طه حسيب (أبوظبي)
تؤكد دولة الإمارات دوماً أهمية تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية، وتدعم كل ما يحقق التنمية والاستقرار والسلام فيها، ضمن توجهٍ استراتيجي تتبناه الدولة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يهدف لتقوية العلاقات التنموية مع دول القارة، بما يعود بالخير والازدهار على الجميع.

وينطلق اهتمام الدولة بالقارة السمراء من رؤى واضحة تستند إلى منطق «رابح-رابح»، بما يحقق المصالح المشتركة، ويفتح نوافذ واعدة من الشراكة في المجالات كافة، ضمن تطلعات لمستقبل مزدهر ومنافع متبادلة. 
على مدى العقد الماضي، أصبحت الإمارات رابع أكبر مستثمر أجنبي في أفريقيا، بعد الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ولدى الدولة قناعة بالإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الأسواق الأفريقية المزدهرة، وفي الوقت نفسه تدرك دول القارة الأفريقية أن الإمارات وجهة تصدير محورية بالنسبة لها، حيث تأتي الإمارات بالمرتبة الأولى بين أكبر عشرة مستوردين للسلع من أكثر من 12 دولة أفريقية، وذلك حصيلة علاقات بدأت منذ 53 عاماً. 
ونجحت الدبلوماسية الإماراتية في تدشين علاقات تعاون راسخة مع 37 دولة من أصل 54، في شتى أرجاء القارة السمراء.
وبالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التي تجمع الإمارات مع  الدول العربية بشمال أفريقيا، عززت الدولة علاقاتها مع بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جمهورية مالي عام 1985، واستقبلت أبوظبي رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا عام 1998، وتتنامى علاقات الإمارات الدبلوماسية مع دول القارة يوماً بعد يوم من خلال الشراكات الاستراتيجية والعلاقات التنموية الرامية إلى مواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق مصالح الشعوب، والحرص على الازدهار والاستقرار. 
مكانة استراتيجية
في 12 أغسطس الجاري طرح أمين عام الأمم المتحدة قضية تعزيز التمثيل الأفريقي في مجلس الأمن، وقد طُرحت منذ سنوات فكرة تمثيل أفريقيا بعضو دائم في مجلس الأمن، ما يعني تنامي الإدراك العالمي للأهمية الاستراتيجية للقارة السمراء، ودولها الـ 54 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، وسكانها البالغ تعدادهم 1.3 مليار نسمة. 

أخبار ذات صلة الجيش الصومالي يدمر قواعد تابعة لـ«الشباب» 435 شركة إماراتية في «الصيد والفروسية»

وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد» أشاد رشيد سيساي، سفير سيراليون في الإمارات، وعميد السفراء الأفارقة لدى الدولة باهتمام الإمارات القوي بأفريقيا، مشيراً إلى أنه في الآونة الأخيرة، حدثت زيادة كبيرة في التدفقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من دول القارة، بالإضافة إلى الوساطة وتقديم الدعم الإنساني خلال الصراعات والكوارث في البلدان الأفريقية المتضررة. وأكد سيساي، أن الموقف الإيجابي الذي تتخذه دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه أفريقيا هو بلا شك مثال على الشراكة الفعالة القائمة على الاحترام المتبادل والثقة، والتي تنمو إلى آفاق أعلى. 
منصة للشراكة الثقافية 
في 24 أكتوبر 2022، وأثناء انعقاد القمة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي، تم الإعلان عن «منصة الشراكة الإماراتية- الأفريقية»، من أجل تعزيز شراكة دولة الإمارات مع دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومد جسور التواصل والتبادل الحضاري والثقافي والمعرفي والاقتصادي مع شعوب هذه الدول الصديقة في مختلف القطاعات مثل قطاع التعليم والصحة والطاقة والاستدامة والعلوم والفنون والتراث والفكر والأدب.
الإمارات تستضيف «أفريكا ديبيت» 
ولأكثر من عشر سنوات، ظل مؤتمر Africa Debate حدثاً جاذباً للمستثمرين والشركات المهتمة بأفريقيا، حيث يحظى بمشاركة أكثر من 500 مندوب في كل دورة، وطرح في لندن، خلال دورات انعقاده السابقة، فرصاً لا مثيل لها للتواصل ورؤى عميقة حول أحدث الاتجاهات والتطورات التي تقود المستقبل الاقتصادي لأفريقيا. ويناقش المؤتمر  المشهد التجاري والاستثماري في القارة، فضلاً عن مكانتها القيادية على الساحة الدولية. ولكون الإمارات أكبر مستثمر في القارة بين دول مجلس التعاون الخليجي، فإنها تستضيف النسخة المقبلة من المؤتمر في دبي يوم 31 أكتوبر المقبل.
تمكين الشباب
وفي 9 فبراير 2020 أعلنت الإمارات مبادرة «كونسورتيوم استراتيجي من أجل أفريقيا»، وهي مبادرة جديدة بالتزام استثماري بقيمة 500 مليون دولار، وتهدف للإسهام في تحقيق رؤية بناء متسارع بالقارة جديدة أكثر اتصالاً وتمكيناً، يقودها الشباب، وتم الإعلان عنها في الاتحاد الأفريقي بهدف بناء رأس المال البشري في القارة على المدى البعيد.
دعم المصالحة والاستقرار
وبالتوازي مع الدعم التنموي، رسخت الإمارات دورها في دعم الاستقرار والسلام في أفريقيا، حيث ‭ ‬نجحت‭ ‬الوساطة‭ ‬ التي قام بها ‬‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان رئيس الدولة، حفظه الله،‭ ‬‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬أطول‭ ‬نزاع‭ ‬في‭ ‬القارة، والذي استمر قرابة عقدين بين إريتريا وإثيوبيا، ضمن جهود تكللت بتوقيع اتفاق سلام بين البلدين في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬.2018‭ ‬  وتحت عنوان: «متحدون من أجل صومال أكثر ازدهاراً»، استضافت العاصمة أبوظبي في 8 فبراير الماضي، الاجتماع الخامس للمجموعة الخماسية «مجموعة التشاور الصومالية» (QUINT)، بمشاركة الإمارات وقطر وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وتناولت المجموعة الوضع الراهن في الصومال، من خلال خريطة طريق استراتيجية شاملة لعام 2024. 
وفي 2 أغسطس الماضي، رحبت دولة الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا في إقليم شمال كيفو شرق الكونغو الديمقراطية، وأثنت على دور أنجولا والاتحاد الأفريقي، في التوصل إلى الاتفاق الذي اعتبرته الإمارات خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الاستقرار والازدهار في المنطقة.
مساعدات إنسانية
وباعتبارها أحد المساهمين الرئيسيين في المساعدات الإنسانية للسودان وأفريقيا، خصصت الإمارات في 17 يونيو الماضي 70% من تعهدها المعلن في أبريل الماضي، خلال اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان، والبالغ 100 مليون دولار أميركي، إلى وكالات الأمم ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، دعماً للجهود الإنسانية في السودان. وتمتد المساعدات الإنسانية الإماراتية إلى مجموعة دول الساحل التي تضم بوركينا فاسو، تشاد، مالي، والنيجر، كونها من بين أقل البلدان نمواً في العالم، وخلال الفترة من 2018 إلى 2023 قدمت الإمارات مساعدات للمجموعة مساعدات بقيمة 750 مليون دولار، وقد تم تقديم نحو 75% منها في شكل مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16%، و9% على التوالي. وقدمت الإمارات في أكتوبر 2022 نحو 85 مليون دولار للتصدي للتحديات الإنسانية في منطقة القرن الأفريقي، ودعم العمليات الإنسانية في إثيوبيا، بالتنسيق مع صندوق الإغاثة لمواجهة المجاعة.
آفاق استثمارية كبرى
وتفتح الفرص التنموية الواعدة داخل القارة السمراء آفاقاً استثمارية كبرى، ظهرت بوضوح عامي 2022 و2023 من خلال استثمارات جديدة تنوي الإمارات تفعيلها في أفريقيا، بإجمالي 97 مليار دولار، وتمتد في قطاعات الطاقة المتجددة والموانئ والتعدين والاتصالات، والزراعة والصناعة والعقارات.  وحسب تقرير اللجنة الاقتصادية في أفريقيا، فإن دول القارة هي الأعلى نمواً في العالم، خلال عام 2024، ومن بين هذه الدول: السنغال والنيجر، وساحل العاج، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ومن بين بلدان العالم النامي كانت أفريقيا، في عام 2023، المنطقة الأسرع نمواً بعد شرق وجنوب آسيا، وستواصل دول القارة هذا الاتجاه في عامي 2024 و2025.  وفي 12 أغسطس الجاري أعلنت وزارة الاقتصاد إطلاق منصتها الرقمية «بوابة أفريقيا للاستثمار الإماراتي» UAE – AFRICA GATEWAY، بهدف تحفيز الشركات المحلية في الدولة على الاستثمار والتوسيع بالأسواق الأفريقية، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين الإمارات والدول الأفريقية.
الخدمات اللوجستية
واستثمرت الإمارات نقاط تميزها، وعناصر ريادتها داخل أفريقيا، وضمن هذا الإطار، تأتي الخدمات اللوجستية، لاسيما خطوط النقل الجوي، والنقل البحري من خلال مجموعة موانئ أبوظبي، و«موانئ دبي العالمية»، حيث لدى الأخيرة أنشطة لوجستية في 12 دولة أفريقية، باستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار أميركي، وتدير موانئ في موزمبيق على ساحل المحيط الهندي جنوب شرق القارة، وفي الجزائر على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وأنجولا على المحيط الأطلسي. وفي أكتوبر 2019 دشنت موانئ دبي العالمية منصة كيغالي اللوجستية في رواندا لتصبح بوابة في قلب أفريقيا، تربط رواندا بالدول المجاورة: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبروندي، وأوغندا وتنزانيا وكينيا، وتتيح هذه المنصة فرصة الربط مع ميناء مومباسا في كينيا وميناء دار السلام في تنزانيا، ما يوفر لها بوابتين تجاريتين على المحيط الهندي.  وخلال الفترة من 2000 إلى 2023 أصبح لدى 14 شركة إماراتية استثمارات في رواندا تتجاوز 320 مليون دولار أميركي، وتتخصص هذه الشركات في قطاعات التعدين والخدمات اللوجستية والزراعة والنقل والضيافة.  كما وسَّعت مجموعة موانئ أبوظبي أنشطتها في شمال أفريقيا والبحر الأحمر باستثمارات تبلغ 140 مليون دولار، بعدما اشترت المجموعة حصة بنسبة 70% من شركة ترانسمار الدولية للنقل البحري وشركة ترانسكارجو الدولية.  
ويحظى قطاع الموانئ في شمال أفريقيا باهتمام الإمارات، من خلال استثمارات في مصر، خاصة بالموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس منها: موانئ العين السخنة وبورسعيد والتي تتمتع بموقع استراتيجي حيوي على البحر الأحمر والقريبة من منطقة القرن الأفريقي، وذات البنية التحتية اللوجستية المتميزة، والتي تضم منطقة اقتصادية تستثمر بها كبرى الدول مثل: الصين وروسيا.
التمويل المناخي
استثمرت الإمارات أكثر من 12 مليار دولار في مشروعات تنموية، وأخرى للطاقة المتجددة في جميع أنحاء أفريقيا، من خلال شراكات مع القطاعَين الحكومي والخاص، فيما تواصل الإمارات حشد الجهود الدولية من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ. وأثناء مؤتمر الأطراف «كوب28» في مدينة إكسبو دبي، عام 2023، أٌطلقت مبادرة «مبادرة الاستثمار الأخضر في أفريقيا»، وهي مبادرة تمويل بين دولة الإمارات وأفريقيا في مجال الطاقة النظيفة بقيمة 16.5 مليار درهم،  ويشارك في المبادرة صندوق أبوظبي للتنمية و«الاتحاد لائتمان الصادرات» و«مصدر» و«أيميا باور»، للتعاون مع مجموعة «أفريقيا 50»، كشريك استراتيجي، وذلك للعمل على تطوير 15 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030. 
في 16 أبريل الماضي أعلن المركز العالمي لتمويل المناخ، ومقره الرئيس سوق أبوظبي العالمي، استضافته أمانة المبادرة، علماً أن المركز العالمي لتمويل المناخ أحد مبادرات «كوب28» الهادفة لتحفيز الاستثمارات في الحلول المناخية. وفي الوقت الحالي، يمثل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الأفريقية نسبة 2 % فقط من إجمالي الاستثمارات العالمية في هذا القطاع الواعد، وهو أقل من القيمة المقدرة بنحو 60 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2030. 
الطاقة المتجددة
تمثل الطاقة النظيفة نقطة تميز، استطاعت الإمارات من خلالها فتح آفاق واعدة للشراكة مع دول القارة الأفريقية، فخلال ما يزيد على عشر سنوات، استثمرت شركة «مصدر» في 5 مزارع للرياح في جنوب أفريقيا، ودشنت نظاماً لتخزين البطاريات في السنغال، وبنت مرافق للطاقة الشمسية في موريتانيا، ولدى «مصدر» خطط للاستثمار في زيادة إنتاج الكهرباء بمقدار 10 جيجاوات في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار. وفي 18 يناير 2023، وخلال فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، وقعت الإمارات وإثيوبيا، اتفاقية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وذلك في إطار علاقات متنامية بين البلدين، تعكسها الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى إثيوبيا في 18 أغسطس 2023، وأيضاً بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، 6 مليارات دولار أميركي، ووصل عدد المشاريع الاستثمارية الإماراتية في إثيوبيا إلى أكثر 113 مشروعاً، حسب تصريحات محمد سالم الراشدي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية. 
وخلال قمة أفريقيا للمناخ في العاصمة الكينية نيروبي، التي انعقدت من 4 إلى 6 سبتمبر 2023، تعهدت الإمارات بتمويلات بقيمة 4.5 مليار دولار لتطوير طاقة نظيفة بقدرة 15 جيجاوات في أفريقيا بحلول 2030، في إطار مبادرات تمويلية، لتسريع مشاريع مستدامة تستفيد منها المجتمعات الأفريقية. 
النفط والغاز
في مجال النفط والغاز، تمتد آفاق التعاون بين الإمارات وموزمبيق من خلال شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» التي تستثمر في حوض «روفوما» للغاز. 
وتسعى الإمارات إلى تعزيز صناعاتها المحلية، من خلال استثماراتها في قطاع التعدين في أفريقيا، فلدى كينيا وزامبيا وتنزانيا وأنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية فرص واعدة في هذا القطاع، وتقوم شركة الإمارات العالمية للألمونيوم باستخراج خام «البوكسيت» من غينيا (ثالث أكبر منتج بالعالم، والأول في أفريقيا). 
وفي قطاع الاتصالات لدى شركة اتصالات الإماراتية استثمارات في 12 دولة أفريقية. 
الأمن الغذائي
في مجال الأمن الغذائي، أصبحت أفريقيا وجهة للاستثمارات الإماراتية في مجالات الزراعة، حيث تحظى القارة السمراء بحصة هي الأكبر في 14 مشروعاً زراعياً إماراتياً، بالإضافة إلى 56 اتفاقية لتعزيز الأمن الغذائي الأفريقي، ومشروعات في دول لديها موارد زراعية متميزة كمصر والسودان والمغرب وإثيوبيا، ضمن جهود فاعلة جعلت الإمارات في المرتبة 23 بمؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، كما تأتي في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذا المؤشر المهم.
رابح-رابح
نجحت الإمارات في تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع دول القارة السمراء، لتصبح شريكاً استراتيجياً يواكب الطموح التنموي للشعوب الأفريقية، وينقل خبرة الدولة وتميزها في قطاعات نوعية مبتكرة، انطلاقاً من منطق المنافع المشتركة أو سياسة (رابح-رابح).

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أفريقيا القارة السمراء التجارة الاستثمار الشباب النفط الغاز الأمن الغذائي الطاقة المتجددة جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة القارة السمراء دولة الإمارات مع دول القارة دولار أمیرکی استثمارات فی ملیون دولار الإمارات فی ملیار دولار فی أفریقیا أکثر من من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

الإمارات والصين يشهدان حقبة ذهبية من الشراكة الإستراتيجية الشاملة

 

 

 

 

 

تشهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، حقبة ذهبية ومتميزة، في ظل مواصلة توسيع آفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في البلدين الصديقين.

وترتبط الإمارات والصين بعلاقات صداقة وثيقة، تستند إلى روابط ثقافية واقتصادية وتاريخية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1984، بذل البلدان جهوداً حثيثة وملموسة في تعزيز شراكتهما، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 148 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات.

وتتميز علاقات البلدين بأنها تاريخية ومتجذرة، إذ تعد زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” إلى الصين في مايو 1990 الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة خليجية إلى الصين، والتي جاءت بعد زيارة الرئيس الصيني الراحل يانغ شانغكون إلى دولة الإمارات في ديسمبر 1989.

وأسهمت الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما ودفعها نحو مزيد من التطور، ومنها زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات في عام 2018، فيما أسست الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى جمهورية الصين الشعبية في يوليو 2019 لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وبدأت العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في الأول من نوفمبر 1984، وتم افتتاح سفارة الصين في أبوظبي خلال أبريل 1985، فيما تم افتتاح سفارة الدولة في بكين يوم 19 مارس 1987، وفي دلالة على الأهمية القصوى التي توليها الإمارات لتعزيز علاقتها بالصين تم افتتاح قنصليات متعددة للدولة في كل من هونغ كونغ في أبريل 2000، وشنغهاي في يوليو 2009، وكوانغ جو في يونيو 2016، وفي المقابل جرى افتتاح قنصلية الصين في دبي خلال نوفمبر 1988.

وتولي كل من الإمارات والصين أهمية كبيرة لتقوية شراكتهما الاقتصادية وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بينهما في المجالات كافة، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، أي ما يعادل “81 مليار دولار” بنسبة نمو 4.2% مقارنة بعام 2022، وبذلك حافظت الصين على موقع الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية خلال عام 2023 إذ استحوذت على ما نسبته 12% من تلك التجارة.

وتتربع الصين على المركز الأول من حيث واردات دولة الإمارات بنسبة 18%، كما تحتل الصين المرتبة الــ 11 في صادرات دولة الإمارات غير النفطية بنسبة مساهمة 2.4% والمرتبة الـ 8 في إعادة التصدير بنسبة مساهمة 4%، وفي حال استثناء النفط الخام من تجارة الصين مع الدول العربية خلال 2023 تكون الإمارات الشريك التجاري العربي الأول بنسبة مساهمة 30%.

وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار أمريكي بين عامي 2003 و2023 في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ذاتها.

وتشمل أهم قطاعات الاستثمارات الإماراتية في الصين، الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، فيما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في السوق الصيني إلى أكثر من 55 شركة.

وتبرز السياحة كأحد أهم القطاعات الرئيسية في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الإمارات والصين، حيث وصل إجمالي عدد السياح الصينيين أكثر من مليون زائر في العشرة أشهر الأولى من عام 2023، كما وصل عدد الصينيين المتواجدين في دولة الإمارات نحو 350 ألفا.

وتعد الإمارات شريكاً استراتيجياً في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وقد أصبحت بفضل موقعها الإستراتيجي وقدراتها اللوجستية نقطة مهمة وحاسمة في إنجاح المبادرة.

وضخت الإمارات 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني – إماراتي مشترك لدعم مشروعات المبادرة في شرق أفريقيا، ووقعت 13 مذكرة تفاهم مع الصين عام 2018، للاستثمار في مجالات متعددة داخل الإمارات.

وأظهرت بيانات النصف الأول من العام 2023 ، أن قيمة تجارة الإمارات غير النفطية مع الدول الواقعة ضمن المبادرة بلغت 305 مليارات دولار التي تساهم بنسبة 90 في المائة من تجارة الإمارات غير النفطية خلال تلك الفترة، وحققت نمواً بنسبة تجاوزت 13 في المائة مقارنة مع النصف الأول من 2022.

وتشهد العلاقات الثقافية بين البلدين تطورا متناميا وملحوظا، يتمثل في تبادل الزيارات الطلابية ووفود المسؤولين الثقافيين والإعلاميين والباحثين بينهما، كما وقع البلدان منذ عام 1989، العديد من اتفاقيات التعاون الثقافي والإعلامي.

وساهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، وتعزيز اللغة العربية، كما ساهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين، ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما والدفع بها إلى الأمام عاما بعد عام.

ويمثل التعليم ركنا أساسيا في العلاقات الثقافية الإماراتية الصينية، ففي عام 2015، وقع البلدان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي لتشجيع التعاون في مجالات العلوم وضمان جودة التعليم بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في كلا البلدين، وتبادل المنح الدراسية الجامعية.

وشهد عام 2019 إطلاق “مشروع تدريس اللغة الصينية في 200 مدرسة”، في دولة الإمارات، والذي استقطب أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة. وام


مقالات مشابهة

  • الإمارات تخصص 10.25 مليون دولار لدعم النساء المتضررات من الصراع في السودان
  • ندوة توعوية تفتح آفاق المستقبل النووي في مصر
  • الإمارات تقدم 10 ملايين دولار للأمم المتحدة لدعم النساء المتضررات من النزاع في السودان
  • الإمارات والصين يشهدان حقبة ذهبية من الشراكة الإستراتيجية الشاملة
  • الإمارات والصين.. حقبة ذهبية من الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • دعاء ثاني جمعة في ربيع الأول.. تفتح فيها أبواب السماء
  • الإمارات والصين.. مرحلة جديدة من نمو وازدهار العلاقات الاقتصادية
  • الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • سبيس إكس تفتح أبواب الفضاء: ملياردير ينفذ أول تجربة سير تجاري على ارتفاع مئات الأميال
  • الأحساء.. "دعم التعلم" تفتح  للأيتام وذوي الدخل المحدود أبواب الجامعات