لأيام ظلّت ولا تزال ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من السفينة “سونيون” المستهدفة الخميس الماضي من قبل القوات اليمنية في البحر الأحمر لانتهاكها قرار حظر مرور السفن المرتبطة بكيان العدو وداعميه، في مشهد يؤكد للعالم ويرسخ في الأذهان حقيقة الفشل الأمريكي والأوروبي في ردع اليمن في جبهة البحار.
في الأسابيع الأولى من العمليات اليمنية البحرية المساندة لغزة كانت الولايات المتحدة، مع بريطانيا تروجان لإنجازات عسكرية تبدأ بالاعتداءات على اليمن أو ما أطلقوا عليها “الضربات “الاستباقية” لتقويض القدرات اليمنية ولا تنتهي عند الإعلان عن مرافقة السفن التي تعبر البحر الأحمر حتى إيصالها إلى خارج مسرح العمليات البحرية.


ومع تصاعد وتيرة الضربات واتساع نطاقها وتطورها كمًا ونوعًا تركز الخطاب الأمريكي على تقديم المساعدة للسفن المستهدفة من خلال “إجلاء البحارة أو المساهمة في إطفاء الحرائق”، لكن الوضع تغيّر في هذه المرحلة إذ لم يعد للقوات الأمريكية أي تأثير ولا قدرة أو مساهمة سوى في عد السفن وتقييم حجم الأضرار التي يلحق بها إضافة إلى التحذير من المخاطر البيئية البحرية.
“سفينة سونيون” هي ثالث سفينة تديرها شركة “دلتا تانكرز” ومقرها في أثينا تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر، وأمام مرأى ومسمع التحالفات البحرية، اعتلى عناصر من البحرية اليمنية سطحها وقاموا بتفخيخها وتفجيرها لتكون عبرة لباقي السفن المعاندة والمتحدية لقرار فرض الحصار على الموانئ المحتلة، وعناد الإبحار هنا لا علاقة له بالوثوق في قدرة أمريكا على توفير الحماية اللازمة للسفن بل في أسلوب المغالطة الذي تنتهجه الشركة اليونانية لتضليل القوات اليمنية عن وجهة سفنها ومسارها الحقيقي ومع ذلك تم إحباط خططها.
مشهد الحرائق على سطح “سونيون” لأسبوع كامل له عدة دلالات منها التأكيد لباقي شركات الملاحة التي تتعاون مع كيان العدو جدية اليمن في استمرار عملياته، المساندة لغزة مهما بلغ حجم التضحيات والمخاطر لأن الدافع إنساني ويتمثل في وقف العدوان وجرائم حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجب التسليم به والعمل على تحقيقه، وإلا فالعالم يسير نحو مزيد من الاشتعال.
وفي ظل التراجع الأمريكي، يتصدر الأوروبيون مسرح العمليات البحرية، يتضح ذلك من خلال تعاملهم وتعليقاتهم على تطورات جبهة البحر الأحمر والنتيجة كانت فشل في اعتراض الزورق الهجومي على السفينة اليونانية وفشل آخر في عملية سحبها وإطفاء النيران المشتعلة على سطحها قبل الذهاب في اتجاه التوسط والتواصل الدبلوماسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في هذا السياق، كشف رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام تواصل عدة جهات دولية وبالأخص منها الأوروبية للسماح للقوات الغربية بسحب سفينة النفط المحترقة “سونيون” مجددًا التحذير لشركات الشحن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني بأن سفنها ستبقى عرضة لضربات القوات المسلحة اليمنية أينما بلغت يدها حتى وقف العدوان والحصار على غزة.
وتبريرًا للتراجع والفشل الأمريكي في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة أعلن “البنتاغون” في وقت سابق أن لدى من أسماهم بـ “الحوثيين” ترسانة عسكرية ضخمة في حين صرح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بأن اليمنيين يقومون بأفعال مفاجئة ومن تلقاء أنفسهم، واصفًا عملياتهم بـ “الورقة الرابحة”.
موقع “أكسيوس” الأمريكي، أكد مجددًا خلو البحر الأحمر من أي سفن أمريكية في الوقت الحالي بينما تتمركز 18 قطعة بحرية أمريكية في خليج عمان وفي البحر المتوسط.
واستنادًا إلى ذلك وفي ظل الأولوية الأمريكية بالتحسب للرد الإيراني وقبل ذلك رد حزب الله فإن اليمن استطاع أن يدفع واشنطن لتوريط الأوروبيين وكثيرًا من الدول في مهمة الدفاع عن كيان العدو ومشاركته الفشل والإخفاق، هذا ولا تزال المخاوف من الرد اليمني على اعتداء الحديدة قائمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سقوط طيّارين من البحرية الأميركية فوق البحر الأحمر

#سواليف

أعلن الجيش الأميركي، اليوم الأحد، أن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”.

وتم إنقاذ الطيارين، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة، وفقا للأسوشيتد برس.

وجاء في بيان القيادة المركزية: “أطلق الطراد الحربي يو إس إس غيتيسبيرغ، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، النار بالخطأ على طائرة من طراز إف/إيه-18، والتي كانت تحلق من على متن حاملة الطائرات هاري ترومان”.

مقالات ذات صلة القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروري- (فيديو) 2024/12/22

وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية حول طبيعة المهمة.

وكان الجيش الأميركي نفذ ضربات ضد أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها منشأة لتخزين الصواريخ و”مرفق قيادة وتحكم”، بحسب ما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم”.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم” في بيان إن القوات الأميركية أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة هجومية عدة فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.

وأضافت أن “هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات المسلحين في المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأميركية وسفن الشحن التجارية”.

وتابعت “تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأميركيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية”. “سكاي نيوز

مقالات مشابهة

  • “الهلال الأحمر” تطلق حملة كسوة الشتاء في محافظة شبوة اليمنية
  • العمليات اليمنية في البحر الأحمر.. جحيم لحاملات الطائرات الأمريكية
  • الحوثيون : استهدفنا حاملة طائرات أمريكية وأسقطنا مقاتلة “إف 18”
  • جدل أمريكي واسع يشكك في رواية “النيران الصديقة” لإسقاط طائرة F/A18 في البحر الأحمر 
  • “الهلال الأحمر ” تطلق حملة كسوة الشتاء في محافظة شبوة اليمنية
  • إسقاط طائرة عسكرية أميركية “بنيران صديقة” فوق البحر الأحمر
  • خبراء يشككون في الرواية الأمريكية حول إسقاط طائرة “إف18” في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يعلن إسقاط مقاتلة حربية “عن طريق الخطأ” فوق البحر الأحمر
  • سقوط طيّارين من البحرية الأميركية فوق البحر الأحمر
  • الجيش الأمريكي يشن غارات جوية دقيقة على مواقع للحوثيين في اليمن