المسلة:
2025-01-17@13:49:15 GMT

البرلمان في مواجهة الفساد: هل هو شريك أم ضحية؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

البرلمان في مواجهة الفساد: هل هو شريك أم ضحية؟

2 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: منذ سنوات طويلة، يعاني العراق من فساد مستشرٍ في مؤسسات الدولة، الأمر الذي أثر سلباً على تقدم البلاد وتطورها.

ورغم الجهود المبذولة من بعض الجهات للكشف عن الفساد ومحاسبة المسؤولين، إلا أن هذه الجهود غالباً ما تكون غير فعالة في الحد من هذه الظاهرة.

و يلاحظ أن الفساد ليس فقط مشكلة إدارية، بل هو مرض مستفحل يمتد إلى جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.

الفساد في مؤسسات الدولة

و تشير تقارير عديدة إلى أن الفساد في مؤسسات الدولة العراقية لا يزال له اليد الطولى، مما يعطل بشكل كبير تقدم البلد ويعوق تنفيذ المشاريع التنموية. ورغم محاولات الكشف عن الفساد، إلا أن معظم هذه المحاولات تفتقر إلى الفعالية، حيث أن الفساد متجذر بعمق في النظام السياسي والإداري.

و يعد مجلس النواب العراقي أحد المؤسسات الرئيسية التي ينبغي أن تلعب دوراً فعالاً في مكافحة الفساد من خلال استجواب المسؤولين ومحاسبتهم.

ومع ذلك، فإن المجلس يُظهر ضعفا واضحا في هذا الدور. فمثلاً، فشل المجلس في استجواب العديد من الشخصيات البارزة التابعة للأحزاب والكتل السياسية، بالرغم من تورطهم في قضايا فساد.

واحدة من أبرز الأمثلة على ذلك هي حالة رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي، الذي أدين بجريمة مخلة بالشرف وهي تهمة التزوير.

ورغم هذه الإدانة، لم يتم استجوابه أو محاكمته بشكل جدي. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من ملفات الاستجواب المتعلقة بشخصيات كبيرة على مستوى وزراء من الإهمال والتعطيل بسبب غياب رئيس أصيل لمجلس النواب.

و تشير العديد من المصادر إلى أن المجاملات السياسية تلعب دوراً كبيراً في منع استجواب المسؤولين في الدولة العراقية، فعلى سبيل المثال، لم يتم استجواب وزير الكهرباء رغم الخلل الكبير في شبكات الطاقة والفساد المرتبط بإدارته. وهذا يعكس تأثير العلاقات الشخصية والسياسية في عرقلة جهود محاربة الفساد.

و خلال مقابلات مع عدد من المواطنين العراقيين، أعرب العديد منهم عن استيائهم من الوضع الحالي. أحد المواطنين قال: “نحن نرى الفساد في كل مكان، ولكن لا أحد يتحدث عنه أو يتخذ إجراءات جدية. نشعر بأن صوتنا غير مسموع وأن مستقبلنا يُسرق أمام أعيننا.”

مواطنة أخرى أشارت إلى أن “الحكومة تبدو غير مهتمة بمشاكل الناس. نسمع عن الفساد كل يوم، ولكن لا أحد يُحاسب. نشعر بالإحباط وعدم الثقة في أي تغيير قادم.”

ووفقاً لتقارير منظمة الشفافية الدولية، يحتل العراق مراتب متأخرة في مؤشر مدركات الفساد، حيث يصنف كواحد من أكثر الدول فساداً في العالم. وتقدر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفساد في العراق بمليارات الدولارات سنوياً، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني ومستوى معيشة المواطنين.

و تقديرات المبالغ المهدورة جراء الفساد في العراق تختلف حسب المصادر والتقارير، لكن الأرقام تشير إلى خسائر هائلة على مدار السنوات الماضية. وفقًا لبعض التقارير الصادرة عن هيئات رقابية دولية ومحلية، تقدر قيمة المبالغ المهدورة بسبب الفساد في العراق بمليارات الدولارات سنويًا.

و يشير تقرير منظمة الشفافية الدولية إلى أن العراق يقع ضمن أسوأ الدول في مؤشر مدركات الفساد، مما يعني أن الفساد في العراق لا يزال مشكلة خطيرة ومستمرة. التقديرات تتحدث عن أن العراق يفقد ما يقارب من 10 إلى 15 مليار دولار سنويًا بسبب الفساد.

وبحسب التقارير السنوية لديوان الرقابة المالية في العراق، يتم هدر مليارات الدولارات من المال العام نتيجة الفساد في العقود الحكومية، والرشاوى، وسوء الإدارة.

وأشارت بعض التصريحات الحكومية والبرلمانية إلى أن إجمالي المبالغ المهدورة أو المسروقة منذ عام 2003 حتى الآن قد يصل إلى حوالي 300 مليار دولار.

وهذا الرقم يشمل الأموال التي تم هدرها أو سرقتها في مختلف القطاعات، بما في ذلك النفط والكهرباء والبنية التحتية.

و تؤثر هذه الخسائر المالية بشكل مباشر على الاقتصاد العراقي وعلى نوعية حياة المواطنين. فالمبالغ الكبيرة التي تُهدر بسبب الفساد يمكن أن تُستخدم في تحسين الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الفساد فی العراق عن الفساد أن الفساد العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية فى حوار لـ "الوفد" مواجهة الفساد ورضاء المواطنين أبرز أولوياتى

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها محافظة المنوفية، نلتقي اليوم بمحافظها، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في دفع عجلة التنمية وتحسين حياة المواطنين بالمحافظة، في هذا الحوار سنتطرق إلى أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والتحديات المستقبلية التي تواجه المحافظة، وآليات التعامل معها.

بدأ الحوار مع اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، بسؤال يهم شريحة كبيرة من المواطنين.

 

ملفات التصالح إلى أين وصل العمل فيها وكيف يمكن تسريع وتيرة الإنجاز ؟

 

ملف التصالح يعتبر من الملفات ذات الأهمية القصوى، ويأتي في مقدمة أولوياتنا ، حيث تتخذ الدولة يوميًا إجراءات جديدة لتيسير الأمور على المواطنين وتسريع وتيرة العمل في هذا الملف من خلال إزالة كافة المعوقات التي قد تظهر أثناء التنفيذ.
ومحافظة المنوفية تحظى بوجود مراكز تكنولوجية، وموارد بشرية تم إعدادها وتدريبها للعمل في هذا الملف، والجهود مستمرة في المراكز والمدن والقرى، علما بأن عدد الطلبات المقدمة من المواطنين في هذا الملف كثيرة وهذا يدل على أن هناك تفاعل متزايد من المواطنين بشأن التصالح، خاصة مع التيسيرات الأخيرة، ونعمل على مراجعة خريطة المتغيرات المكانية يوميًا مع المستندات على أرض الواقع بهدف إغلاق هذا الملف نهائيًا في أسرع وقت ممكن.

ما هي الجهود المبذولة من المحافظة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في المجال الزراعي ودعم صغار الفلاحين؟

 

نحن لا ندخر جهدا في تقديم كافة أوجه التسهيلات اللازمة لتنمية وتطوير القطاع الزراعي والثروة الحيوانية ودعم صغار المزارعين والمربين ، وفيما يخص توزيع مستلزمات الإنتاج الزراعي من الأسمدة فقد تم الإنتهاء من توزيع 22 ألف و510 طن نترات ويوريا (إئتمان) بنطاق المحافظة اعتبارا من بداية الصرف للموسم الشتوي في الأول من أكتوبر 2024 وحتى 7 يناير 2025 ، وننتهز الفرصة ونطمئن المواطن علي توافر أرصدة بالجمعيات الزراعية والتي تبلغ ما يزيد عن 13 ألف طن يوريا ونترات وجاري توزيع الأسمدة علي المزارعين وفق ضوابط وقواعد صرف الأسمدة لضمان وصولها للمزارعين المستحقين

بما ان نهضة الامم تقاس بمدى اهتمامها بالتعليم والصحة ما الجهود المبذولة من في هذا الشأن؟

قطاع التعليم يعد واحداً من أهم القطاعات الحيوية ويقع على رأس أولويات منظومة العمل تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بالنهوض والارتقاء بالمنظومة التعليمية والتركيز على ما يهم المواطنين وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم بشتى القطاعات وفقاً لأهداف ومحاور الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ، من أجل ذلك تم طرح  55 مدرسة بمختلف المراحل التعليمية بنطاق مراكز ومدن وقرى المحافظة لرفع كفاءتها وتطويرها باستثمارات بلغت 244 مليون جنيه، وذلك ضمن مشروعات خطة الهيئة العامة للأبنية التعليمية 2024/2025.

ما الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين كفاءة المنظومة الصحية بالمحافظة؟

شهد القطاع الصحي بالمحافظة طفرة تنموية ونقلة نوعية كبيرة، من خلال التوسع في دعم خطط التنمية ورفع كفاءة البنية التحتية للمنظومة الصحية، لتواكب التطور في أداء الخدمة الطبية، ولقد بدأنا فعلياً في إنشاء 6 كيانات طبية عملاقة على أرض المحافظة، باستثمارات تخطت الـ 5 مليارات جنيه، وهم مشروع إنشاء مستشفي الشهداء وأشمون والسادات الجديدة، وإنشاء مركز متكامل لعلاج الاورام بمدينة منوف ، ومستشفي جديدة بمدينة شبين الكوم، وجاري البدء في تخصيص قطعة أرض لإنشاء مستشفي قويسنا الجديدة

هل سيتم إعادة تقييم رؤساء المدن والمراكز والاجهزة التنفيذية ؟

يتم تقيمهم من حيث تواجدهم المباشر مع المواطنين وسرعة انجاز المشروعات ومتابعة مشروعات الخطة الاستثمارية والانتهاء منها طبقا للجداول الزمنية وبالجودة المعتمدة بالاضافة الى قدرة روؤساء المدن والمراكز على تطوير الخدمات والتفاعل مع احتياجات ومشاكل المواطنين وسرعة ايجاد الحلول المناسبة لها بالاضافة الى متابعة الاسواق وتوافر السلع التموينية فضلا عن متابعة منظومة النظافة حيث انها من اولى الاهتمامات .

كيف تعاملتم فى ملف الفساد بالمحافظة ؟

بداية يجب أن أؤكد توجهات الدولة وجديتها فى مكافحة الفساد واقتلاعه من جذوره لأن تفشى الفساد يترتب عليه ضعف هيبة الدولة وغياب المسئولية وترهل اداء العاملين بالجهاز الادارى ، وعند ملاحظة أى تدنى او إهمال فى العمل من العاملين بالجهاز الادارى يتم احالتهم فورا لجهات التحقيق ايمانا بتطبيق مبدا الثواب والعقاب  ، كما تم تفعيل دور لجان المتابعة الميدانية للمرور على الادارات التابعة للجهاز الادارى لضبط الاداء وتحقيق الانضباط فى العمل، ورصد وكشف المخالفات واحالتها فورا للنيابة .

ما هي رؤيتك لدور الإعلام والصحافة؟
 


أرى أن الإعلام والصحافة هما حلقة الوصل بين المواطن والمسئول وان الصحفيين والإعلاميين هما صوت المواطن وعين المسؤول لأنهم يقومون برصد حالة الشارع لنقل الصورة بكل حيادية وشفافية مما يساهم فى تعزيز دور الجهاز التنفيذى لحل المشكلات ومواجهة التحديات وتلبية الاحتياجات وفقًا للأولويات وأن الإعلام والصحافة يقومان بالدور التنويري للمواطن لتسليط الضوء على الانجازات التى يتم تنفيذها على أرض الواقع ومحاربة الشائعات التي تروج لها الابواق والنوافذ الخارجية التي تتربص بالوطن وأنا  حريص على التعاون التام والتواصل المستمر مع والإعلاميين والصحفيين لاننا جميعا من نعمل من أجل خدمة الوطن والمواطن.


 
بماذا تعد المواطن المنوفي وماذا تطلب منه؟



أعد المواطن المنوفي أن أبذل قصارى جهدي أنا وجميع أجهزة المحافظة لتحقيق طموحاته والارتقاء بجميع الخدمات المقدمة له وان تكون جميع طلباته محض اهتمام ودراسة وتنفيذها وفقا لأولويتها ، واطلب منه أن يتفهم طبيعة المرحلة وألا ينساق خلف مطالب فئوية هدفها تعطيل أجهزة الدولة عن أداء دورها وان يعلي المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة ويعطي فرصة للأجهزة المختصة لتنفيذ طلبه وأطالبه أيضا أن يقف بجوار الحكومة لمساندتها ومشاركتها في جميع خطواتها لنبني مصرنا بأيدينا.

مقالات مشابهة

  • العراق يحاول إقناع فصائل مسلحة بالتخلي عن السلاح
  • البرلمان العراقي يرفض التدخلات الامريكية بشأن الخلاف حول الموازنة
  • البرلمان المشلول: صفقات معطلة ومطالب مؤجلة
  • أسعار الدولار في العراق
  • العراق وبريطانيا يوقعان اتفاقية الهجرة: قرار غير سار
  • محافظ المنوفية فى حوار لـ "الوفد" مواجهة الفساد ورضاء المواطنين أبرز أولوياتى
  • بين طلال الخالد و فاسدي العراق.. عدالة غائبة وتناقضات صارخة
  • البرلمان يقرر استجواب وزير النفط ورئيس هيئة الإعلام والاتصالات
  • رئيسة الصليب الأحمر: الهلال الأحمر الفلسطيني شريك أساسي في مواجهة الأزمات
  • عضو مجلس نواب يتهم أعضاء في مجلس القيادة برفض انعقاد جلسات البرلمان داخل اليمن