وقتلت 11 رصاصة 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في العملية التي نفذها مهند العسود، الذي استشهد لاحقا بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال انتهى بعد ساعتين بقصف المنزل.

تقرير: صهيب العصا

1/9/2024مقاطع حول هذه القصة11 شهيدا بقصف إسرائيلي متكرر على مدرسة تؤوي نازحين بغزةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 31 seconds 03:31بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال بقطاع غزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 51 seconds 02:51قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الزيتون بغزةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 07 seconds 01:07مراسل الجزيرة يؤكد تعرضه رفقة صحفيين آخرين لقنص إسرائيليplay-arrowمدة الفيديو 06 minutes 07 seconds 06:07شهادات من مخيم جنين تعكس حجم المعاناة والخطر المحدق بالفلسطينيينplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 53 seconds 01:53بالخريطة التفاعلية.

. تعرف على تفاصيل هجوم الخليلplay-arrowمدة الفيديو 07 minutes 17 seconds 07:17قصف إسرائيلي لمنزل في حي الشجاعية بغزةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 25 seconds 01:25من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟

في مارس/آذار 2019، تعرّضت فنزويلا لانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر على نطاق واسع، عُدّ الأكبر في تاريخ البلاد؛ مما أدى إلى وفاة 43 شخصا على الأقل، بسبب تعطل الخدمات الصحية، إضافة إلى ما أحدثه ذلك من تأثيرات في قطاعات النقل والتعليم والصناعة وخدمات المياه.

ألقت وسائل الإعلام الغربية اللوم على سوء إدارة حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مشيرة إلى أن سياساتها الكارثية أدت إلى نقص الاستثمار وبالتالي شلّ شبكة الطاقة في البلاد. في المقابل، اتهمت حكومة مادورو الولايات المتحدة باستهداف شبكة الكهرباء في فنزويلا عبر هجمات سيبرانية، وذلك بغرض إغراق البلاد في حالة من الفوضى، وإحراج الحكومة بما يؤدي إلى إضعاف شعبيتها، ضمن مخطط أميركي للإطاحة بمادورو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تأثر النفوذ الروسي في أفريقيا بعد سقوط الأسد؟list 2 of 2لم يقبلوا النكبة فعادوا.. لماذا استعصى أهل غزة على التهجير؟end of list

لم يكن أصحاب أي من الروايتين قادرا بشكل موضوعي على تقديم أدلة دامغة تثبت صحة روايته، لكن الصحفي الأميركي ديفيد سانغر يؤكد أن الولايات المتحدة امتلكت برنامجا سيبرانيا سريًّا يُدعى "نيترو زيوس"، مصمم لقطع التيار الكهربائي في البلدان المعادية في حالة وقوع صراع.

ورغم أن امتلاك القدرة لا يعني بالضرورة ارتكاب تلك الجريمة، كما أن طبيعة الهجمات السيبرانية تُصعِّب تتبّع الفاعل أو تحديده، فإن الولايات المتحدة في الوقت ذاته قامت بتنفيذ هجمات مماثلة ضد دول أجنبية في مناسبتين على الأقل، حيث استخدمتها في تعطيل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني وتخريب برنامج الصواريخ في كوريا الشمالية.

إعلان

والملاحظ أنهما دولتان رفضتا الانصياع للهيمنة الأميركية، مثل فنزويلا، وهي صاحبة أكبر احتياطي نفطي على مستوى العالم، وتتبنى حكومتها الحالية مبدأ "قومية الموارد"، وترفض منح الشركات الأجنبية (بما فيها الأميركية) حصة الأغلبية في المشاريع المشتركة مع مؤسسات النفط المملوكة للدولة؛ مما يجعل الضغط على نظام مادورو هدفا مبررا لواشنطن، بغية دفعه إلى التنحي وتأسيس نظام بديل يتبنى نمط السوق الحرة المفتوحة.

ولدى واشنطن سابقة أخرى مماثلة، فعندما فرضت العقوبات الاقتصادية على كوبا، أنشأت محطة إذاعية موجهة إلى المواطنين هناك عام 1983، تبث من استديوهات في ولاية فلوريدا الأميركية، وهو ما أدانته الحكومة الكوبية باعتباره دعاية أميركية تستهدف إسقاط النظام.

تعليقا على ذلك، يشير المؤرخ الأميركي لويس بيريز إلى أن الولايات المتحدة هدفت إلى إظهار انهيار نظام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو باعتباره نتيجة ظروف داخلية، إذ سعت واشنطن إلى إحداث حالة من الفوضى في الاقتصاد الكوبي، ولكنها أرادت تقديم ذلك بطريقة تجعل المسؤولية المباشرة على عاتق كاسترو في نظر الكوبيين.

أشكال جديدة للحرب

"من الأفضل مهاجمة عقل عدوك بدلا من مهاجمة مدنه المحصنة"

هذه الحكمة الإستراتيجية للفيلسوف الصيني صن تزو، لا تزال توجه إستراتيجيات الصراع المعاصرة رغم مرور عشرات القرون. حيث يرى مستشار الأمن السيبراني ثورنتون ترامب، أن من أشكال الحرب النفسية مهاجمة الأشياء التي يُنظر إليها باعتبارها مسؤولية القيادة في الدولة العدو، ومن ضمن ذلك الاقتصاد والتقنيات التشغيلية، مثل الكهرباء والمياه والخدمات الصحية وشبكات النقل، وهي أشياء لا غنى عنها في حياة الناس، وحدوث الاضطراب فيها سوف يتصدّر دائما عناوين الأخبار وقد يؤدي إلى تقويض شرعية القيادة.

ويشير ثورنتون إلى أن المهاجمين ربما لا يحتاجون إلى قطع الكهرباء أو تعطيل محطات المياه لإحداث ضرر نفسي، ففي أحيان، يمكن إحداثه عبر نشر معلومات مضللة عن إمكانية تعطل البنى التحتية في الدولة وربط ذلك بسياسات القيادة، وهو ما يندرج تحت مسمى "حرب المعلومات" التي تعد أيضا شكلًا من الحرب النفسية.

إعلان

يتماشى هذا بشكل ما مع مبدأ الدوائر الخمس، الذي ابتكره عقيد سلاح الجو الأميركي جون واردن إبان حرب الخليج الثانية، والذي اقترح خلاله تقسيم جاهزية العدو إلى 5 دوائر وفق الترتيب التالي: دائرة القيادة والسيطرة، ودائرة الضرورات الحيوية، ودائرة البنى التحتية، ثم دائرة الشعب، وختاما دائرة القوة العسكرية.

وقد حدد واردن أولوية الاستهداف بناء على هذا الترتيب، مشيرا إلى أن تدمير القيادة من شأنه إيقاف منظومة العدو عن مواصلة الحرب وإنهائها "بأقل خسائر ممكنة".

ويبدو أن تحقيق الانتصار بأقل خسائر ممكنة، كان دائما الغرض النهائي من استخدام الحروب النفسية على مدار تاريخ الصراع البشري، حتى قبل بلورة مفهومها بشكل واضح، منذ صورها الأولى في العروض المروعة للقائد المغولي تيمورلنك، الذي أباد مدنا كاملة وبنى أبراجا من جماجم ضحاياه كما عمد إلى نشر الشائعات التي تثير الرعب، بهدف إضعاف معنويات أعدائه وكسر إرادتهم للقتال أو المقاومة.

وفي مرحلة أبكر من ذلك، استُخدمت أفيال الحرب في بث الخوف داخل ساحة المعركة، كما اعتادت قبائل الأزتيك في أميركا الوسطى إصدار أصوات ترهيبية عند مهاجمة أعدائها، باستخدام صافرة مصنوعة من جمجمة بشرية؛ مما يدفع خصومهم غالبا إلى التراجع اعتقادا منهم أن هذه الأصوات تصدر عن أرواح شريرة.

ورغم اتسام هذه الأساليب بالبدائية مقارنة بالوسائل الحديثة في الحرب النفسية، فإن العامل المشترك بينها يظل هو إحداث التأثير في تفكير العدو وإعاقته عن اتخاذ القرار السليم، إما عبر ترهيبه وإثارة ذعره وشلّ تفكيره، وفق الطُّرق البدائية، وإما من خلال أنشطة معلوماتية تستهدف إضعاف معنوياته وإثارة الفوضى والتلاعب بالرأي العام.

كان الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، يدرك أن بريطانيا لن تتمكن من الصمود في وجه الألمان دون مساعدة أميركية (مواقع التواصل الاجتماعي) علم النفس.. حين يكون أداة للحرب

بدأ استخدام علم النفس المعاصر في الأغراض العسكرية في ثلاثينيات القرن الماضي، حين زعم العقيد الألماني ألبريشت بلاو، أن السلاح النفسي كان سببا في إضعاف المعنويات الألمانية عام 1918 ومن ثم خسارة الحرب.

إعلان

يقول بلاو إن الحرب الحديثة تتألف من 3 أقسام رئيسية، هي: الحرب العسكرية، والحرب الاقتصادية، والحرب النفسية. ودعا إلى اعتبار علم النفس جزءا لا يتجزأ من الإستراتيجية العسكرية الألمانية، وتوظيفه بصورة منهجية كسلاح في الحروب.

ومن الجدير بالذكر، أن التربة الألمانية كانت ممهدة آنذاك لاستقبال مقولات بلاو، ففي أعقاب 1918 كان لا بد من العثور على مبرر يزيح التناقض بين ما ردده القادة الألمان حول أسلحتهم التي لا تُقهر، وتوقيعهم على وثيقة فرساي التي أعلنت هزيمة العسكرية الألمانية.

نتيجة ذلك، ظهر مبدأ "الطعنة في الظهر"، الذي نفى عن جيوش القيصر هزيمتها بالمعنى العسكري، وربط الهزيمة بانهيار الروح المعنوية، خاصة انهيار الفئات المدنية الرابضة خلف القوات، نظرا إلى أن الجبهة الداخلية لم تكن محمية بشكل كافٍ أمام السلاح النفسي الذي استخدمه الحلفاء، وفق وجهة نظر من أسسوا لهذا المبدأ.

ومما لا شك فيه أن المبدأ حقق تأثيرا مهدئا للشعب الألماني، وأنه كان أحد الأسباب وراء صعود التيار النازي وذهاب ألمانيا من جديد إلى الحرب.

على الجانب المقابل، استخدمت بريطانيا كذلك الوسائل النفسية خلال الحرب العالمية الثانية، بهدف تقوية مشاعر التدخل لدى الأميركيين في مسار الحرب. فقد استطاعت التقارير الإعلامية التي أعدها وبثّها الصحفي الأميركي إدوارد مورو بين عامي 1940 و1941، أن تبني تعاطفا أميركيا على المستوى الشعبي مع بريطانيا.

علاوة على ذلك، تضمنت الحملة البريطانية إنشاء مكتب إعلامي في مانهاتن وسط نيويورك، تحت قيادة ضابط جهاز الاستخبارات البريطاني ويليام ستيفنسون، الذي تلخصت مهامه المعلَنة في توفير مقالات إخبارية بريطانية للصحف الأجنبية، لكن الكاتب البريطاني هنري هيمينغ يؤكد أن المكتب كان مكرسا لنشر القصص المزيفة والمشوهة، وعُدّ بمنزلة مصنع للإشاعات، بهدف إيجاد حالة تعاطف مع بريطانيا لدى الأميركيين لدفعهم إلى التخلي عن سياساتهم الانعزالية وخوض الحرب بجانب لندن.

إعلان

أما المفارقة، فهي أن القيادة السياسية في واشنطن على علم تام بالأمر، فقد كان الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، يدرك أن بريطانيا لن تتمكن من الصمود في وجه الألمان دون مساعدة أميركية، وأراد روزفلت مدّ يد العون إلى أصدقائه، إلا أنه كان يعلم أن ذلك سوف يحمل تأثيرا سلبيا على شعبيته وفرصة انتخابه لولاية رئاسية ثالثة، ومن ثمّ فقد بدا الحل في السماح للحكومة البريطانية بممارسة حيلها الإعلامية على شعبه.

يوضح ذلك أن الاستخدام الحديث لعلم النفس العسكري، بدأ في الأصل بغرض الاستهلاك المحلي، لدفع الشعوب -من قبل قياداتهم- إلى رفع رايات الحرب.

ورغم مرور نحو قرن من الزمن على هذه الوقائع، فلم يتوفر تعريف محدد لمصطلح الحرب النفسية أو لممارساتها، لكن ثمة إجماع على أهمية الشق المعلوماتي، خاصة في عصرنا الحالي، إذ يتم توظيفه للتأثير في آراء الشعوب وعواطفها، بغرض تحقيق أهداف السياسة القومية أو الأهداف العسكرية.

آلفين توفلر (فيرن إيفانز) حرب المعلومات.. وعلى المعلومات

أهمية المعلومة في العصر الحالي، يستحضرها المفكر الأميركي آلفين توفلر، في كتابه "الموجة الثالثة"، إذ يشير إلى تأثر البشرية بثلاث ثورات مفصلية غيرت مصير الكون، بدءا من الثورة الزراعية منذ 15 ألف سنة، حين صارت الأرض مصدر الثروات وبسببها كانت تخاض الحروب.

تلت ذلك الثورة الصناعية في بدايات القرن الـ19، حين كان الإنتاج هو أساس تكوين الثروات، وبسبب الحاجة إلى المواد الأولية، أسس الغرب لتفوقه العسكري؛ مما أظهر حروب الإمبريالية والاستعمار.

لكن بحلول النصف الثاني من القرن الـ20، كان العالم على موعد مع الثورة التقنية، حيث صارت المعلومات مصدر الثروات والسلطة، وبسببها تُخاض الحروب.

ومع توسع عالم المعلومات وفيضان قنواته، يصعب حاليا على أي جهة حكومية أو غير حكومية احتكار تدفق المعلومات من مناطق النزاع وإليها، كما أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى تمكين الجمهور من المشاركة في عمليات النشر، بوصفهم مقدمين للمعلومة إضافة إلى كونهم مستهلكين؛ مما يؤدي إلى صعوبة تدقيق البيانات المتدفقة، ويساهم في توفير مساحة واسعة للتلاعب وشنّ حملات التضليل.

إعلان

دفع ذلك الجنرال الروسي فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إلى كتابة مقال عام 2013، استدعى خلاله إمكانات فضاء المعلومات في تقليل القدرة القتالية للعدو. وقد أوصى غيراسيموف بالمزاوجة بين ذلك وإمكانية احتجاج السكان، أو استخدامه في ظل توترات سياسية، بما يؤدي إلى زعزعة استقرار الخصم مع ضغط المعلومات المضللة داخل هذا الفضاء.

ويُعرّف المعجم العسكري لوزارة الدفاع الروسية "حرب المعلومات"، بأنها تصادم يتم خلاله قمع مقاومة العدو عبر التأثير الضار في فضاء معلوماته، وتدمير الأداء الطبيعي لأنظمة معلوماته واتصالاته، إلى جانب استخدام التأثير الإعلامي والنفسي في أفراد القوات المسلحة والسكان في الدولة العدو بغرض زعزعة الاستقرار.

ويلفت الصحفي الأميركي ديفيد سانغر الانتباه، لكيفية تحول النظرة إلى فضاء المعلومات، من اعتباره أداة قوية لتحقيق الديمقراطية وارتقاء الأفكار، عبر تواصل بشر من ثقافات مختلفة، إلى النظر إليه باعتباره محرضا على الخلافات بسهولة، وقادرا على تفكيك الروابط الاجتماعية وتفرقة الناس، وهو ما اكتشفه القادة العسكريون ومن ثم قاموا بتوظيفه أداة حرب، على غرار البارود الذي استخدمه الإنسان أصلا في الأغراض الطبية.

ويشير كل من كريستوفر بول وميريام ماثيوز من مؤسسة أبحاث "راند"، إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى الحصول على الرسالة من مصادر متعددة، من ضمنها أشخاص آخرون تتشابه وجهات نظرهم وآراء المتلقي؛ مما يتسبب في انخفاض الدفاعات المتعلقة بتحدي الصدق، حيث تصبح الرسائل أكثر جدارة بالثقة لأنها صارت تحمل تصريحا من كل من قام بمشاركتها، كما يزيد التعرض المتكرر لأي معلومة من احتمال قبولها.

ويتعزز هذا القبول عبر دوران المعلومة داخل نظام مغلق، توفره أيضا وسائل التواصل الاجتماعي، نظرا إلى أن الدائرة المحيطة بشخصٍ ما في هذه الوسائط (وهي معارفه وأصدقاؤه ومن يتابعهم)، غالبا ما تتبنى وجهات النظر ذاتها بما يؤدي إلى تضخيم الاقتناعات، عبر تكرارها من جانب وانعزالها عن النقد والمعارضة من جانب آخر، وهو ما يُعرف بـ"غرفة الصدى".

إعلان

أضف إلى ذلك أن المعلومات الدقيقة غالبا ما تكون معقدة وأقل تفاعلا، مقارنة بالوضوح الجذاب الذي تتميز به نظريات المؤامرة، بما يحقق لها مزيدا من الانتشار.

ويفهم القائمون على إستراتيجيات حرب المعلومات هذه الظواهر جيدا، وبناء عليها يضعون خططا مناسبة لدعم أنشطة المعلومات المضادة للخصم.

ويشير الخبير التقني راند والتزمان في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي عام 2017، إلى أن الخطوات المتبعة في هذا الصدد قد تتضمن تقسيم سكان الدولة العدو إلى مجتمعات بناء على عدد من المعايير الدينية أو العرقية وغيرها. ثم تحديد الفئة المعرّضة أكثر لأنواع معينة من الرسائل وتحديد الديناميكيات الاجتماعية المناسبة للتواصل، ثم استخدام كل ما سبق في تصميم قصة ودفعها إلى الانتشار. كما تنبأ والتزمان بأن هذه العمليات سوف تصبح مؤتمتة كليًّا قريبا، عبر اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ما صنعه الإنسان قد يتلاعب به

وفي إمكان أتمتة الحرب النفسية أن تدفعها إلى أبعاد غير مسبوقة، على مستويات كل من: كمّ الإنجاز وسرعته ودقته، نظرا إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة كمّ هائل من البيانات المختلفة المصادر، وتحليلها للعثور على أنماط وسلوكيات يغفل عنها المحللون البشريون.

ويشير كريستيان بروس، زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى أن تدفق المعلومات السريع لا يغير الطُّرق التي تعمل بها الجيوش حاليا، لكن الآلات الذكية سوف تتمكن من ذلك، نظرا إلى قدرتها على تحديد الأهم من المعلومات ضمن بحور البيانات الأخرى، مما يعني إمكانية إنشاء المحتوى المطلوب في أقل قدر زمني، وهو أمر حيوي في بيئة المعلومات السريعة.

ووفقا لمعهد الحرب الحديثة، يوفر استغلال الذكاء الاصطناعي في حروب المعلومات، دعما لفرق العمليات النفسية فيما يخص مشكلات توسع النطاق وتغطية مساحات جغرافية أكبر، بما يسمح بالتواصل المتزامن وجماهير متعددة دون التضحية بالجودة أو السرعة.

إعلان

كما يتوقع أن يقدم الذكاء الاصطناعي بيانات أكثر دقة بشأن تقسيم الفئات داخل الدولة المعادية، إضافة إلى تحديد ديناميكيات التواصل داخل المجتمعات والفئات الأكثر استعدادا لقبول رسائل معينة، بأقل قدر من الأخطاء.

علاوة على ذلك، توفر هذه الأتمتة القدرة على صياغة رسائل مخصصة للفئة المستهدفة، بل وفي إمكانها أداء ذلك على مستويات فردية، نظرا إلى قدرتها على إنشاء ملفات تعريف دقيقة لكل شخص والتنبؤ بسلوكياته النفسية، وبفضل ذلك يمكنها طرح السرديات بأكثر الطرق جاذبية وإقناعًا للفئة المستهدفة؛ مما يؤدي إلى إحداث التأثير المطلوب في المشاعر والأفكار والأفعال، ويجعل الحرب النفسية أكثر فعالية.

كما تساهم الأتمتة في تعزيز استمرارية الحرب النفسية، بمعنى أن الدعاية المضللة يمكنها الاستمرار في أوقات السلم أو في الأوقات الرمادية، بما يلائم متطلبات هذه المرحلة ولا يؤدي إلى تصعيد أو استنفار من جانب القوى المعادية. وقد تساعد على ذلك قدرة هذه الأنظمة على القيام بمهامها بشكل أكثر مرونة يُصعّب عملية اكتشافها.

كل هذا ولم نتحدث بعد عن قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج وسائط مرئية مفبركة، وما قد يتبعه من تأثيرات. ومن الأمثلة التي نستحضرها لإبراز ذلك، انتشار صورة لانفجار كاذب في البنتاغون عبر وسائل إعلامية عديدة في العام الماضي؛ مما أدى إلى انخفاض سريع ودراماتيكي في سوق الأسهم الأميركية، قبل الكشف عن زيف هذه الصورة وأن إنشاءها جرى بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يسلط الضوء على إمكانات مثل هذه الدعاية في زعزعة استقرار الأنظمة في أوقات حرجة.

مقالات مشابهة

  • كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
  • فيديو.. القسام تحضر للإفراج عن أسير إسرائيلي ثالث
  • إحباط محاولة جلب مخدرات ومصرع 3 عناصر إجرامية عقب تبادل النيران مع قوات الشرطة
  • أطلقوا النار على الشرطة.. تفاصيل مصرع عناصر إجرامية في الصعيد
  • مصرع 3 عناصر إجرامية في مواجهات مع الشرطة
  • مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة
  • خبير: عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيلية حملت رسائل لإسرائيل والعالم بأسره
  • مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي في الضفة الغربية
  • إذاعة جيش الاحتلال: 20% من عناصر الشرطة يتلقون علاجا نفسيا منذ أكتوبر
  • العثور على جثة رجل ميت قرب سوق الجملة للخضر والفواكه بإنزكان