حكم مشاركة الكورسات التعليمية.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: “ما حكم مشاركة الكورسات التعليمية؟”.
حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه.. الإفتاء تجيب الإفتاء توضح حكم قول "حسبي الله ونعم الوكيل"وردت دار الإفتاء المصرية، أنه لا يجوز شرعًا لغير المشترك إشراك غيره معه في مشاهدة (الكورسات التعليمية) ما لم يأذن صاحبها فيها؛ لأنها من قبيل الحقوق الذهنية الثابتة لأصحابها شرعًا وعرفًا، فإن أذن صاحبها جاز وإلا فلا.
وأكدت دار الإفتاء: من المقرر شرعًا أنَّ كل ما له منفعة وقيمة فهو داخل في معنى المالية، كما نص عليه الفقهاء؛ قال الإمام الزَّرْكَشِي في "المنثور في القواعد الفقهية": [المالُ ما كان مُنتفعًا به أي مُستَعدًّا؛ لأن يُنْتَفع به وهو إمَّا أعيانٌ أو منافعُ]؛ فالمالية تشمل ما كان أعيانًا أو منافع أو حقوقًا.
وأضافت الإفتاء: قال العلامة ابن عابدين من الحنفية في حاشيته "رد المحتار": [المراد بالمال ما يميل إليه الطبع ويمكن ادخاره لوقت الحاجة، والمالية تثبت بتمول الناس كافةً أو بعضهم، والتقوُّم يثبت بها بإباحة الانتفاع به شرعًا].
وقال الإمام السيوطيّ في “الأشباه والنظائر”: [خاتمةٌ في ضبط المال والمتموَّل: أما المال فقال الشافعي رضي الله عنه: لا يقع اسم (مال) إلا على ما له قيمة يباع بها، وتَلزَم مُتلِفَه، وإن قَلَّت، وما لا يَطَّرِحُه النّاسُ مثل الفَلس وما أشبه ذلك].
وتابعت الإفتاء: وحقوق الملكية الفكرية والأدبية والفنية وبراءات الاختراع والأسماء والعلامات والتراخيص التجارية (والتي اصطُلِح على تسميتها بالحقوق الذهنية) هي من الحقوق الثابتة لأصحابها شرعًا وعرفًا، سواء أقلنا إنَّها من قبيل الأموال، أم قلنا إنَّها من قبيل المنافع التي تُعَدُّ أموالًا بورود العقد عليها مراعاةً للمصلحة العامة.
وأوضحت الإفتاء: وكورسات الفوتوشوب -المسؤول عنها- يقصد بها المادة الصوتية أو المرئية التي يتعلم من خلالها الدارس العمل بتقنية الفوتوشوب أو ما يتعلق بها، وتُقدم هذه المادة أو تعرض عن طريق الحضور إلى قاعات التعليم المتخصصة في هذا النوع من الكورسات، أو عن طريق الوسائل الحديثة المختلفة، كالمنصات أو البرامج الإلكترونية، وذلك بعدة طرق مختلفة، منها: الدخول عبر رابط يرسله مُقدم الخدمة، أو السماح بالدخول على المنصة والتسجيل فيها، وغير ذلك.
وأضافت: ولما كانت هذه الكورسات من النتاج الفكري، الذي يُقطَع بمنفعته بحيث يحصل به الاختصاص الحاجز ويجري فيه التقويم والتداول عرفًا ويُتَّخَذُ محلًّا للتعامل والمعاوضة بين الناس، ويثبت فيه حق المطالبة القضائية في العُرف القانوني ولا معارض لذلك في الشرع، فإن هذا يجعل لمثل هذه الكورسات حكم المالية في تملك أصحابها لها واختصاصهم بها اختصاصًا يحجز غيرهم عن الانتفاع بها بدون إذنهم، وكان الحصول عليها مقيدًا بالطريقة التي يأذن فيها مُقدمها ويرضاها.
ولذلك: يجب على طالب الخدمة أن يتقيد بما يحدده مقدموها وأن يلتزم بشروطهم وضوابطهم، ولا يجوز له مشاركة غيره في مشاهدة تلك المادة إلا بإذنهم ورضاهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكورسات دار الإفتاء الإفتاء حكم مشاركة الكورسات التعليمية
إقرأ أيضاً:
قبيل انطلاق ندوة ثقافية تتناول الكتاب.. التعريف برسالة "الحث على البحث" للأشعري
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "رسالة الحث على البحث" المشتهرة باسم "استحسان الخوض في علم الكلام"، بقلم الإمام أبي الحسن الأشعري (المتوفى في سنة ٣٢٤هجرية)، من إصدارات مركز الإمام الأشعري بالأزهر.
نائب رئيس جامعة الأزهر: المنهج الأزهري عبر تاريخه صمام أمان ضد التطرف إنشاد الغربية يتلألأ فى جناح الأزهر بمعرض الكتابتعالج الرسالة، إشكالية الاشتغال بعلم الكلام، بين المعارضين من غلاة النصيين، والموافقين من العقليين، وحكم النظر العقلي والاستدلال به في مسائل العقيدة، وربما كانت أول مُؤَلَّف خاص، يعالج هذا الموضوع الخلافي المحتدم في عصره، بين علماء أهل السنة والجماعة: الأثريين منهم والعقليين، وإن كان المعتزلة - ومنهم الجبائي، شيخ الأشعري الأول - قد سبقوا إلى هذا، وكذلك أفرد القاضي عبد الجبار، له مجلدا كاملا ضمن موسوعته: «المغني في أبواب العدل والتوحيد»، بيانا لموقف المعتزلة.
ورسالة «الحث»، وإن كانت صغيرة الحجم، إلا أنها تتسم بالعمق، والبراعة في استنباط الأدلة، وتوظيفها في إثبات المطلوب، وهو جواز الاشتغال بهذا العلم، والحث على الخوض في أبحاثه، ووجوب «النظر» في أصول الدين، ورد شبهات الخصوم، ومحاولة الفصل في هذا الشأن الدقيق.
ويظهر أن رسالة "الحث" من المؤلفات التي كتبها الإمام الأشعري، بغرض بيان آرائه هو ، وضمنها الرد على أقوال المخالفين في المسائل التي يذكرها، وهي تعالج مسألة اختلفت فيها الآراء وتعارضت فيها الأقوال، بين أهل السنة والمخالفين، وهي: حكم الاشتغال بالنظر العقلي والاستدلال به على قضايا العقيدة الإسلامية خاصة، وقد عاصر الأشعري أنصار هذه الاتجاهات المتباينة، وبرع في تحديد المشكلة، والرد عليها، فلم يترك للمعارضين قولا، إلا فنده، استنادا إلى منهجية علمية منضبطة، مستدلاً على قوله بأدلة النقل والعقل معا، فكانت وافية في علاج موضوعها، رغم صغر حجمها، ليصل مؤلفها -رحمه الله- إلى القول: بأن النقل الصحيح والعقل المستقيم، قاطعان بالاشتغال بالنظر والاستدلال، بلا حرمة أو كراهة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.