مراد: لم يعد البردوني حالة يمنية خاصة إذ أصبح رمزا ثقافيا عالميا، وكان مشروعا ناهضا يعيد تعريف الأشياء ويصنع منها زمنا جديدا

الثورة/ خليل المعلمي
أوضح الدكتور علي قاسم اليافعي وزير الثقافة والسياحة أن الشاعر البردوني هو الوحيد الذي مثل كل الأجيال وكل الأزمان وكل اليمن وكل العرب، وعبر عن القضايا الحرة الثورية والاجتماعية بكل معانيها الحزينة والفرائحية عبر نتاجاته الأدبية والشعرية.


وعقب تدشينه طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للبردوني والتوقيع عن المسودة النهائية، واطلاق موقع الهيئة العامة للكتاب الالكتروني قال الدكتور اليافعي في الاحتفال الذي أقامته الهيئة العامة للكتاب بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني: لقد كان الشاعر البردوني على الرغم من آلامه يحمل هم الأمة وكان معجزة في الشعر، جمع بين الأصالة والمعاصرة، وقد تربى على إبداعاته الآلاف من الشعراء منذ السبعينيات وحتى وقتنا الحاضر.
وثمن الدكتور اليافعي جهود الهيئة العامة للكتاب في الحفاظ على إرث الشاعر البردوني من خلال طباعتها للديوانين الأخيرين ” رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر”، وكتاب “مستطرف معاصر” وسعيها لجمع إرثه ونتاجاته الإبداعية التي تم إذاعتها في إذاعة صنعاء وما تم نشره في مختلف الصحف اليمنية، داعياً رجال المال والأعمال والشخصيات الاجتماعية التعاون لإعادة بناء منزل البردوني وتخصيصه كمتحف لمقتنياته ومزاراً للأدباء والشعراء.
وأكد دعم ومساندة ورعاية القيادة الثورة والسياسية للمشاريع الثقافية التي تبرز أعلام اليمن ومبدعيها ومثقفيها الذين اسهموا في عملية التنوير في بلادنا.
من جانبه أوضح الأديب عبدالرحمن مراد -رئيس الهيئة العامة للكتاب- أن البردوني في ذكرى رحيله الخامسة والعشرين يظل حالة فارقة في التاريخ الثقافي والسياسي والأدبي اليمني، بما أبدعه وما اعتصر ذهنه فيه، فقد كان يحمل مشروعا ثقافيا، وثوريا وسياسيا واجتماعيا تبعثرت أوراق هذا المشروع بين ما طبع من أعماله، وبين ما نشر في الصحف والمجلات، أو سمعه الناس عبر اثير إذاعة صنعاء في برنامجه الشهير “مجلة الفكر والأدب.”
وقال: لم يعد البردوني حالة يمنية خاصة فقد تجاوز هذا البعد إذ أصبح رمزا ثقافيا عالميا، ومن هنا بات من غير المستحسن أن يظل إرثه غائبا عن القراء والباحثين، وبذلك تتضاعف المسؤولية الاخلاقية تجاه هذا الرمز الثقافي والفكري الكبير، مؤكداً أن انقاذ إرث البردوني وطباعته مسؤولية جماعية، ومشتركة، بين الدولة، والقطاع الخاص، في ظل ظروف العدوان التي تعيشها اليمن.
وأضاف: نحن اليوم في اليمن أكثر حاجة إلى قراءة البردوني والتعامل مع ما تركه من فكر وآراء إذا أردنا الخروج من شرنقة الزمن والعمالات والارتهان للآخر إلى زمن النهضة وصناعة الحيوات والرفاه للإنسان في اليمن، فالبردوني لم يكن حالة فردية بل كان مشروعا ناهضا يعيد تعريف الأشياء ويصنع منها زمنا جديدا يشبه مدينة الغد التي تخيلها ولم يصل إليها ولكنه ترك لنا مهمة الوصول اليها.
واكد مراد حرص الهيئة العامة للكتاب على طباعة كل منجز البردوني، سواء تم ذلك عن طريق هيئة الكتاب أو غيرها، مستعرضاً ما تم طباعته من إرث البردوني خلال الأعوام السابقة ومن أهمها الديوانان الأخيران له “رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر”، “مستطرف معاصر” وهي حلقات تم نشرها في صحية الوحدة في التسعينيات، وما سيتم جمعه من إرث البردوني من حلقات إذاعية تم بثها عبر الأثير وما تم نشره في بقية الصحف اليمنية.
وثمن رئيس الهيئة العامة للكتاب دعم واهتمام القيادة الثورية وعلى رأسها سماحة السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي المجاهد المشير مهدي محمد المشاط وعضو المجلس السياسي الأعلى السيد محمد علي الحوثي ورعايتهم لأنشطة الهيئة فيما يخص طباعة أعمال البردوني.
من جانبه أوضح الأديب جميل مفرح في كلمته عن لجنة التدقيق والتصحيح الخاصة بطباعة الأعمال الكاملة للشاعر البردوني أن العمل بدأ في الأعمال الكاملة قبل أربعة أشهر وتم جمع ما يقارب 2500 صفحة للمجموعة وستتضمن جميع دواوينه بما فيها الديوانان الأخيران ” رحلة ابن شاب قرناها” و”العشق في مرافئ القمر”، وسيمر التصحيح بثلاث مراحل من أجل تحري الدقة، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى وخلال أسابيع سيكون العمل جاهزاً، مضيفاً إلى أن هناك العديد من الكتب تم تجهيزها وهي عبارة عن مواد تم بثها عن طريق الإذاعة وعبر مقالات في عدد من الصحف، وننتظر الدعم لطباعتها.
وفي الحفل استعرض طاهر حسين موقع الهيئة العامة للكتاب الالكتروني وما يحتويه من نبذة عن الهيئة والأخبار والفعاليات الخاصة بها، وكذا نوافذ عن شعراء اليمن وفنانيها ومنشديها واصداراتها من كتب ومجلات، والكثير من المقالات الأدبية والثقافية.
وفي الحفل تم إلقاء قصيدتين من قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني قرأ الأولى الشاعر حسن المرتضى بعنوان “شوطنا فوق احتمال الاحتمال” وقرأ الثانية كاتب البردوني عبدالاله القدسي بعنوان “لها”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الهیئة العامة للکتاب

إقرأ أيضاً:

بهجة الكلمات وإيقاع الفرح في ذاكرة الأجيال

أغاني العيد جزء لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد، فهي تبث في الأجواء الفرح والبهجة، وتحيي الإحساس بالعيد وترسخ في الذاكرة الجماعية للأجيال. ولأن أغاني العيد بسيطة الكلمات متكررة الإيقاعات كانت سهلة الترديد وحفرت في الأذهان.

يحدثنا الشاعر خميس المقيمي، والملحن حمود الحرش، والمغني عبدالحميد الكيومي، ونحن نحتفل هذه الأيام بالعيد ونستمع لأغانيه عن العناصر التي تجعل من أغاني العيد صانعة للفرح الجماعي وراسخة في الذاكرة.

يؤكد الشاعر خميس المقيمي أن البساطة اللغوية والتكرار الإيقاعي يلعبان دورًا حيويًا في جعل كلمات أغاني العيد قريبة من القلب وسهلة الترديد. فاللغة البسيطة تسمح للمعنى بالوصول دون تعقيد، بينما يساهم الإيقاع المتكرر في ترسيخ الكلمات في الذاكرة، مما يجعل المستمع يشارك في الغناء بشكل عفوي.

من جانبه، يرى الملحن حمود الحرش أن لكل جيل أغانيه الخاصة التي ترتبط بذكرياته ومناسباته. ويشير إلى أن أغاني العيد، كونها موسمية ومحدودة العدد، تظل مرتبطة في أذهان الناس، وتستحضر لديهم ذكريات جميلة مرتبطة بالمناسبة.

أما الفنان عبدالحميد الكيومي، فيوضح أن الغناء للعيد يختلف عن غيره من المناسبات، حيث يعتمد على كلمات تبعث التفاؤل والسعادة، وألحان ذات طابع فرائحي. ويؤكد أن إيصال مشاعر الفرح يتطلب أداءً صوتيًا مليئًا بالطاقة والحيوية، مع ألحان مبهجة وإيقاعات سريعة، وكلمات واضحة يفهمها الجميع.

كلمات قريبة من القلب

سألنا الشاعر خميس المقيمي عن الكيفية التي تؤثر فيها البساطة اللغوية والتكرار الإيقاعي في جعل كلمات أغنية العيد سهلة الترديد ومحفورة في الذاكرة، يقول : "في أغاني العيد، يحتاج المتلقي كلمات قريبة من قلبه، كلمات تكون سهلة لأن تتردد على اللسان من أول مرة.

وأضاف: البساطة تلعب دورا كبيرا هنا، لأنها تسمح للمعنى أن يمر دون تعقيد، وتترك مجالاً للمستمع أن يشعر قبل أن يُحلل. أما الإيقاع، فهو سر الحيوية في الأغنية دائماً، يرفع الكلمات ويمنحها حركة داخلية، كأنها تشرئب وتمشي بخطى ثابتة ومألوفة. مما يعني أن التكرار الإيقاعي بالذات يساعد في ترسيخ الجملة في الذاكرة، ويخلق ألفة تجعل المستمع يشارك بالغناء دون أن يشعر."

لكل جيل أغانيه

يرى الملحن حمود الحرش أن أغاني العيد كونها أغاني مناسبات وأيضا كونها معدودة وليست بالكثيرة فإنها ترتبط في ذهن الناس، بل ترتبط في ذهن كل جيل مجموعة من الأغاني، وتذكرهم بأحداث وذكريات جميلة، وقال: في اعتقادي الشخصي لكل جيل أغانيه وذكرياته، وأغاني العيد أغاني موسمية وتكاد تتكرر وتعد على الأصابع، إلى جانب بساطة الكلمة وسهولتها وسهولة وانسياب لحن الفرح بمناسبة يحتفل بها كل أطياف المجتمع".

مرآة لمظاهر العيد

يقول الفنان عبدالحميد الكيومي عن أغنيته (يا هلا بالعيد) التي أنتجها تلفزيون سلطنة عمان: "بدأتها بالتواصل مع الشاعر وأخبرته أن الفكرة ستعكس مظاهر العيد والشاعر داوود الكيومي شاعر متمكن ويكتب بالفصيح والشعبي، وحتى تصل الأغنية للجمهور اخترنا الأبيات التي تمثل مظاهر العيد من لباس وفرحة الأطفال والعيدية والشواء والحلوى وغيرها، ثم فكرت في لحن يلامس الجمهور العماني الذي كبر على أغاني العيد ففضلنا أن نبقي على الطابع الكلاسيكي مع بعض التغيير، ولاقت الأغنية نجاحا واستحسانا أسعدني الحمدلله.

أما الإنتاج فقد حرصت على إنتاجها بأعلى جودة من الإيقاعات والتوزيع، وأشكر أسعد الرئيسي على حرصه بأن تكون الإيقاعات راقصة وسريعة فيها مشاعر الفرح وتبث في المستمعين البهجة والسرور، ولم تكن صناعة الأغنية سهلة فأغاني العيد قليلة في الوسط الفني لذلك نحن حريصون على إضافة أكثر من أغنية لمكتبة أغاني العيد، في الوقت الحاضر هناك جمهورين الأول يفضل الأغاني الكلاسيكية والثاني يفضل الحديثة أو ما يواكب ذائقته السمعية، ونحن نحرص أن تكون الأغنية ذات جودة عالية وتنتج في أفضل الاستوديوهات وأن تصل ألحانها لكل فئات المستمعين".

الغناء معا

تحدث الشاعر خميس المقيمي عن أغنية (عيدكم مبارك) التي كتبها وغنتها شيماء الحمادي ولحنها السيد شبيب بن المرداس قائلا: "شخصياً عندما اكتب أي قصيدة غنائية أتصورها وكأنما أكون مخرج او شخص ينظر لها بعين المشاهد، وهي عادة اكتسبتها من كتابة القصيدة المُرسلة. حيث دائما ما اتخيل المحفل اثناء الكتابة وعندما كتبت كلمات أغنية (عيدكم مبارك) بالذات، كنت - وبتحفيز من الملحن العزيز السيد شبيب بن المرداس - أفكر في كيف يمكنني أجعل الأطفال والكبار يغنونها معاً من دون حاجة لحفظها وكأنهم يعرفونها من قبل".

وتابع: "لا يمكن الحديث عن الأغنية دون الإشارة إلى الدور الكبير لملحنها السيد شبيب كما أسلفت، فقد أسهم في تشكيل الجو العام للعمل منذ لحظته الأولى، فقد تمت صياغة اللحن قبل الكلمة في عدة مواضع، ما أضاف تحديًا جميلاً أثناء الكتابة، وجعل المفردة تنمو داخل الإيقاع وتتشكل من خلاله. هذا الاتساق بين الكلمة واللحن في رأيي هو ما منح الأغنية طابعها القريب والمحبب."

الغناء للعيد

سألنا عبدالحميد الكيومي كاتب ومؤدي أغنية (يا هلا بالعيد) كيف يختلف الغناء للعيد عن الغناء لأي مناسبة أخرى؟ فقال: "يختلف في المحتوى والكلمات التي تبعث التفاؤل والسعادة واللحن ذات الطابع الفرائحي." وعن تحديات إيصال الفرح عبر الصوت، قال: "إيصال مشاعر الفرح يعتمد على عوامل تؤثر على إحساس المستمع كالأداء الصوتي المليء بالطاقة والحيوية والألحان المبهجة والايقاعات السريعة والتوزيع ووضوح الكلمات التي يفهمها الكبير والصغير."

الزاوية العاطفية لأغنية العيد

في سؤال ثان للشاعر خميس المقيمي، كيف يقرر كاتب الكلمات الزاوية العاطفية لأغنية العيد / مضمون أغنية (الفرح الطفولي، الحنين، الذكريات)؟ أجاب: "القصيدة الغنائية لا تبدأ من قرار عقلي، بقدر ما تنبع من شعور يتكوّن مع الصورة، أو مع اللحن أحيانًا، أو حتى مع ملامح الصوت الذي سيؤديها. في أغاني العيد بالذات، الزوايا كثيرة، لكن اختيار واحدة منها يرتبط بالسياق الذي يقرر الشاعر الكتابة فيه والذي ستظهر فيه الأغنية، وبالرسالة التي تريد إيصالها الاغنية للناس دون أن تشرحها."

وأضاف: "في تجربتي مع أغنية (عيدكم مبارك)، لم اذهب بعيداً باتجاه الحنين، ولا حاولت استدعاء الذكريات، رغم إن العيد نفسه يجرّك لهذه المساحات أحيانًا. لكن ما كان حاضرا في ذهني، ومنذ اللحظة الأولى، هو كيف نخلق فرحة تلقائية، تشبه الأطفال في أول يوم عيد وبهجتهم بالعيدية التي ينتظرونها كل عام لانها تجسيد لمعنى العيد معهم،

كنت أتخيل مشاهد كاملة أثناء الكتابة: حارة عمانية، أبواب تُفتح، كبار سن، حلوى، عطر وبخور، عيدية ، ناس تسلم وتضحك، بالضبط كما استلهمه مخرج العمل المبدع جاسم البطاشي، وكل هذه التفاصيل الصغيرة هي التي وجّهتني للزاوية اللي كتبت من خلالها . وكان للصوت دور واضح، أداء شيماء الحمادي يحمل رقة فطرية، ولعب دور كبير في تثبيت ذلك المزاج، لذلك سهلت المهمة في أن أتجه ناحية الفرح الطفولي الذي لا يحتاج إلى تفسير. وهذا النوع من المشاعر لا أكتبه ككاتب فقط، انما أعيشه بدايةً، وبعدها أترجمه بهدوء على الورق، مشهدا مشهد وكلمة كلمة، حتى تكتمل الصورة".

تجديد موسيقى العيد

هل أصبح الجمهور اليوم يفضل الأغاني الكلاسيكية القديمة أم أن هناك طلب حقيقي على تجديد موسيقى العيد بأصوات حديثة؟ سؤال وجهناه للكيومي، فقال: "هناك جمهور لكل نوع، ولكن التجديد مطلوب، سواء بإعادة توزيع الأغاني القديمة أو إنتاج أعمال جديدة تناسب ذائقة الجيل الحديث."

مقالات مشابهة

  • مصر.. أب يقتل نجله "المدمن" ويدفنه أسفل المنزل
  • بهجة الكلمات وإيقاع الفرح في ذاكرة الأجيال
  • بأكثر من 700 مليون ريال.. تدشين مشروعي زكاة الفطر والمساعدات النقدية في حجة
  • محافظ الهيئة العامة للتطوير الدفاعي يهنئ القيادة بمناسبة عيد الفطر
  • الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تعلن نجاح خطتها التشغيلية لموسم رمضان
  • الهيئة العامة للترفيه تطلق عروض الألعاب النارية غدًا احتفالًا بعيد الفطر في 14 مدينة بالمملكة
  • محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية يُهنئ القيادة بمناسبة حلول عيد الفطر
  • الشرقية.. تهيئة أكثر من 250 ساحة ومسجدًا لعيد الفطر المبارك
  • تراجع عمليات الابتزاز الالكتروني في العراق بشكل كبير
  • الهيئة العامة للنقل: أكثر من 26 مليون شحنة خلال رمضان 1446هـ بنمو 18% عن العام الماضي