة من الفرص الاستثمارية المشجعة لتكثيف برامج البحث والاستكشاف وزيادة الإنتاج ، مشيراً إلى أن التحول الرقمى له دور إيجابي في هذه المجالات .
وفى نهاية كلمته ، استعرض المهندس كريم بدوى اهم ملامح خطة عمل عام 2025 ، والتى تتمثل فى زيادة عجلة الإنتاج وتكثيف برامج البحث والاستكشاف ، واستغلال الطاقات فى قطاع التكرير والبتروكيماويات ، وكذلك التوسع فى استخدامات الغاز الطبيعي فى المنازل والسيارات لجدواه الاقتصادية على المواطنين بالإضافة إلى تقليل الفاتورة الاستيرادية من المنتجات البترولية ، وكذلك إطلاق بوابة التعدين الرقمية لجذب مزيد من الاستثمارات فى هذا القطاع الحيوي، وفى نهاية كلمته وجه الوزير الشكر والتقدير لكافة العاملين في قطاع البترول والثروة المعدنية على جهودهم والعمل على مدار اليوم لتوفير متطلبات المواطنين.