صحيفة البلاد:
2025-01-23@18:49:07 GMT

الصبر عند الكبر

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

الصبر عند الكبر

“يا بني العزيز، سوف تراني يوماً ما، عجوزاً، وقد لا يكون لسلوكي أي معنى، خذ وقتك لفهمي، كما كنت صبوراً، وأخذت وقتي لتعليمك، لا تسخر من جهلي، أو ذاكرتي السيئة، كن لطيفاً ورحيماً. أنا لا أسعى إلى أي شيء في سني، فقط أنتظر موتي. كن معي، وليس ضدي”.

هذا جزء من رسالة طويلة مؤثرة، وصلتني مؤخراً على تطبيق الواتس آب، وهي من الرسائل المتداولة بكثرة، وفيها يوصي أحد الآباء إبنه بالصبر، والتفهُّم في مواجهة صراعاته مع العالم الحديث، والتكنولوجيا.

وهذه الرسالة، إن كانت حقيقية، أو مؤلفة بأسلوب أدبي، هي تذَّكير قوي بأهمية التواضع والاحترام تجاه والدينا، وتجاه كبار السن، ففي كثير من الأحيان، نرى كبار السن يتعرضون للسخرية، بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع تعقيدات تكنولوجيا اليوم، أو عدم فهمهم لما يدور حولهم من أحداث متسارعة، وفي بعض الأحيان، يواجه الكثير منهم الصعوبات، والإحباط في التعامل مع هاتف ذكي جديد، أو إنجاز بعض الأعمال عبر خدمات الحكومة الإلكترونية، أو حتَّى قضاء المشاوير اليومية التي اعتادوا عليها في السابق، في الوقت الذي كان فيه هذا الأب، أو هذا الجد، يعتمدان على نفسيهما في إنجاز جميع الأعمال، دون الإعتماد على أحد، ولكنهما الآن يجدان نفسيْهما مضطريْن لطلب المساعدة لعجزهما.

وفي عالمنا الحالي المتسارع الخطى، من السهل أن ننسى أن ليس كل شخص لديه نفس القدر من الخبرة في التكنولوجيا، مثل الجيل الحالي، الذي نشأ في ظل هذه التكنولوجيا، و تماشى مع التطورات الحديثة، ولكن بينما نتلذَّذ بأحدث الأدوات والتطبيقات، يتعيّن علينا أن نتذكَّر أن كبار السن، يجدون صعوبة شديدة في التأقلم مع التطورات السريعة، وأن التكيُّف مع مثل هذا التغير التكنولوجي السريع، يشبه تعلُّم لغة جديدة دون معلم.

كبار السن يشعرون بالوحدة، ويشتكون من عدم توفُّر وقت أبنائهم لهم، ولا يجب أن يقابل هذا بالتأفف، فهم يشعرون بالضعف، و المرض، وفقدان الذاكرة التدريجي، ويغضبون سريعاً، ويصبحون أكثر حساسية حتّى مع أقرب المقرَّبين من
أبنائهم، لا يحبون الانتقاد، ويرفضون قبول أي مساعدة من الآخرين، وبدلاً من السخرية من ارتباكهم، يتعيَّن علينا أن نقدم لهم الصبر والدعم، فقط تخيَّل محاولة إتقان مهارة معقّدة دون توجيه، إنه لأمر محبط.

لقد أمضى كبار السن حياتهم في المساهمة في المجتمع، وحكمتهم لا تقدر بثمن، أفلا ينبغي لنا أن نكرم ذلك، من خلال تقديم المساعدة لهم بدلاً من السخرية؟

هناك من يضيق صدره، ويؤثر الإبتعاد تجنّباً للمشاكل، بل ويجاهد أن يعيش بعيداً عن والديه، ويجد العذر في أنه لن يستطيع تقديم أي شيء لوالديه، بسبب كثرة نقدهما، وغضبهما، و اتهامهما للأبناء بالتقصير، والفائز هنا، من يتحمَّل الوضع، ويصمد أمام غضبهما، أو تضجّرهما من باب البر بهما، ويقدم كل ما في وسعه لإسعادهما، وإدخال الفرح والسرور إلى قلبيهما.
الوالدان نعمة لا تقدَّر بثمن، والبركة في دعائهما لنا، وسوف نجد أثر ذلك في تعامل أبنائنا معنا، وباب الجنة مفتوح للبار بوالديه، وهو باب للرزق.

قال الله عزّ وجلّ في محكم التنزيل: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: کبار السن

إقرأ أيضاً:

عالم بـ«الأوقاف»: الابتلاء امتحان من الله والصبر عليه من أعظم درجات الإيمان

أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الصبر يُعد من أعظم صفات المؤمن، مشيرًا إلى قصة نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعرف بشيخ الصابرين، قائلا: «صبر سيدنا أيوب على مرضه طويلاً، ورغم ما سمعه من اتهامات بأن بلاءه نتيجة ذنب عظيم، لم ييأس ولجأ إلى الله بدعاء: ربي أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» فاستجاب له الله ورفع عنه البلاء.

الابتلاء امتحان للمؤمن

وأضاف الأبيدي، خلال ظهوره في برنامج «مع الناس» على قناة الناس: «الابتلاء امتحان من الله لعباده سواء في الصحة أو المال، وإذا واجهها المؤمن بالصبر والتقوى، فإنه يوفَّى أجره بغير حساب».

وأشار إلى قول الله تعالى في سورة التغابن: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ»، موضحًا أن الصبر على الأذى والابتلاء من أعظم درجات الإيمان.

الصبر على البلاء رفع للدرجات

ولفت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»، مؤكدًا أن الصبر على البلاء ليس فقط وسيلة لتكفير الذنوب، بل هو أيضًا وسيلة لرفع الدرجات وتقريب المؤمن من ربه.

الصبر علامة الإيمان

وأكد أن التعامل مع البلاء بالصبر أو مع السراء بالشكر دليل واضح على الإيمان والتقوى، وقال: «حتى الابتلاءات البسيطة كالأمراض الخفيفة، هي اختبار إلهي يهدف إلى تطهير النفس وزيادة القرب من الله»، خاتمًا حديثه بأن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء الإلهي للمؤمنين، وأن الصابرين يوفَّون أجورهم بغير حساب.

مقالات مشابهة

  • «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها لـ كبار السن والمرضى
  • زيلينسكي يعترف: الغرب كذب علينا ..!
  • ما هو أجر الصبر على الظلم؟
  • بلال الدوي: الدولة المصرية تضع احتياجات كبار السن نصب أعينها
  • حقك علينا.. تعرف على حقوقك الزوجية.. شاهد
  • كاتب صحفي: الدولة المصرية تضع احتياجات كبار السن نصب أعينها
  • هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
  • بعد تصريحات وزيرة التضامن.. ضمانات قانونية لـ حقوق كبار السن
  • محمد الأبيدي: الصبر على الابتلاء دليل على قوة الإيمان
  • عالم بـ«الأوقاف»: الابتلاء امتحان من الله والصبر عليه من أعظم درجات الإيمان