نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرًا يتناول دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنها تستفيد من الموارد السودانية على حساب السكان، ويستعرض كيف ساهمت هذه العلاقة في تفاقم الأزمة الإنسانية؛ حيث يواجه أكثر من 750,000 شخص خطر المجاعة، مشيرًا إلى استغلال الإمارات للأراضي والموارد الزراعية في السودان، بينما تواجه الاستثمارات مقاومة من السكان المحليين.



وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الوقت الذي قدمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة 70 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف في السودان؛ تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الدولة الخليجية تقوم أيضًا بتسليح قوات الدعم السريع في صراعها المميت مع القوات المسلحة السودانية.

ويقول محللون إن هذا الدعم يرتبط ارتباطًا وثيقًا باهتمام أبو ظبي بالموارد الزراعية والمعدنية الهائلة في السودان، وهو مستمر على الرغم من الخسائر الإنسانية الهائلة التي يتكبدها الشعب السوداني؛ حيث يواجه أكثر من 750,000 شخص خطر المجاعة، وقُتل ما لا يقل عن 15,000 شخص ونزح أكثر من 10.2 مليون شخص.

ويقول الخبراء والمراقبون إن جزءًا من دوافع الإمارات لتمويل الأعمال العدائية المدمرة هو ضمان وصولها إلى الأراضي السودانية والموانئ البحرية والموارد المعدنية والزراعية، بما في ذلك الماشية والمحاصيل.

وبحسب أمجد فريد الطيب، المحلل والمساعد السابق لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك؛ فإن قوات الدعم السريع هي يد الإمارات في السودان، لافتًا إلى أن الإمارات تسعى إلى الحفاظ على الوجود المؤسسي لقوات الدعم السريع في السودان لضمان استمرار تأثيرها على السياسة السودانية واستمرار استثماراتها طويلة الأمد في البلاد.

ترجع استثمارات دول الخليج الزراعية في السودان لمعالجة انعدام الأمن الغذائي إلى سبعينيات القرن الماضي؛ حيث تستورد الإمارات 90 بالمائة من غذائها، نظراً لندرة المياه وقلة الأراضي الصالحة للزراعة.


ووفقًا لرينيه فيلفي، المؤسس المشارك لشركة الحبوب، فإن الاستثمارات الزراعية الرئيسية الأخيرة للإمارات في السودان تركز على الأعلاف الحيوانية (البرسيم بشكل رئيسي) والمحاصيل والماشية، ويصعب تحديد حجم الصادرات من السودان إلى الإمارات بسبب انتشار شبكات التهريب وطرق التجارة غير المشروعة.

وتسيطر الإمارات على العديد من الأراضي والعمليات الزراعية في السودان، وتقوم الشركة الدولية القابضة، وهي أكبر شركة مدرجة في الإمارات، وشركة جنان للاستثمار بزراعة أكثر من 50,000 هكتار في السودان. ويغطي مشروع أبو حمد الزراعي 162,000 هكتار أخرى من الأراضي المزروعة.

وأوضح الموقع أن مشروع أبو حمد هو مشروع زراعي ضخم تقوده الشركة العالمية القابضة للزراعة بالشراكة مع مجموعة دال، أكبر شركة خاصة في السودان، وسيربط هذا المشروع المنطقة الزراعية بميناء جديد على البحر الأحمر، وهو ميناء أبو عمامة، الذي ستقوم مجموعة موانئ أبوظبي ببنائه وتشغيله، وسيحق للسودان الحصول على 35 بالمائة من أرباح الميناء البحري.

وسيسمح ميناء أبو عمامة للإمارات بالسيطرة على الطرق البرية والتجارية في السودان؛ حيث سيلعب دورًا حاسمًا في استراتيجياتها العسكرية والأمنية واللوجستية. وقد استثمرت الإمارات العربية المتحدة 6 مليارات دولار مبدئياً في المشروع.

ووفقًا لأبو بكر عمر، وهو خبير سوداني في النظم الغذائية والزراعة، فإنه إذا ضخت الإمارات هذا المبلغ من المال، فعليها أن تضمن ألا يذهب هباءً. وأضاف أن هذا ينطوي على وجود حلفاء وشركاء أقوياء على الأرض.

مقاومة السكان المحليين
أوضح الموقع أن الاستثمارات الإماراتية في السودان واجهت باستمرار مقاومة من السكان المحليين بسبب رفض أبوظبي الدخول في مشاريع ذات منفعة متبادلة، بحسب الطيب.

وقال الطيب أن الإماراتيين فضلوا نهب ثروات الأرض، وعندما فشلوا في الاستيلاء على الأراضي، بدأوا في الاستعمار المباشر باستخدام قوات الدعم السريع. وحدث هذا بغطاء من الإفلات من العقاب الذي يوفره لهم المجتمع الدولي.

وبحسب ما ورد حاولت المملكة المتحدة قمع التدقيق في دور الإمارات في السودان. ففي حزيران/ يونيو الماضي، ذكر تقرير لصحيفة الغارديان أن مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية ضغط على الدبلوماسيين الأفارقة لعدم انتقاد الإمارات.

وعندما يتفاوض القطاع الخاص الإماراتي على الاستثمارات، فإنه يتعامل مع القطاع الخاص السوداني والسلطات المحلية على حد سواء. وقال عمر، وهو خبير سوداني، إن قوات الدعم السريع، المعروفة بتجاهلها لحقوق الإنسان، أصبحت "خيارًا عمليًا" للمستثمرين الأجانب.

في السنوات التي سبقت الحرب؛ رفضت الحكومة السودانية عدة محاولات إماراتية للتفاوض على صفقات زراعية في السودان بسبب شروط مجحفة، بحسب ما قال خبير سوداني آخر. وكانت هذه الشروط تنطوي على أرباح كبيرة للإمارات ومكاسب قليلة للمجتمعات المحلية.


وبحسب عمر فإن شرعية الحكومة السودانية تراجعت في السنوات القليلة الماضية، وهو ما خفض الثقة في قدرة القطاع العام على التنفيذ. وأشار إلى أن أحد أسباب الحرب هو أن آلة قوات الدعم السريع تضخمت أكثر من اللازم لدرجة وصلت إلى مستوى من العمليات يتجاوز عمليات الحكومة السودانية.

وأضاف أن ما يمكن أن تحصل عليه الإمارات من قوات الدعم السريع هو ضمانات من الذهب والإنتاج الزراعي في المستقبل، فقوات الدعم السريع جهة فاعلة لديها قوة أكبر في التنفيذ، فهي لا تراعي العلاقات العامة أو حقوق الإنسان.

وأوضح أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، أن استراتيجية الإمارات في السودان هي استراتيجية "بنوك الأراضي"، والتي تتضمن شراء الأراضي بقصد التطوير المستقبلي.

وتقوم الإمارات باستئجار الأراضي على نطاق واسع، قد لا يكون ذلك لاعتبارات غذائية قصيرة أو متوسطة الأجل، بقدر ما هو للاستيلاء على الأراضي، وبمجرد حصولها على مساحات كبيرة من الأراضي، يمكنها تحمل الخسائر قصيرة الأجل مع امتلاك أصول طويلة الأجل.

الطموحات العالمية
وأفاد الموقع بأن طموح الإمارات في السيطرة على الموانئ البحرية لأسباب لوجستية ليس بالأمر الجديد، فقد سعت إلى تحقيق أهداف مماثلة في اليمن وجيبوتي والصومال، من بين دول أخرى.

وبحسب الطيب فإن شواطئ البحر الأحمر السودانية هي مفتاح المرور لأكثر من 60 بالمائة من التجارة الدولية، ومن خلال تأجيج حالة عدم الاستقرار في السودان، فإن الإمارات لديها فرصة للسيطرة على هذه الشواطئ، مشيرًا إلى أن الإمارات تسعى في نهاية المطاف إلى السيطرة على الموانئ البحرية السودانية لأغراض التجارة؛ حيث إن السودان لديه أكثر من 700 كيلومتر من السواحل غير المستغلة على طول البحر الأحمر.

ويأتي دعم الإمارات لقوات الدعم السريع لحماية نفوذها المؤسسي والسياسي في السودان أمر بالغ الأهمية لطموحاتها في لعب دور رئيسي في النظام الغذائي العالمي؛ حيث تهدف الدولة الخليجية إلى تصدر مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول سنة 2051.

وفي سنة 2018، وقّعت الإمارات على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية؛ حيث إنها تقدم الدعم اللوجستي للعديد من الدول "لتعزيز" التجارة الأفريقية على الصعيد الدولي. ولتحقيق ذلك، فإنها تحتاج إلى تطوير شبكة عالمية من العمليات الزراعية مع إمكانية الوصول إلى الموارد الحيوية مثل المياه والأراضي، فضلًا عن تأمين طرق تجارية آمنة بحرًا وجوًا وبرًا.

في هذه الأثناء، لا يزال العنف قائمًا، ولا يزال المجتمع الدولي صامتًا بشأن علاقة الإمارات بسفك الدماء الذي تسببت فيه قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والعنف الجنسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإمارات الدعم السريع السودانية الحرب السودان الإمارات الحرب الدعم السريع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الإمارات فی فی السودان أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

لا تكتفي بنهب ذهبه.. الامارات تنهب “آثار السودان” ايضاً (صور)

 

 

الجديد برس|

 

كشف تحقيق حصري لمنصة “دارك بوكس” في تطبيق اكس ، أساليب نهب الإمارات لذهب وآثار وثروات السودان الوطنية، عبر سلسلة مروعة من السرقات والتهريب والنهب المنظم، تمتد من متاحف ومناجم السودان إلى مدارج الطائرات في أبوظبي.

وقالت المنصة بانها “تحتفظ بصور أقمار صناعية حصرية، ووثائق مسرّبة، وشهادات شهود عيان”.

 

وتطرق التحقيق الى طرق وأساليب النهب المنظم للذهب والآثار من قبل قوات الدعم السريع المدعومة إماراتياً بشكل علني، واشار التحقيق ” ان قوات الدعم السريع نفذت نهباً ممنهجًا لمناجم الذهب والمراكز الجيولوجية والمتاحف الوطنية في السودان.

ووثّقت صور الأقمار الصناعية قوافل شاحناتهم وهي تنقل موارد ثمينة غرباً نحو الطائرات الإماراتية المنتظرة.

 

وقالت المنصة أن “هناك صور حصرية تظهر قوافل قوات الدعم السريع تغادر مستودع المتحف القومي السوداني ومقر هيئة البحوث الجيولوجية متجهة نحو الحدود السودانية”.

وأكد التحقيق ، أن من بين المسروقات  كنوز وقطع أثرية لا تُقدّر بثمن،مثل نيزك المناصير، سرق من هيئة البحوث الجيولوجية وتماثيل وعملات نوبية نادرة وصناديق كاملة من آثار غير مسجلة من دارفور والخرطوم ومخطوطات قبطية وقطع أثرية من الممالك المسيحية السودانية، كُلها نُقلت بشاحنات عسكرية إلى مهابط طائرات خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

 

الجدير بالذكر ، أن بعض القطع ظهرت بالفعل على مواقع تجارية مثل eBay وعلى الشبكة السرية للبيع تحت بيانات مزورة.

 

وحدد التحقيق، أن مسارات التهريب تبدأ من أم درمان إلى أبو ظبي عبر طريق أم درمان، حيث تتوجه الشاحنات إلى الحدود مع تشاد ويستقبلها عملاء مرتبطون بالإمارات، وبعد ان يتم شحنها لتعبر حدود تشاد مع ليبيا يتم تحميلها على طائرات خاصة إماراتية باتجاه أبو ظبي “ليتم مقايضة الذهب والآثار مقابل أسلحة وتقنيات متقدمة عبر حسابات شركة الجنيد التابعة لقائد ميليشات الدعم السريع ، دقلو”.

 

ويؤكد التحقيق أن الصور الحصرية التي حصلت عليها المنصة، تُظهر شحنات ذهب موسومة كمجرد “عينات معدنية” نُقلت عبر خطوط شحن إماراتية.

 

وأشار التحقيق، أن محرك الحرب الحقيقي هو استنزاف ذهب السودان، إذ تمر أكثر من 90٪ من صادرات الذهب عبر الإمارات. وبمجرد وصوله يُذاب ويُعاد تصنيعه في شكل مجوهرات أو سبائك تُمحى أصوله ويُباع عالمياً أو يُضاف للاحتياطي الوطني الإماراتي، مقابل طائرات مسيّرة وأسلحة وأدوات تجسس ظهرت في هجمات قوات الدعم السريع الأخيرة بدارفور.

 

واضافت منصة “دارك بوكس” بانها تأكدت من أرقام تسلسلية وعلامات مصنّعين على الأسلحة التي استخدمتها قوات الدعم السريع—وتبين أن الكثير منها مصدره شركات إماراتية وأوروبية شرقية، تم نقلها عبر خطوط الإمداد الإماراتية.

 

وتقول المنصة “هذا ليس مجرد نهب، بل نهب ترعاه دولة ويغذي الإبادة الجماعية.”مع استمرار صمت العالم رغم وجود الأدلة، كما انه لم يتم فرض عقوبات على شركات الأسلحة الإماراتية، ولم تجرى تحقيقات من منظمات التراث التابعة للأمم المتحدة، ولم يصدر استنكار عالمي لنهب المتاحف والآثار.

 

وفي غضون ذلك، لا تزال منصات دولية مثل eBay تغص بقطع أثرية يُعتقد أنها منهوبة من السودان.

 

وقد استخدمت أبو ظبي نهب الآثار والكنوز وتهريب الذهب لتمويل الحروب في اليمن وليبيا، والآن في السودان، ومن خلال حسابات شبكة الجُنيد ” التابعة لقائد ميليشات الدعم السريع ، دقلو”، وبنوك الظل، وخطوط الشحن العسكري، تدير الإمارات عملية نهب بمليارات الدولارات بعيداً عن رقابة العالم.

 

واختتم التحقيق، بأن السودان يُنهب على مرأى من الجميع تراثه وثرواته ومستقبله يُعرضون للبيع لتغذية طموحات إمبراطورية إقليمية، وأن الإمارات ليست طرفاً محايداً بل إنها مستفيدة من الحرب، ناهبة للأمم، وشريان حياة لمليشيات ترتكب إبادة جماعية.

مقالات مشابهة

  • لا تكتفي بنهب ذهبه.. الامارات تنهب “آثار السودان” ايضاً (صور)
  • "كلاشنكوف وقنابل".. كيف تم تهريب أسلحة من الإمارات إلى السودان؟
  • السودان يطالب الصين بتوضيح حول كيفية حصول قوات الدعم السريع على مسيرات صينية
  • تحقيق أممي في وصول صواريخ تملكها الإمارات إلى الدعم السريع
  • جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد
  • جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد"
  • الدعم السريع ترتكب مجزرة أودت بحياة 31 شخصا وتدمر طائرات بمطار الخرطوم
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشر
  • مصادر طبية: قوات الدعم السريع نفذت مجزرة في أم درمان