منذ سنوات، استخدم العلماء تحليل المياه العادمة للكشف عن مجموعة متنوعة من المواد، مثل المخدرات والأدوية وحتى المواد الكيميائية البيئية. ولكن مع جائحة كوفيد-19، برز دور جديد ومهم لهذه التحليلات، حيث أصبحت وسيلة فعالة لرصد انتشار الفيروسات والأمراض في المجتمعات. وفقًا لباحثين الألمان، فإنمياه الصرف الصحي تحتوي على إفرازات من البشر والكائنات الحية الأخرى، مما يجعلها مصدرًا غنيًا بالمعلومات التي يمكن تحليلها في المختبرات للكشف عن المخلفات الكيميائية والفيروسات.



رغم أن الفكرة ليست جديدة بالكامل، فقد استخدمت تحليلات المياه العادمة للكشف عن الفيروسات منذ أكثر من 85 عامًا عندما تم اكتشاف فيروس شلل الأطفال في المياه العادمة بالولايات المتحدة. ومع ظهور جائحة كوفيد-19، أثبت علماء هولنديون أنه يمكن الكشف عن المادة الوراثية لفيروس كورونا في مياه الصرف الصحي، مما أتاح تتبع انتشار الفيروس واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منه.


طموح ألماني للبحث

أدركت ألمانيا أهمية هذه الأداة وبدأت في تطوير مشاريع طموحة لمراقبة المياه العادمة. انطلق المشروع التجريبي «ESI-CorA» في عام 2022 بمشاركة 20 محطة معالجة مياه، وتوسع ليشمل عشرات المحطات الأخرى. يهدف المشروع إلى رصد تلوث المياه العادمة بفيروس سارس-كوف-2، ما أسهم في توفير بيانات حيوية للأطباء والمتخصصين في الصحة العامة.

وبعد انتهاء المشروع التجريبي، انطلقت مبادرة «Amelag» التي تتولى مراقبة المياه العادمة لتقييم الحالة الوبائية. يتمثل أحد أهداف هذا المشروع في تحديد مسببات الأمراض التي يجب أن تكون لها الأولوية في الفحص المستقبلي. كما يركز على بناء بنية تحتية رقمية لمعالجة البيانات بسرعة ودقة، مما يسمح بالكشف المبكر عن موجات العدوى.

يقول تيمو غراينر من معهد روبرت كوخ: " قائمة مسببات الأمراض المحتملة طويلة جدا"، ورأى أن من المهم أيضا الانتباه إلى تلك المسببات التي لا
تتوفر عنها معلومات كافية مشيرا إلى أن النظام الصحي لا تتوافر لديه معلومات عن حمى غرب النيل على سبيل المثال إلا في الحالات الشديدة. وقال
إن من الممكن لتحليل المياه العادمة أن يكشف أيضا عن عدد الحالات غير المكتشفة من الأمراض الخفيفة أو الخالية من الأعراض كما هو الحال مع
كوفيد.
 
إمكانات هائلة تنتظر الاستغلال

الدراسات الحديثة، مثل تلك التي أجراها فريق من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي في برلين، أظهرت أن تحليل مياه الصرف الصحي يمكن أن يكشف ليس فقط عن الفيروسات الشائعة مثل الإنفلونزا، بل أيضًا عن الفيروسات الموسمية التي تصيب النباتات وحتى البعوض. هذه النتائج تؤكد على الإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها تحليل مياه الصرف الصحي، والذي يمكن أن يصبح أداة أساسية في مراقبة الصحة العامة والكشف المبكر عن الأوبئة.

رغم التقدم الكبير الذي أحرزته هذه المشاريع، يظل هناك تحدٍ كبير يتمثل في تسريع عمليات تحليل البيانات، لتكون قابلة للاستخدام في الوقت المناسب. مع ذلك، فإن البنية التحتية التي تم تطويرها خلال جائحة كوفيد-19 ستظل مفيدة للوقاية من الأوبئة المستقبلية. مع استمرار البحث والتطوير في هذا المجال، قد نرى قريبًا استخدامًا أوسع لتحليل المياه العادمة في الكشف المبكر عن الأمراض والحفاظ على الصحة العامة.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: میاه الصرف الصحی المیاه العادمة المبکر عن

إقرأ أيضاً:

"مياه الفيوم" دورة تدريبية عن مواصفات وخصائص مياة الصرف الصحي والصناعي

أكد المهندس محمد عبدالجليل النجار، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الفيوم، أن الشركة قامت بتنفيذ دورة تدريبية تحت مسمى مواصفات وخصائص مياة الصرف الصحي والصناعي، ضمن خطة التدريب الخاصة بالمسار الوظيفي لترقية العاملين إلى الدرجات الوظيفية العليا تحت إشراف الإدارة العامة للتدريب بالشركة  بهدف رفع كفاءة العاملين وبناء قدراتهم  وتنمية مهاراتهم الفنية في مجال معالجة مياة الصرف الصحي.

 

وأفاد الدكتور محمود الغندقلي، مدير عام التدريب بان الدورة التدريبية تهدف إلي تعريف العاملين بالمصادر المختلفة لمياه الصرف الصحي والخصائص الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية لمياه الصرف الصحي والتشريعات والقوانين الخاصة بتحديد مواصفات مياة الصرف الصحي المعالج قبل صرفها علي المجاري المائية بهدف الوصول إلى التشغيل الأمثل للمراحل المختلفة في المحطات من أجل الحصول على السيب النهائي لمياه الصرف الصحي المعالجة بالجودة العالية التي تجعله مطابق للقوانين والتشريعات والحفاظ على الصحة العامة وتوفير مقتضيات الراحة والأمان للمواطنين وسلامة ونظافة البيئة، وقد استمرت  الدورة التدريبية لمدة ثلاث أيام متواصلة بمركز تدريب الشركة بمحطة مياه العزب الجديدة وحاضر الدورة الدكتورة رحاب فتحي محمد، مدير إدارة جوده الصرف الصحي بالإدارة العامة للجودة وشئون البيئة.

 

 

 

 

 

 

 

رئيس مياه الفيوم يتفقد محطات وروافع الصرف الصحي بقريتى العجميين وطبهار IMG-20240912-WA0343 IMG-20240912-WA0342 IMG-20240912-WA0266 IMG-20240912-WA0265

مقالات مشابهة

  • المكسيك: فيضانات وبنية تحتية مهترئة تُغرق مدينة تشالكو بمياه الصرف الصحي لأكثر من شهر
  • أراضي دمياط مهددة بالبوار بسبب مياه الصرف الصحي
  • مياه الشرب في المنوفية بلون الشاي ورائحة الصرف الصحي
  • "مياه الفيوم" دورة تدريبية عن مواصفات وخصائص مياة الصرف الصحي والصناعي
  • مراجعة التقدم المحرز لمشروع تعزيز استدامة خدمات المياه والصرف الصحي في صعيد مصر
  • وزير الصحة يؤكد حرص مصر على الاستثمار في «طول العمر الصحي» كضرورة استراتيجية
  • وزير الصحة: الاستثمار في طول العمر الصحي بين كبار السن ضرورة استراتيجية
  • مصر حريصة على الاستثمار في طول العمر الصحي لكبار السن
  • رئيس مياه القناة يفاجئ محطات المياه والصرف الصحي بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد
  • شوارع بعاصمة إب ومدن ثانوية تطفح بمياه الصرف الصحي وسط انتشار الأوبئة