الجيش الإسرائيلي يجرف شوارع جنين ويحرق سوق الخضار فيها ويدمر البنى التحتية لمدن ومخيمات شمال الضفة
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
شهدت مدن الضفة الغربية، بما في ذلك جنين وطولكرم والخليل، شللا في الحركة يوم الأحد، حيث أغلقت المتاجر وخلت الشوارع نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة. تُعد هذه الحملة الأكبر والأكثر دموية منذ 2002.
بدأت الحملة العسكرية الإسرائيليةيوم الثلاثاء الماضي، وتواصلت العمليات الواسعة النطاق التي تشمل تدمير البنية التحتية، والغارات الجوية، والمعارك بالأسلحة، خاصة في المخيمات الحضرية للاجئين.
في وقت سابق، أظهرت لقطات تم نشرها على الإنترنت سوقاً للخضار في مدينة جنين وقد أضرمت النيران فيه وسط العملية العسكرية المستمرة في المدينة، التي دخلت يومها الخامس. كما دمرت عملية الاقتحام ما يقدر بنحو 70% من البنية التحتية للمدينة وتركت الفلسطينيين دون الحصول على الطعام أو الماء أو الكهرباء أو الإنترنت.
من جهته، أدان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تغريدة عبر صفحته في منصة "إكس" استخدام قوات الأمن الإسرائيلية للقوة غير القانونية خلال العمليات العسكرية الجارية في الضفة الغربية المحتلة. ودعا المكتب إلى إنهاء فوري للهجوم الحالي على مخيم جنين للاجئين، مؤكداً على الحاجة الملحة لإيقاف التصعيد العسكري واحترام حقوق الإنسان في المنطقة.
تعتبر إسرائيل هذه العمليات جزءاً من استراتيجيتها لمنع الهجمات على المدنيين الإسرائيليين، الذين شهدوا زيادة في الهجمات خلال الحرب على غزة، بما في ذلك الهجمات القريبة من المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.
في المقابل، أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية، حيث سجلت الوزارة مقتل ما لا يقل عن 663 شخصاً في الضفة الغربية منذ بداية الحرب.
تستمر الأوضاع في المنطقة في التدهور، مع تداعيات واسعة على الحياة اليومية للسكان، وسطدعوات دولية للتهدئة وإنهاء الأعمال القتالية.
المصادر الإضافية • أب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مقتل فلسطيني وإصابة 11 آخرين وحرق ممتلكات في هجوم مستوطنين على بلدة جيت شمال الضفة الغربية 28 شخصًا تركوا دون مأوى.. الجرافات الإسرائيلية تواصل هدم المنازل في أم الخير بالضفة الغربية صواريخ إسرائيلية أطلقت من الجو تقتل تسعة شبان فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة قتل الضفة الغربية السياسة الإسرائيلية إجلاء هجمات عسكرية الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا قتل الضفة الغربية السياسة الإسرائيلية إجلاء هجمات عسكرية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الاتحاد الأوروبي إيطاليا شلل الأطفال لبنان الحرب في أوكرانيا حزب الله برلمان السياسة الأوروبية فی الضفة الغربیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
بعد جنين وطولكرم.. عدوان إسرائيلي واسع على مخيم بلاطة بنابلس
على غرار عملية "السور الحديدي" التي أطلقتها إسرائيل ضد مخيمات جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي دخلت شهرها الثالث، وبعد عشرات الاقتحامات لمخيمات "بلاطة" و"عسكر" و"العين" في نابلس، شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة على مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة نابلس، فجر اليوم الأربعاء.
وذكر بيان مشترك للمتحدثين باسم جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية أن "عملية واسعة النطاق" بدأت في نابلس شمال الضفة الغربية. في حين ذكرت القناة (12) الإسرائيلية أن وحدتين خاصتين ونحو 3 كتائب إضافية بدأت عمليتها بمخيم بلاطة ضمن العملية بشمال الضفة الغربية.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من شهر من عملية مماثلة استهدفت مخيم العين غربي نابلس، استمرت لعدة ساعات، نزحت خلالها أكثر من 40 أسرة، وهدد الاحتلال بهدم نحو 80 منزلا في المخيم.
ومن محاور مختلفة من جنوب المدينة وشرقها، اقتحم جيش الاحتلال مخيم بلاطة بعشرات الآليات العسكرية ودوريات المشاة الراجلة، وتوغل في معظم أحيائه لا سيما حارة "الجماسين" ومنطقة "شارع السوق" وسط المخيم، ومن ثم توسعت الاقتحامات لتطال حارات أخرى، وتخلل ذلك مداهمات للبيوت وعمليات تفتيش عنيفة وتنكيل بالمواطنين.
ومع بداية العملية طرد جنود الاحتلال 3 عائلات من منازلهم في حارة الجماسين إلى خارج المخيم، وحولوها لثكنات عسكرية ومراكز تحقيق ميداني، وأعلنوا عبر مكبرات الصوت فرض حظر التجوال على المخيم.
وأدت الإجراءات التي فرضتها قوات الاحتلال إلى إصابة 3 مواطنين على الأقل بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق الشديد بالغاز المسيل للدموع، في حين استهدف الجنود الصحفيين بقنابل الغاز، وعرقلوا عمل الطواقم الطبية.
إعلانوقال رئيس لجنة خدمات مخيم بلاطة عماد زكي إن "العملية العسكرية لا تزال مستمرة، وإن الجيش أبلغ مواطنين خلال اقتحام منازلهم أنها ستستمر ليومين أو ثلاثة، لكننا بلغنا من جهات رسمية أنها ستستمر حتى صباح غد الخميس".
وأوضح زكي في حديثه للجزيرة نت أن هذه العملية تختلف عن الاقتحامات السابقة، سواء من حيث الانتشار الكبير لمئات الجنود بين الأزقة، أو باقتحام المنازل وتفتيشها بشكل عنيف ودقيق جدا بأسلوب "من بيت لبيت"، أو بالتحقيقات الميدانية مع العديد من العائلات التي اقتحموا منازلها واعتقلوا شبابها، "ومن يعتقلونه من الشبان ويطلقون سراحه يبعدونه عن المخيم ويمنعون عودته إليه" حسب قوله.
تخريب وتدميروذكر زكي أن الجيش أطلق الطائرات المسيّرة للقيام بعمليات البحث والتفتيش داخل أزقة المخيم، وأضاف أن "من يجدون لديه علم فلسطين أو حتى لعب الأطفال -من قبيل أسلحة البلاستيك- ينكلون به ويعتدون عليه، ويقلبون منزله رأسا على عقب، حتى خزانات المياه على أسطح المنازل يفتشونها".
"كما يظهر من العملية أنها ذات طابع انتقامي من أهالي المخيم، أكثر من أنها تهدف لتدمير الشوارع والبنية التحتية كما فعل الاحتلال بمخيمات جنين وطولكرم" حسب زكي. ويقول "لا يوجد بمخيم بلاطة ما يستدعي عملا عسكريا كبيرا كباقي المخيمات، ونحن قدمنا احتجاجا للقناصل الأوروبيين على عملية الاحتلال، وطالبنا الأهالي بأن لا يستجيبوا لأية أوامر نزوح".
وفرض الجيش الإسرائيلي حصارا مطبقا على جزء كبير من حارات المخيم، وبصعوبة بالغة استطاع الأهالي إخراج بعض الحالات المرضية كمرضى غسيل الكلى والسرطان لتلقي العلاج.
وقال المواطن والصحفي جمال ريان، من مخيم بلاطة، للجزيرة نت إن "عددا كبيرا من الجنود اقتحموا منزله في حارة مغدوشة بمخيم بلاطة، واحتجزوا أطفاله بغرفة لوحدهم، وأجروا معه تحقيقا ميدانيا قبل أن يقوموا بتفتيش المنزل بشكل كامل والعبث بمحتوياته"، وأضاف "حطموا الكاميرات الخاصة بي وعدة التصوير كاملة، وكسروا أبواب الغرف".
إعلانوذكر ريان أن جيش الاحتلال كان يطلق الطائرات المسيرة قبل اقتحامه أي زقاق أو منزل، حيث تقوم المسيرات بإجراء كشف كامل مسبقا، "وأحيانا يطلقون هذه الطائرات داخل المنازل عبر النوافذ" وفق روايته.
"سياسة فاشلة"بدوره، شدد محافظ نابلس غسان دغلس، في تصريحات صحفية خلال زيارته لمخيم بلاطة عقب اقتحامه "موجودون هنا بين أهلنا ولن نبرح المكان، وما يصيب الأهالي يصيبنا".
ووصف ما يقوم به الاحتلال بـ"سياسة فاشلة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، ضمن صمت عربي ودولي ينظر ولا يحرك ساكنا"، وأضاف "نحن اليوم وبهذه المرحلة نشكل وحدة حال مع أهلنا بالميدان، لنفوت الفرصة على الاحتلال".
وذكر دغلس أن الاحتلال يشن "حرب إبادة" ضد الشعب الفلسطيني، وتابع "نريد أن نحافظ على هذه الأجيال ولا نخسرها، نحن أصحاب الأرض والوطن، ونقول للعالم استيقظ، هذا الشعب يصل لـ5 ملايين نسمة، لا يمكن اجتثاثه من أرضه".
يُذكر أن مخيم بلاطة الذي يقطنه أكثر من 33 ألف لاجئ، ويوصف بأنه أكبر مخيمات الضفة الغربية، تعرض بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول لعشرات الاقتحامات كمخيمات ومدن وقرى الضفة الغربية، وقتل الاحتلال نحو 30 مواطنا فيه، وهجر عائلات كثيرة، بعد أن استهدف نحو 200 منزل بالهدم والتدمير الجزئي والكامل.
ولا تزال قوات الاحتلال موجودة حتى الآن في مخيمات جنين وطولكرم، بعد أن هجَّرت سكانها بالكامل، خاصة مخيم جنين الذي هدمت فيه مئات المنازل وقتلت عشرات المواطنين، وتسببت بنزوح نحو 50 ألف مواطن، وفق بيانات اللجان الخدمية بتلك المخيمات.