صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-17@07:36:21 GMT

صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!

 

صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!

بثينة تروس

يا صوتهن لما سري من قوز هندي محلية مروي من الشمالية، (لا للحرب يا برهان) (تعبنا اتشردنا سنة كاملة) (بيوت ما عندنا قاعدين في الشارع يا برهان) أصوات تطالب أعلي سلطة تدير الحرب في البلاد بويلاتها وفظائعها، تعالي هتافهن بين دموع الاسي، يعلن حرقة الحشي، وفقد الأمان.

. أصوات تعالت تنعي الوطن وتفطر الاكباد وجعاً، وفي ذات الوقت صدحت مذكرة بزغاريد صافرة ثورة ديسمبر في مواجهة الة القمع العسكرية، حين كان طرفا القتال جيش وجنجويد/دعم سريع يقفان سويا ضد المواطن، ولا يزالا في حربهم العبثية.  إنهن نساء بلادي اللائي يتقدمن الصفوف عند المحن وويلات الزمن غير وجلات ولا خانعات، فلقد ارعبت مطالبهن أصوات الخنوع والنفاق.

خنوع تنابلة السلطان، تربية تمكين الحركة الإسلامية، الذين لم يقنطوا من احلام العودة للاستثمار في فساد السلطة، من الذين حاولوا التشويش علي اصواتهن، واخماد نار احتجاجهن، وهم يرفعون حناجرهم البائسة بالتكبير، الذي شهدناه لا يغادر الحناجر، ولا يقيم العدل، ولا يحفظ الاعراض، ولا يأبه بحقن الدماء.. هؤلاء الأرزقية مردوا على الخنوع، لا يحركون ساكن الحس السليم في النطق بكلمة الحق في وجه حكام جائرين، بل تفانوا في خدمة حكومة السوء، وباعوا ضمائرهم، ولم تفتر حناجرهم طوال ثلاثين عام من هتافات (سير سير يا البشير)، يعلمون يقيناً ان الذين يقاتلون في صفوف المقاومة الشعبية هم أبناء هؤلاء الأمهات المسكينات، وأبناء عوام الشعب.. أما (أبناء المصارين البيض) من الإسلاميين، فلا يعنيهم شأن الرعية، وهم في البلدان الاَمنة ينعمون بالأمان في احضان امهاتهم.. أما تكبير الارزقية فهو وسيلة مجربة في حماية النظام بقداسة دينية، ومنطلقات عشائرية قبلية ومناطقية، لذلك ما انسدت دروب البرهان الجنرال الذي اشتهر بنقض العهود المواثيق، الا ويمم وجهه شطر الشمالية، مستنجداً بإرث ثقافة فرق تسد، واوهام انه له شان عظيم في هذا البلد، ولعمري كأنه لم يسمع مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اللهم لا تجعل هلاك امة محمد بيدي) هنا مع ملاحظة ان قتلى الجيش والدعم السريع مواطنين مسلمين ومن امة محمد عليه الصلاة والسلام.

وهؤلاء الكنداكات اللائي طالبن بوقف الحرب الدائرة رحاها الان، قبلاَ هن خارجات من مواجهة عناء تجربة حكم استبدادي شهدن فيها علي أيديهم  ذلاً ومهانةً غير مسبوقة في تاريخ البلاد، من اجل قهرهن سنوا القوانيين المقيدة للحريات وعبرها تمت ملاحقتهن، وتجريمهن والتضييق عليهن في كافة الحقوق،  والتمييز بينهن ونساء المؤتمر اللا وطني، وكانت أجسادهن ساحات المعارك  باستخدام العنف الجنسي والاغتصابات كاَلة حرب، ولقد ظن الغافلون في السابق من التنابلة انها ظاهرة سوف تنحصر عواقبها الوخيمة في عقر دور نساء دارفور، والهامش، ولكن صنائعهم القتالية من المليشيات لديهم ذل الرجال يتم بذل نسائهم.

لقد تعالت أصوات نساء الشمالية لتفضح الأصوات التي تنادي باستطالة أمد الحرب ولو استمرت لمائة عام، وتؤكد على الحوجة الملحة للسلام وإحصائيات ان هنالك 7 ملايين امرأة تنتهك حقوقهن الإنسانية، ويواجهن اقسي أنواع العنف وما ينجم من ظواهره علي ايدي طرفي النزاع الدائر الان، وما يجابهن واسرهن في نزوحهن ولجوئهن، من كارثة وصفتها سامانثا باور، مديرة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، بأنها تعد اكبر محنة إنسانية علي وجه الأرض، حيث يواجه ملايين السودانيين انعدام الطعام والعلاج.. وفي ظل الفيضانات والكوارث الطبيعية، فالذي سوف تشهده البلاد اسوأ من الذي حدث بالصومال عام 2011 ووفاة 250 الف شخص من الجفاف.. وأعداد الذين تم اجبارهم علي اخلاء منازلهم هم اكثر من مجموع الذين اخرجوا من ديارهم في حرب أوكرانيا وغزة..

شكراً نساء قوز هندي فهتافكن (لا للحرب يا برهان) به تاكيد انه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيين انفسهم، فجميع الحروب التي شهدتها البلاد انتهت عند عتبات التفاوض والاتفاقيات، فالنصر المؤزر الذي يحلم به الفلول فهو من اساطير ساحات الفداء وكتائب الدفاع الشعبي، التي قادت البلاد لانفصال الجنوب، وفي ظل هذه الحرب ومسرح التدخلات العالمية، وتنافس دول الجوار والإقليم (مصر والامارات) في اظهار زعاماتهم وتأثيرهم علي الاوضاع لا يمكن التكهن بانتصار حاسم لاحد طرفي القتال، والخاسر الحقيقي هو المواطن والمفقود هو الوطن.

الوسومبثينة تروس كنداكات نساء الشمالية وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: نساء الشمالية وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي: البلاد تحتاج خطة اقتصادية للحرب

أكد الأستاذ محمد بشار محمد وكيل التخطيط بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ،رئيس اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي الأول ، حوجة البلاد الماسة لإعداد خطة فعالة للتعامل مع الظروف التي تواجهها في ظل الحرب التي فرضتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على المواطن. وقال بشار في مؤتمر صحفي ببورتسودان الخميس إن الدولة مدركة لهذه الحوجة، معلنا إكتمال التحضيرات لإنعقاد المؤتمر الإقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب في الفترة ١٩-٢٠ نوفمبر الحالي تحت شعار “معا لتحقيق التعافي الإقتصادي المستدام” بغرض وضع خطط تساعد على الإستقرار الاقتصادي. واوضح وكيل التخطيط ان الدولة في العام الأول من الحرب كانت تعمل بنظام المعالجات واطفاء الحرائق ، كاشفا عن الانتقال إلى مرحلة أخرى وقال إن الدولة انتهجت خلال الفترة الماضية سياسات اقتصادية احرزت بعض النتائج الإيجابية أهمها انخفاض معدل التضخم وتحسن المؤشرات الاقتصادية. وأضاف قائلا إن هذه المؤشرات في تحسن مستمر. وابان بشار رئيس اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي الأول ان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل إبراهيم شكل لجنة متخصصة تضم اكاديميين خبراء اقتصاد في عدد من المؤسسات ، مشيرا إلى أن اللجنة عكفت على مدى ثلاثة أشهر وخلصت إلى التحضير لهذا المؤتمر . وأشار الى ان المؤتمر افرد مساحة لورشة متخصصة عن معدن الذهب لمناقشة كيفية الوصول إلى أقصى درجات الإستفادة من هذا المورد المهم، فضلا عن العديد من الأوراق ذات الجدوى العظيمة لمسارات الاقتصاد السوداني، مبينا ان المؤتمر هو محاولة لقراءة المستقبل القريب ووضع التحوطات والمعالجات اللازمة . وأكد ان الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على البلاد منذ ابريل عام ٢٠٢٣ تسببت في مشاكل عميقة للاقتصاد القومي ما يتطلب جهود مضاعفة للوصول إلى مرحلة التعافي ومعالجة هذه المشاكل. سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: كوريا الشمالية تبث أصواتًا عند حدودها مع نظيرتها الجنوبية
  • تدهور أوضاع الصحفيين و الإعلام بالسودان في ظل الحرب
  • السلطان هيثم
  • ما الدور الذي يمكن أن يلعبه ترامب في حرب روسيا بأوكرانيا؟ زيلينسكي يعلق
  • مرور 66 عاما علي تقويض تجربة الديمقراطية الأولى
  • التحقيق في سبب دوي أصوات انفجارات وسط إسرائيل
  • تعقيدات الأزمة السودانية والمخرج الممكن من النفق المظلم
  • اللجنة العليا للتحضير للمؤتمر الاقتصادي: البلاد تحتاج خطة اقتصادية للحرب
  • باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل
  • الأمم المتحدة: دق ناقوس الخطر والقيام بالمسؤولية