صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
بثينة تروس
يا صوتهن لما سري من قوز هندي محلية مروي من الشمالية، (لا للحرب يا برهان) (تعبنا اتشردنا سنة كاملة) (بيوت ما عندنا قاعدين في الشارع يا برهان) أصوات تطالب أعلي سلطة تدير الحرب في البلاد بويلاتها وفظائعها، تعالي هتافهن بين دموع الاسي، يعلن حرقة الحشي، وفقد الأمان.
خنوع تنابلة السلطان، تربية تمكين الحركة الإسلامية، الذين لم يقنطوا من احلام العودة للاستثمار في فساد السلطة، من الذين حاولوا التشويش علي اصواتهن، واخماد نار احتجاجهن، وهم يرفعون حناجرهم البائسة بالتكبير، الذي شهدناه لا يغادر الحناجر، ولا يقيم العدل، ولا يحفظ الاعراض، ولا يأبه بحقن الدماء.. هؤلاء الأرزقية مردوا على الخنوع، لا يحركون ساكن الحس السليم في النطق بكلمة الحق في وجه حكام جائرين، بل تفانوا في خدمة حكومة السوء، وباعوا ضمائرهم، ولم تفتر حناجرهم طوال ثلاثين عام من هتافات (سير سير يا البشير)، يعلمون يقيناً ان الذين يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية هم أبناء هؤلاء الأمهات المسكينات، وأبناء عوام الشعب.. أما (أبناء المصارين البيض) من الإسلاميين، فلا يعنيهم شأن الرعية، وهم في البلدان الاَمنة ينعمون بالأمان في احضان امهاتهم.. أما تكبير الارزقية فهو وسيلة مجربة في حماية النظام بقداسة دينية، ومنطلقات عشائرية قبلية ومناطقية، لذلك ما انسدت دروب البرهان الجنرال الذي اشتهر بنقض العهود المواثيق، الا ويمم وجهه شطر الشمالية، مستنجداً بإرث ثقافة فرق تسد، واوهام انه له شان عظيم في هذا البلد، ولعمري كأنه لم يسمع مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اللهم لا تجعل هلاك امة محمد بيدي) هنا مع ملاحظة ان قتلى الجيش والدعم السريع مواطنين مسلمين ومن امة محمد عليه الصلاة والسلام.
وهؤلاء الكنداكات اللائي طالبن بوقف الحرب الدائرة رحاها الان، قبلاَ هن خارجات من مواجهة عناء تجربة حكم استبدادي شهدن فيها علي أيديهم ذلاً ومهانةً غير مسبوقة في تاريخ البلاد، من اجل قهرهن سنوا القوانيين المقيدة للحريات وعبرها تمت ملاحقتهن، وتجريمهن والتضييق عليهن في كافة الحقوق، والتمييز بينهن ونساء المؤتمر اللا وطني، وكانت أجسادهن ساحات المعارك باستخدام العنف الجنسي والاغتصابات كاَلة حرب، ولقد ظن الغافلون في السابق من التنابلة انها ظاهرة سوف تنحصر عواقبها الوخيمة في عقر دور نساء دارفور، والهامش، ولكن صنائعهم القتالية من المليشيات لديهم ذل الرجال يتم بذل نسائهم.
لقد تعالت أصوات نساء الشمالية لتفضح الأصوات التي تنادي باستطالة أمد الحرب ولو استمرت لمائة عام، وتؤكد على الحوجة الملحة للسلام وإحصائيات ان هنالك 7 ملايين امرأة تنتهك حقوقهن الإنسانية، ويواجهن اقسي أنواع العنف وما ينجم من ظواهره علي ايدي طرفي النزاع الدائر الان، وما يجابهن واسرهن في نزوحهن ولجوئهن، من كارثة وصفتها سامانثا باور، مديرة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، بأنها تعد اكبر محنة إنسانية علي وجه الأرض، حيث يواجه ملايين السودانيين انعدام الطعام والعلاج.. وفي ظل الفيضانات والكوارث الطبيعية، فالذي سوف تشهده البلاد اسوأ من الذي حدث بالصومال عام 2011 ووفاة 250 الف شخص من الجفاف.. وأعداد الذين تم اجبارهم علي اخلاء منازلهم هم اكثر من مجموع الذين اخرجوا من ديارهم في حرب أوكرانيا وغزة..
شكراً نساء قوز هندي فهتافكن (لا للحرب يا برهان) به تاكيد انه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيين انفسهم، فجميع الحروب التي شهدتها البلاد انتهت عند عتبات التفاوض والاتفاقيات، فالنصر المؤزر الذي يحلم به الفلول فهو من اساطير ساحات الفداء وكتائب الدفاع الشعبي، التي قادت البلاد لانفصال الجنوب، وفي ظل هذه الحرب ومسرح التدخلات العالمية، وتنافس دول الجوار والإقليم (مصر والامارات) في اظهار زعاماتهم وتأثيرهم علي الاوضاع لا يمكن التكهن بانتصار حاسم لاحد طرفي القتال، والخاسر الحقيقي هو المواطن والمفقود هو الوطن.
الوسومبثينة تروس كنداكات نساء الشمالية وقف الحربالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: نساء الشمالية وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
السودان: الحملة المشتركة لوقف الحرب تسلط الضوء على آثار النزاع على التعليم
تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي الجماهيري حول تأثير الحرب على التعليم، وتشجيع الالتفاف الشعبي حول موقف موحد ضد استمرار النزاع.
الخرطوم: التغيير
أعلنت الحملة المشتركة لوقف الحرب في السودان عن إطلاق حملة توعوية حول التعليم تستمر لمدة ثلاثة أيام، تبدأ يوم الثلاثاء وتختتم الخميس الموافق 19 ديسمبر الجاري.
وتأتي هذه الحملة تحت شعار “التعليم رافعة لخفض صوت البنادق”، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأضرار التي خلفتها الحرب في مجال التعليم، إلى جانب الدعوة لعودة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي.
وأوضح بيان صحفي صدر اليوم الإثنين أن الحملة تهدف إلى تعزيز الوعي الجماهيري حول تأثير الحرب على التعليم، وتشجيع الالتفاف الشعبي حول موقف موحد ضد استمرار النزاع.
كما تسعى الحملة إلى التأكيد على أن التعليم حق أساسي لا يجب أن يتأثر بالخلافات أو المزايدات السياسية.
واندلعت الحرب في السودان منذ منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد وشلّ العديد من القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم.
وتضررت آلاف المدارس نتيجة القصف والنزوح، وتوقفت العملية التعليمية في العديد من المناطق، مما حرم ملايين الأطفال والشباب من حقهم في التعلم.
وفي ظل هذه الأوضاع، تسعى المنظمات المدنية والمبادرات الشعبية إلى لفت الانتباه إلى أهمية إعادة بناء القطاع التعليمي وضمان استمراره كجزء من الجهود الأوسع لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
الوسومآثار الحرب في السودان التعليم في ظل الحرب الحملة المشتركة لوقف الحرب في السودان