المسلة:
2024-12-18@02:03:18 GMT

البرلمان في مواجهة الفساد: هل هو شريك أم ضحية؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

البرلمان في مواجهة الفساد: هل هو شريك أم ضحية؟

2 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: منذ سنوات طويلة، يعاني العراق من فساد مستشرٍ في مؤسسات الدولة، الأمر الذي أثر سلباً على تقدم البلاد وتطورها.

ورغم الجهود المبذولة من بعض الجهات للكشف عن الفساد ومحاسبة المسؤولين، إلا أن هذه الجهود غالباً ما تكون غير فعالة في الحد من هذه الظاهرة.

و يلاحظ أن الفساد ليس فقط مشكلة إدارية، بل هو مرض مستفحل يمتد إلى جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.

الفساد في مؤسسات الدولة

و تشير تقارير عديدة إلى أن الفساد في مؤسسات الدولة العراقية لا يزال له اليد الطولى، مما يعطل بشكل كبير تقدم البلد ويعوق تنفيذ المشاريع التنموية. ورغم محاولات الكشف عن الفساد، إلا أن معظم هذه المحاولات تفتقر إلى الفعالية، حيث أن الفساد متجذر بعمق في النظام السياسي والإداري.

و يعد مجلس النواب العراقي أحد المؤسسات الرئيسية التي ينبغي أن تلعب دوراً فعالاً في مكافحة الفساد من خلال استجواب المسؤولين ومحاسبتهم.

ومع ذلك، فإن المجلس يُظهر ضعفا واضحا في هذا الدور. فمثلاً، فشل المجلس في استجواب العديد من الشخصيات البارزة التابعة للأحزاب والكتل السياسية، بالرغم من تورطهم في قضايا فساد.

واحدة من أبرز الأمثلة على ذلك هي حالة رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي، الذي أدين بجريمة مخلة بالشرف وهي تهمة التزوير.

ورغم هذه الإدانة، لم يتم استجوابه أو محاكمته بشكل جدي. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من ملفات الاستجواب المتعلقة بشخصيات كبيرة على مستوى وزراء من الإهمال والتعطيل بسبب غياب رئيس أصيل لمجلس النواب.

و تشير العديد من المصادر إلى أن المجاملات السياسية تلعب دوراً كبيراً في منع استجواب المسؤولين في الدولة العراقية، فعلى سبيل المثال، لم يتم استجواب وزير الكهرباء رغم الخلل الكبير في شبكات الطاقة والفساد المرتبط بإدارته. وهذا يعكس تأثير العلاقات الشخصية والسياسية في عرقلة جهود محاربة الفساد.

و خلال مقابلات مع عدد من المواطنين العراقيين، أعرب العديد منهم عن استيائهم من الوضع الحالي. أحد المواطنين قال: “نحن نرى الفساد في كل مكان، ولكن لا أحد يتحدث عنه أو يتخذ إجراءات جدية. نشعر بأن صوتنا غير مسموع وأن مستقبلنا يُسرق أمام أعيننا.”

مواطنة أخرى أشارت إلى أن “الحكومة تبدو غير مهتمة بمشاكل الناس. نسمع عن الفساد كل يوم، ولكن لا أحد يُحاسب. نشعر بالإحباط وعدم الثقة في أي تغيير قادم.”

ووفقاً لتقارير منظمة الشفافية الدولية، يحتل العراق مراتب متأخرة في مؤشر مدركات الفساد، حيث يصنف كواحد من أكثر الدول فساداً في العالم. وتقدر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفساد في العراق بمليارات الدولارات سنوياً، مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني ومستوى معيشة المواطنين.

و تقديرات المبالغ المهدورة جراء الفساد في العراق تختلف حسب المصادر والتقارير، لكن الأرقام تشير إلى خسائر هائلة على مدار السنوات الماضية. وفقًا لبعض التقارير الصادرة عن هيئات رقابية دولية ومحلية، تقدر قيمة المبالغ المهدورة بسبب الفساد في العراق بمليارات الدولارات سنويًا.

و يشير تقرير منظمة الشفافية الدولية إلى أن العراق يقع ضمن أسوأ الدول في مؤشر مدركات الفساد، مما يعني أن الفساد في العراق لا يزال مشكلة خطيرة ومستمرة. التقديرات تتحدث عن أن العراق يفقد ما يقارب من 10 إلى 15 مليار دولار سنويًا بسبب الفساد.

وبحسب التقارير السنوية لديوان الرقابة المالية في العراق، يتم هدر مليارات الدولارات من المال العام نتيجة الفساد في العقود الحكومية، والرشاوى، وسوء الإدارة.

وأشارت بعض التصريحات الحكومية والبرلمانية إلى أن إجمالي المبالغ المهدورة أو المسروقة منذ عام 2003 حتى الآن قد يصل إلى حوالي 300 مليار دولار.

وهذا الرقم يشمل الأموال التي تم هدرها أو سرقتها في مختلف القطاعات، بما في ذلك النفط والكهرباء والبنية التحتية.

و تؤثر هذه الخسائر المالية بشكل مباشر على الاقتصاد العراقي وعلى نوعية حياة المواطنين. فالمبالغ الكبيرة التي تُهدر بسبب الفساد يمكن أن تُستخدم في تحسين الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، وتعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الفساد فی العراق عن الفساد أن الفساد العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

تركيا تحارب الإرهاب أم ترسم حدود نفوذ جديدة في شمال العراق؟

16 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن على طول حدودها مع العراق، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً بشأن مدى احترام تركيا لسيادة العراق خلال عملياتها العسكرية المستمرة ضد حزب العمال الكردستاني. ووسط تزايد العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، تبرز تساؤلات حول حقيقة الأجندة التركية في المنطقة، حيث يبدو أن المصالح الوطنية التركية تتصدر المشهد على حساب التنسيق مع بغداد.

في إحدى القرى القريبة من منطقة زاب شمال العراق، تحدث أحد السكان المحليين، ويدعى أحمد شريف، قائلاً: “كنا نستيقظ على أصوات الطائرات والقصف. منذ عام 2022 وحتى الآن، لا يمر شهر من دون سماع أخبار عن مقتل أشخاص في الجبال”. تصريح أحمد يأتي في سياق إعلان غولر عن تحييد 1136 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني خلال العامين الماضيين. إلا أن السكان المحليين يرون في هذه الأرقام مجرد عناوين إعلامية تخفي وراءها قصص معاناة طويلة.

وفي تدوينة على منصة “فيسبوك”، كتب الكردي هوزان ميرزا: “تركيا تدّعي أنها تحارب الإرهاب، لكنها في الواقع ترسم حدوداً جديدة للنفوذ في الشمال العراقي، ولا يهمها إن كان ذلك على حساب سيادة العراق أو استقرار أهله”. جاءت هذه التدوينة بعد أيام من تصريحات تركية وأخرى عراقية بشأن إنشاء مركز مشترك للتنسيق الأمني في بغداد، وهي خطوة قد تكون محاولة لاحتواء التوترات المتصاعدة بين الجانبين.

التوترات التركية-العراقية ليست جديدة. ففي السنوات الأخيرة، تصاعدت حدة الخلافات بين البلدين حول عمليات عسكرية عبر الحدود تنفذها تركيا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. في تغريدة على منصة “إكس”، قالت الناشطة العراقية سهى العزاوي: “العراق محاصر بضغوط إقليمية ودولية. اليوم، نراه يرضخ لإعلان حزب العمال الكردستاني كمنظمة محظورة تحت الضغط التركي، وغداً ربما يُجبر على تنازلات أكبر”.

من جانبه، أفاد باحث اجتماعي من مدينة السليمانية، يدعى فرهاد علي، أن “هذه العمليات العسكرية التي تبررها تركيا بحماية حدودها تترك أثراً عميقاً على المجتمع الكردي في العراق. العائلات التي تفقد أبناءها في هذه المناطق تنظر إلى العراق على أنه متخاذل أمام القوة التركية”. وأضاف: “الضغوط التركية تأتي في وقت يعاني فيه العراق من تحديات سياسية داخلية تجعل من الصعب عليه التصدي بشكل حاسم لهذه التدخلات”.

الشمال العراقي بات محوراً لا يتوقف عند الصراع بين أنقرة وبغداد، بل يمتد ليشمل الولايات المتحدة، التي تتهمها تركيا بدعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وهي الفصيل الأكبر ضمن قوات سوريا الديمقراطية. على الجانب الآخر، تعتبر واشنطن هذه القوات شريكاً استراتيجياً في الحرب ضد تنظيم داعش. في تصريح لمسؤول تركي سابق على إحدى القنوات المحلية، قال: “لا يمكن لتركيا أن تغض الطرف عن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، فهذا الدعم يهدد الأمن التركي بشكل مباشر”.

وفي مشهد يعكس التعقيد المستمر، تحدثت مواطنة عراقية تدعى لمياء صالح، من سكان منطقة نينوى، عن تجربة منطقتها مع وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة. “كنا نظن أن وجودهم مؤقت، لكننا الآن نعيش تحت وطأة القلق من أن يتحول هذا الوجود إلى دائم. معسكر بعشيقة ليس مجرد موقع عسكري، إنه علامة على أن العراق يفقد السيطرة على أرضه”.

التوقعات تشير إلى أن التوتر بين تركيا والعراق قد يستمر، خاصة في ظل تمسك أنقرة بخيار القوة العسكرية لحماية مصالحها الحدودية. ووفق تحليلات خبراء، فإن هذه السياسات قد تؤدي إلى تعقيد العلاقات أكثر، ما لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم إقليمي جديد يعالج مخاوف الطرفين. لكن حتى ذلك الحين، يبقى شمال العراق مسرحاً لصراعات النفوذ الإقليمي، حيث تُدفع أثمان باهظة من أمن السكان المحليين واستقرار العراق كدولة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • البابا: تعرضت لمحاولة اغتيال بالعراق العام 2021
  • خليجي 26: العراق يعول على الاستقرار الفني رغم الغيابات
  • الكهرباء تبحث خطة الصيف ولا توفرها في الشتاء!.. عقود الفساد تبتلع الـ 41 مليار دولار
  • الكهرباء تبحث خطة الصيف ولا توفرها في الشتاء!.. عقود الفساد تبتلع الـ 41 مليار دولار- عاجل
  • حكومة السوداني.. ترسيخ القرار العراقي واستقلاليته عن التدخلات
  • الإنسان في مواجهة مع آلات “تفكّر”
  • سيناريوهات الخراب.. الجيوش العربية ضحية الفوضى.. إسرائيل تستغل سقوط النظام فى الإجهاز على القوات السورية.. الناتو يقضى على الجيش الليبى.. والغزو الأمريكى يحل الجيش العراقى
  • البرلمان يخاطب المالية: اطلقوا المكافآت التشجيعية
  • تركيا تحارب الإرهاب أم ترسم حدود نفوذ جديدة في شمال العراق؟
  • نائب:الفساد والفشل وإيران وراء أزمة الكهرباء في العراق